نبيل ابو ضرغم في طرابلس
“مصدر دبلوماسي”
استضافت جمعية “مينتي” في طرابلس مساء يوم السبت 1 تشرين الثاني، نبيل أبو ضرغم، مسؤول االعلاقات العامة في جمعية الموظفين الدوليين السابقين في الأمم المتحدة، في أمسية شعرية وقع خلالها ديوانه الأخير في اللغة الفرنسية “ذات مرة، كانت الحرب وكان الليل”.
وعاد ريع الكتاب لدعم طلاب المدارس من خلال أعمال الجمعية.
وحضر الأمسية النائب إيهاب مطر وممثلون عن اللواء أشرف ريفي والمطران يوسف سويف. كما حضرت السيدة منى مصباح الأحدب والدكتور سابا زريق رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء وحشد من الشخصيات الثقافية في طرابلس.

وقدمت الأمسية رانيا البرط رئيسة الجمعية فشددت على اهمية الحق بالتربية والتعليم وعلى اهمية دعم الطلبة. ثم تكلمت الدكتورة زهيدة جبور، الناقدة الأدبية وأستاذة الأدب الفرنسي والفركوفوني في الجامعة اللبنانية، فقالت: ان القصيدة هي فعل مقاومة ضد الحرب وان الشعر هو اصرار على ابتداع الأمل في الأزمنة الصعبة وان نبيل أبو ضرغم في هذا الديوان نجح في ان يفتح أبواب الحلم أمام القارىء وأن يمنحه متعة النص ويشجعه على ابتكار معنى جديد للأشياء والأسماء لأن لغة الشعر في جوهرها ايحاء ومجاز.
أما الدكتورة إيميلي فيعاني، أستاذة اللغة والأدب الفرنسيين المتخصصة بالشعر المعاصر في جامعة البلمند وجامعة الجنان، فقالت: ينساب الظلام كخيطٍ سري مشتركٍ عبر قصائد نبيل ابو ضرغم، مُسلطا الضوء، على نحوٍ متناقض، على مفهومين توأمين أزليين في أعماق الزمن: الحرب والليل. فيقف القارئ، مذهولا أمام كلمات تحمله وتنقله بعيدًا إلى عالمٍ آخر، فيتساءل: هل الحرب هي التي تَلد الليل أم العكس؟
هناك، في قلب الطبيعة الدائمة الوجود ، ملكة كل العصور، تنكشف فصول مختلفة عبر السماء، والنجوم، والأشجار، والحدائق، والمطر والثلج، وغيرها من تحولات الطبيعة. وإن كانت الطبيعة مُدمِّرة أو مُدمَّرة، تبقى هي الأم الحاضنة والحامية التي تُبشّر بفجر حياةٍ جديدة لتُصبح مرادفةً للحب والإثارة، حيث يتجلى جسد الأنثى كإلهةٍ تُواجه “صرخة السلاح” و”رائحة الدم”، بالإضافة إلى كل دموع الأرض. فكان لا بد من ولادة حوار عشق لا ينتهي بين شخصيتين رمزيتين هما امرأة تدعى Bonbon ورجل يدعى Chocolat.
فمن هنا، نلاحظ ان الشاعر ليس مُجرّد شاهد او مُشاهدٍ على أهوال الحرب؛ بل يلجأ الى الكلمات لإزالة الحزن والوقوف في وجه الظلم الذي يسود وطنه. وبالتالي فإن كل عبارة كتبت بعناية وحب، تبدو صرخة سخط ومعاناة، صرخة ولدت من رحم الصمت والغياب. كل عبارة هي عودة إلى الأرض واندفاع نحو السماء، لتحرر الكلمات البريئة على “درب الملائكة”.
وفي الختام تكلم ابو ضرغم فقال: لا شك بأن الانسانية فشلت في المهمة التي ولدت من أجلها. لقد قامت بإنجازات علمية متفوقة لكنها لم تستطع انجاز مهمتها الأساسية الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الأنسان مثلا وبالتالي فرص الحروب والكوارث تزداد وهذا أيضا يعزز الحاجة إلى الآداب والفنون في محاولة للتغيير. وقال إن الحاجة أيضا إلى حوار الحضارات والثقافات تزداد أكثر فأكثر اذا ما أرادت الإنسانية أن تبني عالماً يسوده السلام بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكان ابو ضرغم قد اطلق ديوانه الأخير في شهر شباط/فبراير من هذا العام في حفل توقيع أقيم في محترف “بقجة” في وسط بيروت حيث حضر الدكتور أنطوان شقير، مدير عام القصر الجمهوري، ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.
