
وزيرة خارجية المانيا مصافحة رئيس الجمهورية اللبنانية في بعبدا في زيارتها الخامسة الى لبنان
“مصدر دبلوماسي”
أدلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك أمس في الاربعاء بالتصريح التالي قبيل مغادرتها إلى بيروت:
“بعد مرور شهرين على الاتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أجهضت نهاية الهدنة في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية العنيفة الأمل الذي كان يشعر به كثير من الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو أن المعاناة التي تطال الجميع قد تجد لها نهاية. إن حياة العشرات من الرهائن الذين لا يزالون محتجزين ومن بينهم مواطنون ألمان وحياة الآلاف في غزة، بل وعالم ذويهم الذين يعيشون القلق والخوف، كلها على المحك.
ان استئناف القتال يهدد أيضاً الجهود الإيجابية التي تبذلها الدول العربية، والتي تسعى مجتمعة إلى رسم مسار سلمي لغزة خالٍ من سيطرة حماس.
وعليه، فإن المطلوب اليوم من جميع الأطراف هو ممارسة أعلى درجات ضبط النفس والامتثال للقانون الدولي الإنساني والعودة إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل دائم لهذا الصراع.

فهذا الأمر أساسي للغاية إذا ما أردنا ألا تتبدد مجدداً فرصة مستقبل سلمي للمنطقة برمتها. فخطر التصعيد الإقليمي لا يزال قائماً، لا سيما في وقت شهد فيه لبنان أخيرا استقراراً نسبياً وخطوات أولى مشجعة نحو تسوية النزاع القائم على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ولا يزال هناك حاجة ماسّة إلى حل طويل الأمد ومستدام يمكن التوصل إليه من خلال التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، وبما يراعي في الوقت ذاته المصالح الأمنية لإسرائيل ويصون سيادة لبنان وسلامة أراضيه. فهذا هو السبيل الوحيد لتمكين السكان النازحين على جانبي الحدود من العودة إلى منازلهم والعيش بسلام.
وفي لبنان، سألتقي بفخامة الرئيس جوزيف عون، الذي مهّد انتخابه، بعد سنوات من الجمود والأزمة، الطريق أمام الإصلاحات العاجلة التي تحتاجها البلاد، وبدولة رئيس الوزراء نواف سلام، الذي وضعت حكومته الجديدة برنامجاً طموحاً لمستقبل لبنان.
إن ألمانيا ستواصل دعمها لشعب لبنان في مسيرته نحو مستقبل أفضل – لا سيما من خلال دعمنا لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني، ومن خلال مساهمتنا البالغة 300 مليون يورو التي تعهدنا بها في مؤتمر بروكسل بشأن سوريا يوم الإثنين، والتي ستعود بالفائدة على اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في لبنان.»
في بعبدا
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوزيرة الخارجية الالمانية Annalena Charlotte Alma Baerbock خلال استقباله لها بعد ظهر امس الاربعاء في قصر بعبدا مع الوفد المرافق في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أنه مقتنع بأن لبنان لا يمكن ان ينهض من جديد من دون اصلاحات وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلباً دولياً او اقليميا بل هو حاجة لبنانية، مؤكداً ان توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الاصلاحات على مختلف المستويات.
وأكد عون ان استمرار احتلال اسرائيل لاراض وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، لافتاً الى ان الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الاماكن التي انسحب منها الاسرائيليون يقوم بواجبه كاملاً في بسط الامن ومصادرة السلاح على انواعه.
وأكد عون للوزيرة الالمانية ان اسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها واحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الدبلوماسية والمفاوضات مستمرة من اجل ايجاد حل جذري لهذه المسألة، مشيراً الى أن اسرائيل لاتزال تحتفظ بعدد من الاسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً ان لبنان مصرّ على استعادة جميع الاسرى الذين اعتقلتهم اسرائيل مؤخراً.
ورداً على سؤال حول الاوضاع على الحدود اللبنانية-السورية ابلغ الرئيس عون وزيرة الخارجية الالمانية ان الاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لاعادة الاستقرار الى الحدود اللبنانية- السورية وأن الجيش اللبناني انتشر في البلدات المتاخمة لمنع تكرار ما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية.
وشكر الرئيس عون الوزيرة الالمانية على الدعم الذي قدمته بلادها للبنان لا سيما في مجال دعم القوات البحرية اللبنانية والمراقبة البحرية من خلال “اليونيفيل” متمنيًا ان يستمر هذا الدعم.
وكانت الوزيرة الالمانية نقلت الى الرئيس عون اهتمام بلادها بالاوضاع في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً، كما تحدثت عن اهمية اقرار الاصلاحات لا سيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، واستوضحت طبيعة الاحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية-السورية.
وضم الوفد الالماني الى الوزيرة Baerbock النائب Armin Lashet سفير المانيا في لبنان السيد Kurt Georg Stockl Stillfried والسادة: Kathrina Arendts Tobias Tunkle Kathrin Deschaeur و Clemens Schuur .
وحضر عن الجانب اللبناني اضافة الى وزير الخارجية، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المستشارون: السفيرة جان مراد، العميد انطوان منصور، جان عزيز ، ميشال دوشديرفيان ونجاة شرف الدين، ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
في السراي الحكومي
من جهته، رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام خلال استقباله وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك أن توطيد الاستقرار في لبنان يبدأ من الجنوب. وقد حضرت على رأس وفد ضم: النائب أرمن لاشيه، سفير المانيا في لبنان كورت جورج شتوكل-شتيلفريلد، ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الالمانية توبيا تانكل، الناطقة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور، وكليمنس شور من مكتب وزيرة الخارجية.
وأشار سلام إلى أن تحقيق الاستقرار يتطلب دعم لبنان بالمجالات المختلفة، لا سيما في ملف إعادة الاعمار، وفي القطاعات الاقتصادية. خصوصاً أن الحكومة استأنفت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ووضعت خطة شاملة للإصلاح وهي التزمت بالإصلاح في بيانها الوزاري، كحاجة وضرورة وطنيتين.
واعتبر سلام أن هناك فرصة جدية في سوريا بنتيجة التغيير الذي حصل، مطالباً ألمانيا بالمساعدة على توفير المتطلبات اللازمة لإعادة النازحين السوريين بما يتطابق مع شروط عودتهم الكريمة والمستدامة.
وقد أكدت الوزيرة الألمانية استمرار دعم بلادها للبنان في هذه المرحلة، عبر مشاريع اقتصادية واجتماعية بالاضافة إلى استمرار دعم الجيش اللبناني ومن خلال المشاركة في قوات اليونيفيل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي الزيارة الخامسة التي تقوم بها وزيرة الخارجية بيربوك إلى لبنان، حيث كانت آخر زيارة لها إلى بيروت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2024. ومن المقرر أن تلتقي خلالها بفخامة الرئيس عون ودولة رئيس الوزراء سلام. ويرافقها في هذه الزيارة النائب في البرلمان الألماني وعضو لجنة الشؤون الخارجية، أرمين لاشيت.
