
تاريخ الذكاء الاصطناعي
“مصدر دبلوماسي” تكنولوجيا
تاريخية الذكاء الاصطناعي
يعود مفهوم الذكاء الاصطناعي إلى عقود طويلة من البحث والتطوير العلمي. في عام 1950، نشر عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينج بحثه الشهير بعنوان “آلات الحوسبة والذكاء”، حيث ناقش إمكانية تفكير الآلات وطرح مفهوم اختبار تورينج لتقييم قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الذكاء البشري. ورغم أن تورينج لم يستخدم المصطلح “الذكاء الاصطناعي” بصيغته الحديثة، إلا أن عمله شكل الأساس الفلسفي والنظري لهذا المجال.
غير أن أصول الذكاء الاصطناعي تعود إلى عام 1943، عندما قدم العالمان وارن مكولوتش ووالتر بيتس نموذجًا للخلايا العصبية الاصطناعية، وهو ما وضع الأساس لتطوير الشبكات العصبية الاصطناعية، التي أصبحت لاحقًا حجر الأساس في العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في الخمسينيات، تسارعت الأبحاث في هذا المجال، حيث قام طلاب الدراسات العليا مارفن مينسكي ودين إدموندز بتطوير أول آلة شبكية عصبية تُعرف باسم SNARC، بينما قدم فرانك روزنبلات نموذج Perceptron، وهو أحد أقدم نماذج الشبكات العصبية الاصطناعية. كما طور جوزيف فايزنباوم برنامج ELIZA بين عامي 1951 و1969، وهو أحد أوائل برامج الدردشة التي تحاكي محادثات المعالج النفسي، مما مثَّل خطوة مبكرة نحو تطوير أنظمة المحادثة الذكية.
لكن رغم هذه الإنجازات، واجه الذكاء الاصطناعي تحديات كبيرة. ففي الفترة بين عامي 1969 و1979، سلط مارفن مينسكي الضوء على قيود الشبكات العصبية، مما أدى إلى كساد الذكاء الاصطناعي الأول، حيث تراجع التمويل البحثي بسبب محدودية قدرات الأجهزة الحاسوبية آنذاك وعدم تحقيق التوقعات الكبيرة التي وُضعت لهذه التكنولوجيا.
اليوم، تعمل معظم تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن نطاقات محددة وفقًا للبيانات التي تم تدريبها عليها، ما يعني أن أنظمة الذكاء الاصطناعي غير قادرة على أداء مهام خارج نطاق تدريبها المسبق. ومع ذلك، فإن البحث مستمر في مجال الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، وهو مفهوم يسعى إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي بقدرات مماثلة للعقل البشري، حيث يمكن لهذه الأنظمة التعلم الذاتي والتكيف مع بيئات جديدة لم يتم برمجتها عليها مسبقًا.
لا يزال الذكاء العام الاصطناعي هدفًا نظريًا، لكنه يمثل مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الأبحاث إلى تطوير أنظمة قادرة على التفكير المجرد وحل المشكلات بمرونة غير مسبوقة. وبينما تواصل التكنولوجيا تطورها، تبقى إمكانية تحقيق ذكاء اصطناعي يماثل الذكاء البشري محل جدل واسع بين العلماء والباحثين.
#الذكاء_الاصطناعي، #التعلم_الذاتي، #تاريخ_الذكاء_الاصطناعي