الكاتب: مارلين خليفة – ناشرة موقع مصدر دبلوماسي

  • لاسّن: لو حلّ السلام غدا فالسوريون لن يعودوا الى ديارهم فورا

    لاسّن: لو حلّ السلام غدا فالسوريون لن يعودوا الى ديارهم فورا

    استحوذ مؤتمر لندن لمساعدة السوريين على اهتمام أوروبي خاص، إذ يقول الأوروبيون في خطابهم الرسمي بأنّ تحدّي “الهجرة” كما يسمونها مشترك مع بلدان الجوار السوري ومع لبنان بوجه الخصوص نظراً الى العبء الذي يتحمّله بوجود ما يزيد عن مليون والـ300 ألف سوري على أراضيه ما يحتّم التعاون والتنسيق الدائم مع الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية أيضا وخصوصاً في مواضيع لا تقل أهمية عن أزمة “الهجرة” أو “النزوح” كما تسميها بلدان الجوار السوري وخصوصا ما يتعلق بالإرهاب والهجرة والصعوبات التي يواجهها النموّ الاقتصادي.

    ويبدو أن تركيز مؤتمر لندن على محورين أساسيين للتمويل هما التعليم وخلق فرص عمل  للنازحين في لبنان والأردن وتركيا سيكونان أولويتين أوروبيتين في المدى المنظور بحسب ما قالت لـ”السفير” أمس رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسّن.

    تقول لاسن أن “مؤتمر لندن للمانحين ذي أهمية خاصة لأنه مختلف تماما عن بقيّة المؤتمرات وخصوصا تلك التي انعقدت في العامين الأخيرين في الكويت، والتركيز هذه المرّة لا ينصبّ على النازحين فحسب بل على البلدان المضيفة، وقد أعدّت الحكومة اللبنانية ورقة مهمة ركزت فيها على التربية والتعليم وخلق فرص عمل جديدة، ونحن نتعاون كاتحاد أوروبي من أجل استجابة أكبر لمشكلة النازحين”.

    وردّا على سؤال عن أن مشكلة النازحين في لبنان لها بعد ديموغرافي وبالتالي سياسي وتمويل مؤسسات لتشغيل السوريين لأمد طويل يفسّر أنه توطين مقنّع تقول لاسّن: “ما نريده في النهاية هو حل للأزمة وجميع السوريين عليهم أن يعودوا الى ديارهم. لكن، حتى لو حلّ السلام غدا في سوريا فإنّ هؤلاء لن يعودوا فوراً، وبالتالي كان على المجتمع الدولي التأكد من أن هؤلاء يعيشون في ظروف جيدة وغير متروكين بلا علم ولا عمل وفي ظروف سيئة”.

    تضيف:” لقد اقترحت الحكومة اللبنانية بعض البرامج المهمة وخصوصا لعمل هؤلاء في قطاعات معينة منها البناء والزراعة”.

    تتحدث لاسّن بحماسة عن زيارتها منذ يومين الى نازحين يعيشون في الكواشرة في عكار وتقول: “كان هؤلاء ممتنّين كيف يعاملهم الشعب اللبناني، وكانوا يرددون أنهم يريدون العودة فورا الى سوريا ولو طلب منهم ذلك في منتصف الليل”.

    لكن، هذا الكلام يقوله أيضا اللاجئون الفلسطينيون الى لبنان منذ 1948 في حين أن الأونروا أغلقت مكاتبها أخيرا؟

    تجيب لاسّن: “أفهم جيّدا شعور الشعب اللبناني نظرا الى خبرته الطويلة مع النزوح، لكن يؤسفني القول بأن الفلسطينيين لديهم وضع صعب جدّا لأنه ليس واضحاً أين يذهبون، وبالتالي من الصعب عودتهم حاليا الى بلدهم بعد مرور كل هذا الوقت بسبب عدم وضوح الوضع أما السوريين فلديهم وطنهم”.

    ولم لا تفتح مؤسسات مماثلة لتشغيل النازحين السوريين في أوروبا؟

    تقول لاسّن: “إنّ الفكرة مثيرة للاهتمام في لبنان، لا سيما في مشاريع تتعلّق بالزراعة والبناء قدّمتها الحكومة اللبنانية عبر الورقة في مؤتمر لندن، وليس نحن من قدمناها، وبالتالي فإنّنا كاتحاد أوروبي نعطي الحوافز وهذا ما يصبّ إيجابيا في صالح النموّ الإقتصادي في لبنان، وبالتالي إنها مكسب للجميع”.

    وعمّن سيدير هذه المؤسسات؟ تقول لاسّن إنه برنامج للحكومة اللبنانية، وهي التي ستحدد هذه التفاصيل ولا علم لي بها”.

    وتشرح:” الوضع في أوروبا مختلف، فما إن يحصل اللاجئ على بطاقة اللجوء فإنه يحصل على كلّ شيء ويتمّ دفع مصاريفه كلّها، رواتب وسكن ومدارس وجامعات وتدريب والقواعد مختلفة بين بلداننا في هذا المجال”.

    مكافحة الإرهاب ووضع “حزب الله”

    وعن كيفية إسهام الاتحاد الأوروبي بمساعدة لبنان والجيش اللبناني وتأثير هذه المساعدة على المؤسسات الأمنية والعسكريّة اللبنانية وخصوصا أنّ منسّق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كركوف كان في لبنان أخيرا؟

    تقول لاسّن:” نحن نواجه العدو ذاته في أوروبا ولبنان وبالتالي يجب تحسين تعاوننا ونحن نحتاج الى تبادل الخبرات، أجرينا حوارا أول منذ فترة وثان في الأسبوع الماضي بحضور ممثلين عن معظم الوكالات الأمنية الأوروبية واللبنانية المتخصصة، وبعض الأمور التي ناقشناها تتعلق بإدارة الحدود وضبطها وأمن مطار بيروت الى إصلاحات في النظام القضائي حيث ثمة إصلاحات عدة يمكن إدخالها مما يصبّ في صالح الجهود المبذولة من أجل مكافحة الإرهاب، ونحن نتعاون في المجال الأمني مع جميع الأجهزة اللبنانية من قوى أمن داخلي وجيش والأمن العام وخصوصا في إدارة الحدود، ولدينا تعاون في التدريب والتجهيز وبناء القدرات والدعم يختلف من مؤسسة أمنية الى أخرى”.

    وماذا عن المقاتلين الأجانب في سوريّا؟ وما هو المطلوب من لبنان في صددهم؟

    تقول: “مشكلة المقاتلين الأجانب تطاول الجميع، ومن التدابير التي نتخذها قطع التمويل وتحسين إدارة الحدود وخصوصا عبر المطارات وغيرها مما نتعاون به مع لبنان”.

    يبقى الحفاظ على استقرار لبنان أولوية أوروبية قصوى. أما التركيز الأوروبي المقبل فينصبّ على  النمو الإقتصادي والتربية والتعليم وكل ما من شأنه مساعدة البلد على الاستقرار وبالطبع محاربة الإرهاب والتعاون بالنسبة الى مشكلة الهجرة الى أوروبا”.

    وعن العلاقة الأوروبية مع إيران حالياً وخصوصا وأن الاتحاد الأوروبي سوف يفتتح قريبا بعثة له في طهران؟ وما تأثير ذلك على علاقته بـ”حزب الله”؟

    تشير لاسّن الى أن الاتفاق النووي مع إيران شكّل انتصاراً كبيراً للدبلوماسيّة، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية فيديريكا موغيريني بذلت جهودا قيّمة في المفاوضات التي جرت مع إيران، ولقد وفى الإيرانيون بالكثير مما وعدوا به، وبالتالي رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات المتعلقة بالملف النووي ونحن نطبّع العلاقات تدريجيا. بالنسبة الى “حزب الله”، لم أسمع أنه ستكون انعكاسات للتطبيع مع إيران على الحزب. هذان موضوعان مختلفان تماما”.

    وردّا على سؤال حول لقائها بمسؤولين في “حزب الله” من الجناح السياسي وهل ترى أنّ ثمّة أمر مثير للتساؤل في التفريق بين جناحين في “حزب الله” من قبل أوروبّا؟ وهل ستتمّ مراجعة هذا القرار؟

    تقول لاسّن: “نحن نجتمع بكل ممثلي الأحزاب اللبنانية، وهذا القرار الذي اتخذه رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في تموز 2013 بإدراج الجناح العسكري لـ”حزب الله” على لائحة الإرهاب لا يزال ساري المفعول ولا أعتقد أن أحداً يفكر به الآن وهذا أمر يتخذ على مستوى الإتحاد الأوروبي ولا علاقة لنا به في لبنان”.

    انتخاب رئيس ضرورة قصوى

    وعن عملها في لبنان كرئيسة لبعثة الاتّحاد الأوروبي في ظلّ غياب رئيس للجمهوريّة؟ وهل يضع هذا الفراغ عوائق أمام المشاريع التي ينجزها الاتحاد ؟ وهل انخفض عدد هذه المشاريع بسبب الفراغ الرئاسي المستمر؟

    تقول لاسّن في حديثها الى “السفير”: بالطبع الفراغ الرئاسي يؤثر على كلّ شيء هنا، فالبلد يحتاج الى رئيس للجمهوريّة، ونحن طالما دعونا الى الإسراع في انتخاب رئيس سواء في الإتحاد الأوروبي أو ضمن مجموعة الدعم الدولية للبنان، أو مع سفراء الدول الكبرى الذين أصدروا بيانا في هذا الشأن بعد دعوة  البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي منذ يومين. إن وجود رئيس مهمّ لسير عمل المؤسسات. صحيح أن البلد يعمل الآن الى حدّ ما، لكن ثمة شعور بأنّ بعض المؤسسات لا تعمل جيّدا بسبب تداعيات هذا الفراغ، وبالطبع ثمة تأثير لهذا الفراغ على المشاريع الأوروبية صحيح أنها لم تتوقف لكنّ من الصعب الاستمرار فيها بسبب بعض التفاصيل التي تحتاج مثلا الى انعقاد مجلس النواب للموافقة على إصلاحات نعمل عليها”.

    (نشر في “السفير ” في 5 شباط 2016)

  • خبراء بريطانيون طلبوا من مصرف لبنان تحفيزات لفرص عمل للسوريين

    خبراء بريطانيون طلبوا من مصرف لبنان تحفيزات لفرص عمل للسوريين

    يستبعد السفير البريطاني في بيروت هوغو شورتر أن يستوطن النازحون السوريون دائما في لبنان تشجّعهم المشاريع المختلفة الطويلة الأمد التي ستوفّر لهم في لبنان والأردن فرص عمل، بالإضافة الى التعليم المجاني لأبنائهم في المدارس الرسمية اللبنانية.

    وقال شورتر العائد من مؤتمر لندن لدعم النازحين أن بلاده تعهّدت بزيادة مساعداتها للنازحين بمبلغ قدره 1،8 بليون دولار أميركي، لافتا في حديث الى “السفير” الى أن المبالغ التي ستصرف ستتحكّم بها الجهات المانحة وستوزّع تبعا لتجاوب البلد مع البرامج التي قدّمها.

    وعن شعور لبناني بأنّ مؤتمر لندن يهدف أولا الى وقف تدفّق النازحين السوريين الى أوروبا، يذكّر السفير شورتر أنه في غضون 3 أعوام إنعقدت 3 مؤتمرات للنازحين السوريين في الكويت، وذلك قبل التدفق الكبير للمهاجرين الى أوروبا، وبالتالي فإن إجتماع لندن هو الرابع، ما يعني أن المجتمع الدولي طالما اهتمّ بمساعدة دول الجوار السوري بما فيها لبنان للإستجابة لهذه الأزمة”.

    في إجتماع لندن الأسبوع الفائت تبدّلت طبيعة الدعم الدولي “الذي لم يعد يقتصر على مساعدات عينية، فتعثّر الحلول السياسية وامتداد الأزمة منذ 5 أعوام بدّلا مقاربة المجتمع الدولي الذي انتقل من تقديم مساعدات قصيرة الأمد الى إستثمارات إغاثية  طويلة الأمد، ما يسمح للنازحين بالعيش أعواما عدّة خارج بلدهم من دون أن يخسروا فرص العمل أو يخسر أولادهم فرص التعلّم”.

    وكيف يمكن أن يتأكد اللبنانيون من أن النازحين السوريين سيعودون الى بلدانهم بعد أن يركّزوا أمور حياتهم  في لبنان؟

    يلفت السفير شورتر:” سيعود النازحون الى ديارهم في سوريا عندما تصبح عودتهم آمنة، بالتأكيد لا توجد نوايا لتوطين النازحين في خارج سوريّا نهائيا، إننا نهيّئهم للعودة الى بلدهم، وبالتالي من الأفضل أن يعودوا وأولادهم قد تلقوا تعليما ومهارات عملية بحيث يمكنهم العمل في بلدهم. يستطرد:” بالعكس إذا عاشوا في بلد مجاور بلا علم ولا عمل فعندها تصعب عودتهم”.

    وكيف يمكن ضمان عودة أشخاص اعتادوا العيش في بلد لأعوام عدّة؟ يقول شورتر:” العديد من هؤلاء لا يزالون يعيشون في خيم وفي ظروف متواضعة جدّا والأمر مختلف عن العيش في المنزل في بلدهم الأصلي. وأعتقد أن هؤلاء يصرّحون بغالبيتهم أنه لو ساعدتهم الظروف قليلا لعادوا اليوم قبل الغد”.

    ولفت الى أنّ ” هذا الموضوع يثار دوما معه من قبل المسؤولين اللبنانيين، قائلا ردّا على سؤال عن تشبيه النازحين السوريين بالفلسطينيين الذين لا يزالون في لبنان منذ أعوام:” ليس سهلا على الفلسطينيين العودة الى ديارهم لكن للسوريين بلد يمكنهم العودة إليه، ونحاول أن نعثر على حلّ سياسي ستتبعه عملية إعمار وبالتالي ثمة فارق كبير بين الإثنين ولا تجوز المقارنة”.

    وشرح أن المؤسسات التي سيعمل فيها هؤلاء ستكون خاضعة الى القوانين اللبنانية التي لا نيّة بتعديلها لصالح أحد.

    التسهيلات المصرفية للسوريين

    وردّا على سؤال عن معلومات صحافية عن طلب تسهيلات مصرفية في القروض لرجال أعمال سوريين رفضها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة [highlight txtcolor=”#dd3333″]يقول السفير شورتر:” حدثت إجتماعات بين خبراء إقتصاديين مع مصرف لبنان المركزي لمناقشة المشروع اللبناني لتقديم تحفيزات وفرص عمل يستفيد منها الطرفان اللبناني والسوري، وهنا أكرر لا نية لتوطين السوريين في لبنان بل دعمهم ليتمكنوا من العودة الى سوريا”[/highlight].

    وعن حجم الحصّة المالية التي سيحصل عليها لبنان يقول السفير شورتر:” لم يتم بعد تحديد حصص كل بلد، لأنّ المانحين يريدون تحديد هذه الحصص في غضون شهر وسوف يعمد هؤلاء الى رصد كيفية تصرف البلدان مع هذه الأموال وكم هي ناشطة في تنفيذ المشاريع. والمطلوب من لبنان الشروع في تطبيق البرنامج الذي تمّت الموافقة عليه، فبقدر ما يقدّم بقدر ما يأخذ ويحصل على الأموال اللازمة”.

    ولماذا حصلت تركيا على 3 مليارات دولار فورا؟  يجيب شورتر:” لم تحصل تركيا على شيك بالأموال، وأؤكد بأنّ تركيا لن تتلقى هدية بل سيكون التزام متبادل بينها وبين الإتحاد الأوروبي، كما سيكون إلتزام أيضا بين لبنان والدول المانحة”.

    ومن هي الجهة التي ستجمع الأموال وتوزّعها على بلدان الجوار؟ يقول:” كل دولة مانحة هي مسؤولة عن الصندوق الخاص بها وهي التي ستقرر من سيحصل على ماذا، وبالتالي ستوزّع الأموال من جهات عدّة والقرار متروك لكل مانح، وستكون متابعة حثيثة على المستوى الوزاري وفي غضون شهر سوف يتم عقد اجتماع وزاري لمتابعة حيثيات الآليات التي تمّ الإتفاق عليها وكيفية تنفيذ البرامج”.

    تأييد للتدخل العربي ضدّ “داعش”

    هل ستزيد مشكلة النازحين مع دخول دول جديدة على خطّ القتال المباشر ضدّ “داعش” في سوريا مثل السعودية والإمارات العربية المتّحدة؟ يقول السفير شورتر:” لا يمكنني التكهّن بما سيحدث في المستقبل، لكن يمكنني الحديث عمّا يحصل حاليا، حيث نسبة كبيرة من النزوح تحصل بسبب التدخّل الروسي، وبسبب نظام الأسد (الرئيس السوري بشار) الذي قام بقصف جوي واسع وغارات كثيرة في الأسابيع الأخيرة ضدّ المعارضين وضدّ المدنيين أيضا، ونتيجة لذلك ثمّة أكثر من 10 آلاف سوري يحاولون الدخول اليوم الى الأراضي التّركية، وبالتالي لم يحصل ذلك إلا بسبب نظام الأسد وحلفائه، أما  التدخل المذكور لمحاربة “داعش” فهو بنظرنا إيجابي ونرحّب به”.

    الجيش اللبناني يسيطر على الحدود

    وعن التعاون الأمني مع الجيش اللبناني وخصوصا في إدارة الحدود على ضوء الحوادث في عرسال قال السفير البريطاني:” إن بريطانيا دعمت تأسيس 3 أفواج للجيش اللبناني مختصّة بإدارة الحدود وضبطها، ونحن في صدد تأسيس الفوج الرابع، وعندما تكتمل الخطوات فإن الحدود برمّتها بين لبنان وسوريّا ستكون مضبوطة تماما من قبل الجيش اللبناني، وهذا مهمّ جدّا لضمان سيادة لبنان على حدوده”.

    يضيف:” بالنسبة الى ما يحدث في منطقة عرسال فأنا متأكد بأن الجيش اللبناني يقوم بعمليات ناجحة بحسب المهام الموكلة إليه، ما يتيح الحفاظ على أمن لبنان برمّته”.

    وهل من إمكانية لأن يستطيع تنظيم “داعش” خرق الحدود اللبنانية قال شورتر:” لا، فثمة ثقة كبرى بالجيش اللبناني الذي دعمناه بالتجهيزات اللازمة في هذا الخصوص، ونحن نسهم حاليا في إنشاء البنى التحتية للأفواج التي ذكرتها من أجل حماية الحدود مثل الأبراج وتجهيزات المراقبة وما نوفره سيتيح للجيش ضبط كل الحدود من سوريا، ويوقف “داعش” و”النصرة” من التسلل الى لبنان، وأعتقد أن الجيش اللبناني مهيّأ ولديه الحماسة اللازمة لحماية الحدود”.

    حان الوقت للتصويت في البرلمان

    وعن المبادرات الرئاسية الأخيرة قال شورتر أنه “يوجد حاليا مرشحان ذي مصداقية عالية: ( العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية) ولديهما دعم كبير من قبل الأطراف السياسية، ويمكننا العمل مع الإثنين على حدّ سواء، وأعتقد أنّه حان الوقت لإتمام الإنتخاب في البرلمان، فهذه هي الديموقراطية، إنها تعني الإحتكام الى التصويت من دون توقع النتيجة”.

    وعن اللقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي  وممثلي مجموعة الدعم الدولية (شورتر كان مسافرا في لندن)، قال شورتر:” السفراء إتفقوا مع البطريرك بأن غياب رئيس للجمهورية يسهم في تقزيم دور المؤسسات الدستورية ومحو دورها تدريجيا، وبالتالي يصبح لبنان هشا وتزيد مخاطر الصدمات المحيطة به وهذه وجهة نظري أيضا”.

    وهل ترى بريطانيا أن الإستحقاق الرئاسي مرتبط بالأزمة السورية؟ يقول شورتر:” إن وجهة نظري تقول ” اللبنانيون مسؤولون عمّا يحدث في بلدهم، فلوا أرادوا رئيسا لاستطاعوا انتخابه. بالطبع ثمة مصالح إقليمية لكن اللبنانيين هم مسؤولون عن هذا الإستحقاق”. من جهة ثانية دعا السفير شورتر الى إجراء الإنتخابات البلدية بحسب الروزنامة الموضوعة لافتا الى أنه “من المهمّ أن يستمر لبنان بحياته الديموقراطية وليس من سبب لتأجيل هذه الإنتخابات”.

  • بون: فرنسا تستضيف ألف نازح سوري من لبنان في 2016

    درباس:  لسنا دولة لجوء لكنّ مساهمتنا هي الأكبر

    أعلن السفير الفرنسي في بيروت إيمانويل بون بأن أزمة النزوح السوري الى لبنان وسواه من بلدان الجوار باقية طويلا بالرّغم من الجهود الدولية القائمة لإرساء حل سياسي للأزمة السورية الممتدّة منذ 5 أعوام. وقبل يومين من انعقاد مؤتمر” فيينا” حول الأزمة السورية الذي تشارك فيه فرنسا وقبل أسبوعين على انعقاد مؤتمر لندن حول أزمة النزوح السوري، كان توقيت السفارة الفرنسية لمؤتمر صحافي يسرد فيه السفير بون الأنشطة الفرنسية التي تبذلها باريس لمساعدة السوريين، وتخلل المؤتمر توقيع  بون ووزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس  لنداء  صندوق المشاريع الإبتكارية للمجتمعات المدنية وتحالفات الأطراف الفاعلين.

    درباس يحذّر من تفاقم الأزمة

    عبارة وحيدة لدرباس كانت كفيلة بكشف مدى السطحية الحاصلة في مقاربة هذا الملف الأخطر على لبنان إقتصاديا واجتماعيا وديموغرافيا، عندما قال مجيبا “السفير” عن الفارق بين اللجوء والنزوح وخصوصا أن بعض المسؤولين اللبنانيين يستخدمون أحيانا في المحافل الرسمية تسمية “اللاجئين السوريين” في حين أن لبنان لم يوقع على “إعلان جنيف”؟ قال درباس: أن الفارق يبرز في اللغة والترجمة فحسب،  لكن إذا أراد البعض تحميله معنى سياسي فليس لبنان دولة لجوء لأنه لم يوقع “إعلان جنيف”. أضاف:” لن نختلف على الألفاظ مع المنظمات الدولية التي تستخدم مصطلح اللاجئين، لكن دولة اللجوء لا تنطبق على لبنان علما بأنّ لبنان يتعامل مع النازحين السوريين بطريقة أفضل بكثير مما تتعامل معها دول لجوء”.

    ولفت في عبارة لها دلالاتها:” حصّتنا في هذه الشراكة هي مصيرنا”.

    وحذّر درباس بأن المرحلة التي وصل اليها النزوح السوري تشهد حالة متفاقمة أصبح فيها كل العلاج السابق غير مجد، وبعد 5 أعوام بدأت تظهر في الأفق المخاطر على الدول المضيفة التي تتحمّل أعباء كبرى تكاد تنوء تحتها.

    وكشف درباس أن الكثافة السكانية في لبنان باتت تبلغ 570 شخصا في الكيلومتر المربّع الواحد.

    مساعدات فرنسا للبنان

    وأعلن بون من جهته أن المساعدات الفرنسية للبنان انتقلت من 30 الى 55 مليون يورو وأن فرنسا التزمت باستضافة ألف نازح سوري هذا العام من لبنان مشيرا الى التزام فرنسا الدائم بدعم لبنان حيث الوضع صعب جدّا لأنه الأكثر عرضة للأزمة. وأشار الى أن فرنسا تقدّم مساعدات عبر الإتحاد الأوروبي (بنسبة 18 في المئة من ميزانية الإتحاد في ما يخص أزمة النزوح السوري) وعبر الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة منها “مداد” و”الوكالة الفرنسية للتنمية” وعبر الحكومة اللبنانية، مشيرا الى أن فرنسا تدعم صندوق الدّعم الذي أنشئ خصيصا في البنك الدولي من أجل تمويل احتياجات النزوح السوري في لبنان، وكشف أنه بات يحوي اليوم 75 مليون يورو وقد منحت منها فرنسا 7 ملايين يورو.

    وأعاد التذكير بمبلغ الـ100 مليون يورو التي وعد بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دول الجوار السوري . واعترف بون بأن هذه المساعدات تبقى محدودة قياسا لضخامة الأزمة واتساعها، لافتا الى أن الأولويات الفرنسية في ما يخص هذا الملف تتعلق بميادين الصحة والتربية والغذاء وتأمين المياه والحماية وهدفها الأساسي هو توفير الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي للبنان.

    وتحدث عدد من المسؤولين في الوكالات الإنسانية وأشار الدكتور كامل مهنا الى العمل الذي تقوم به “مؤسسة عامل” إستجابة لأزمة النزوح السوري على كافة الأراضي اللبنانية، علما بأنّ الوكالة الفرنسية للتنمية منحت مليون يورو لمنظمتين غير حكوميتنين هما “عامل” و”أركنسييل”.

    غراندي في بيروت

    وفي هذا الإطار يقوم مفوض الأمم المتّحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بأول زيارة رسمية له الى لبنان للإطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين السوريين بدءا من اليوم الأربعاء ولغاية  الجمعة.

    وتأتي زيارة غراندي للبنان ضمن جولة قادت غراندي الى تركيا والأردن. وفي برنامجه: زيارة الملجأ الجماعي في الجناح وعقد لقاء مع أسر من النازحين، زيارة مدرسة إبتهاج قدّورة الرسمية المتوسطة، جولة في المخيم العشوائي في سعدنايل (البقاع) وعقد لقاء مع أسر من النازحين ومتطوعين في مجال توعية النازحين.

  • بن سلمان في فرنسا: الأولوية للإقتصاد ولصورة المملكة

    بن سلمان في فرنسا: الأولوية للإقتصاد ولصورة المملكة

     مارلين خليفة-

    “مصدر دبلوماسي

    زيارة اليومين التي قام بها  ولي ولي العهد السعودي وزير الدّفاع الأمير محمّد بن سلمان الى باريس تركت أثرا إيجابيا جدّا في الأوساط الفرنسيّة لما حمله الأمير من أفكار جديدة أبرزها خطّته الإقتصادية الإصلاحية 2030 وجهوده بغية إيضاح كثير من الأمور الخافية عن صورة المملكة، فضلا عن اهتمامه بتطوير قدرات الشباب السّعودي على مختلف الأصعدة ليكون جيلا منافسا في الأسواق العالمية.

    ويصف رئيس معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم إميل بيطار في حديث الى “مصدر دبلوماسي” الزيارة بأنها “ممتازة” وهو التوصيف الذي اتفق عليه الطرفان السعودي والفرنسي في آن. ولفت بيطار الى أن الطرفين يقولان بأن مواقفهما متطابقة كليّا في القضايا الإقتصادية ولكن ايضا في الملفّات السياسية الشائكة الممتدّة من اليمن الى العراق فسوريا ولبنان”.

    ويرى بيطار بأنّ المهمّة الأصعب التي اضطلع فيها بن سلمان تكمن في إيضاح العديد من الأمور الملتبسة في صورة المملكة العربية السعودية لدى الإعلام الغربي والفرنسي تحديدا، وهذا ينمّ عن وعي سعودي رصد في الآونة الأخيرة بين الجامعيين والمثقفين السعوديين حول أهمية الصورة الإعلامية، وهذا ما يتطلب جهدا إعلاميا سعوديا تجاه الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية الفرنسية توصل وجهة نظر المملكة على حقيقتها في الملفّات المطروحة .

    وفي إطار الزيارة كان لقاء حضره بيطار مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي التقى مجموعة من كبار الدبلوماسيين الفرنسيين، ولمس بيطار في كلام الجبير “نبرة سعودية قاسية جدّا في اتجاه إيران و (الرئيس السوري) بشار الأسد، صحيح بأن الموقف السعودي هو ذاته لكنّه لم يتظهّر علانية بهذه الصراحة ولم يتم تسمية الأمور بأسمائها كما يحدث حاليا. وقد لفت كلام الجبير من أن السعودية لن تسكت البتّة عن أيّ تدخّل إيراني في الشؤون الخليجية، ولن تسمح ببقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا بعدما اقترفه من جرائم.

    تروّ فرنسي

    ويلفت بيطار الى أن الإعلام الفرنسي كان متجاوبا مع مبادرات بن سلمان لكنّه يقارب الوضع السعودي بتروّ ويراقب التطوّرات بدقة ، وإذا كانت زيارة بن سلمان الى الولايات المتحدة الأميركية مكتظة بالمواعيد السياسية والتكنولوجية وسواها فإن رؤية بن سلمان وخطته الإقتصادية 2030 وجدت متّسعا لها في الصحف والقراءات الإعلامية الفرنسية، وكذلك أكبّ هذا الإعلام على تحليل الرؤية السعودية للحلول في اليمن وسوريا، وبالتالي بدا الإعلام الفرنسي متريثا حيال الزيارة من دون رصد ايّ نقد لها.

    ويلفت بيطار الى أنّ ” العمل على توضيح صورة المملكة العربية السعودية مسار طويل وتراكمي ولا تكفيه زيارة واحدة، لكنّ الجيد أن الفرنسيين باتوا يدركون كيفية توزّع القوى واتخاذ القرار في السعودية وهذا ما لم يكن واضحا في السابق، وبالتالي خلق الأمير محمد ديناميّة سعودية جديدة تلفت النظر الى بلده، علما بأنّ عملية “لفت النظر” هي سيف ذو حدّين لأن الإهتمام بالسعودية ورؤيتها الإقتصادية سيحتّم ايضا رصد حراكها الداخلي على جميع المستويات وكذلك حراكها الخارجي حيال ملفات إيران واليمن وسوريا وسواها”.