
الحاج وفيق صفا
“مصدر دبلوماسي”
أكد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، في مداخلة على إذاعة النور اليوم الجمعة ضمن برنامج ”السياسة اليوم”، أن “العلاقة مع الجيش اللبناني علاقة طبيعية، والتنسيق معه أمر عادي وطبيعي”.
ورأى أنه “منذ إعلان وقف العمليات العدائية (اتفاق 1701)، نحن بدأنا عقد سلسلة لقاءات مع الجيش اللبناني، وكان حينها العماد جوزيف عون قائدًا للجيش”.
وقال إن “ما هو مطلوب من حزب الله نفذه حزب الله في منطقة 1701، وما هو مطلوب من الجيش اللبناني نفذه وما زال ينفذه حتى الآن، إلا أن الإسرائيلي لم يطبق هذا الاتفاق”.
ورأى أن “هناك ماكينة لصنع الكذب باستمرار، منذ وقف إطلاق النار حتى هذه اللحظة، وكأنها تريد أن تُحدث مشكلة في البلد، وكأنها تريد ألا يكون هناك سلم أهلي حقيقي في البلد”.
وأضاف صفا: “الجيش اللبناني في تلك المنطقة وفي غيرها يُنسّق، ولا يستطيع إلا أن يُنسّق، لأنه عندما نتحدث عن المقاومة، نتحدث عن المقاومة في الجنوب، ونتحدث عن المقاومة في البقاع، ونتحدث عن بيئة المقاومة في كل هذه المناطق”.
ولفت صفا إلى أن “آلة الكذب التي كانت تعمل وما زالت تعمل، وكأنها تريد أن تمرر شيئًا أن الحزب قد صادروا له سلاحه، وأن الحزب فجّروا له سلاحه، والحزب أُخذوا منه مراكزه”.
وأوضح أن “في 2006 حدث نفس المشهد الذي يحدث الآن، ولكن لم يكن هناك شيئان، لم تكن هناك اعتداءات إسرائيلية، ولم تكن هناك آلة تصنع الكذب وتقول إن الحزب سلّم أغراضه”.
وأشار إلى أنه “في الاتفاق، منطقة 1701 منطقة منزوعة السلاح، وبالتالي ما يصادفه الجيش يأخذه، وهذا طبيعي، لأن السلاح الموجود إما كان مقصوفًا من قبل الإسرائيلي، أو كان بحالة خردة، وبالتالي من أجل هذا الأمر يقوم الجيش بتفجير ما يُطلق عليه أسلحة”.
ما جرى في الحدود الشرقية نتيجة متغيرات في سوريا… والتنسيق مع الجيش كان عاليًا بدعم من الأهالي والعشائر
واستطرد الحاج وفيق صفا، في الحديث عن العلاقة بين الجيش والمقاومة، مشيرًا إلى ما جرى مؤخرًا عند الحدود الشرقية، وقال: “حزب الله عند الحدود الشرقية، بعد التغيرات التي حصلت في سوريا، صار من الطبيعي أن يترك المواقع التي لديه”.
وأكد صفا أنه “عندما وجد الجيش نفسه أنه في معركة جراء هجوم بعض الفصائل الشاذة، ساندته الأهالي والعشائر وأهل المنطقة”. وقال: “حتى الآن المنطقة الحدودية الشرقية هي في عهدة الجيش اللبناني، ويبقى أن يكمل باتجاه الحدود الشمالية”.
ولفت إلى أن: “هناك حالة من الأصوات المطلوب منها أن توهّن بشيء اسمه مقاومة وبيئة المقاومة”.
ودعا صفا “الناس إلى أن يكونوا مطمئنين ومرتاحين، فالمقاومة بخير، وحزب الله وقيادته أيضًا بخير، وكل ما يحصل على مستوى الجنوب أو البقاع أو بيروت أو الضاحية، كل هذه الأمور هي نتيجة علم وتنسيق مسبق، إلى آخره…”.
حملة إزالة الصور قديمة ومتكررة… والثنائي تعامل معها بمرونة كاملة
وردّ الحاج وفيق صفا، على ما أثير حول إزالة اليافطات والصور على طريق المطار، موضحًا أن ما جرى ليس جديدًا، وقال: “ليست المرة الأولى التي تحصل فيها حملة إزالة للصور والشعارات. على مر السنين، كانت البلدية تتخذ قرارًا، أو المحافظة، أو مجلس الوزراء”.
وأضاف: “ونحن منذ سنوات متفقون مع إخواننا في حركة أمل أن كل مناسبة لها شعاراتها، وعندما تنتهي المناسبة، طوعًا نذهب ونُزيل الشعارات والصور”.
واستطرد موضحًا: “لكن ما حدث مؤخرًا، ونتيجة هذا التحريض، ونتيجة ما يحصل على وسائل الإعلام، في الحقيقة، عندما اتصل المحافظ وطلب أن نُزيل الصور، أبدى حزب الله مرونة، وكذلك حركة أمل أبدت مرونة كبيرة، وبالعكس، الثنائي شارك في إزالة الصور على طريق المطار، من جهة حافظ الأسد وصولًا إلى مدينة بيروت”.
وأكد أن “ما يحصل في موضوع الصور هو قرار جدي أخذناه نتيجة ما طلبته محافظة جبل لبنان ومحافظة بيروت، وكنا، كما يُقال، متقبّلين الوضع، لأنه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر”.
دعا صفا ” إلى مواجهة الحرب نفسية على بيئة المقاومة بأن نُصدّق أن شوكة حزب الله لم تنكسر، وأن شوكة حزب الله ما زالت في عين الحاقدين في الداخل، وفي عين المبغضين في الداخل”. وأكد أن “ما دون الاحتلال، لا شيء تغيّر على الحزب، ولا شيء تغيّر على بيئة الحزب”.
لا حملة على المكوّن الشيعي في المطار والمرفأ… وكل الاتهامات لحزب الله حول التهريب هي اتهامات سياسية
في حديثه عن التعيينات الأمنية التي جرت مؤخرًا، أكد الحاج وفيق صفا، أنها “جاءت كما أرادها الثنائي، لا سيما المتعلقة بالموقع الشيعي في الأمن العام، وأن التعيينات المقبلة ستكون على نفس النسق”.
وأوضح صفا أن “ما جرى في المطار والمرفأ لا يدل على أي حملة تستهدف المكون الشيعي داخل الإدارة، وأن ما حصل هو أن بعض الموظفين ارتكبوا مخالفات قانونية واتُّخذت بحقهم إجراءات أدت إلى استبدالهم، معتبرًا أن “من ارتكب المخالفة هو من أزيح، فلماذا يجب أن نقف في وجهها؟”.
وفي معرض رده على الاتهامات بأن حزب الله يستخدم المرفأ لتهريب السلاح، سخر صفا من هذه الرواية، متسائلًا: “من أين سيأتي السلاح؟ من السماء أو من البحر؟”، مشيرًا إلى أن “اليونيفيل موجودون على امتداد الخط البحري، وهم يعرفون، والذين أطلقوا هذه الاتهامات يعرفون تماماً أن حزب الله اليوم ليس بحاجة إلى السلاح”.
وأضاف: “هذا توهين بموضوع اليونيفيل، الذي هم حريصون عليه، فليراجعوا اليونيفيل، وليراجعوا الإسرائيليين باعتبارهم أصدقاء لهم، وليراجعوا الأمريكيين، فالأمريكي يقول لا يوجد تهريب للسلاح”.
وعن ملف الطيران الإيراني، أوضح صفا أن “التهديد الإسرائيلي بقصف المطار هو ما دفع إلى توقف طيران ”ماهان” باعتبار عليه عقوبات”، مؤكدًا أن “الوعود الأخيرة التي جاءت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تفيد بأن الأمور ستُحل قريبًا”.
وشدد صفا على أن حزب الله ليس بحاجة إلى المطار لتهريب السلاح أو الأموال. مؤكدًا أن “شركات الأموال ممتدة من العالم لا تحدّها حدود، وهذا موضوع اسمه مكافحة التهريب”. وذكّر بتجربة غزة، متسائلًا: “مع كل الحصار، كيف كان يدخل السلاح إليها؟”.
وأعلن صفا بشكل قاطع: “أنا أبرئ حزب الله من هذا الأمر، كلها اتهامات سياسية، وأنا أتحدى، باعتباري الشخص المسؤول عن هذا الملف، أن يأتوا بشيء من المطار أو من المرفأ أو من أي مكان، أن حزب الله كان يقوم بالتهريب”.
لا وجود لشيء اسمه نزع سلاح المقاومة… والاستراتيجية الدفاعية تعني كيف نحمي لبنان
وحول نزع سلاح المقاومة أكد الحاج وفيق صفا أن “كلمة نزع سلاح المقاومة لا نراها إلا على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المحرّضين والفاسدين، ولا يوجد شيء اسمه نزع سلاح، هناك شيء قاله الرئيس في خطاب القسام، الاستراتيجية الدفاعية”.
وقال صفا أن رئيس الجمهورية قد أُبلغ من قبل الثنائي الوطني، تحديدًا من قبل رئيس مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري وأيضًا موقف حزب الله، أنه ليس من المنطق أن يسلم السلاح قبل انسحاب الإسرائيلي أولًا، وإطلاق سراح الأسرى ثانيًا، وإيقاف الاعتداءات ثالثًا، أي يُطبّق القرار 1701، وبعدها تعالوا لنناقش الاستراتيجية الدفاعية”. لافتًا إلى أنهم “يخلطون بين أمرين، بين الاستراتيجية الدفاعية وبين نزع السلاح”.
ورأى صفا أن مفهوم الاستراتيجية الدفاعية يعني “كيف نعمل على حماية لبنان، لا كيف نجبر الحزب على تسليم سلاحه”، داعيًا الذين يطالبون بتسليم السلاح إلى السعي نحو “تسليح الجيش اللبناني”، معتبرًا أن ”الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن تناقش هي تسليح الجيش بأسلحة أميركية أو روسية أو صينية ليكون قادرًا على الدفاع عن الناس”.
وشدد صفا على أن المنطقة كلها “تغلي غليانًا إزاء التطورات والمفاجآت التي تحصل وبالتالي من الطبيعي أن يتمسك الإنسان بسلاحه”.
وختم صفا كلامه برسالة مباشرة إلى جمهور المقاومة قائلاً: “يا أهلنا يا ناسنا يا أحبتنا، يجب أن يكون عندكم يقين، كما كنتم دائمًا ثابتين إلى جانب سماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله، يجب أن تبقوا كذلك، متوكلين على الله، وبعد الله على حزب الله، الذي لا يستطيع أحد أن يهزمه لأنه يستند إلى قوة الله”.