التصنيف: خاص

  • من هو حسّان اللقيس مهندس مسيّرات “حزب الله”؟

    من هو حسّان اللقيس مهندس مسيّرات “حزب الله”؟

     

     

    “مصدر دبلوماسي”- خاص

     

    ما إن أعلن “حزب الله” في بيان رسمي نجاح عملية استطلاعية في اسرائيل عبر مسيّرة حملت إسم “حسان” نجحت في تصوير مواقع داخل الاراضي المحتلة لمدة 40 دقيقة وعادت بلا أن تلتقطها الدفاعات الاسرائيلية في عملية تعيد تثبيت توازن الردع الجوي بين الحزب واسرائيل، حتى حفلت وسائل التواصل الاجتماعي لجمهور المقاومة بصور “حسان اللقيس” العقل المدبّر لمشروع المسيرات وتطويرها في حزب الله، والمسؤول والخبير التكنولوجي في الحزب الذي اغتالته اسرائيل تحت منزله في منطقة السان تيريز في 4 كانون الاول من العام 2013. وتأتي هذه العملية مباشرة بعد كلام أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله يوم الاربعاء الفائت والتي اعلن فيها تصنيع الطائرات المسيّرة.

    وقال أمين عام “حزب الله” في خطاب بمناسبة الذكرى السنوية لقادة الحزب الشهداء “نحن ومنذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات في لبنان واللي بدو يشتري يقدم طلب”.

    واكد أنّ المقاومة “تواصل على خطى قادتها الشهداء العمل لمواجهة أطماع العدو وتحمي لبنان وتناصر فلسطين”، ويلفت إلى أننا “أمام كيان إسرائيلي مأزوم ويسير باتجاه الانحدار”.

     

    حسان اللقيس هو ونصر الله كالجفن من العين

    في بحث عن شخصية حسان اللقيس يتبين من خلال تقارير كتبت عنه في موقع “العهد الاخباري” بين عامي 2013 و2020 بأن اللقيس واكب انطلاقة المقاومة وتأسيس حزب الله قبل أكثر من ثلاثين عاما.

    كتبت لطيفة الحسيني في “بورتريه” عنه في الموقع المذكور:” تحمّس للّحاق بركب النهج الحسيني الثائر، تعلّق بالامام الخميني وتأثّر بالثورة الاسلامية في إيران، تعرّف في الثمانينات إلى السيد حسن نصر الله عندما كان مسؤولاً حزبياً في منطقة البقاع.. خطّا معاً مسيرة جهاد وإيمان”. أضافت:” للظروف السياسية المتأزمة في الثمانينات اللبنانية دورٌ في صداقة الحاج حسّان والسيد حسن،متّنها أكثر التناغم والانسجام التامّ في القرارت المتخذة إبّان الاحتلال الاسرائيلي للجنوب.

    ثابر الحاج حسان مع توالي الأيام، ظلّ رفيقاً مقرّباً من السيد نصر الله، تواصلا باستمرار، ولم تفصلهما جغرافية سكنهما وعملهما.. فالشهيد حرص على الموازنة بين مسؤوليته وبين الإبقاء على علاقته المميزة بسماحته. يحكي العارفون عن “خبز وملح” بين الرجلين يعودان الى مرحلة تلقّيهما دروساً على يد الشهيد السيد عباس الموسوي في بعلبك.. آنذاك كان الحاج حسان يستضيف السيد في منزله البقاعي، الى حدّ أن صورة تجمعهما وهما يحضّران طعاماً. علاقة وطيدة بين العائلتين يصفها أحد المسؤولين الحزبيين الكبار بعبارة مختصرة “السيد والحاج كالجفن من العين”… عائلة الشهيد تروي كيف أن الحاج حسان عمل على تعويض ابنته نسخة القرآن الكريم الممهور بتوقيع السيد نصر الله (أهداها اياها سماحة السيد عند عقده لقرانها قبل 11 عاما) والتي أتلفت جرّاء القصف الاسرائيلي الذي طال منزلها في منطقة العيسرة في بعلبك ابّان حرب تموز. فأمّن نسخة من مصحف مميز جداً كان بحوزة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وقّع عليها السيد مجدّداً.

     

     

    لم تظهر لأصحاب الحاج حسان في بعلبك يوماً خصوصية الشهيد الجهادية، لكنّهم حين ينقّبون في ذاكرتهم عن قصصهم مع القائد، يتحدّثون عن شعور لطالما حضر في لقاءاتهم معه، إحساس يلامس حدّ التيقّن من أن الشهيد كان من المقرّبين للأمين العام لحزب الله. يستندون في ذلك الى الرسائل التي كان يعدهم الحاج حسان بإيصالها للسيد ويفعل دون إطلاعهم على أية تفاصيل فالهدف كان “خدمة وتيسير شؤون الناس”.

     

    موقعية الحاج الحساسة في المقاومة لم تتضح الا بعد استشهاده، خاصة أن طبيعة عمله والمسؤولية الملقاة على عاتقه كانتا مجهولتين تماماً بالنسبة لعائلته.. بعد الاغتيال في 4 كانون الأول الماضي، أخبر أحد المجاهدين عائلته أن الحاج زار قبل شهر إيران حيث التقى آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي.. وقتها طلب منه الحاج أن يدعو له أن يرزقه الله الشهادة وقبّله على لحيته، فردّ عليه سماحته في لحظتها “أدعو لكَ بحسن العاقبة”.

    اغتياله من قبل الموساد الاسرائيلي

    كتبت ليلى عماشا في موقع “العهد”:” ليلة ٣-٤ كانون الأوّل ٢٠١٣، جهّز الموساد رصاصات بلا صوت وتسلّل بين عتم ومطر، وبمؤازرة عيون باعت نفسها للشيطان كمنَ في مدخل مبنى على أطراف الضاحية وأمطر بالطلقات جسدًا لطالما تمنّى حسن العاقبة، فارتقى حسان اللقيس شهيدًا، وعرّجت روحه من صوب فلسطين طائرًا، وطيارات.

    أشرقت شمس الرابع من كانون الأوّل على الخبر، وعلى وجه سيماه الطهر وملامحه الصلابة، وجه يعرفه جيرانه ولا يعرفونه.. تعرفه الطرقات التي كان يمرّ بها بدون أي مظاهر أمنية، وتعرفه المساحات الممتدة من جرود البقاع النقية إلى غيمات الجليل، وما بعد الجليل.. ومع الخبر، أزاح حسان اللقيس، المهندس المبدع، كاتم أسرار المقاومة، صديق السيد ورفيق العماد، طرفًا من اللثام عن وجهه، لوّح للمذهولين من فيض عشقه ومضى شهيدًا سعيدًا يعرف جيّدًا ما زرع وكم سيكون الحصاد وفيرًا”.

    تضيف عماشا:” في تلك الليلة، ولشدة ما كان اللقيس يؤرق الصهاينة وأعوانهم، اضطر الموساد إلى المجازفة بالاقتراب وجهًا لوجه وبالاغتيال المباشر غدرًا.. فاللقيس الذي لم يعتمد أيّ إجراء أمنيّ ظاهر صعّب على الصهاينة وعملائهم اغتياله بطرقهم التقليدية سواء عبر زرع العبوات أو عبر القصف بالطائرات، لا سيّما بعد أن حاولوا عدة مرات وفشلوا. لم يبق أمامهم سوى التخطيط للاقتراب من الهدف واغتياله والتأكّد من استشهاده قبل أن يلوذ المنفّذ بالفرار. والمنفّذ هنا، أو المنفّذان بحسب ما أظهرته التحقيقات فيما بعد، أصبحا تفصيلًا يؤكد تورّط كلّ الصهاينة في العالم بعملية الاغتيال هذه، ويؤكد عجزهم عن المواجهة خاصّة مع ثبوت وجود عملاء “محليين” رصدوا اللقيس وساهموا بوصول المنفذين إليه وثم بتهريبهم أو إخفائهم”.

    وتلفت الكاتبة الى أنه “في ذروة استنفار العدو خلال مناورة ” السهم الفتّاك”  تمكنت طائرة استطلاع تابعة للمقاومة من اختراق الأجواء الفلسطينية المحتلة فوق منطقة الجليل قبل أن تعود إلى قاعدتها في لبنان من دون أن تكتشفها رادارات الجيش الإسرائيلي”، (…) وسبع سنوات وما زال عمله السري جدًا سرًّا لا ينكشف من قائمة أسرار المقاومة، وما زالت حبات القمح التي باسمًا وصامتًا بذرها في أرض منظومة المقاومة تطرح بيادر من انتصارات وتهديدات تسلب الصهيوني عقله وترديه قتيلًا قبل المعركة”.

     

     

     

     

  • الاعلام اللبناني يفرض تعتيما شاملا على اللقاء الدبلوماسي في الفاتيكان…غلاغر: سمعت من الشبان في لبنان بأن الكنيسة اللبنانية ثرية وسط الكثير من الفقراء …

    الاعلام اللبناني يفرض تعتيما شاملا على اللقاء الدبلوماسي في الفاتيكان…غلاغر: سمعت من الشبان في لبنان بأن الكنيسة اللبنانية ثرية وسط الكثير من الفقراء …

     

    “مصدر دبلوماسي”

    كما سبق وأشار موقع “مصدر دبلوماسي” التقى أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات بين الدول المونسينيور بول ريتشارد غلاغر الجسم الدبلوماسي في الفاتيكان، الذي دعاه غلاغر لاطلاعه على تفاصيل زيارته الى لبنان بين 31 كانون الثاني و4 شباط الجاري، وهو لقاء استثنائي لا يعقب بالضرورة كل زيارات غلاغر وهو دليل على الأهمية التي يوليها الفاتيكان للبنان كما يشير سفير لبنان في الفاتيكان الدكتور فريد الخازن في حوار سبق اللقاء الذي جرى يوم الاربعاء الفائت.

    أبرز ما تضمن هذا اللقاء الذي لاقى تعتيما شبه كامل في الاعلام اللبناني بشكل يلفت النظر ويثير التساؤلات، أبرز ما تضمنه بحسب ما نقل موقع “فاتيكان نيوز”:

    قدّم المونسينيور غلاغر جردة عن زيارته الى لبنان، وقال للسلك الدبلوماسي بأن ثمة رغبة قوية لدى الشعب اللبناني برؤية البابا في لبنان وقال: نحن سبق وبدأنا بدراسة امكانية حصول الزيارة وربما تكون قبل نهاية العام” وقد كان غلاغر يجيب على اسئلة الدبلوماسيين. (صحيفة لاكروا نلقت بأن غلاغر اشار الى أن الانتخابات النيابية ستكون مفصلية في تحديد موعد الزيارة)

    وشدد المونسينيور غلاغر في كلمته امام السلك الدبلوماسي لدى الكرسي الرسولي بأن النقطة المفتاحية في السياسة اللبنانية تبقى تطبيق اتفاق الطائف، وما ينص عليه من الغاء الطائفية السياسية وهي احد اعمدة الاتفاق.

    وتوقف غلاغر عند بعض الاقتراحات التي تقدمها شخصيات لبنانية من بينها الكاردينال بشارة الراعي لوصول الى “حياد لبنان”. علٌّق غلاغر:” يبدو ذلك عنصرا رئيسيا لمستقبل لبنان”. لكنه عقب بأن ذلك “سيكون صعبا” أي الحديث عن الحياد في المنطقة.

    العنصر الرئيسي الذي توقف عنده غلاغر يتعلق باجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل التي يمكنها ان تقدم نتائج وتساعد على التقدم بالبلد، من دون اغفال ان المشاكل في الموازنة يمكنها ان تؤثر على اقتراع المغتربين اللبنانيين كما حذر رئيس الأساقفة. الذي قال أن الاغتراب يجب ان يشكل جزءا حيا من البلد ودعما اقتصاديا للعائلات التي بقيت في لبنان.

    هجرة شباب الموارنة

    وبعد أن شدد على اهمية دور الجيش في لبنان، تطرق الى القلق الكبير في الكنيسة والذي يتمثل بهجرة الشباب اللبناني.

    وقال المونسينيور غلاغر امام السلك الدبلوماسي: اثناء زيارتي الى لبنان فقد اتفقت الشهادات التي سمعتها الى أن العديد من الشباب يغادرون لبنان، ومن ضمنهم الشبيبة المارونية.

    ونقل انتقادات سمعها ابان زيارته للكنيسة اللبنانية التي ينظر اليها بأنها “ثرية وسط الكثير من الشبان الفقراء”. وتطرق المونسينيور غلاغر الى السينودس الماروني والحوار بين الاديان والى زيارة البابا الى العراق ولقائه مع السيد السيستاني والأثر الذي تركته وهي “مصدر تشجيع للجميع”.

     

     

  • المونسينيور غلاغر يعقد غدا في الفاتيكان لقاء دبلوماسيا دوليا حول لبنان

    المونسينيور غلاغر يعقد غدا في الفاتيكان لقاء دبلوماسيا دوليا حول لبنان

     

    “مصدر دبلوماسي”-خاص

    كشف سفير لبنان لدى حاضرة الفاتيكان الدكتور فريد الخازن لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات بين الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غلاغر دعا يوم غد الاربعاء السلك الدبلوماسي الدولي والعربي الى لقاء يناقش الملف اللبناني والزيارة التي قام بها المونسينيور غلاغر الى لبنان بين 31 كانون الثاني و4 شباط الجاري. يعدّ هذا الاجتماع الذي سيحضره ما لا يقل عن 60 دبلوماسيا مقيما في الفاتيكان خطوة دبلوماسية فاتيكانية استثنائية ومتقدمة تشير الى الاهتمام الاستثنائي للبابا فرنسيس بلبنان.

    ترقبوا مقابلة مصورة مع السفير الخازن حول مواضيع اللقاء في الفاتيكان وزيارة البابا فرنسيس وهواجس الفاتيكان حول الكيان والهوية ودوره في سوريا والعراق في موقعنا وعلى حسابات يوتيوب

    Masdar diplomacy

    Marlene Khalifeh

  • سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن: الرسالة الاولى للموفد البابوي… لبنان ليس متروكا

    سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن: الرسالة الاولى للموفد البابوي… لبنان ليس متروكا

     

    “مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:

    تكتسب زيارة سكرتير دولة الفاتيكان للعلاقات بين الدول رئيس الاساقفة بول ريتشارد غلاغر موفدا من قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس اهمية استثنائية في بداية سنة مفصلية في تاريخ لبنان، حيث تتراكم الاستحقاقات وابرزها الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

    واليوم الثلاثاء، كتبت المراسلة المختصة بالشؤون الفاتيكانية إيليز آن آلن في موقع صحيفة

    Cruxnow.com

    تقريرا عن زيارة غلاغر الى بيروت بعنوان: “زيارة المساعد البابوي الى لبنان، ستحمل نبرة سياسية وراعوية”. اشارت فيها الى ان غلاغر بدأ زيارته فعليا الى لبنان يوم أمس الاثنين وسينهيها في 4 شباط الجاري ووصفت الزيارة الى لبنان بأنها:” الزيارة الاخيرة بترتيبها التي قام بها غالاغر نيابة عن البابا لدول تحظى باهتمام بابوي شديد، بعد زيارته في كانون الاول الفائت الى جنوب السودان”.

    الدكتور فريد الخازن: "لبنان هو ضيف دائم على جدول اعمال البابا فرنسيس في لقاءاته كلها"
    الدكتور فريد الخازن: “لبنان هو ضيف دائم على جدول اعمال البابا فرنسيس في لقاءاته كلها”

    وإذا كان سفير لبنان لدى دولة الفاتيكان الدكتور فريد الخازن لا يحبذ الربط بين الزيارة وهذا الاستحقاق اللبناني والمسيحي بامتياز، فإنه لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال وخصوصا وأن زيارة غلاغر تحمل الطابع الرسمي، وهو يأتي موفدا رسميا من البابا فرنسيس ناقلا رسائل فاتيكانية للمسؤولين اللبنانيين الزمنيين والروحيين لن يكشف عن فحواها إلا تباعا، وهي زيارته الاولى الى لبنان منذ تعيينه في منصبه في 8 تشرين الثاني من العام 2014، علما بأن غلاغر هو بريطاني الجنسية من مدينة ليفربول خدم في افريقيا واميركا اللاتينية ويتقن اللغات الفرنسية والايطالية والاسبانية.

    يعتبر غلاغر من الشخصيات الرفيعة في الكوريا الرومانية، ويأتي في ترتيبه بعد أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين الذي يعتبر بمثابة رئيس الحكومة، لذلك انتدبه البابا فرنسيس لزيارة بيروت، وعلى عكس ما أشيع فإن الزيارة لا تمهّد لزيارة بابوية وشيكة، “زيارة البابا للبنان مطروحة بطبيعة الحال ، لكن ليس هذا موضوع زيارة المونسينيور غلاغر، وللزيارة ترتيباتها المختلفة” يقول سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الخازن لموقع “مصدر دبلوماسي”.

    يذكّر الخازن بثلاثة محطات مهمة حدثت اخيرا بطلب من قداسة الحبر الاعظم: “اولاها زيارة امين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين الى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت في آب 2020، وهو اتى الى لبنان في بداية ايلول من ذلك العام، ثم عقد لقاء رؤساء الكنائس في روما بدعوة من البابا فرنسيس في تموز 2021 وقد حضر البابا شخصيا اجتماعات رؤساء الكنائس اللبنانية وبقي معهم من الثامنة والنصف صباحا الى السادسة والنصف مساء، والمحطة الثالثة تتمثل بزيارة غلاغر”.

    تترجم هذه الزيارة الى لبنان المواقف اليومية للبابا فرنسيس واهتمامه الشخصي بلبنان،

    واخيرا ذكر البابا فرنسيس لبنان في 10 كانون الثاني الفائت في الكلمة التي وجهها الى الدبلوماسيين المعتمدين لدى الكرسي الرسولي في مناسبة اللقاء السنوي لتبادل التهاني في العام الجديد، فقال:”من بين اللقاءات العديدة، أودّ أن أذكر هنا لقاء اليوم الأوّل من تموز/يوليو الماضي، الذي خُصِّص للتأمل والصّلاة من أجل لبنان. إلى الشعب اللبناني العزيز، الواقع في أزمة اقتصادية وسياسية، وهو يسعى جاهدًا لوجود حلّ لها، أريد اليوم أن أجدّد تأكيد قربي منه وصلاتي من أجله، وأتمنى أن تساعد الإصلاحات اللازمة ودعم المجتمع الدولي لكي يبقى هذا البلد ثابتًا في هويته وبقائه نموذجًا للعيش السلمي معًا والأخوّة بين مختلف الأديان فيه”.

    عدا عن ذكره لبلنان بمواعظه ودعواته المتواصلة الى وضع حدّ لمعاناة اللبنانيين، وحثه الدوائر المعنية على تقديم المساعدات وخصوصا تلك الصحية والاستشفائية والتربوية وقد وصل منها الكثير الى لبنان من دون الاعلان عن ذلك كما هي سياسة الفاتيكان. فإن البابا فرنسيس يثير الملف اللبناني دبلوماسيا في كل اللقاءات الكبرى التي يعقدها في الفاتيكان وخصوصا مع الدول المعنية: الرئيس الاميركي جو بايدن، رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون، المستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل وساهم، وبالتالي فإن “لبنان هو ضيف دائم على جدول اعمال البابا فرنسيس في لقاءاته كلها” يقول الخازن. مضيفا:” إلا ان هذه اللقاءات تتم دون ضجيج اعلامي وبشكل سري”. وماذا عن اثارة الملف اللبناني مع الدول الخليجية؟ يقول الخازن:” لا توجد علاقات دبلوماسية بين الفاتيكان ودول الخليج باستثناء الكويت، ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية مع المملكة العربية السعودية لكن هنالك تواصل دائم مع المسؤولين في السعودية عبر احد مراكز الحوار الذي أسسه الملك عبد الله بن عبد العزيز في فيينا”. ويشير السفير فريد الخازن:” لا يمكن تخطي اللقاء المهم الذي جمع قداسة البابا بشيخ الازهر في ابو ظبي وصدور وثيقة مشتركة، هذه الوثيقة هي احدى ثمار الدبلوماسية الفاتيكانية حول العيش المشترك، ولبنان هو نموذجها الحيّ وغير المفتعل”.

    يشارك غلاغر غدا الاربعاء في مؤتمر حول “البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة” تستضيفه جامعة الروح القدس في الكسليك بمناسبة مرور 25 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان. يقول الخازن:” كان المونسينيور غلاغر سيأتي الى لبنان في بداية كانون الثاني الفائت، ثم تقرر ان تتزامن الزيارة مع هذا المؤتمر المهم حول البابا القديس يوحنا بولس الثاني”. ويشير:” الزيارة هي متابعة للوضع اللبناني بناء على طلب قداسة البابا، لكن ليس من ازمة محددة يناقشها اللقاء، وكما يعلم الجميع بأن الازمات في لبنان متوالدة تشبه المتحوّرات، لكن الرسالة الرئيسية برأيي التي سيوجهها المونسينيور غلاغر تقول بأن:” لبنان غير متروك”. هل من رابط بين زيارته والانتخابات الرئاسية اللبنانية؟ يقول الخازن:” لا اعتقد انه يوجد رابط بين زيارته وهذا الاستحقاق الرئاسي، استبعد ذلك شخصيا”.

    يختصر سفير لبنان في الفاتيكان الدكتور فريد الخازن رسائل الفاتيكان من خلال زيارة غلاغر ومشاركته في المؤتمر حول البابا يوحنا بولس الثاني كالآتي: “إن عنوان كلام البابا حول لبنان اكثر من بلد هو رسالة للتعددية ونموذج للحريات لا يزال صالحا منذ قال البابا الراحل هذه الكلمة في العام 1989. والزيارة تذكر بأننا كلبنانيين مؤتمنين على ذلك وان للبنان رسالة وخصوصية بالرغم من كل المصائب، وموضوع العيش المشترك موضوع حقيقي ومعاش وليس مصطنعا وهذا ما يميزنا عن سوانا من دول المنطقة، وعلينا ان نتحمل هذه المسؤولية  ونسلط الضوء على لبنان الرسالة والعيش المشترك وانه رسالة حضارية للعالم”. ويشير الخازن الى أن “الفاتيكان كدولة مطلعة على تفاصيل الوضع في لبنان ترى بأن ثمة حلول مرتبطة بالداخل اللبناني وليست كل الازمات مرتبطة بالخارج، من هنا المسؤولية التي تقع على اللبنانيين”.

  • إيلي أبو عون: ايران تقدّم ملهاة للغرب في فيينا… أميركا تناقش النووي وصواريخ طهران تنصب على الخليج!

     

    “مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة

    يشير  مدير برامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في معهد الولايات المتحدة الاميركية للسلام الدكتور ايلي ابو عون أن إحدى الانتقادات الموجهة لإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن هي انها “سلمت المنطقة لإيران بينما هي تفاوض على الملف النووي” .

    برأي الدكتور أبو عون الذي أجاب عن اسئلة موقع “مصدر دبلوماسي” “أن الايرانيين يستخدمون ورقة الاتفاق النووي كنوع من الملهاة للغرب. فالمفاوضات الحالية في فيينا تتناول مستويات ونسب التخصيب وفي هذا الوقت لا يزال البرنامج الصاروخي الايراني مكملا بتطوره، وحلفاء ايران في اليمن يقصفون الامارات العربية المتحدة والسعودية وصواريخ حلفائها ايضا تنصب على القواعد الاميركية في العراق…فيما المفاوضون يتناقشون في فيينا!”. يضيف أبو عون الذي يقوم بزيارة حاليا الى لبنان:” تدل هذه المشهدية كيف ينظر الايراني الى موضوع المفاوضات وكيف ينظر اليها الاميركي من خلال جزئية النووي فقط لا غير، وسط اعتراف أميركي ضمني بان الملفين الاساسيين اي الصواريخ الايرانية ودور إيران في المنطقة لا يمكن معالجتهما في الوقت الراهن، لأن ثمن المواجهة مع ايران في هذين الملفين سيكون عالي الكلفة”. ويضيف:”في هذا السياق تثبّت ايران قواعد الاشتباك في المنطقة، وكأنها توجه رسالة بأنها تقصف الخليج ساعة تشاء سواء بوجود مفاوضات فيينا او عدمها (…).

    *ماذا عن مفاوضات فيينا القائمة حاليا وخصوصا وان لديك رأي يقول بان الايرانيين يستخدمون مفاوضات فيينا كملهاة للغرب لتقوية انفسهم في ملفات اخرى؟

    -الفكرة التي ارددها دوما ان ليس من مصلحة الايرانيين الحصول على قنبلة نووية بشكل مباشر لأن وجود قنبلة نووية في ايران يبرر تسلح نووي في دول اخرى لا ترتاح ايران لقياداتها. وبالتالي إن تصبح القنبلة النووي عبئا على ايران اكثر منها ورقة. إن الحصول على السلاح النووي هو ورقة ضغط وهذا ما يستخدمونه سواء مع دول المنطقة كدول الخليج وإسرائيل أو مع الغرب، أي يتفاوضون على رفع العقوبات وتشجيع عودة الشركات الاجنبية الى ايران من خلال الورقة النووية. لكنوبشكل متواز، الايرانيون مستمرون بتطوير برنامج صاروخي أي الصواريخ الباليستية ومستمرون بدعم حلفائهم في المنطقة وما يحدث مع الامارات حاليا هو عبارة عن رسالة اعادة تأكيد من الايرانيين بان: نحن هنا، ولو حصل اتفاق نووي فهذه ساحتنا ونحن نلعب فيها.

     

    *امس تعرضت قاعدة اميركية لقصف صاروخي مصدره الحوثيون في اليمن، هل تعتقد أن تراجع الرئيس الاميركي جو بايدن عن وعوده اثناء الانتخابات بوقف الحرب في اليمن هو السبب؟

    -لا اعتقد. ان هذا القصف هو محاولة من ايران لترسيم حدود نفوذها في المنطقة، إيران من خلال هذا القصف تعود لتؤكد أنه لو حصل اتفاق على الملف النووي في فيينا، فإن قدرتها على التحرك في المنطقة تبقى كما هي. طبعا هذا يضع ضغطا اضافيا على دول الخليج. طبعا يحاول الاميركيون ليس في الامارات العربية المتحدة واليمن والخليج فحسب يحاولون تجنب مواجهة عسكرية كبرى والآن بحسب كل التقديرات أنه إذا ردّت اميركا على ايران بشكل مباشر، سوف نذهب الى مواجهة مباشرة بين الطرفين وهذا ما لا يريده الاميركيون حاليا. واعتقد سيكون بحث بخيارات اخرى.

     

     

    *ما هو سبب غض الولايات المتحدة الاميركية الطرف عن نشاط تنظيم داعش في الحسكة وبادية الشام وغرب الانبار في العراق؟

    – لا اعتقد انه يوجد غض نظر اميركي لكن الولايات المتحدة الاميركية تحاول تجنب اي عمل يتطلب منها تدخلا عسكريا او استثمارا في الموارد. في سوريا توجد المزيد من الحساسية لأن السيطرة في سوريا ولا سيما في منطقة الحسكة منقسمة بين النظام السوري والروس والاتراك، وكان لدى الاميركيين 400 جندي فحسب في منطقة محددة وبالتالي إن تحركهم كعسكر لن يكون ذي معنى بسبب القدرة الاكبر المتوافرة لدى الآخرين. وهذا يتطلب تنسيقا مع الروس والاتراك وهم ليسوا مضطرين لأن يقوموا بذلك. في العراق ليس صحيحا أنه يوجد غض نظر، في العراق ثمة جهد يتم وضعه من خلال بعثة الاستشارة والتدريب الاميركية التي لا تزال موجودة في العراق، يحصل تبادل في المعلومات ودعم للقوى الامنية العراقية للتعاون مع الموضوع، لكن هم لن يتخلوا بشكل مباشر إلا إذا تطور الامر بشكل كبير. لكن طالما ان القوات العراقية قادرة على السيطرة يتم دعمها (اميركيا)  من خلال الدور الاستشاري الذي يلعبونه لن يعمدوا الى دور مباشر. لكنني لا اوافق على ان اميركا تغض النظر عما يحصل في العراق، على العكس هي حاولت التخفيف  من النقمة السنية على الحكومة بسبب غياب الخدمات وسواها وتسهيل بعض المواضيع.

    *هل تريد واشنطن تسهيل عودة تنظيم داعش الى سوريا والعراق لتبرر بقاء وجودها العسكري وخصوصا في العراق؟

    -إن سياسة هذه الادارة تحديدا قائمة على فكرة تخفيف التواجد العسكري في خارج الولايات المتحدة الاميركية، ورأينا كيف حصل تسرّع في العملية في افغانستان، وفي العراق عدد الجنود الموجودين محدود جدا، بالعكس اعتقد ان أي تطور يتطلب تدخلا عسكريا اميركيا سيكون ضد سياسة هذه الادارة تحديدا، فالفرضية أنهم يغضون النظر لتبرير وجود عسكري غير صحيحة بالعكس هم يريدون ما يبرر عدم وجودهم وليس العكس.

    *إذا كانت الولايات المتحدة الاميركية تحارب الارهاب كيف تقبل بسيطرة تنظيم القاعدة على محافظة ادلب السورية؟

    -انا اعتقد بأن تقبل وجود القاعدة في ادلب غير مرتبط بعدم جدية الاميركيين بقدر ما هو مرتبط بعدم التوافق مع الاتراك وهذا ليس مستجدا بل أمر قديم. وقعت خلافات عدة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتراك على ادارة ملف سوريا وواحدة منها تحديدا الدعم الذي يوفّر لهذه المجموعات. والاميركيون في فترة سابقة كانوا يوفرون السلاح لمجموعات من المعارضة السورية، ولمّا رأوا من أخذ هذا السلاح عن طريق الاتراك اوقفوا الدعم. وهذه احدى النقاط الخلافية بين اميركا وتركيا وليست بالضرورة تعبّر عن رضا الاميركيين عما يحدث ف

  • لبنان بين كمّاشة “المبادرة الخليجية” وزلزال عزوف الحريري: تقاطع أميركي-سعودي بتفكيك “المنظومة” حبّة حبّة…

    لبنان بين كمّاشة “المبادرة الخليجية” وزلزال عزوف الحريري: تقاطع أميركي-سعودي بتفكيك “المنظومة” حبّة حبّة…

     

    “مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:

    تنتظر الدول الخليجية والعربية (مصر والاردن) لكي تنفذ الحكومة اللبنانية بنود “المبادرة الخليجية” العشرة التي حملها وزير خارجية الكويت الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح في خمسة أيام فحسب، وهي المساحة الزمنية التي تفصل لبنان عن انعقاد الاجتماع التشاوري لمجلس وزراء الخارجية العرب في العاصمة الكويتية في 29 الجاري، على ان يكون الجواب خطيا وسيحمله بطبيعة الحال وزير خارجية لبنان الدكتور عبد الله بو حبيب. وقبل ان يغادر الشيخ الصباح أمس مطار رفيق الحريري الدولي، كانت الصالونات السياسية في لبنان تضجّ بـ”فائض الثقة” لدى هذه الدول لمنح لبنان 5 ايام لتطبيق بنود كفيل أي  منها بادخال البلد باشتباك سياسي طويل الامد. بندان يمكن التوقف عندهما في هذه المبادرة ويعتبران هم  الأساس يتعلق الاول بـ” تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي (1559) و(1701) و(1680) والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة”، والثاني ” وقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية وتحديدا الخليجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس”، أي عمليا البندان الخامس والعاشر ويستهدفان بمضمونهما “حزب الله” لناحية سلاحه ولناحية الخطاب الذي ينتهجه ضد بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية واستضافته لمؤتمرين للمعارضة البحرينية والسعودية.

    يبدو أنه يوجد تقاطع سعودي اميركي واضح لجهة ازاحة الحريرية السياسية من المشهد اللبناني. السعودية تريد ازاحة آل الحريري كليا تمهيدا لوصول شخصيات سنية جديدة اكثر تطرفا في التعبير عن الخيارات السياسية التي تعتمدها المملكة وليس لديها تلك المساحة الوسطية التي اجترحها الحريري لنفسه ولتيار المستقبل وسط الساحة السياسية اللبنانية

    بحسب المعلومات التي استقاها موقعنا من مصادر عليمة مقربة من “حزب الله” فإن الأخير لم يطلع رسميا على هذه البنود ولم يفاتحه فيها احد لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة ولا رئيس المجلس النيابي.

    وبحسب معلومات موقعنا من اوساط سياسية متابعة فإن البند الخامس المتعلق بتطبيق القرار 1559 نال تعليقا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للموفد الخليجي إذا قال له: إن الدول التي وضعت هذا القرار حول نزع سلاح “حزب الل”ه عجزت عن تنفيذه، فكيف تطلبون منا نحن تنفيذه؟ الموقف ذاته اعتمده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رابطا هذا الملف بالحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.

    لبنان عرضة لحصار خليجي جديد قبيل الانتخابات النيابية

    بناء على هذه المعطيات المؤكدة فإن لبنان سيعبّر بعد 5 ايام عن عدم قدرته على تطبيق البندين الرئيسيين في المبادرة وبالتالي من المتوقع بحسب التحليلات السياسية ان يلقى المزيد من الصفعات العربية والخليجية في توقيت حسّاس جدّا، أي قبل الانتخابات النيابية العتيدة في ايار المقبل وعلى ابواب تفاوض جديد حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل بمعية الموفد الاميركي آموس هوكستاين المنتظرة زيارته منذ تشرين الثاني الفائت والمنقطعة اخباره لغاية كتابة هذه السطور. ما يعني عمليا أن هذه الدول الخليجية والعربية تضع لبنان في الزاوية محاصرة إياه مرّة جديدة بحجة أنها عملت ما عليها على مرأى الدول الغربية لا سيما فرنسا الذي قاد رئيسها ايمانويل ماكرون مبادرة دفعت ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى الاتصال برئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتجاوب مع الفرنسيين حول صندوق تعاضدي لمساعدة لبنان لم يظهر منه شيء لغاية اليوم. وبالتالي فإن “مبادرة حسن النية” الخليجية والعربية إن  لم يتم التجاوب معها لبنانيا، وسط انهيار اقتصادي تام ما سيؤدي الى عزوف هذه الدول عن انتشال لبنان من كبوته ومدّه بالأوكسيجين المالي اللازم للتمكن من النهوض ثانية، وسيكون عرضة لعقوبات جديدة غير معروفة بعد، وكل ذلك سيوضع على كاهل لاعب لبناني واحد تستهدفه السعودية حصرا في لبنان هو “حزب الله”.

    المبادرة الكويتية تحظى بغطاء خليجي وعربي ودولي واضح، والوقوف اللبناني بوجهها سيعني مواجهة هذا المحور برمته، وسيعني استمرار الحصار الاقتصادي للبلد ما سيوجه للبنانيين رسالة مفادها ان السبب الرئيسي للازمة الاقتصادية والسياسية والمالية العاصفة التي يمر بها لبنان هو سلاح حزب الله، فإذا قمتم بنزع هذا السلاح وبحل مشكلة ترسيم الحدود مع اسرائيل وسائر القضايا السيادية الكبرى يمكننا حل ازمة لبنان الاقتصادية
    وذلك من دون تقديم اية عود واضحة للمساعدة

    هذا السيناريو القائم حاليا، سيكون محطّ بحث حول كيفية تجاوزه في الايام والاسابيع المقبلة، وخصوصا وسط معلومات متقاطعة من اكثر من جهة من أن السعوديين تحديدا باتوا على يقين من ان الانتخابات النيابية المقبل لن تجدي نفعا بتغيير الارضية الصلبة للمنظومة الحاكمة، ولا ضير بالتالي من خلط الاوراق ولو على حساب تهديد الاستقرار اللبناني.

    تقاطع سعودي اميركي…وحديث عن

    NGO’s

    سنية

    في هذا السياق، يبدو أنه يوجد تقاطع سعودي اميركي واضح لجهة ازاحة الحريرية السياسية من المشهد اللبناني. السعودية تريد ازاحة آل الحريري كليا تمهيدا لوصول شخصيات سنية جديدة اكثر تطرفا في التعبير الخيارات السياسية التي تعتمدها المملكة وليس لديها تلك المساحة الوسطية التي اجترحها الحريري لنفسه ولتيار المستقبل وسط الساحة السياسية اللبنانية. في هذا السياق ينقل كلام عن احد المنظرين السنّة في لبنان الدكتور رضوان السيد في مجلس خاص اشار فيه الى أن عزوف سعد الحريري وآل الحريري عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة هو قرار استراتيجي سينتج عنه بزوغ شخصيات سنية متطرفة بعدائها لحزب الله ولسوريا، أي ان المرحلة هي أشبه بمرحلة انتقالية تمهد لولادة “أن جي أوز” سنية. بناء عليه، فلا سعد الحريري ولا عمته بهية ولا ابنها احمد سيترشحون للانتخابات النيابية. في الذهن الاميركي، فإن عزوف الحريري (تقول اوساط سياسية لبنانية ان العزوف هو مطلب اميركي يدرس منذ مدة غير قصيرة، سيمهد الطريق لرمي حجر ثقيل في الحياة السياسية اللبنانية ما سيكون له تداعيات حادة على المنظومة السياسية القائمة، وسيفككها كالمسبحة “حبّة حبّة”، بعد ان عجزت ثورة 17 تشرين عن تفكيكها وكذلك كل الاستراتيجيات التي وضعها المجتمع المدني بدعم من الخارج.

    لبنان اذن، على مفترق طريق خطر جدا.  فالمبادرة الكويتية تحظى بغطاء خليجي وعربي ودولي واضح، والوقوف اللبناني بوجهها سيعني مواجهة هذا المحور برمته، وسيعني استمرار الحصار الاقتصادي للبلد ما سيوجه للبنانيين رسالة مفادها ان السبب الرئيسي للازمة الاقتصادية والسياسية والمالية العاصفة التي يمر بها لبنان هو سلاح حزب الله، فإذا قمتم بنزع هذا السلاح وبحل مشكلة ترسيم الحدود مع اسرائيل وسائر القضايا السيادية الكبرى يمكننا حل ازمة لبنان الاقتصادية وذلك من دون تقديم اية وعود واضحة حول ماهية هذه المساعدة. وتذهب تحليلات الاستراتيجيين ابعد إذ تعتبر بأن هدف المبادرة هو تقديم اثمان لاسرائيل: في مقابل فتح الملف النووي يتم فتح باب الترسيم مع لبنان. وللسعودي: عبر منع حزب الله من نصرة الشعب اليمني. وبصورة أدق، انه في ظل هذه الازمة الخانقة التي يمر بها لبنان وقبل مفاوضات الترسيم مع كيان العدو وفي الوقت الذي تجري فيه مفاوضات في فيينا ومحاولات التقارب السعودي الايراني جاءت المبادرة الخليجية العربية بموافقة اميركية لتقول نريد ثمنا لكل ما يجري على مستويات المنطقة وهذا الثمن هو نزع سلاح المقاومة.

  • الكويت بديلا عن قطر لرأب الصدع الخليجي اللبناني: ضغوط اليمن ورعاية المعارضة الخليجية طبقان رئيسيان حملهما الوزير الصباح

    الكويت بديلا عن قطر لرأب الصدع الخليجي اللبناني: ضغوط اليمن ورعاية المعارضة الخليجية طبقان رئيسيان حملهما الوزير الصباح

     

    “مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:

    يسود التكتم المطلق حول المبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح في زيارته التي بدأت امس الى لبنان والتي تستمر يومين اثنين.  فالدبلوماسي الدمث كما برز في تصريحاته الى وسائل الاعلام اللبنانية لم يقدّم إلا ما أرادت الكويت وشقيقاتها الخليجيات من اسماعه للاعلام اللبناني، من دون التوغل في تفاصيل المطالب التي قيل انها مذكرة من 15 بندا تم تقديمها للبنان. ويلخص احد الدبلوماسيين المتابعين الزيارة بقوله أنها “تحمل رسالة خليجية مرنة بشروط قديمة”.

    الثابت أن دولة الكويت التي طالما اضطلعت بوساطات عربية ومن اجل لبنان ايضا كانت عقدت العزم على القيام بوساطة بين لبنان ودول الخليج فور استقالة وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، (استقال في 3 كانون الاول الماضي) وذلك بمبادرة كويتية بحتة لمحاولة اعادة وصل ما انقطع بين لبنان والدول الخليجية.

    إلا أن توقيت المبادرة  يطرح أكثر من علامة استفهام وخصوصا وان رسالتها الدسمة التي عبّر عنها الصباح أمس تكمن في الا يكون لبنان منصّة تهجم ضد الدول العربية والخليجية، وهنا بيت القصيد، وليس تطبيق القرارات الدولية من الـ1701 و1559 والتشبث باتفاق الطائف سوى شروط مكررة لا تستدعي زيارة رفيعة المستوى، ولا ننسى بطبيعة الحال تصدير المخدرات من لبنان الى الخليج وهو سبب اضافي ومهم.

    وبحسب القراءة الاولى للزيارة فهي وقعت بعد قرابة الاسبوع او الايام التسعة من انعقاد لقاء المعارضة في الجزيرة العربية برعاية “حزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية وبحضور رفيع لرئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.

    سبق هذا المؤتمر كلام عالي النبرة من قبل أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية بمناسبة ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وما خلفه من ردود فعل امتدت من لبنان الى الدول الخليجية قاطبة.

    يبدو ان عودة التدخل بشؤون الدول الخليجية ودعم المعارضين في وجه انظمة الحكم فيها سواء في البحرين او في المملكة العربية السعودية هو احد الاسباب الرئيسية لزيارة الصباح الذي حمل سلسلة “شروط” ابلغها الى المسؤولين اللبنانيين من دون أن يشير في معرض كلامه “العلني” عن الثمن الذي سيناله لبنان في حال نفذ هذه “الشروط”.

    في هذا السياق، تستبعد اوساط سياسية لبنانية واسعة الاطلاع لموقع “مصدر دبلوماسي” ان تلقى مبادرة الكويت مصيرا ايجابيا لأن الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لا تزال في طور ممارسة الضغوط الشديدة على لبنان، وآخر مظاهرها منع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من الترشح للانتخابات النيابية لكي يصبح لبنان متروكا كليا لما يسميه السعوديون “هيمنة “حزب الله”. كما أن انتظار السعودية ودول العالم لنتائج الانتخابات النيابية وما قد تحمله من تغييرات في موازين القوى لا يشجع على التفاؤل كثيرا بمبادرة حسن نية تحملها الكويت في هذا التوقيت، إلا إذا حصل انفراج كبير على مستوى العلاقات الايرانية السعودية، وهو أمر قائم بهدوء وبطء حيث اقتصر للان بعودة بزيارة لدبلوماسيين ايرانيين لجدة وتكرار ايراني للسعوديين بأن اي حوار في اليمن يجب ان يكون مع الحوثيين.

    في هذا السياق كان لافتا أنه عوض أن تكون المبادرة قطرية كما تمّ الترويج لها عند زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقطر ولقائه أميرها تميم بن حمد، فإذا الدكتور الصباح يحل مكان وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وتقول شخصية وازنة على اطلاع واف بأن ” الكويت دولة قادرة على التحدث الى الجميع وليست لديها حساسيات مع احد”.

    إلا ان دبلوماسيا متابعا لملف العلاقات اللبنانية الخليجية يقول لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “المرونة الخليجية التي تتبدى بزيارة الصباح الى لبنان لها 4 اسباب:

    – المفاوضات الايرانية الاميركية هي حاليا في موقع ايجابي جدا.

    -المفاوضات الايرانية السعودية مستمرة بهدوء وايجابية والدليل عودة الدبلوماسيين الايرانيين الى جدة لتمثيل بلادهم في منظمة التعاون الاسلامي.

    -الوضع في اليمن الذي صار ضاغطا جدا على المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وخصوصا بعد قصف الحوثيين لمطار أبو ظبي ومنشآت نفطية.

    -كما ان استمرار الانكفاء السلبي السعودي عن لبنان سيفتح المجال امام دخول تركي وقطري.

    في هذا السياق، نقلت صحيفة “الاخبار “اللبنانية مناخا جديرا بالمتابعة نقلت عن “مصادر مطلعة” ان “حكومة الامارات العربية المتحدة بادرت خلال الساعات الماضية الى اجراء جولة واسعة من الاتصالات بهدف “احتواء الموقف” في ضوء توقع رد فعل انصار الله على المجزرة التي ارتكبت امس في صعدة والحديدة” . ونقلت الصحيفة اللبنانية المقربة من محور الممانعة بأن ” الاماراتيين لم يتركوا طرفا على صلة مباشرة او غير مباشرة بانصار الله إلا وتواصلوا به مؤكدين ان لا علاقة لهم بالغارات التي استهدفت صعدة او بالمعارك الجارية في الحديدة او بالقصف الذي استهدفها. وقالت المصادر بأن رئيس جهاز الامن القومي في الامارات بقيادة طحنون بن زايد تولى التواصل المباشر مع مجلس الامن القومي في ايران، كما جرت الاتصالات مع العراق وسوريا، وصولا الى اتصالات جانبية مع جهات لبنانية على صلة بحزب الله وكانت العبارة المشتركة في كل هذه الاتصالات بأن “الامارات لم تشارك في هذه الغارات ولا في العمليات العسكرية الجارية” مع “طلبات مباشرة بالتوسط لدى الحوثيين لعدم الرد بقصف جديد لأية مدينة او منشأة في الامارات” (….).

    لقاء وزير خارجية الكويت مع عون

    وكان المكتب الاعلامي في القصر الرئاسي اللبناني قد نقل بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغ وزير الخارجية الكويتي الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم الاحد في قصر بعبدا، ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقا من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.

    وشكر عون للوزير الكويتي المبادرة التي نقلها والتي تعكس العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بالكويت، لا سيما وان هذه المبادرة تحظى بدعم خليجي وعربي ودولي بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.

    واكد الرئيس عون للوزير الصباح التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة، مشيرا الى ان الأفكار التي وردت في المذكرة التي سلمها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها.

    وجدد رئيس الجمهورية، خلال الاجتماع، على متانة العلاقات اللبنانية-الكويتية، محملا الوزير الصباح تحياته الى أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وشكر لبنان رئيسا وشعبا على وقوف الكويت دائما الى جانب لبنان في مختلف الظروف الصعبة التي مر بها، إضافة الى “رعاية اللبنانيين المقيمين في بلدهم الثاني الكويت.”

    وكان الوزير الصباح نقل في مستهل الاجتماع الى الرئيس عون تحيات امير الكويت وولي العهد والشعب الكويتي، مشيرا الى تزامن زيارته مع مرور 60 عاما على قيام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والكويت، ومرور 30 عاما على ذكرى تحرير الكويت، مستذكرا موقف لبنان من الغزو العراقي الذي تعرضت له.

    وقدم الوزير الصباح الى الرئيس عون المذكرة التي تضمنت أفكارا واقتراحات هدفها “إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج”، مجددا التأكيد “على عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعدم الرغبة في ان يتدخل لبنان في شؤون دول أخرى.”

    وحضر الاجتماع عن الجانب الكويتي: مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني، والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت عبدالله سليمان الشاهين، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبد الرحمن الشريم، والمستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبدالله بورسلي، والسكرتير الثاني لإدارة شؤون الوطن العربي سالم علي أبو حديدة.

    وحضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، والوزير السابق سليم جريصاتي، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشارون رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.

    وفي ختام الاجتماع، دوّن الوزير الصباح كلمة في سجل التشريفات، جاء فيها: ” تشرفت صباح اليوم الأحد 23-01-2022 بلقاء فخامة رئيس جمهورية لبنان الشقيق حيث نقلت له تحيات أخيه سيدي حضرة صاحب السمو أمير الكويت، وحكومة وشعب الكويت، والتمنيات للبنان بأن ينعم بالمزيد من الاستقرار والأمن والازدهار.”

    تصريح الوزير الصباح

           وبعد اللقاء، أدلى الوزير الصباح بالتصريح التالي الى الصحافيين:

    “تشرفت صباح هذا اليوم بلقاء فخامة رئيس جمهورية لبنان الشقيق، حيث نقلت له تحيات صاحب السمو امير دولة الكويت، وسمو ولي العهد، وحكومة وشعب الكويت، والتمنيات بالمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء للبنان. كذلك نقلت الى فخامته السبب الرئيسي لزيارتي لبنان، حيث أحمل رسالة كويتية، خليجية، عربية، ودولية، كاجراءات وأفكار مقترحة “لبناء الثقة مجددا مع لبنان”. كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة، واساسها، قرارات الشرعية الدولية والقرارات الأخرى السابقة لجامعة الدول العربية. ولله الحمد، لقد نقلتها الآن الى فخامة الرئيس، وهم الآن بصدد دراستها، وانشاءلله يأتينا الرد على هذه المقترحات قريبا.”

    وردا على سؤال حول ما اذا كانت دول الخليج التي اتخذت اجرءات بحق لبنان ستراقب ما يقال فيه، بعد كلامه بالأمس عن الا يكون لبنان منصة “للعدوان اللفظي”، وما هو تعليقه على المجزرة في اليمن قبيل يومين، أجاب: “ان الذي طالبنا فيه هو الا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي او فعلي. نحن نريد لبنان مثلما كان لأكثر من 73 سنة: عنصرا متألقا، أيقونة ورمزية مميزة في العالم وفي المشرق العربي. لبنان واحة وساحة أمل للجميع، ملجأ للمثقفين، للفنانين والادباء وللعلوم الإنسانية كلّها. هذا هو لبنان الذي نعرفه. هو ليس منصة عدوان، ولا مكان آخر لجلب أي حساسية تجاه هذا البلد الشقيق وهذا الشعب الجميل. هذه هي المسألة الأساسية في هذا الأمر. وأنا اجدد انه لا يوجد هناك ابدا أي توجه للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. هذه أفكار ومقترحات كاجرءات لبناء الثقة، نتمنى ان يتم التعامل معها بالشكل المفيد للجميع.”

    وسئل عما اذا كانت الكويت مستعدة لقيادة حوار جديد في لبنان تحت عنوان تطبيق اتفاق الطائف “الذي يتضمن معالجة الهواجس التي تطرحونها”، فأجاب: “بإختصار، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وفي طيَّات السؤال هناك الإجابة: هو فقط تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقا، ومن بين ذلك اتفاق الطائف. واذا كانت هناك بعض الالتزامات التي لم تُنفَّذ لغاية الآن، فانشاءلله من خلال تطبيقها بشكل ملموس، نصل الى مبتغى الجميع.”

    وسئل عن مدى إمكانية لبنان تطبيق القرار 1559 في ظل الانقسام السياسي الواضح، فأجاب: “هذا امر يعود الى اللبنانيين أنفسهم، وليس امرا يعود الى الكويت. لكن كل قرارات الشرعية الدولية ملزِمة لكل دول العالم، فانشاءالله لبنان وجميع من هم معنيون في هذا القرار بالذات يصلوا الى امر يكون متوافقا مع قرارات الشرعية الدولية.”

    كما سئل عن صحة ما تناقلته وكالات الاعلام عن تقدُّمه بالأمس الى رئيس الحكومة بورقة من عشر نقاط، وما تتضمنه هذه النقاط، فأجاب: “هي أفكار ومقترحات قُدِّمَت بالأمس، وذكرتها اليوم الى فخامة الرئيس، ولا اجد انه من المفيد مناقشة هذه النقاط في الاعلام. إنّ هذه النقاط متروكة الى المسؤولين اللبنانيين، وهم يرون اذا ما كانوا يريدون مناقشتها في الاعلام ام لا. لكننا ننتظر منهم ردا عليها.”

    وسئل عن الدعوة الرسمية التي قدمها الى الرئيس ميقاتي لزيارة الكويت، وماذا عن زيارة وزير الخارجية اللبناني الى الكويت، في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية، فأجاب: “أولا ان العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع مع الكويت، لقد تم استدعاء السفير للتشاور. ثانيا ان دعوة وزير الخارجية اللبناني الى الكويت تأتي من خلال اجتماع تشاوري عربي سوف يُعقد آخر هذا الشهر في الكويت، بحكم انها الآن ترأس مجلس وزراء خارجية الدول العربية. ونحن نستضيف ما يقارب 50000 لبناني، وسعداء في دورهم التنموي، كما نرحب باللبنانيين بكافة مستوياتهم في زيارة الكويت. وزيارة وزير الخارجية ثنائية، ولكن في الاساس ضمن التحرك العربي.”

    الصباح عند برّي: الأساس في زيارتي للبنان هي وضع إجراءات لبناء الثقة مجدداً بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي 

    ‏من جهته، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير خارجية ‎الكويت الدكتور الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان عبدالله سليمان الشاهين نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبدالرحمن الشريم، المستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبدالله بورسلي  والسكرتير الثاني لادارة شؤون الوطن العربي سالم علي أبو حديدة.
    وبعد اللقاء تحدث الوزير أحمد ناصر المحمد الصباح للصحفيين قائلا :
    تشرفت اليوم بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وتبادلنا معه أطراف الحديث ونقلت له تحيات قيادة دولة الكويت وحكومة وشعب الكويت وكذلك تحيات أخي معالي رئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق علي الغانم، وكذلك تبادلنا الحديث بموضوع العلاقات الثنائية بين الكويت ولبنان والتحديات التي نمر بها الآن إقليمياً ودولياً والأساس في زيارتي للبنان هي وضع إجراءات لبناء الثقة مجدداً بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي، هذا أساس لقائي مع دولة الرئيس وإن شاء الله نسكتمل الامور في القادم من الايام .

    ورداً على سؤال حول تزامن زيارته مع التحضيرات للإنتخابات وعزوف الرئيس الحريري عن المشاركة فيها أجاب : اولاً لا يوجد أي تدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ودول الخليج لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية، وثانياً، لا تخرج الزيارة عن الثلاث رسائل التي نقلتها بالامس .
    الرسالة الاولى، التعاطف والتضامن والتؤازر والمحبة للشعب اللبناني الشقيق .
    النقطة الثانية، هي تطبيق سياسة النأي بالنفس وان لا يكون لبنان منصة لأي عدون لفظي او فعلي .
    والنقطة الثالثة، هي الرغبة لدى الجميع بأن يكون لبنان مستقراً آمناً وقوياً وأن قوة لبنان هو قوة للعرب جميعاً وعلى ان يصير هذا الامر واقعاً هو من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية في هذا المجال فالرسالة من هذا المجال وليس هناك أمر آخر .
    ونفى تحميله الرئيس بري أي رسالة لحزب الله الزيارة فقط هي تقديم نفس الافكار التي قدمتها بالامس للرئيس ميقاتي وصباحا لفخامة الرئيس عون ومن ثم قدمتها لدولة الرئيس بري ومرة أخرى هي منطلقة من بعض الافكار والمقترحات لبناء الثقة بين دول المنطقة ولبنان .

     

  • أسامة سعد: “كلّن” مسؤولون عن خراب البلد… وأي تأجيل للانتخابات النيابية هو دعوة صريحة للفوضى ولحمّامات الدّم

    أسامة سعد: “كلّن” مسؤولون عن خراب البلد… وأي تأجيل للانتخابات النيابية هو دعوة صريحة للفوضى ولحمّامات الدّم

     

    مقالات مختارة

    موقع “أساس”

    مارلين خليفة

    يخطئ من يعتبر بأن نائب صيدا الدكتور اسامة سعد هو نتاج وراثة سياسية لوالده الشهيد المناضل معروف سعد، احد اركان ثورات التحرير في فلسطين حيث واجه الاحتلال الانكليزي والتمدّد الصهيوني وصولا الى لبنان وسوريا إبان الانتداب الفرنسي. كذلك ليس اسامة وريثا لشقيقه مصطفى الذي فقد نظره ذات يوم من العام1985  عقب محاولة اغتيال اسرائيلية بعد زرع عبوة قرب منزله في صيدا. بل يمكن القول بأن مصطفى وأسامة سعد الصبيّان الوحيدان لمعروف سعد بين 5 شقيقات قد دفعا ثمنا باهظا لمسار والدهما الذي اختار مقاومة الاحتلالات جميعها ففقد حياته باكرا وفجع نجله مصطفى بفقد طفلته ناتاشا التي قضت جرّاء الانفجار، فيما تعذّر على اسامة ممارسة مهنة الطّب التي درسها في مصر لاضطراره لمواكبه شقيقه المصاب طيلة حياته.

    إذن فإن اسامة سعد هو نتاج معاناة عائلية وسياسية ووطنية عميقة، لذلك يقتحم العمل السياسي كوالده بروحية “إبن الشعب” محافظا على البساطة في التعامل وعلى هالته التي يشكلها الصيادون وبائعو العربات والسائقون واللاجئون والفئات الشعبية في صيدا، متشبثا بخطّ والده، وهو يعتبر وريثا لتاريخ ثوري وانعكاسا حيا لنضال وطني صاخب ينبض بمشاعر لبنانية وعربية وقومية وصيداوية صافية.

    اي حوار مع الدكتور اسامة يحتّم مراجعة أربعين عاما من نضال والده معروف الذي قضى شهيدا برصاص غادر ذات تظاهرة لصيادي الاسماك في العام 1975  شكلت بحسب نجله اولى محاولات اشعال الحرب الاهلية. اتهم وقتها الجيش اللبناني باغتيال معروف  صاحب الادوار الوطنية والسياسية والثورية وصديق جمال عبد الناصر ومؤسس التنظيم الشعبي الناصري. شكّل اغتياله شرارة لاندلاع تحركات وتظاهرات  في انحاء لبنان بعضها يدافع عن الجيش وبعضها الاخر يتهمه.

    وفي نهاية المطاف تكفّلت بوسطة عين الرمانة باشعال أتون الحرب الاهلية لأعوام.

    أية سياسة خارجية للبلد عليها ان تراعي حقائق عدّة، أولاها الاستناد الى التاريخ والجغرافيا أي موقع البلد والهوية ومصالح شعبه. هذه هي العناصر الرئيسية التي يجب ان تستند اليها اية سياسة خارجية، فأين يتم تطبيقها؟

    رأى اوسامة الذي ولد في صيدا في 6 حزيران من العام 1954  الموت يخطف والده بعد كفاح بطولي بين فلسطين ولبنان، وكان معروف سعد الشاب قد اسهم في اكثر من حركة تحرر ليصل اخيرا الى اعلى سلم التضحية حين سقط مضرجا بدمائه برصاصة قاتلة.

    وكان اسامة قد فقد والدته شفيقة البزري وهو لا يزال في الثالثة من العمر. بعد وفاة الوالدة تكفلت جدته لوالدته آمنة والخالات بتربية الاولاد السبعة: منى، مصطفى، جميلة، اسامة، وفاء وشهناز ورلى، يعيش منهم حاليا منى واسامة ووفاء وشهناز. وضع معروف سعد اولاده في مدرسة داخلية في عشقوت ثم في المقاصد في صيدا، وكانت العائلة تمضي فترة الصيف احيانا بين جزّين وبكاسين. كان الوالد منشغلا في السياسة والنضال.

    كان معروف سعد ابنا للحركة الشعبية في صيدا والجنوب، وظاهرة جمعت بين النضال الوطني اللبناني والنضال القومي الفلسطيني ومارس الكفاح المسلح والسياسة اكثر من 40 عاما.

    في العام1936 كان معروف سعد في حيفا يعلّم في مدرستها، هنالك تعرّف الى مجموعة من الثوار الفلسطينيين منهم الشيخ حسن سلامة وعبد الرحيم الحاج محمد وسواهم من الثوار الذين واجهوا الاحتلال الانكليزي والهجرات الصهيونية في فلسطين.في العام 1948 ابان الحرب، تطوع معروف سعد مع مجموعات من المناطق اللبنانية كافة للقتال في شمال فلسطين ولما عاد الى صيدا كانت له حيثية في مجتمع قبلته فلسطين، حاولت المنظومة احتواءه عبر تعيينه في سلك الدرك من قبل رياض الصلح، لكنه ما لبث ان استقال وترشح للانتخابات النيابية في العام 1957 ليشكل رأس حربة في ثورة العام 1958 الدامية ضد رئيس الجمهورية كميل شمعون الذي اختار ان يكون لبنان في حلف بغداد.

    أسس معروف سعد في العام 1958 المقاومة الشعبية، وكانت تحمل هوية وطنية وعربية في الوقت ذاته، ورفعت شعارا ضد الحاق لبنان بسياسة الاحلاف، وحافظت هذه المقاومة الشعبية بقيادته على التنوع الديني الموجود في صيدا ولم تحصل اية حوادث لها طابع طائفي، بل كان ثمة حرص شديد ألا تنزلق الامور في صيدا ومحيطها الى صدامات طائفية.

    تعرف معروف سعد الى الخط القومي الناصري باكرا، وتعرّف الى الزعيم جمال عبد الناصر في اول لقاء زمن الوحدة المصرية السورية تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة وذلك ابان الاحتفالات بالوحدة بين البلدين، حيث شكلت وفود لبنانية وقصدت دمشق والتقت بعبد الناصر تأييدا للوحدة. بعدها زار معروف مصر والتقى بعبد الناصر في القاهرة.

    نشأ اسامة سعد في هذا المناخ القومي العربي المنفتح وذي الرؤية العصرية. يقول:

    “لم نعش البتة في جوّ منغلق بل في مناخ من الانفتاح على البيئات اللبناني كلها والشرائح والطبقات الاجتماعية كلها. نشأنا في بيئة وطنية عربية تقدمية وعصرية متمسكة بالتنوع والتعددية”.

    اوقف دراسته لعامين بعد استشهاد والده في العام 1975 وكان في الـ21 من العمر. كان على مشارف التخصص في طبّ الاطفال في القاهرة، عاد الى لبنان، وشعر بالكثير من الحزن والمرارة. يقول: “إن اغتيال معروف سعد كان محاولة اولى لتفجير الوضع في لبنان، نظرا لكونه شخصيّة وطنية تحمل تاريخا من النضال الوطني والقومي وخصوصا في فلسطين ضد الاستعمار الفرنسي”. ويذكّر اسامة سعد بأن والده كان محكوما عليه بالاعدام من السلطات الفرنسية والبريطانية، وعند نيل لبنان استقلاله في العام 1943 كان معروف سعد لا يزال مسجونا لانه انضوى ضمن الحركة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي. لم يشأ مصطفى الابن الاكبر لمعروف ان تطوى راية والده باستشهاده، فترك دراسة الهندسة الزراعية في موسكو ليعود الى صيدا ليتابع معارك والده ، لكن محاولة الاغتيال كانت له بالمرصاد.

     

    في 21 كانون الثاني من العام 1985 زرع الاسرائيليون عبوة تحت منزله في صيدا، فأصيب اصابة بليغة في جسده وعينيه وانتقل اسامة من مصر الى باريس فالولايات المتحدة الاميركية ليتابع الوضع الصحي الدقيق لشقيقه الذي فقد نظره في المحصلة، واستشهدت طفلته ناتاشا وكذلك جاره محمد طالب واصيبت زوجته وجيرانه وخاله وجيرانهم من آل عسيران واقارب وبنات خاله اللواتي اصيبتا بالوجه لكن لم تفقدا البصر.

    بقي مصطفى فاقدا للوعي لأكثر من شهر، لكنه شفي وعاد لممارسة السياسة منتهجا خطا وطنيا كوالده. بدوره كان اسامة سعد عضوا في رابطة الطلاب العرب ونائب رئيس رابطة طلاب لبنان بالقاهرة، وعضو في تنظيم الطليعة العربية ويشمل الكثير من الجنسيات العربية. وهو تزوج من السيدة ايمان الطويل وهي مصرية الجنسية ولديه معروف ومنار ومحمّد.

    هكذا، اقتحمت رصاصات الغدر والعبوات حياة اسامة سعد باكرا، فارغمته على ترك تخصصه في طب الاطفال في مصر والعودة ليواكب شقيقه مصطفى الذي فقد نظره لكنه لم يفقد ارادة العمل في الشأن الوطني.

    لغاية وفاة مصطفى (الذي كان نائبا منذ العام 1992،  وفي العام 2002 انتخب اوسامة نائبا بالتزكية ليستمر في دورات 2005، ثم فقد مقعده في العام 2009 ليعاد انتخابه في العام 2018.

    في حديثه يبدو اسامة سعد متأثرا بتاريخ والده الذي حارب الصهاينة والانكليز لانقاذ فلسطين من التهويد، وناضل في الحركة الوطنية اللبنانية وضمن حركات السلم والتحرير المختلفة، وهو على غرار والده لديه حساسية من

    المسؤولين الذين يستغلون مناصبهم من اجل مصالحهم.

    يوجد واقع عربي غير سليم، ويوجد استقواء على الواقع العربي من الاقوياء الاقليميين والدوليين، أي تجدين تدخلا ايرانيا وتركيا، والعدو الاسرائيلي صار شريكا بالقرار العربي كذلك الاميركي والروسي، فأين المشروع العربي؟ أين الأمن القومي العربي؟ أين الرؤيا العربية لنهضة الشعوب العربية من واقعها المأسوي الى واقع جديد؟ هل يتعلق الأمر فقط بمآسي الشعب اللبناني؟ فماذا عن شعوب سوريا والعراق واليمن ومصر وكل هذه الشعوب التي تعاني من كل اشكال الهيمنة والسيطرة والتدخلات وفاقدة للمشروع النهضوي المشترك ولأمنها القومي المشترك؟

    كما لديه حساسية تجاه من يقل له انه متحالف مع المقاومة اذ يعتبر ان بيته هو الاولى للحديث في هذا المجال لأنه سبّاق في العمل المقاوم.

    تصدى النجل الاصغر لمعروف سعد  للعمل السياسي بنزعة ضد الظلم والمنظومة فتلاقى مع ثورة 17 تشرين الاول 2019. في هذا السياق لا بدّ من استحضار حوادث العام 1936   حين اندلعت الثورة في جنوب لبنان ضد الوجود الفرنسي والظلم الاجتماعي في صيدا، فأخذ معروف سعد على عاتقه حراسة الطريق الممتد من صيدا الى الناقورة وخرج مع مجموعة منظمة من الشباب يحرق ويكسر الشاحنات التي تأخذ الجيش البريطاني الى فلسطين، وينصب جسرا اخر لتمرير المساعدات للمجاهدين الفلسطينيين.

    بعد 86 عاما يقول نجله اسامة سعد:” نحن التقينا مع 17 تشرين على عناوين الحقوق الاساسية للبنانيين التي طالما طالبنا بها منذ اعوام، كان معروف سعد يطالب بالغاء الطائفية من النظام اللبناني منذ ستينيات القرن الماضي وبالعدالة الاجتماعية ونحن اكملنا بنهجه وكنا جزءا من الحركة الوطنية اللبنانية التي كانت تطالب ببرنامج الاصلاح الديموقراطي في لبنان”.

    يرفض بحزم الصاق الفشل بانتفاضة 17 تشرين او وصفها بأنها “شغل سفارات اجنبية” ، يشير:” إن اتهام انتفاضة 17 تشرين بأنها صنيعة السفارات والدول هي محاولة من المنظومة السياسية لتبرئة نفسها والقول أنها تعرضت لمؤامرة خارجية”. يستفيض:”وكأن هؤلاء المرتكبين والمجرمين بحق شعبهم على مدى اعوام طويلة لا علاقة لهم بما يحدث بل جاءت مؤامرة من الخارج وخربت البلد، وكأن البلد كان في أحسن حالاته”. يبرر اسامة سعد للمنتفضين تراخيهم وسط الانهيار المتعمق بأن “للناس طاقة، فحين يحاصر الناس بلقمة عيشهم ودوائهم ومدخراتهم ودوائهم وحليب اطفالهم لا بد من ان يتعبوا وان تشل حركتهم لأنه لم يعد لديهم خيار فماذا يفعلون؟!”.

    *يبدو بأن هذه الطبقة او المنظومة قد انتصرت على الانتفاضة؟

    – مؤقتا، لكن برأيي أن الوعي الذي نشأ بعد 17 تشرين لا يزال موجودا.

    * هل سبب لك تلاقيك مع 17 تشرين احراجا مع اصدقائك مثل “حزب الله” والرئيس نبيه بري وآل الحريري؟

    -لا، بالنسبة إلي لا يوجد اي احراج، ثم بالتأكيد بعد 17 تشرين، لا يوجد أي تلاقي سياسي مع هذه الاطراف كلها.

    * حتى مع حزب الله؟

    -كلّن

    *ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي شكّل رافعة في الانتخابات الاخيرة للائحتك؟

    -كلّن

    *ماذا عن بهية الحريري وتيار المستقبل؟

    -كلّن

    *التيار الوطني الحرّ؟

    -كلّن

    *لكن، أخيرا زارك وفد من التيار الوطني الحر ربما ليبحث عن نسج تحالف انتخابي معك في الانتخابات المقبلة…

    -وإن جاؤوا، لا ارفض طلب موعد مني اهلا وسهلا واخبرهم مواقفي.

    *الن تتحالف مع التيار الوطني الحر في الانتخابات المقبلة؟

    -بالتأكيد أنني لن أتحالف معهم.

    * قطعت علاقاتك بالجميع؟

    -لا،  لكن لا يوجد تلاق سياسي، أنا مختلف معهم حول السياسات الداخلية والسائدة في البلد وهم مسؤولون عنها. أنا أحمّلهم مسؤولية الخراب الذي حلّ في البلد فكيف أتلاقى معهم بخيارات سياسية؟

    * تلتقي مع “حزب الله” بموضوع المقاومة.

    -نحن في المقاومة قبل “حزب الله”، لا يحكينا احد في هذا الشأن لأن هذا الخيار مرتبط بأن المقاومة هي حق للشعوب في مواجهة أي احتلال أو أي عدوان. وبالتالي لا يقول لنا أحد بأن المقاومة هي حق حصري لأحد. ليست المقاومة حقا حصريا لأحد.

    نعم حصل خلاف مع الحزب في السياسات الداخلية وهو جزء ممن يتحمّلون مسؤولية ما جرى ويجري على اللبنانيين من مآس.

    * يوجد تواصل مع المسؤولين في “حزب الله”؟

    -ليس من قطيعة، بالعكس فنحن نقول لهم هذا الكلام.

    يعتبر نائب صيدا الدكتور اسامة سعد من دعاة التغيير الشامل ولا يحب ان تجرّه المصالح الانتخابية في تحالفات بالاكراه، لديه كتلة ناخبة مهمة من الاصوات التفضيلية التي تفوق الـ9500 صوت. وهو تحالف في آخر انتخابات في العام 2018 مع ابراهيم عازار في لائحة واحدة، لينفصل بعدها عازار وينضم الى كتلة التنمية والتحرير علما بأن اللائحة استفادت من اصوات “حزب الله” و”حركة أمل”، إلا أن اسامة سعد آثر الحفاظ على خطّه المستقل. لا يزال سعد يدرس تحالفاته في انتخابات أيار العتيدة. وعمّا اذا كان من المحتمل ان يتحالف مع اعضاء من المجتمع المدني بعد نسفه الجسور مع جميع الاحزاب التي يحمّلها “مسؤولية خراب البلد”، يقول : “لست أدري، ممكن أن أترشح وممكن لا”. يقدّم اسامة سعد قراءة تحليلية خطرة في حال تعذّر اجراء الانتخابات النيابية المقبلة: “لا يوجد أي سبب لتأجيل الانتخابات النيابية، لأن التأجيل هو دعوة صريحة للفوضى ولحمّامات دم في البلد. من يريد الذهاب في هذا الاتجاه فليتحمّل المسؤولية. سواء جرت الانتخابات أم لا فإن قوى السلطة تتحمّل مسؤولية هذه الاوضاع المأسوية التي يعيشها اللبنانيون وكل المخاطر الامنية التي قد تنتج عنها. هم يتحملون مسؤولية أي نقطة دم تسقط لأنهم هم من يدفعون البلد في اتجاه كل هذه التوترات التي يعاني منها الناس.

    “الأزمة موجودة في البلد برمّته وليس لدى الزعامة السنية فحسب”. ويتساءل اسامة سعد:” هل الباقون ممتازين وعظماء يعني؟! الباقون أيضا دمّروا البلد ومؤسساته، الازمة تحمل طابعا وطنيا وموجودة لدى الجميع وهي ليست ازمة سنية ولا شيعية ولا درزية ولا مسيحية…بل ازمة وطنية. حين يعاني الشعب اللبناني هذه المعاناة كلها، هل يمكننا الحديث عن سني وشعي ودرزي ومسيحي؟ عيب الحكي في هذه الامور”.

    *هذا يعني بأنك تتوقع أن تحصل اختلالات امنية؟

    -إيه طبعا. مع سلطة مماثلة غير مسؤولة، يشكلون حكومة تجتمع 3 مرات ثم تصبح عاجزة عن الاجتماع وبعد مرور 3 اشهر لا يمكنها ان تجتمع او ان تتفق على سياسة خارجية. ما هذه السلطة؟ سلطة شو هيدي؟!

    كان والده النائب الشهيد معروف سعد يعتبر بأن استقلال لبنان كان ناقصا ولا بد من تعميق بعده العربي، مثله الدكتور اسامة، يعتبر بأن مكان لبنان الطبيعي هو في محيطه العربي. نسأله عن علاقاته الاقليمية ولم ليست لديه مرجعية اقليمية. يتعجّب ويجيب:”

    -ليست لدي علاقات من هذا النوع، ولماذا تكون لدي علاقات اقليمية شو خصني بهالقصّة؟ إنها مسؤولية السلطة السياسية وهي التي تقيم علاقات مع الدول وليس الاحزاب. قد تحصل زيارات سفراء كمجاملات دبلوماسية لا اكثر ولا أقل. ومن المعيب أن يقول اي طرف سياسي أن مرجعيته هذه الدولة او تلك. يجب ان تحافظ القوى السياسية في البلد على استقلاليتها الوطنية وقرارها الحر.

    *كيف تنظر الى الازمة مع دول الخليج؟

    -من المعروف ما هي اسبابها ولعل اهمها هو انعدام وجود توافق وطني حول سياسة وطنية موحدة للبلد. مع الأسف مع أنها أسهل شيء، أية سياسة خارجية للبلد عليها ان تراعي حقائق عدّة، أولاها الاستناد الى التاريخ والجغرافيا أي موقع البلد والهوية ومصالح شعبه. هذه هي العناصر الرئيسية التي يجب ان تستند اليها اية سياسة خارجية، فأين يتم تطبيقها؟

    *يعني أين يجب أن يكون لبنان في محور إيران أم في المحور العربي؟

    -بالتأكيد ليس في محور إيران، أكيد لا! نحن جزء من جامعة الدول العربية، بصرف النظر عن الواقع العربي المتشتّت، يوجد واقع عربي غير سليم، ويوجد استقواء على الواقع العربي من الاقوياء الاقليميين والدوليين، أي تجدين تدخلا ايرانيا وتركيا، والعدو الاسرائيلي صار شريكا بالقرار العربي كذلك الاميركي والروسي، فأين المشروع العربي؟ أين الأمن القومي العربي؟ أين الرؤيا العربية لنهضة الشعوب العربية من واقعها المأسوي الى واقع جديد؟ هل يتعلق الأمر فقط بمآسي الشعب اللبناني؟ فماذا عن شعوب سوريا والعراق واليمن ومصر وكل هذه الشعوب التي تعاني من كل اشكال الهيمنة والسيطرة والتدخلات وفاقدة للمشروع النهضوي المشترك ولأمنها القومي المشترك؟ لأنه في النهاية نحن نعيش في جغرافيا واحدة تتأثر بكل عوامل التدخلات التي تحصل على المنطقة. ليس من مصلحة لبنان ان يكون في محاور إنما بمكانه الطبيعي أي هويته العربية الطبيعية.

    يرفض اسامة سعد الحديث عن “مرجعيات سنية” أو عن “ازمة في الزعامة السنية”، هو يرفض بالأصل مقاربة أي موضوع من زاوية طائفية. برأيه أن

    “الأزمة موجودة في البلد برمّته وليس لدى الزعامة السنية فحسب”. ويتساءل:” هل الباقون ممتازين وعظماء يعني؟! الباقون أيضا دمّروا البلد ومؤسساته، الازمة تحمل طابعا وطنيا وموجودة لدى الجميع وهي ليست ازمة سنية ولا شيعية ولا درزية ولا مسيحية…بل ازمة وطنية. حين يعاني الشعب اللبناني هذه المعاناة كلها، هل يمكننا الحديث عن سني وشعي ودرزي ومسيحي؟ عيب الحكي في هذه الامور”.

    النائب اسامة سعد عضو في لجنة الاشغال والطاقة والمياه، وكذلك في لجنة فرعية تدرس مشروع قانون اللامركزية الادارية. وبعد طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسالتيار الوطني الحر جبران باسيل لموضوع اللامركزية الادارية والمالية الموسّعة يشير اسامة سعد بأنه ليس ” من نصّ في اتفاق الطائف يتعلق باللامركزية المالية”. يشرح:” إن اللامركزية الادارية هي لتسهيل امور الناس ولكي تسهم في جانب منها في عملية التنمية. توجد أكثر من مشكلة تواجه مشروع اللامركزية الادارية، هي الحالة الطائفية الموجودة في البلد والتي من الممكن أن تأخذ اللامركزية الى مطارح كالفيديرالية الطائفية. الأمر الثاني هو أن الدولة المركزية ضعيفة، واللامركزية حتى تنجح ولتكون فعّالة تحتاج الى دولة مركزية قوية وإلا تفشل. حتى اللامركزية تفشل إذا لم تكن توجد دولة مركزية قويّة”.

    *من اين نشأت فكرة اللامركزية المالية؟

    -مع الأسف، هي وردت في المشروع الذي يدرس حاليا وليس في اتفاق الطائف. هذا المشروع قدّمه مجموعة من النواب وهو حكى عن صندوق سيادي وعن استقلالية مالية لمجالس الاقضية، بحيث انه يحق لمجلس القضاء ان يقيم اتفاقا حول استثمارات لمشاريع مع دول ومع شركات عابرة اي غير وطنية. يوجد خلل في هذا الموضوع. لا اذكر من قدّمه من النواب وهو قيد الدراسة في لجنة فرعية شكلتها اللجان المشتركة.

    انا مع فكرة دراسة هذا الموضوع، لكن أتحدث عما يجب ان يكون. يجب ان تكون دولة مركزية قوية، وألا تكون الحالة الطائفية الموجودة في البلد هي المهيمنة. بالاضافة الى ان الموضوع المالي  دقيق وحسّاس، ولا يجوز أن تذهب الامور في اتجاه تقديم نموذج وكأننا نقيم نوعا من الفيديرالية”.

    يقيم اسامة سعد علاقات وطيدة مع المخيمين الفلسطينيين في صيدا: عين الحلوة والميّة وميّة.

    “إن علاقتنا بالمخيمات قديمة تعود الى تاريخ مجيء اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان. تداخل العديد من الإخوة الفلسطينيين بنسيج المدينة الاجتماعي، ويوجد تزاوج متبادل بين اللبنانيين والفلسطينيين ومصالح مختلطة تجارية ومؤسسات وسواها، للإخوة الفلسطينيين دور أساسي في حياة المدينة السياسية والاقتصادية”. يؤيد اسامة سعد بشكل لا لبس فيه قرار وزير العمل مصطفى بيرم منح الفلسطينيين حق العمل في اعمال كانت محجوبة  عنهم (الطب، الصيدلة، الصحافة الخ…) يقول: “لا يشكل هذا الامر انصافا فقط لناس يعيشون في لبنان غصبا عنهم نتيجة تهجيرهم من قبل العدو الصهيوني واحتلال أرضهم وابعادهم الى لبنان دول عريبة اخرى ودول العالم. هم موجودون في لبنان نتيجة العدوان عليهم وليس بخيار منهم. يجب اخذ هذا الامر بالاعتبار. كذلك يجب التنبه الى أن هذا شعب يتمتع بحقوق انسانية ووطنية، هو لا يريد الجنسية اللبنانية ولا يسعى اليها بل هدفه العودة الى بلاده. أنا مع اعطائهم حقوق العمل ليس بغية انصافهم فحسب، بل لأنه من المعيب ان يظهر لبنان بمظهر الدولة التي تمارس التمييز العنصري”.

     

     

  • سفير كازاخستان لـ”مصدر دبلوماسي”: تعرضنا لعملية انقلابية من ارهابيين وقوات “معاهدة الامن الجماعي” ستغادر في 10 ايام

    سفير كازاخستان لـ”مصدر دبلوماسي”: تعرضنا لعملية انقلابية من ارهابيين وقوات “معاهدة الامن الجماعي” ستغادر في 10 ايام

     

    “مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:

    أعلن الرئيس الكازاخي قاسم جومارت-توقاييف في خطاب امس امام البرلمان استقرار الوضع نهائيا في أكثر من مدينة كازاخية ابرزها العاصمة نور سلطان ومدن ألماتي وأكتوبي وشيمكنت وأكمولا وكيزيلوردا وبافلودار وشمال كازاخستان وتركستان إثر احتجاجات عنيفة عمّت البلاد بين 5 و9 كانون الثاني الجاري، أدت الى طلب توقاييف بشكل رسمي من الدول الاعضاء في “منظمة معاهدة الامن الجماعي” وهي روسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا تقديم المساعدة اللازمة في تنفيذ “عملية مكافحة الارهاب” بحسب وصف الرئيس توقاييف الذي كان اعلن حالة الطوارئ في البلاد.

    وفي بيروت يقول رئيس بعثة جمهورية كازاخستان في لبنان يرجان كاليكينوف لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “حالة بسط الاستقرار بدأت فعليا إثر محاولة انقلابية تسللت عبر تظاهرات بدأت في الثاني من كانون الثاني الجاري بسبب زيادة إحدى الشركات الخاصة لأسعار التجزئة للغاز المسيل في منطقة مانيجيستاو في غرب كازاخستان. وسرعان ما لبّت الحكومة مطالب المتظاهرين بتخفيض الاسعار الى المستوى السابق وحل عدد من المسائل الاجتماعية، وفرضت حظرا على زيادة اسعار السلع الغذائية الأساسية والوقود ومواد التشحيم وخدمات المرافق، لكن بعد ذلك حصلت احتجاجات عنيفة من قبل مجموعات ارهابية منظمة عمّت ألماتا و14 مدينة كازاخية، وحصلت اعمال عنف أدت الى وقوع آلاف الجرحى والقتلى والتحقيقات الجنائية جارية لمعرفة هوية الانقلابيين والادوات التي استخدموها ومنهم مجموعات ارهابية  متطرفة جاءت من خارج الحدود قامت بأعمال عنف مبرمجة طاولت نقاطا استراتيجية ومقار حكومية ومراكز الشرطة وحتى المستشفيات”.

    السفير الكازاخي في لبنان يريجان كاليكينوف
    السفير الكازاخي في لبنان يريجان كاليكينوف

    وفي جلسة مع عدد من الباحثين والاكاديميين اعترض  السفير كاليكينوف على بعض التوصيفات التي استخدمها بعض الاعلام اللبناني ووسائل اعلام غربية  مثل “الثورة الملونة” والتي تحاكي الثورات المنظمة في اوكرانيا وبيلاروسيا ويشير:” أنا كدبلوماسي وكموظف حكومي من واجبي الاشارة الى حقيقة الامور. فقد حصل تلاعب بالاسعار من قبل احدى الشركات في ما يخص الغاز المسيل الذي شكل الوقود الرئيسي للسيارات وهو يخضع لبورصة الاسعار العالمية كما هو معروف، إلا أن الحكومة سرعان ما تدخلت للجم الارتفاع إلا ان التظاهرات لم تتوقف، وفي 5 كانون الثاني الجاري دعا الرئيس توقاييف الى الحوار وضبط النفس واعلن الاصغاء الى مطالب المتظاهرين جميعها، لكن الهجوم الكبير لعناصر ارهابية منظمة كان كبيرا على المنشآت الحيوية والبلديات والمقار الحكومية والمستشفيات وأحرق المقر الرئاسي في الماتا مثلا وبعض هذه العناصر الارهابية جاء من دول في آسيا الوسطى والشرق الاوسط لكن لا يمكنني تحديد دولة معينة في انتظار انتهاء التحقيقات الجارية، وعلى اثرها سيتم ابلاغ المجتمع الدولي بحقيقة ما جرى وبالمحصلة تم القاء القبض لغاية اليوم على قرابة الـ10 آلاف شخص شاركوا في العملية الانقلابية”.

    ويشير كاليكينوف الى أن “الامور استقرت اليوم في غالبية المناطق، وشبكة الانترنت تعمل بشكل طبيعي لكنها تتقطع لساعة او اثنتين في بعض المناطق، وأمس عقد المجلس النيابي اجتماعه عبر الفيديو كونفرانس برئاسة فخامة الرئيس ويمكن القول بأن الدولة وقواتها تسيطر على الوضع”.

    تشير المصادر الحكومية الرسمية في كازاتخستان الى أن الحوادث التي شهدتها مدينة الماتي والتي تمثلت في الاعتداء على المنشآت الادارية والعسكرية والاستيلاء على مطار المدينة واحتجاز طائرات ركاب وشحن اجنبية إنما تدل على المستوى العالي من الاعداد والتنسيق لممارسات من يقوم بهذه الاعمال العدائية حيث تشير التحليلات الحكومية الى أن كازاخستان قد اصطدمت بتدخل مسلح من قبل مجموعات ارهابية تلقت تدريبا خارج البلاد. وقد تولى الرئيس قاسم جومارت توقاييف منصب رئيس مجلس الامن بجمهورية كازاخستان متوجها الى الدول الاعضاء بـ”منظمة معاهدة الامن الجماعي” بطلب تقديم المساعدة العسكرية للقيام بعملية لمكافحة الارهاب. في هذا السياق يقول السفير كاليكينوف  بأنه توجد اتفاقيات بين “البلدان الخمسة لمنظمة معاهدة الامن الجماعي ووفقا لمادتها الرابعة يمكن في حال وقوع مسائل خارجية خطرة أن تتم مخاطبة الدول الاعضاء في هذه المنظمة وان تدخل قوات منها الى الدولة المستهدفة والمتضررة”. ويشدد السفير كاليكينوف:” ان هذه القوات لم تشارك في العمليات القتالية، وهي تنتشر في الأماكن الاستراتيجية كالميناء والمطار ومقار حكومية، بل إن القوات المسلحة الكازاخية هي التي تقوم بعمليات مكافحة الارهابيين وسيبدأ انسحاب هذه القوات في الايام العشرة المقبلة بشكل كامل”. في الايام المقبلة سوف يجتمع مجلس الامن القومي برئاسة توقاييف. ويشير السفير كاليكينوف :” إن الرئيس توقاييف قد اعلن أن كازاخستان دخلت في مرحلة جديدة لافتا في اشا رة مهمة الى أن جمهورية كازاخستان تتمسك بالالتزام بالتعهدات الدولية في مجال حقوق الانسان ومواصلة نهج الاصلاح في إطار نظرية “الدولة المصغية” التي يتبناها شخصيا”.

    يضيف السفير كاليكينوف:” تجري وزارة الخارجية في كازاخستان اتصالات دائمة بالشركاء الدوليين بشأن كافة القضايا الراهنة للتعاون الثنائي والمتعدد الاطراف، وكذلك تتعهد حماية البعثات الدبلوماسية والمستثمرين الاجانب والشركات الاجنبية وكازاخستان بلد منفتح على الجميع وترحب بكل من يرغب بزيارتها”. وردا على سؤال موقع “مصدر دبلوماسي” حول امكانية تأثر اجتماعات آستانة بهذه الحوادث، وقد جرت دورتها الاخيرة في 21 كانون الاول الفائت في دورتها الـ17 وهي تتناول الملف السوري بدعوة من ايران وروسيا وتركيا، قال السفير كاليكينوف:”تقدم كازاخستان منصة لاستضافة هذه الاجتماعات وهي ستستمر بالوتيرة ذاتها كل 4 اشهر، وكازاخستان لن تـتأخر في مواصلة استضافتها للحوارات الدبلوماسية ولن يؤثر بها أي شيء”. يذكر ان لبنان لم يحضر الاجتماع الاخير في آستانة (هي اليوم تحمل تسمية نور سلطان بعد تغيير اسمها) نظرا الى عدم توافر التمويل اللازم لمشاركة وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في هذه الاجتماعات في سابقة دبلوماسية لا تبشر بالخير. كما يذكر بأن كازاخستان مشاركة في قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان إلا أن عديدها انخفض من 120 الى 8 بسبب تخفيض القوات الهندية لعديدها والبعثة الكازاخية أتت الى جنوب لبنان من ضمن البعثة الهندية وقد حصل ذلك بالاتفاق بين الكتيبتين.

  • أنطونيو غوتيرس: أي نزاع في جنوب لبنان قد يؤدي الى مأساة وعواقب لا يمكن التنبؤ بها

    أنطونيو غوتيرس: أي نزاع في جنوب لبنان قد يؤدي الى مأساة وعواقب لا يمكن التنبؤ بها

     

    “مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة

    قدّم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس إبّان زيارته الى لبنان التي اختتمها بمؤتمر صحافي الثلاثاء الفائت خيارات عدّة للمسؤولين اللبنانيين لـ”انقاذ لبنان”، ووجّه المسؤول الأممي الارفع رسائل صريحة في خلال لقاءاته الرسمية، حملت في طياتها تحذيرات جدية، مستكشفا مدى جدية مجالسيه حيال طروحاته. ولعل ابرز ما عبّر عنه هو الهاجس الجدّي لدى الامم المتحدة واعضائها من أن يتحول لبنان الى “فرق عملة” للتناحرات الاقليمية، وساحة حرب تسفك فيها الدماء، وابدى في اكثر من لقاء خشية الامم المتحدة من أن يتحول لبنان الى بلد مزعزع باستقراره كسوريا وفلسطين المحتلة، حيث ثمة عجز دولي عن اعادة بناء ما تهدّم وايواء من تشرد وتأمين الموارد للاجئين.

    في ما يخص ولاية الأمم المتحدة وتفويضها جنوبا عبر مهمة قوات الطوارئ الدولية أو حفظة السلام، كرّر غوتيرس ثوابت الامم المتحدة في ما يخص تفويضها بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701، وزار مقر “اليونيفيل” في الناقورة حيث استقبله رئيس البعثة وقائدها العام اللواء ستيفانو دل كول والتقى حفظة السلام مطلعا على عملهم.

    وجّه الأمين العام رسائل هامة جدا الى الاطراف معتبرا بأن التزامهم التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن الدولي 1701 والحفاظ على وقف الاعمال العدائية عبر الخط الازرق هو امر اساسي.

    وقال الأمين العام: “من المهم جدا أن تفهم الأطراف أن أي نزاع في هذا الوضع يمكن أن يؤدي الى مأساة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها. يجب أن تتحلى الأطراف بحسن نيّة وأن تلتزم بالحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق”.

     

    وأضاف: “في الوقت نفسه، سيكون من المهم للأطراف التفاوض بشأن بعض الجوانب التي لا يزال هناك بعض الشكوك حولها لناحية الموقع الدقيق للخط الأزرق، الى جانب المفاوضات حول الحدود البحرية، ومن الضروري أن يمتنع كلا الجانبين عن القيام بأي انتهاك للاتفاقات”.

    ورافق اللواء دل كول الأمين العام إلى موقع الأمم المتحدة  1-32A، حيث تنعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، واطلع على آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها “اليونيفيل” والدور الذي تلعبه في التهدئة وبناء الثقة.

    وجدد الأمين العام دعوته إلى استمرار الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية، “وهو أمر ضروري لاستقرار لبنان”.

    خلال وجوده في جنوب لبنان، عقد غوتيريس اجتماعات مع حفظة السلام الشباب والنساء وقادة المجتمع المدني. كما قام بجولة على جزء من الخط الأزرق وشاهد العمل الذي يقوم به جنود حفظ السلام التابعون لـ”اليونيفيل” بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، للحفاظ على الاستقرار في منطقة عمليات بعثة الأمم المتحدة وعلى طول الخط الأزرق البالغ طوله 120 كيلومتراً.

     

    تجدر الاشارة الى أن الوفد المرافق للأمين العام للأمم المتحدة ضمّ وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، ووكيل الأمين العام للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو، والمنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا.

     

    في هذا السياق، قال مصدر مسؤول في “اليونيفيل” لموقع “مصدر دبلوماسي”:” لقد اراد الامين العام ان يلتقي بحفظة السلام الشباب والعسكريين والمدنيين وكذلك النساء. وهو يؤمن بأنه يجب أن يأخذ النساء والشباب أدوارًا بارزة أكثر فأكثر ويقودون التغيير داخل الأمم المتحدة”. وأشار المصدر المسؤول في “اليونيفيل” الى أن ” السيد غوتيرس يعتبر أنه يمكن لحفظة السلام الإناث العمل بشكل أفضل مع المجتمعات المضيفة والقيام بالأنشطة التي تتفاعل مع النساء وخصوصا في سياق البلديات. أما في اجتماعه مع المجتمع المدني في صور وطرابلس فقد حرص الامين العام على الاصغاء الى مخاوف هؤلاء ومعرفة كيف يمكن للأمم المتحدة ووكالاتها المساعدة في معالجة هواجسهم خلال هذه الأوقات العصيبة. بطبيعة الحال كان الوقت  ضيقا، لكن الأمين العام السيد غوتيرس أوكل الى وكالات الامم المتحدة المختصة متابعة هذه الهواجس ومعالجة المشكلات التي طرحت”.

    ساد مناخ من الودية في الاجتماعات السياسية التي عقدها غوتيرس “لكن الى جانب شخصيته الودية حرص الامين العام أن يكون دقيقا وواضحا وصريحا لعرضه للقضايا وحرص على الاصغاء الى الرؤية اللبنانية للعلاج من دون “فلاتر””، بحسب مصدر في الامم المتحدة رافق غوتيرس في جولاته.

    ولعلّ كلام غوتيرس في المؤتمر الصحافي ردّا على سؤال حول تغيير قواعد الاشتباك أو التفويض لـ”اليونيفيل” ونفيه ذلك نفيا قاطعا، ثم ما ورد في بعض التحليلات الصحافية من أنه عرض على المسؤولين اللبنانيين تبديل التفويض لكي تتمكن “اليونيفيل” من القيام بعملها من دون معوقات، وضعه المصدر الاممي في خانة “سوء الفهم” قائلا:” لقد أسيء تفسير ما طرحه وهو أوضح في مؤتمره الصحافي أنه مسرور بالولاية التي اعطيت لـ”اليونيفيل” والتي منحت لبنان 16 عاما من الاستقرار، وبأن أي تغيير للتفويض أو لقواعد الاشتباك متروك لمجلس الامن الدولي وليس للأمين العام”.

    تجدر الاشارة الى الحادثة التي اعقبت مغادرة غوتيرس للبنان يوم الاربعاء الفائت، إذ اقدم شبان من بلدة شقرا الجنوبية على رشق مركبات لليونيفيل بالحجارة في خطوة وضعتها اوساط دبلوماسية في خانة “الاعتراض على كلام غوتيرس في ما يخص تسهيل وصول قوات اليونيفيل الى كافة البقع في منطقة عملياتها وفقا للقرار 1701 ولتوصيات مجلس الامن الدولي في تقاريره التقييمة الاخيرة عن هذا القرار، وقد اسمع غوتيرس هذا الكلام بصورة واضحة للمسؤولين اللبنانيين”.

    بالعودة الى ابرز رسائل غوتيرس في زيارته التي استمرت 4 ايام والتي  استعرضها هذه المرة مباشرة بعد أن كان يرسلها في تقاريره الدورية عن قرارات المجلس الامن الدولي وابرزها القرار 1701، فضلا عن المطلوب من المسؤولين اللبنانيين يمكن رصد الآتي:

     

    *عبّر غوتيرس عن قلق بالغ من تأثير الأزمة الاقتصادية والمالية التي تتسبب بعوز المزيد من الناس واحتياجهم الى المساعدة الانسانية.

    *شدّد على ضرورة السماح بالبدء السريع بالمفاوضات الرسمية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي من دون وضع المزيد من العوائق.

    *بعث برسالة واضحة لمن التقاهم من انه لا يحق للقادة اللبنانيين أن يكونوا منقسمين وأن يشلوا البلد.

    *اعتبر ان تحقيق التعافي المستدام يكمن في اضطلاع المجتمع المدني والنساء والشباب بدور محوري.

    *شدد على اجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في موعدها العام 2022، ما سيشكل فرصة أساسية للناس لإسماع أصواتهم. وقال انه اخذ ضمانات من المسؤولين اللبنانيين هو اجراء الانتخابات في مطلع ايار المقبل وذلك بعد اجتماعاته مع رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب.

    *أكد الالتزام باستقرار لبنان من خلال زيارة مقر اليونيفيل في جنوب لبنان، مشددا على أن

    الالتزام بتنفيذ القرار 1701 بالكامل والحفاظ على وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق بالإضافة إلى الحدّ من التوترات بين الطرفين إنما هو أمرٌ بالغ الأهمية.

    ولفت الى أن الصواريخ التي أُطلقَت من الأراضي اللبنانية والردود التي أتت من إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، تُذكّرُنا بالمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وحذّر غوتيرس: “قد يكون لسوء التقدير أو سوء التفاهم عواقب وخيمة والانتهاكات أيضا غير مقبولة”.

    *اكد ان “اليونيفيل” تحتاج إلى الوصول إلى جميع أنحاء منطقة عملياتها بشكل كامل ومن دون أي عوائق.

     

    وشدد على أن استمرار الدعم الدولي للقوات المسلّحة اللبنانية أمرٌ ضروري لاستقرار لبنان.

     

    * قال:” يجب أن يكون المجتمع الدولي على استعداد لزيادة تضامنه مع لبنان بشكلٍ ملحوظ لجهة تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني”.

    *قدم ملاحظة هامة تشير الى أن خطة الأمم المتحدة للاستجابة للشؤون الإنسانية هي مُمَوَّلة بنسبة 11 في المائة فحسب على الرغم من الوضع الدراماتيكي للشعب اللبناني والاقتصاد اللبناني.

    لم يأت غوتيرس في ملاحظاته النهائية للاعلام على ذكر أي أمر يتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بوساطة اميركية وبرعاية الامم المتحدة في الناقورة، لكنه تطرق الى هذا الملف الذي سيطرح مع وصول الوسيط الاميركي آموس هوكستاين الى لبنان الاسبوع القادم لاستئناف المفاوضات. وقال غوتيرس ردا على سؤال في هذا الخصوص: “تجري هذه المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية. ليس للأمم المتحدة دور مباشر في الوساطة. بالطبع يتم ذلك في مقر “اليونيفيل” في الناقورة ونحن في موقع المضيفين وليس اللاعبين. ومن الواضح أن الصعوبات تتعلق بترسيم الحدود هذا هو النطاق المحدد الذي لم يتفق عليه البلدان بعد. أعتقد أنه من المهم للغاية أن تتحرك هذه المفاوضات بسرعة لأننا نناقش مناطق تحتوي موارد طبيعية غنية ستكون مهمة جدا للاقتصاد اللبناني. لذلك اعتقد أنه من مصلحة الجميع التحرك بسرعة في هذه المفاوضات والتوصل بسرعة إلى نتيجة سنفعل أي شيء مطلوب منا لدعم هذه العملية”.