
السفير التونسي في لبنان بوراوي الامام ملقيا كلمته
“مصدر دبلوماسي”
خاص
أقامت سفارة الجمهورية التونسية في لبنان، برعاية وحضور سعادة السفير بوراوي الإمام، وبالتعاون مع “ملتقى قرطاج الدولي”، حفل عشاء مميزًا في فندق “لانكستر إيدن باي”، احتفاءً بالمطبخ التونسي الغني بتاريخه ومكوناته المتوسطية، وبالشيف العالمي منير العارم، سفير المنظمة العالمية للسياحة.



الحفل الذي غلبت عليه الأجواء التونسية بامتياز، حضره وزراء ونواب لبنانيون، إلى جانب شخصيات سياسية وديبلوماسية وإعلامية واجتماعية واقتصادية، أكّدوا من خلال مشاركتهم عمق العلاقة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والتونسي، على امتداد التاريخ المشترك بين قرطاجة والفينيقيين، وهو تاريخ يمتزج فيه العطر المتوسطي بتراث الضيافة والأصالة.
افتتح الحفل سعادة السفير الإمام بكلمة رحّب فيها بالحضور، مؤكدًا أهمية الدبلوماسية الثقافية في مدّ جسور التواصل بين الشعوب. وأشاد بالمطبخ التونسي كمرآة تعكس تنوّع بلاده وغناها الحضاري، وبالشيف منير العارم الذي حمل نكهات بلاده إلى العالم، فكان سفيرًا لتونس من خلال المذاق.
وقدمت رئيسة “ملتقى قرطاج الدولي”، الدكتورة نسرين الأشقر، الشكر للحضور على تلبية الدعوة، مشيدة بهذا اللقاء الذي يربط الثقافة بالذوق والفن بالموروث الشعبي.

وكانت المفاجأة في الأطباق التي قدّمها الشيف العارم، حيث حرص على أن يروي لكل طبق قصته. فمن “الكسكسي” بأنواعه، إلى “البريك” المحشو، وصولًا إلى “الهريسة” التونسية ذات النكهة الحارّة، شرح العارم خلفيات هذه الأطباق، المتأصلة في المطبخ الفينيقي والمتوسطي، وكيف تحوّلت عبر العصور إلى رموز ثقافية تعبّر عن هوية تونس.
يأتي هذا الحفل في سياق سلسلة نشاطات تسعى من خلالها السفارة التونسية في بيروت إلى تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، وإحياء الجسور الحضارية التي جمعت تونس ولبنان منذ قرون. فقد شكّل البحر المتوسط ممرًا للتجارة والتثاقف بين قرطاجة وصور وصيدا، وأسّس لروابط لا تزال حية في وجدان الشعوب.

وبذلك، لم يكن الحفل مجرد عرض لأطباق شهية، بل مناسبة لتأكيد متانة العلاقات الأخوية بين تونس ولبنان، ولإبراز دور الدبلوماسية الثقافية في تعزيز هذا التقارب. وكانت كلمات السفير الإمام خير تعبير عن هذا التوجه، إذ أضفى بحضوره وحرصه على التفاصيل، طابعًا إنسانيًا ووجدانيًا على الأمسية التي اختلط فيها عبق التاريخ بنكهة الطعام التونسي الأصيل.