
مورغان اورتاغوس والسفيرة ليزا جونسون مجتمعتان مع الرئيس عون في بعبدا
“مصدر دبلوماسي”
كتبت مارلين خليفة
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم السبت في قصر بعبدا نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط السيدة مورغان أورتاغوس، ترافقها نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكا ووفد مرافق بالإضافة إلى السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون.
تناول اللقاء القضايا الحساسة المتعلقة بالجنوب اللبناني، حيث تم البحث في ملفات لجنة المراقبة الدولية، الانسحاب الإسرائيلي، الوضع الأمني في الجنوب، بالاضافة إلى موضوع التنسيق على الحدود اللبنانية-السورية. كما تم التطرق إلى الإصلاحات المالية والإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة اللبنانية، فضلًا عن الخطوات التي تُتخذ لمكافحة الفساد.
دور الغرب في الضغط على لبنان للتفاوض المباشر مع إسرائيل
في ظل التصعيد المستمر على الحدود الجنوبية للبنان، تدعو اوساط غربية على صلة وثيقة بدوائر القرار الغربية وخصوصا في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية إلى ضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل. لا يُعدّ هذا الحل مستجدًا، بل هو نتاج رؤية غربية شاملة بأن لبنان بحاجة إلى عملية متدرجة تبدأ بلجان عسكرية تقنية موجودة بالفعل ومن ثم يتبعها دور الدبلوماسيين والمدنيين في تعزيز الحوار في إطار تطبيق القرارات الدولية مثل القرار 1701 والقرار 1559.
المعنيون في هذا السياق لا يرون أن أي تسوية حدودية أو إعادة إعمار للبنان ستكون ممكنة قبل أن تبدأ المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل، مما يجعل هذه الخطوة هي المخرج الوحيد المتاح لمنع التصعيد وضمان استقرار المنطقة.
المناخ الغربي: التفاوض المباشر مع إسرائيل هو الحل الوحيد
الأوساط الغربية تؤكد أن لبنان يجب أن يبدأ هذا الحوار مباشرة مع إسرائيل. وفقًا للدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين المعنيين فإذا أراد لبنان اتفاقا نهائيا مع إسرائيل ووقف دورات العنف يجب أن يتحدث معها مباشرة. هناك العديد من الطرق التي قد تؤدي إلى المفاوضات وربما إلى حل دائم. ولكن يجب على لبنان أن يسلك هذه الطريق بديناميكية وفاعلية بحسب هذه الاوساط.
المناقشات الأوروبية والأميركية حول كيفية تهدئة الوضع
تواصل الدول الأوروبية والفاعلون الدوليون المناقشات المكثفة حول كيفية تهدئة الوضع في لبنان، حيث يُسلط الضوء على الدور المحوري للدول الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة، في دعم الجيش اللبناني وحماية الأمن والاستقرار في لبنان. كما يتم التشديد على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع كل من لبنان وإسرائيل وخصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.
التحديات الأمنية على الحدود: تطورات ومخاوف
بالرغم من أن الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل تقتصر على المناطق الحدودية باستثناء “حادثين معزولين” في ضاحية بيروت الجنوبية بحسب تعبير الاوساط الغربية، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا من أن أي تصعيد قد يجر المنطقة إلى صراع أوسع. تعترف الأوساط الغربية بتحديات لبنان الداخلية وخصوصا فيما يتعلق بموقف حزب الله والنقاشات المستمرة حول نشر الجيش اللبناني في الجنوب.
هناك اتفاق دولي على ضرورة نشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية استنادًا إلى قرار مجلس الأمن 1701، لكن التحديات تكمن في تحديد مدى تطبيق هذا القرار على كامل الحدود الجنوبية والشمالية، وهو ما يُعد محل خلاف.
فيما يتعلق بالغارات الجوية الإسرائيلية والانتهاكات المستمرة للسيادة اللبنانية، تؤكد الأوساط الغربية على ضرورة أن يُحترم أمن إسرائيل وسيادة لبنان في الوقت نفسه. ولا يمكن قبول الاحتلال الدائم، ولكن لا يمكن تجاهل التهديدات التي تنبع من الأراضي اللبنانية وفقًا لتقييمات هذه الأوساط.
التحديات المتعلقة بنزع السلاح ودور الجيش اللبناني
من بين القضايا الحساسة، تبرز مسألة الأسلحة في لبنان. وقد قدم الشركاء الدوليون الدعم والمعدات اللازمة للجيش اللبناني لتعزيز قدرته على العمل في الجنوب، لكن ما يزال هناك قلق مستمر بشأن استمرار وجود الفاعلين المسلحين من غير الدولة وخصوصا في شمال الليطاني وهو ما يُعد مصدر قلق لإسرائيل وبعض الحكومات الغربية.
وتؤكد الأوساط الغربية أنه على الرغم من الجهود المستمرة لتفكيك مستودعات الأسلحة وضمان السيطرة الكاملة عليها، فإن الوقت الذي يستغرقه هذا الأمر يُعد طويلاً، مما يستدعي دعم الجيش اللبناني ليكون قوة قادرة على فرض الاستقرار وضمان أمن المنطقة.
استراتيجية لبنانية موحدة ضرورية
تتسارع التغيرات الإقليمية، بما في ذلك التدخلات الأميركية والأجندات الإقليمية المتباينة، مما يجعل من الضروري أن يعمل لبنان على صياغة استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة التحديات القادمة وفي مقدمتها إعادة الامن الى الحدود اللبنانية الاسرائيلية ووقف دورات العنف في الضاحية الجنوبية وكذلك البدء بإعادة الاعمار، وتشير الأوساط الغربية إلى أنه “من الأفضل دائمًا أن تأتي إلى الطاولة باستراتيجيتك الخاصة، وليس لأنك اضطررت إلى ذلك”.
وفي حال عدم تحقيق تقدم في المفاوضات، فإن المنطقة قد تعود إلى صراع مفتوح، مما يهدد بتفاقم الأوضاع.
مع تزايد الضغوط الدولية، تبقى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل هي السبيل الوحيد لوقف العنف وضمان الأمن والاستقرار في لبنان بحسب الافكار الغربية المتداولة. فالدول الغربية تعتبر أن أية تسوية لا يمكن أن تتم إلا عبر هذا المسار وهو ما يجب أن يكون أولوية قصوى للحكومة اللبنانية في المرحلة المقبلة وبحسب تعبير الاوساط الغربية فإن هذه الحكومة الحالية برئاسة نواف سلام لا تمتلك ترف الوقت، إذ أمامها 15 شهرا فقط قبل الانتخابات النيابية المقبلة عليها ان تستثمر هذه الفترة لاقناع اللبنانيين بذلك بشكل تدريجي.