
عيّن البابا فرنسيس 21 كاردينالا للاصلاح، فهل سيستمرون بمهمته؟
مقالات مختارة
تحليل – توفي البابا فرنسيس هذا الاثنين عن عمر يناهز 88 عامًا. وسيتعيّن على الكرادلة الناخبين مناقشة التوجهات التي دفع بها الحبر الأعظم، في ما لا يقلّ عن أربعة ملفات.
اختيار البابا لا يتم بسلاسة أبدًا. فقد أظهرت عمليات الخلافة الخمس الأخيرة تباينات حادّة بين السلف والخلف، تعود إلى شخصياتهم كما إلى أفكارهم. والإغراء قائم، لكنه عبثي، في البحث عن تطابقات بين بابا حكم والبابا المنتخَب القادم. ففي كل مرة، تبرز شخصية جديدة، وغالبًا خارجة عن المألوف. وقد كان ذلك بارزًا مع يوحنا بولس الثاني، ومع فرنسيس الذي توفي هذا الاثنين 21 نيسان/أبريل عن عمر يناهز 88 عامًا.
كان الكاردينال برغوليو يميل إلى الكآبة، متحفظًا، متجنبًا الإعلام والأضواء، بل وقد شهد تحولًا شخصيًا خلال حبريته القوية. فبعد أن أصبح نجمًا عالميًا، سعى إلى إقامة تواصل مباشر مع الصحافيين. ولدى تعليقه على مؤتمره الصحفي الأول على متن الطائرة التي أعادته من رحلته الدولية الأولى إلى اليوم العالمي للشباب في ريو دي جانيرو عام 2013، قال فرنسيس لأحد المقرّبين منه إنه “لم يتعرّف على نفسه” عندما تحدّث بعفوية طوال ساعة ونصف إلى الثمانين مبعوثًا خاصًا كانوا برفقته في الطائرة.
مهمة عالمية
تظل مسألة الشخصية معيارًا مهمًا، لكنها ليست الوحيدة على الإطلاق. فالرجال الذين بلغوا هذه الكفاءة يتمتعون حتمًا بقدرة على إدارة الكنيسة، لكن ليس جميعهم يمتلكون القامة المطلوبة لتحمّل هذه المهمة العالمية. و”قامة” البابا قد تتخذ تركيبات وألوانًا وكثافات مختلفة جدًا، ولا وجود لصورة نمطية واحدة.
كان يوحنا بولس الثاني يُنظر إليه على أنه عملاق في التاريخ. وقد أعطى انطباعًا بأنه لا يُستبدل. فقد استمرت حبريته الطويلة ربع قرن. وفي الكلية المقدسة، وهي بمثابة مجلس الشيوخ الكنسي الذي يضم الكرادلة، لم يكن يبدو أن أحدًا يملك القوة الكافية لخلافته. ومع ذلك، انتُخب رجل خافت الحضور، هو الكاردينال راتزينغر، لكنّه كان ذا مكانة فكرية كبيرة. بدلًا من الشخصية، سيكون هناك معيار آخر حاسم هذه المرة: “الرؤية” للكنيسة. فبالرغم من أن فرنسيس أظهر شخصية قوية وحسًّا سياسيًا متطورًا، فإن رغبته في الإصلاح، بل حتى في الثورة داخل الكنيسة، أثارت قلقًا كبيرًا لدى الكرادلة الناخبين، الذين يُفترض فيهم أن يكونوا حكماء. ومسؤوليتهم تتمثل في الحفاظ على الاتجاه، وصحة الكنيسة، وبقائها، والأهم من ذلك وحدتها.
ورغم أن البابا الراحل هو من اختار غالبية الناخبين لخليفته، إلا أن..
هذا التقرير مخصص للمشتركين في موقع #مصدر_دبلوماسي
اشترك الآن للحصول على التقارير الخاص ولكي تستفيد من خدمات النشر
اتصل الآن