الشرطة البلدية غير مسلّحة وحققت مع السوريين بأسلوب يحمي عناصرها من هجوم مفاجئ
مارلين خليفة-مصدر دبلوماسي
الصورة التي تناقلتها وسائل التواصل الإجتماعية أمس عن مواطنين سوريين واقفين أوجههم الى الجدار وموثوقي اليدين في بلدة عمشيت (قضاء جبيل) تعود الى ما لا يقّل عن 10 أيام، كما قال رئيس بلدية عمشيت الدكتور أنطوان عيسى لموقع “مصدر دبلوماسي”.
ويروي عيسى الذي هاجمه بعض “الغيورين” على حقوق السوريين ومنهم دكتور يدرسّ في جامعة رئيسية في لبنان بكلمات بذيئة (عبر صفحته على “فايسبوك”) حقيقة الصورة.
يقول عيسى: ” تلقينا شكاوى من مواطنين يعيشون في حيّ مار الياس في عمشيت عن شبّان سوريين يتعرّضون يوميا بكلام غير لائق للفتيات، وبعد عدّة شكاوى أرسلنا الشرطة البلدية لاستكشاف ما يحدث فوجدت مجموعة كبيرة من الشبان السوريين المتجمهرين، فهرب قسم منهم في ما بدأ التحقيق مع آخرين وتمّ تعقب أحدهم فاكتشفت الشرطة غرفة يعيش فيها 32 شخصا حاملين الجنسية السورية، فأخرجوا من الغرفة وأوقفوا للتحقيق معهم، ولمّا كان عناصر الشرطة غير مسلّحين وغير مهيّئين للتعاطي مع اي هجوم مسلّح مفاجئ أو أقلة وجود خنجر قد يعرضهم للطعن، أوقف هؤلاء المواطنين بهذه الطريقة واستمرّ التحقيق معهم لفترة وجيزة ثمّ أعيد إطلاق سراحهم”. ويوضح الدكتور عيسى” إن هذه الواقعة حصلت بعد ايام من التفجيرات الإنتحارية المتتالية في بلدة القاع البقاعية، ونحن في عمشيت لا نعرف معنى العنصرية، لكن هذه هي الطريقة المعتمدة في التحقيق حتى في البلدان الغربية، وهي تعتمد أيضا مع المواطنين اللبنانيين، وشرطتنا البلدية غير مزوّدة بالسلاح وكان عليها أن تتخذ إجراءات حيطة لتحمي عناصرها من هجوم مفاجئ”. يضيف:” نحن من واجبنا حماية مجتمعاتنا وإذا حصلت مبالغة طفيفة فهي ليست عنصرية بل حرص على أمن الناس وأمن الشرطة، وعلى المنتقدين أن يتفهموا الوضع النفسي والخوف الذي كان سائدا بعد هجومات القاع الإنتحارية “. ويحرص عيسى على القول بأن عمشيت كبلدة تعدّ 25 ألف نسمة جلهم من خارجها لا تعرف معنى العنصرية وهي اشتهرت بترحابها بالضيف، وبلدية عمشيت تأسست عام 1890 وهي ليست بلدية حديثة العهد تجهل كيفية التعامل مع الوقائع الموجودة”.
يذكر أنه يوجد في عمشيت 2800 نازح سوري وهم ليسوا خاضعين لأية إجراءات منع تجوّل لأنّ عيسى يرفض ذلك ويقول:” هؤلاء مواطنون سوريون لهم الإحترام ذاته كما اللبنانيين، لكن عتبي على بعض وسائل الإعلام وبعض المتسرعين الذين كتوا عبر وسائل التواصل الإجتماعية واضعين عمشيت في دائرة الإستهداف عبر تصويرها عنصرية وهي من أكثر البلدات اللبنانية تساهلا مع الإخوة السوريين واحتضانا لهم”.