الوسم: @الشيخ_محمد_بن_عبد_الرحمن_آل_ثاني

  • رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: قطر لن تقبل أن تشن من أراضيها أية هجمات أو حروب على أي دول أو شعوب

    رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: قطر لن تقبل أن تشن من أراضيها أية هجمات أو حروب على أي دول أو شعوب

     

    “مصدر دبلوماسي”

    أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده لا تقبل أن تشن من أراضيها أي هجمات أو حروب على أي دول أو شعوب، سواء في المنطقة أو خارجها.

    جاء ذلك خلال لقاء مع “تلفزيون قطر” الرسمي، امس الثلاثاء، وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية تقديم الولايات المتحدة الدعم لـ”إسرائيل” من قاعدة “العديد” في قطر، خلال عدوانها على قطاع غزة.

    وشدد على أن وجود “قاعدة العديد” تعود لعلاقة شراكة استراتيجية بين بلاده وأمريكا، مشيراً إلى أن قرار بلاده السيادي وسياستها الخارجية لا تتأثر بذلك.

     

    وفيما يتعلق بالوضع في غزة قال: إن “الطرف الإسرائيلي عرقل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”، وأوضح أن “دور قطر في جانب الوساطة ليس بجديد بحكم المعطيات والعلاقات مع كافة الأطراف”.

    وأشار إلى أن “مسألة الوساطة بالنسبة لنا في قطر ضرورة وليست برفاهية”، مشيراً إلى أن بلاده شيدت سجلاً موثوقاً بأن تكون وسيطاً موثوقاً بين كافة الأطراف، ووضع دولة قطر في الساحة الدولية مشرّف ويرفع رأس كل قطري”.

    وبشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان قال رئيس الوزراء القطري: “أولويتنا بشأن لبنان هي وقف الحرب“.

    وتابع: “قمنا بعدة اتصالات موسّعة مع الجانب اللبناني، وأوضحنا لهم موقف الدوحة وهو وقف الحرب في لبنان”، وأشار إلى أن “أزمة لبنان الكبرى هي الحرب التي نتج عنها نزوح 1.2 مليون لبناني وليست الرئاسة”.

    قطر لا تقارن إلا بقطر

    وحول ما يتعلق بالشأن القطري قال إن بلاده واجهت كثيراً من التحديات عبر الزمن، ولم تعرف التفرقة بين كل من يقيم على أرضها، “فأهل قطر جميعاً يد واحدة”.

    وأوضح أنه عند طرح تجربة انتخابات أعضاء مجلس الشورى عام 2021 كان هناك رأي يتحفظ عليها، ولكن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “كان رأيه أن نخوض التجربة لنرى ما ستسفر عنه”.

    ولفت إلى أنه “كانت هناك بعض النصوص التي تركت بعض الأثر في مجتمعنا الذي يقوم بالأساس على لُحمته الوطنية ونسيجه الاجتماعي”.

    وأكد رئيس وزراء قطر: “لا نخجل من التحديات التي نواجهها، والعنوان الرئيسي هو الشفافية مع أهل قطر”.

    وأضاف: “لن تقوم الدولة بأي إجراء لا يصب في مصلحة المواطن؛ لأن مصلحة المواطن تفوق كل شيء، وتمت دراسة الموضوع بعناية بالاستعانة بأهل الخبرة وأصحاب الرأي، وما تمت صياغته سيخدم المرحلة القادمة”.

    وحول من يحق له الانضمام إلى مجلس الشورى قال: “لا يوجد حاجز للسن القانوني على مستوى أعضاء مجلس الشورى، وهذا الأمر سيفتح المجال أمام الشباب”.

    وأفاد في لقائه مع “تلفزيون قطر”: “الآليات المتبعة في مجتمعنا أهلية ومتعارف عليها منذ عقود، لا يوجد فرق بين مجلس منتخب أو مُعين”.

    ونوه الشيخ محمد بن عبد الرحمن بأنه “لا يمكن أن نقارن قطر بدولة أخرى”، موضحاً: “قطر تقارن بقطر كيف كانت في الماضي، وكيف هي في الحاضر، وكيف ستكون في المستقبل”.

    وفي الجانب الاقتصادي أوضح رئيس الوزراء القطري: “نسعى لتنويع اقتصاد دولة قطر، والاستفادة من البنية التحتية التي استثمرت فيها الدولة”.

    ولفت إلى أن التوجيهات كانت تركز على بناء اقتصاد قوي متنوع وقادر على مواجهة كافة التحديات والإبداع وصنع التغيير، وبعد الانتهاء من مشاريع كأس العالم حان الوقت للاستفادة من كافة استثمارات الدولة.

    وتابع: “نعمل الآن على وضع سياسات لتكون قطر جاذبة للاستثمار الأجنبي وتبني التطور في الاقتصاد، وهناك العديد من الخدمات والتسهيلات الحكومية المقدمة غير راضين عنها ونعمل باجتهاد لتحسينها”.

    وشهدت قطر، في الثاني من أكتوبر 2021، تحولاً تاريخياً في مسيرة مجلس الشورى القطري بإجراء أول انتخابات لاختيار ثلثي أعضائه، ليمثل محطة رئيسية في مسيرة ذلك المجلس الذي شكل للمرة الأولى عام 1972.

     

     

     

  • رئيس الوزراء القطري يحذر من أن الوضع الذي لا يطاق في غزة يشكل خطرا إقليميا: الوساطة القطرية حققت نتائج عجزت عنها العملية العسكرية

    رئيس الوزراء القطري يحذر من أن الوضع الذي لا يطاق في غزة يشكل خطرا إقليميا: الوساطة القطرية حققت نتائج عجزت عنها العملية العسكرية

     

    ترجمة موقع “مصدر دبلوماسي”

    مقالات مختارة- أن بي آر

    ليلى فاضل
    لقد كانت رحلة ذي مخاطر عالية إلى واشنطن  لرئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن  آل ثاني هذا الأسبوع، إذ تحاول بلاده التوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس من شأنه أن يؤدي إلى وقف الإقتتال، على الأقل مؤقتا.

    كذلك، من شأن أي اتفاق أن يؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن المتبقين والبالغ عددهم 136 رهينة  تم أسرهم من اسرائيل خلال هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. كما أنها ستتيح بعض الراحة للمدنيين المحاصرين في غزة الذين يعيشون تحت القصف، وستوفر وصول المساعدات الى منطقة كوارث إنسانية صنعها الانسان.

    بعد الإعلان عن إطار العمل الذي تقوم حماس بمراجعته حاليا، جلس آل ثاني مع مقدمة برنامج Morning Edition ليلى فاضل.

    قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “أعتقد أننا يجب أن نتحد جميعًا لوقف هذه الحرب، وإنقاذ أولئك الأطفال والنساء من القتل والمطاردة والقصف بالغارات الجوية والدبابات وكل شيء”.

    وحذر من أنه إذا لم يتوقف الصراع بين إسرائيل وحماس قريبا، فإن مخاطر نشوب حرب إقليمية ستزداد.

    وجاءت زيارة آل ثاني في لحظة خطرة بشكل خاص حيث تدرس الولايات المتحدة كيفية الرد على مقتل ثلاثة من جنود الاحتياط التابعين لها في غارة جوية بطائرة بدون طيار في الأردن. واتهمت الولايات المتحدة ميليشيا تدعمها إيران. وتدعم إيران العديد من الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حماس التي تهاجم إسرائيل والمواقع الاستيطانية والسفن الأمريكية في البحر الأحمر احتجاجًا على حد قولهم، على رد إسرائيل على هجوم حماس.

    قطر دولة صغيرة في الخليج العربي تتمتع بنفوذ كبير مستمد من ثروتها، وقناة الجزيرة الإخبارية الفضائية التي تحظى بشعبية كبيرة، ومن خلال دورها كوسيط إقليمي. وتتمتع قطر بعلاقات ودية مع أحزاب ودول لا تتحدث مع بعضها البعض. فهي حليف للولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل ولإيران التي تدعم حماس. كما أنها تتحدث مع حماس بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية.

    لقد استخدمت قطر دورها كوسيط لإنجاز صفقات صعبة أخرى. فقد تفاوضت على صفقة تبادل الرهائن بين إيران والولايات المتحدة وتفاوضت مع طالبان وتوسطت في اتفاق مع روسيا لإعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين إلى وطنهم.

    لكن في هذه الحالة، أوضح آل ثاني أنه لا يعرف متى قد تحدث انفراجة بين إسرائيل وحماس.

    وأضاف: “الأمر كله يعتمد على الطرفين”. مشيرا: “هدفنا هو إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت ممكن وإعادة الرهائن ولكن وضع حد للحرب أيضا”.

    ويضيف أن الوساطة القطرية حققت نتائج لم يحققها الاقتتال بما في ذلك إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.

    وقال آل ثاني: “لقد أثبتت العملية [الوساطة] نجاحها، بينما لم تحقق ذلك العملية العسكرية. بل على العكس، في الواقع. لقد قتلت بعضهم”.

    هذه المحادثة مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني تتضمن مقتطفات لم تكن ضمن النسخة المذاعة. لقد تم تحريرها وتكثيفها بغية الوضوح ولحجم التقرير.

     

    • هل من الممكن فعليا التوصل إلى اتفاق؟ علما بأنّ إسرائيل تطالب بهدنة تدوم 45 يوما فيما تريد “حماس”  إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية؟ هل من الممكن التوصل إلى اتفاق من هذا النوع في وضح النهار بين الطرفين؟

    -نحن في مرحلة بات لدينا إطار عمل متفق عليه مع الإسرائيليين  يتم تقديمه الآن إلى “حماس”. لذلك ننتظر الردود ونأمل أن تحصل مفاوضات غير مباشرة في الأيام المقبلة للخوض في التفاصيل. في الوقت الراهن، بالطبع، لا يمكننا التنبؤ بذلك. سيعتمد الأمر كله على كلا الطرفين، وكيفية موافقتهما على التفاصيل. هدفنا هو الانتهاء من هذا الامر في أقرب وقت ممكن  وذلك لإعادة الرهائن ولوضع نهاية للحرب أيضًا. أعتقد أن الإطار الذي اقترحته قطر يستند إلى اقتراح قدمه الإسرائيليون والى الاقتراح المضاد الذي قدمته “حماس”. لقد مزجنا الاقتراحين معًا وتوصلنا إلى هذا الإطار الذي نأمل أن يصبح مقبولًا أيضًا لدى “حماس” للمضي به قدمًا.

    * هل ترى امكانية وقف اطلاق النار وعودة الرهائن خلال أيام أو في الأسبوع القادم؟

    -في بعض الأحيان يمكن أن تفاجئنا المفاوضات ويمكن أن تنتهي في غضون أيام، ولكن في أحيان أخرى نعلق في التفاصيل، يتوقف  كل ذلك على كيف ستكون الأجواء بين الجانبين.

    * نحن نتحدث في وقت يشهد توترات متصاعدة للغاية بعد غارة جوية بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة كثر آخرين. كيف يؤثر ذلك على المفاوضات وما هي مخاوفك بشأن المنطقة بينما تدرس الولايات المتحدة كيفية الرد على هجوم الطائرات بدون طيار؟

    -بداية، أود أن أعرب عن تعازي لخسارة الجنود الأمريكيين وعائلاتهم. الوضع في المنطقة آخذ في الاضطراب وقد رأينا الاستفزازات تحدث وتتزايد يوميا. وحذرنا من أن الوضع قد يستغله الآخرون وأنه قد يؤجج المنطقة وقد يقودنا إلى حرب إقليمية أوسع. هذا ما كنا نحاول تجنب حدوثه، حيث تحدثنا مع الجميع من أجل وقف التصعيد واحتواء الوضع. هل يؤثر ذلك على المفاوضات بشكل مباشر؟ ليس الامر كذلك. نأمل أن يتم احتواء كل شيء في أسرع وقت ممكن. ونحن نتفهم تلك الخسارة. وبطبيعة الحال، من حق الولايات المتحدة أن تقرر كيفية الرد. لكن دعونا نأمل أن تكون أمامنا عقول أكثر برودة وألا نخرج عن نطاق السيطرة.

    *بالنسبة الى كثر من الأمريكيين فهم لا يفهمون دعم قطر لـ”حماس”. هل بالامكان شرح سبب استضافة قطر لمسؤولي “حماس”؟ ولماذا تحظى “حماس” بدعم قطر؟

    حسنًا، قطر تدعم السلام بالفعل. وهي تدعم الشعب الفلسطيني ليعيش بكرامة. نحن لا ندعم “حماس” أو أية فصائل سياسية هناك. وفي الواقع فإن الدعم [المالي] الذي تقدمه قطر يذهب للفلسطينيين. وذهب 55 في المئة من هذا الدعم إلى الضفة الغربية، وذهب 45 في المئة إلى غزة مباشرة إلى الناس. ولا علاقة له بأي حزب سياسي هناك. عندما تمّ انشاء مكتب “حماس” في الدوحة  تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكان لغرض ما. وقد خدم هذا الوجود هذا الغرض على مر السنين. حروب مختلفة وصراعات مختلفة وتصعيدات مختلفة. وتم احتواء الكثير منها في مرحلة مبكرة جدًا. لقد كانت تخدم هذا الغرض، وقالت قطر إنها كانت بمثابة قناة اتصال بين الكثير من الأطراف: حماس وطالبان وغيرهما. لذا، فهذا جزء من دورنا كوسطاء. ولسوء الحظ، يتم إساءة استخدام هذا ضدنا بطرق عدة. في كل مرة تكون هناك خسارة، يحاولون ممارسة لعبة إلقاء اللوم على قطر. وهذا يثني أي دولة أخرى عن الاضطلاع بدور في استعادة السلام والاستقرار في منطقتنا. لقد قال لنا سمو الأمير مرارا وتكرارا: تجاهلوا الضجيج وركزوا على هدفكم فحسب. إذا أنقذنا الأرواح، فسيكون ذلك كافياً بالنسبة الينا.


    * في هذا الصدد، قال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، إن قطر “تشجع الإرهاب وتمويل الإرهاب وتدفع الإرهاب وتلعب لعبة مزدوجة”. ووصف تسجيل صوتي مسرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر بأنها “إشكالية”، وقال بأن بلدكم يفشل في استخدام نفوذه على “حماس” لأن قطر تؤويهم وتمولهم وفقا لهذا التسريب. إذا كان بإمكانك الرد على هذه التصريحات، بما في ذلك من وزير ينظر اليه كمتطرف للغاية؟

    -لن أزعج نفسي بالتعليق على التصريحات غير المسؤولة التي ذكرتها للتو، لكن فرضية تمويل “حماس” مرفوضة تماما. وكان واضحًا منذ اليوم الأول أن طريقة تمويلنا كانت تتم تحت مراقبة [نتنياهو] وحكومته. وهي عملية شرعية وشفافة للغاية تذهب مباشرة إلى الناس ويتم التحقق منها من قبل الأمم المتحدة. أعتقد أن جميع الأشخاص الذين يعرفون العملية ويفهمونها، يدركون أن هذه أكاذيب وأنهم يحاولون  تضليل الرأي العام فحسب.

    *أريد أن أسأل عن هدف إسرائيل المعلن من هذه الحرب والذي تجد صداه لدى الولايات المتحدة أي  القضاء على “حماس”، هل هذا ممكن من وجهة نظرك؟

    -حسنًا، إن القضاء على جماعة ليس له تعريف. التعريف هو القتل. لقد رأينا نتائج الحرب الآن. وقتل أكثر من 25 ألف شخص. وثلثاهم من الأطفال والنساء. هل هذا جزء من القضاء على “حماس”؟ إذا أردت استبدال فكرة ما، عليك أن تقدم فكرة أفضل. والفكرة الأفضل هي الآفاق المستقبلية للفلسطينيين، والأفق السياسي، وهذا ما نسعى إليه جميعاً.

    *هل ينبغي أن يكون لـ”حماس” دور في الحكم الفلسطيني المستقبلي؟

    – ليس من حقنا أن نقرر هذا الامر. إنه قرار الشعب الفلسطيني. وأعتقد أنهم قادرون على تقرير مصيرهم ومستقبلهم. ما نقوم به هنا هو دعم الفلسطينيين ونود أن نرى آفاقا سياسية لكي يحصلوا على دولتهم.

    *لكن كدولة تتعامل مع “حماس”، هل تعتقد أنه من الممكن أن يكون لهم دور بناء؟ قال أحد مسؤولي حماس إنهم سيكررون يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول مراراً وتكراراً. فهل ترى مستقبلاً يكون فيه لحماس  دور بناء؟

    -حسنًا، في الواقع، إذا كانت هنالك آفاق سياسية وهم على استعداد للالتزام بها والتعايش معها، فإن الأمر متروك لشعبهم ليقرر مصيره. أعتقد أن هذا موقف عادل من بلدنا. نحن نرى أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي له الحق في أن يقول مع من يريد أن يحكم. وما نحتاج إليه هو أن نقدم له خيارات أفضل. وهذا ما يجب علينا جميعا أن نسانده.

    *أنت في الولايات المتحدة هذا الأسبوع وتتحدث إلى مسؤولين أمريكيين. لقد كنت تتحدث إلى المسؤولين الأمريكيين طوال عملية التفاوض هذه. ما هي الرسالة الرئيسية التي توجهها قطر إلى الولايات المتحدة عندما تصف المنطقة على حد تعبيرك، بأنها تغلي على نار هادئة؟

    حسنًا، نحن بحاجة إلى التركيز على إنهاء هذه الحرب، والتركيز على التغلب على العقبات التي تعترض صفقة الرهائن وكيفية احتواء الوضع في المنطقة وضمان وجود آفاق أفضل للفلسطينيين حتى لا يكون هناك مثل هذا الصراع في المستقبل.

    *إذا لم ينته هذا الأمر قريباً، فما هي مخاطر نشوب حرب إقليمية كاملة تجر الولايات المتحدة وقطر وغيرهما إليها؟

    – سيظل هذا خطرًا دائمًا طالما استمر هذا الصراع. ولا أعتقد أن الوضع بات محتملاً بعد الآن. لقد رأينا المعاناة والخسارة الإنسانية وهو امر لم نشهده في أي حرب حديثة، انه المكان الوحيد الذي لا يوجد فيه مكان آمن للناس ليهربوا إليه. إنه أمر مرعب ومفجع.

     

  • بورتريه رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني: الدبلوماسي الهادئ الذي يعمل بصمت

    بورتريه رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني: الدبلوماسي الهادئ الذي يعمل بصمت

     

    مقالات مختارة

     فايننشال تايمز البريطانية

    بعد هجوم حماس المدمر فجراً على جنوب إسرائيل، كان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يستعد للعمل.

    قام بتشكيل فريق عمل ومجموعة للتنسيق مع واشنطن حيث كانت حكومته واحدة من الحكومات القليلة التي لها خطوط اتصال مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس وداعمتها إيران. تحدث الشيخ محمد، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الخارجية، هاتفيا وفي غضون 48 ساعة، مع رئيس الموساد ديفيد بارنيا، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره الإيراني، والزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

    كان الهدف الأولي هو قياس مستوى حرارة الأزمة المتفجرة، ولم تكن إسرائيل، الغاضبة والمصدومة بعد الهجوم الأكثر دموية على أراضيها منذ تأسيس الدولة في عام 1948، في مزاج يسمح بالمفاوضات، بل طالبت حماس بإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزهم مسلحوها خلال الغارة الوحشية التي شنتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حسبما يقول مسؤول مطلع على المحادثات. عندما تحدث الشيخ محمد إلى القادة السياسيين لحركة حماس – في المنفى في الدوحة وبعيداً عن الجناح العسكري للجماعة في غزة – أصروا على أن المسلحين لا يقصدون أسر هذا العدد الكبير من الرهائن، بما في ذلك المدنيين، ورد المسؤولون القطريون قائلين: “حسناً، أرونا ذلك بإطلاق سراح جميع المدنيين الآن”، وكان الرد عليهم “الأمر أكثر تعقيدا”. لقد أصبح الأمر معقدًا بالنسبة للشيخ محمد منذ ذلك الحي.

    قام الرجل البالغ من العمر 43 عامًا والذي يتحدث بهدوء بتنسيق الجهود الدبلوماسية من خلال العمل بشكل وثيق مع بارنيا ورئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

    وبعد أسابيع من المفاوضات الشاقة، اتفقت إسرائيل وحماس أخيرا على اتفاق ستطلق بموجبه الحركة المسلحة سراح خمسين امرأة وطفلا من حوالي 240 أسيرا في مقابل إيقاف إسرائيل هجومها على غزة التي تسيطر عليها حماس لمدة أربعة أيام، ابتداء من أمس، وسمحت بدخول المزيد من المساعدات والوقود إلى القطاع المحاصر وحررت 150 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. كان دور قطر حاسما، باعتبارها أحد المحاورين الرئيسيين بين إسرائيل وحماس على مدى عقد من الزمن.

    كانت الدوحة ترسل في السابق مساعدات بقيمة ملايين الدولارات إلى غزة كل شهر بالتنسيق مع إسرائيل والأمم المتحدة، وقبل أسبوعين فقط من هجوم حماس، استضاف الشيخ محمد برنيع في الدوحة لمناقشة تحسين الظروف الاقتصادية في غزة. قطر – مثل غيرها من الدول – أصيبت بالذهول من الهجوم، لكن الشيخ محمد، وهو عضو يحافظ على ظهور محدود في الأسرة الحاكمة، ليس غريباً على الأزمات.

    تم تعيين خريج الاقتصاد في العام 2016 وزيرا للخارجية قبل ثمانية عشر شهرا فقط من قيام أربع دول عربية، بقيادة السعودية والإمارات، بقطع روابط السفر والتجارة والدبلوماسية مع دولته الخليجية الصغيرة التي تعتمد على الاستيراد، وبدا أن المجموعة الرباعية حظيت بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آنذاك، مع اتهام قطر بدعم الحركات الإسلامية والتقرب من إيران. ومع شعور القطريين المضطربين بالخوف على مصير أمتهم، تساءل “العديد من المشككين” عن مدى قدرة الدبلوماسي الشاب على التعامل مع الأزمة، كما يقول طارق يوسف، مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية ومقره الدوحة.

    كما اجريت مقارنات غير سارة بينه وبين الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الشخصية اللامعة المعروفة باسم HBJ الذي شغل منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية لأكثر من عقد من الزمن. يقول يوسف: “مع توالي فصول الأزمة، كانت هناك دعوات إلى الاستعانة بأساليب شخصية حمد بن جاسم الراسخة، وهو ما يمثل تناقضًا حادًا مع أسلوب الشيخ محمد البسيط، ولكن في غضون أشهر، بدأ يحظى بإعجاب الجمهور الذي رأى قيادة ثابتة، وشعر بقدراته وهذا بالضبط ما احتاجته قطر في تلك اللحظات”. كان الشيخ حمد قد أشرف على انتقال قطر من منطقة صحراوية منعزلة إلى مركز ثري للغاية لتوليد الطاقة من الغاز، لكنه قاد أيضًا سياسة خارجية حازمة أثارت غضب جيران الدوحة وأكسبت الدولة الخليجية سمعة باعتبارها دولة منشقة تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، حتى تم استبداله عندما اعتلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العرش عام 2013 اثر تنازل والده بشكل مفاجئ.

    كان ذلك هو العام الذي دخل فيه الشيخ محمد وزارة الخارجية كمساعد وزير، وتزامن صعوده في المناصب مع جهود الشيخ تميم لإعادة ضبط سياسة قطر الخارجية، وبنائها لتكون قائمة على الشراكة مع واشنط.

    تقدم الدولة نفسها بنشاط اليوم على أنها “حلال المشاكل الدولية”، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاعتقاد بأن الحصول على مكانة كوسيط سيضمن بقاء الدوحة ذات أهمية، وكان الشيخ محمد محورياً في هذا التحول، حيث جمع بين الدبلوماسية ورئاسة جهاز قطر للاستثمار وهو صندوق ثروة سيادي بقيمة 450 مليار دولار.

    يقول دبلوماسي غربي “إنه يستكشف الأخطاء ويصلحها.. هذا هو نوع الرجل الذي يفهم الفرص والمخاطر” مضيفًا “لقد كان موجوداً لفترة كافية لفهم [مخاطر] في حال تجاوزت قطر قدراتها”. منذ رفع الحظر الإقليمي المفروض على الدوحة في أوائل عام 2021، دافع الشيخ محمد عن بلاده من الانتقادات قبل كأس العالم لكرة القدم العام الماضي؛ وعمل كوسيط بين طالبان والغرب بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان؛ وساعد في تسهيل تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران؛ وتوسط في محادثات سرية بين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وواشنطن، وأبرم هو وفريقه اتفاقاً لجمع شمل أربعة أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم بعد أن انفصلوا خلال الغزو الروسي في الوقت الذي كانت فيه أزمة غزة مشتعلة.

    يقول محللون إنه بعد تعيين الشيخ محمد رئيسا للوزراء في مارس/آذار، تساءل البعض عن مدى قدرته على التركيز على واجباته الداخلية، وخاصة خطط الدوحة الاقتصادية، خصوصًا في ظل توالي التحديات الدبلوماسية على المسرح العالمي. لقد تمت الإشادة بقطر لدورها في الوساطة حتى الآن، ولكن عندما يهدأ الغبار أخيرًا، قد تصبح علاقات الدوحة مع حماس، بما في ذلك استضافة مكتبها السياسي، إشكالية. يقول يوسف: “دور الوسيط يعزز مكانة قطر كلاعب محوري لكنه يثير أيضًا تدقيقًا متزايدًا ويترك البلاد مكشوفة سياسيًا” مضيفًا “إنها لحظة ذات عواقب هائلة – ولا يمكن المبالغة في تقدير المخاطر”.