يعيد “مصدر دبلوماسي نشر هذا التقرير الذي نشره أمس موقع “لبنان 24” على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1468650586428059900/
مارلين خليفة
أغضبت فرنسا إيران بشكل كبير بعد استضافتها منذ أسبوع مؤتمرا للمعارضة الإيرانية (مجاهدي خلق) في باريس دعت خلاله رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” مريم رجوي الى إسقاط نظام الحكم في إيران، وتضمن انتقادات قاسية وجهها رئيس جهاز الإستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الثلاثاء الفائت السفير الفرنسي في طهران فرانسوا سيمنو إحتجاجا.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها إنّه “من غير المقبول إدلاء منظمة “مجاهدي خلق” التي تعتبر منظمة إرهابية بإيران ببيانات ضد إيران في الأراضي الفرنسية”، داعية الحكومة الفرنسية لتحديد موقفها الرسمي من المنظمة المذكورة“.
تزامنت هذه الحادثة “الدبلوماسية” بين البلدين مع زيارة رسمية قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إيرولت الى لبنان، وكلامه بأنّ فرنسا هي “وسيط” أو “مسهّل” في أي حلّ عتيد يعيد عمل المؤسسات الى لبنان، وأنها تتكلم مع جميع الأطراف الإقليميين.
ويشير محللون مطلعون على المناخ الإيراني الى أن طهران إستدعت السفير سيمنو إحتجاجا على الخطأ، لكنها لا تملك اية مخاوف من دور مستقبلي لمنظمة “مجاهدي خلق” التي يصفها الإيرانيون بأنها “إرهابية” لطخت أيديها بدماء الشعب الإيراني وقتلت رئيسا للجمهورية وانخرطت في عمليات تفجير ضدّ شعب إيران وبالتالي لا قاعدة شعبية لها.
وتقول الأوساط التي تحدّثت الى “لبنان 24” بأن هذا الخطأ الفرنسي الفادح يجعل من فرنسا دولة تحمل عداء لإيران. وتشير الأوساط المتابعة للتطورات الإيرانية الى أن الولايات المتحدة الأميركية موجودة في دائرة الشكوك الإيرانية دوما، فبعد أن صنّفت هذه المنظمة كإرهابية منذ أعوام، أزالتها منذ بضعة أشهر عن لوائح المنظمات الإرهابية من دون سبب معروف، وكذلك فعلت البلدان الأوروبية وهذا ما يثير شكوك الحكم الإيراني بشكل واسع.
ويعتبر الإيرانيون هذا التصرف الفرنسي خطوة عدوانية في اتجاه النظام السياسي في إيران، وهذا ما سيؤثر حتما على العلاقات بين البلدين.
في السابق كان لفرنسا نفوذها في إيران وكانت اللغة الفرنسية شائعة وتعتبر اللغة الثانية بعد الفارسية، وتراجع دورها بعد دخول بريطانيا. ويعزو المحللون تصرف فرنسا الى النفوذ الكبير للوبي اليهودي الذي وضع فرنسا في دور غير المسهّل للتفاوض في الملف النووي مع مجموعة دول الخمسة زائد واحد.
ويبدو بأن التصرفات الفرنسية وضعت في دائرة الريبة أخيرا في إيران، فبعد زيارة الرئيس الإيراني الى باريس والتي صنّفت بالناجحة، وبعد أن أبرم روحاني صفقات هائلة منها شراء إيران لحوالي مئة طائرة مدنية من فرنسا بمليارت الدولارات، يستشعر الإيرانيون اليوم نوعا من المماطلة الفرنسية في تنفيذ الإتفاقيات وخصوصا بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة الى باريس. وتخلص الأوساط المتابعة للمناخ الإيراني بأن فرنسا لا يمكنها بعد تصرّفها الأخير أن تلعب دور المسهّل في لبنان أو في بقية ملفات المنطقة لأنها بنظر الإيرانيين ليست “وسيطا نزيها”.