يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره أمس موقع لبنان 24 على الرباط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1468650132508053500/
مارلين خليفة
ليس لبنان قضيّة مدرجة على أجندة المرشحين الأميركيين للرئاسة الأولى أي هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، لكن أوساطا ضليعة بالسياسة الأميركية تقول لـ”لبنان 24″ بأن تغييرا سيحصل بالنسبة الى السياسة الأميركية تجاه لبنان.
هذا التغيير سيكون بطيئا في حال وصول كلينتون الى منصب الرئاسة الأولى، وسريعا في حال وصول ترامب وبالرّغم من “علّاته” كلّها سيسعى ترامب الى تثبيت سلطة الدولة اللبنانية دون سواها.
هذه السرعة المتوقعة في التنفيذ تعود الى شخصيّة ترامب الصّدامية، وكونه يرغب بحلول سريعة.
لن يدخل ترامب في حروب جديدة بحسب قراءة الأوساط الواسعة الإطلاع، فهوّ يدّعي بأنه قادر على اجتراح الحلول السلمية لأنّه معتاد على عقد اتفاقيات تجاريّة، ويجاهر بقوله: أنا مفاوض أكثر مني محاور وقد تمرّست بالتفاوض في حياتي في قضايا تجارية عدّة”.
وتتوقع الأوساط المطلعة عن كثب على المناخ الأميركي بأن تسوء العلاقات الأميركية-الإيرانية في حال فاز ترامب لأنه يكنّ للإيرانيين “مشاعر سلبية جدّا”، وهو كان معارضا بشدّة للإتفاق النووي، وليست مشاعره أفضل تجاه العرب والمسلمين، وبالتالي فإن العلاقات الأميركية ستسوء مع الدولتين الإقليميتين الأكثر فاعلية أي إيران والسعودية.
وبالرّغم من سلبيته تجاه العرب إلا أنّ ترامب إيجابي تجاه لبنان بحسب ما تقول الأوساط المذكورة.
يعتبر ترامب الذي تربطه صداقات بالعديد من اللبنانيين بأن لبنان نموذج في المنطقة وينبغي أن يبقى سيدّا ومستقلا بلا إرادة خارجية تسيّره.
وتشير الأوساط الى أن حظوظ الفوز بين المرشحين الديموقراطية والجمهوري هي اليوم مناصفة بين كلينتون وترامب.
تتبدّل المعادلة في حال وقوع أي عمل إرهابي قبل شهر تشرين الثاني المقبل، عندها يفوز ترامب لأنه يقتات على الخوف الذي ولّده الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية.
وتشبّه الأوساط المذكورة سياسة الولايات المتّحدة الأميركية اليوم تجاه لبنان والمنطقة في الفترة الحالية التي تسبق الإنتخابات الرئاسيّة بأنها شبيهة بسياسة النأي بالنّفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية. وتعني الإبتعاد عن المشاكل.
مشيرة الى أنه ينبغي على لبنان أن يقتنص الفرصة الراهنة حيث الدول مشغولة بمشاكلها ويقنع العالم بأنه هو نموذج للحلّ، لأن الحل بالشرق لا يكون إلا عبر الإيمان بالديموقراطية والحرية.
ماذا عن “حزب الله”؟
مصير “حزب الله” مرتبط بالعلاقة بإيران بحسب الأوساط المذكورة، فإذا أبرمت إيران اي اتفاق مع الولايات المتّحدة الأميركية، فيمكن أن يكون “حزب الله” من ضمنه. و”حزب الله” برأي الأوساط جاهز ليكون حزبا سياسيّا لبنانيا، وقادر على إنجاز الأمور الإنسانية الكبرى التي يقوم بها اليوم ومنها بناء المستشفيات والمدارس وسواها. بالنسبة للأميركيين يجب أن يعود “حزب الله” الى حضن الدولة اللبنانية.
وهل سيؤثر قانون العقوبات الذي أقرّه الكونغرس الأميركي على ذلك؟
تعتقد الأوساط المذكورة بأنّ قانون الكونغرس يحدّ من حرية التصرّف المالي بالنسبة الى “حزب الله” لكنه ليس قادرا على تغيير سياسة “حزب الله” الإقليمية.