فرنسا تأمل تسليم المعدّات الممولة سعوديا الى الجيش اللبناني
مارلين خليفة- “مصدر دبلوماسي”
“تاريخ الرابع عشر من تموّز هو لحظة فريدة في التاريخ نعبّر فيها عن سعادتنا لكوننا فرنسيين”، بهذه الكلمات المفعمة بحب الوطن إفتتح السفير الفرنسي إيمانويل بون أمس الإحتفال في ذكرى 14 تمّوز أي العيد الوطني الفرنسي.
وأمام حشد من الفرنسيين واللبنانيين تقدّمتهم شخصيات سياسية ودبلوماسية ودينية وإجتماعية وإعلامية، أنشدت نادين نصّار النشيد الوطني اللبناني ونشيد “المارسييز” الشهير الذي ردده معها الفرنسيون بتأثر واضح وذلك على موسيقى أوركسترا قوى الأمن الداخلي التي أضفت مناخا من الحماس.
إعتصام لإطلاق جورج عبد الله
وفي خارج “قصر الصنوبر” حيث أقيم الإحتفال، إمتدّت زحمة السير بعيدا جدّا، وتجمهرت مجموعة من مناصري السجين اللبناني في فرنسا جورج عبد الله منفذين اعتصاما بات ملازما لذكرى 14 تموز السنوية.
وشارك في الإعتصام هذه السنة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنّا غريب الذي طالب الحكومة الفرنسية بالإفراج عن عبد الله الذي أمضى لغاية اليوم 32 عاما في السجن بالرغم من أنه استوفى شروط الإفراج عنه منذ 17 عاما.
كلمة بون
أبرز ما جاء في كلمة السفير بون التي ألقاها بحضور ممثل رئيس المجلس النيابي محمود برّي وممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وأركان السفارة الفرنسية:
“يدرك اللبنانيون أن بإمكانهم الاعتماد على فرنسا، والتجربة تؤكد ذلك وعندما تلتزم فرنسا من أجل لبنان، إنما تقوم بذلك من أجل لبنان وحده، من دون أفكار خلفية وهدفها الوحيد أن تكون مفيدة لهذا البلد الذي تتمسك به عبر روابط متعددة من خلال التاريخ والثقافة والصداقة والقلب”.
أضاف بون:
“قال رئيس الجمهورية (فرانسوا هولاند) من على هذا المنبر في 16 نيسان: لفرنسا مرشح واحد وأجندة واحدة وطموح واحد ألا وهو لبنان، فنحن نعمل إذا لكي يكون لبنان بمنأى عن التهديدات في هذه الفترة التي تسدوها الشكوك والريبة”.
وتابع: “على بعد 10 كلم من هنا في سوريا تدور الحرب، فما يهمنا أولا هو الحفاظ على الأمن في لبنان على الحدود، وكذلك على الأراضي الوطنية. ولهذا السبب، نتعاون مع كل المؤسسات المعنية، ونقدم دعمنا إلى الجيش اللبناني، فهو مؤسسة فعلا وطنية ونأمل أن يتم تسليمه المعدات الفرنسية ضمن إطار الهبة السعودية في الوقت المناسب”.
وأشار بون: “من المهم أن يمكّن التضامن الدولي لبنان من مواجهة نتائج الأزمة السورية، لا سيما في ما يتعلق بتوافد اللاجئين، ففرنسا تقوم بدورها كاملا وتزيد مساعداتها لصالح اللاجئين، كما لصالح المجتمعات المضيفة، التي ازداد فقرها من جراء هذه الأزمة”.
وقال: “إن الأزمة في سوريا أخذت حجما استثنائيا، ونحن نفعل كل ما في وسعنا للتخفيف من وطأة الحمل بالنسبة إلى لبنان والتحضير للمستقبل، وثمة أمر يجب أن يكون واضحا، ألا وهو عودة اللاجئين إلى بلادهم ما أن تسمح الظروف بذلك. ولا بد من تأمين هذه الظروف، ولذا فإن فرنسا تواصل العمل من أجل عملية انتقال سياسية تبقى الحل الأفضل لإخماد الحرب في سوريا”.
أضاف: “من المهم أن يتم التوصل إلى حل للازمة السياسية التي تعصف بلبنان، وفرنسا تشجع الأحزاب اللبنانية على إيجاد سبل لتسوية من شأنها أن تتيح انتخاب رئيس يكون رئيسا لجميع اللبنانيين، وتشكيل حكومة تمثل الوحدة الوطنية وتجديد مجلس نيابي تتمثل فيه جميع الأطراف تمثيلا عادلا، فالتوصل إلى اتفاق ضروري لحسن سير عمل مؤسسات الدولة لصالح جميع اللبنانيين، غير أن فرنسا تدرك كم أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق كهذا في الوقت الذي يمارس فيه الخارج ضغوطا كبيرة على لبنان، وبالتالي فهي تبذل كذلك جهودا باتجاه جميع الاطراف القادرة هنا على التأثير، وهدفها بسيط توفير الظروف المناسبة والحصول على الضمانات الدولية للتأكد من أن الاتفاق الذي يتوصل إليه اللبنانيون بالتفاوض في ما بينهم سوف يتم احترامه من قبل الجميع”.
وتابع: “في الواقع، من مصلحة الجميع أن يبقى لبنان بمنأى عن الأزمات الاقليمية، وأن يتم التوصل إلى حل في لبنان قد يشكل إشارة ممتازة بالنسبة إلى سائر أنحاء المنطقة، ويبقى التفاوض ممكنا للخروج من الأزمات”.