“مصدر دبلوماسي”
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية أمس الاثنين في عين التينة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، حيث تناول اللقاء عرضا للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما السياسية والميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خروقها لبنود وقف اطلاق النار وعمل لجنة المراقبة.
وبعد اللقاء قال هوكستين: “بغض النظر عن مهمتي مستقبلاً أرغب بالعودة دائماً الى لبنان، كما تعلمون يسرني دائماً العودة الى بيروت، خاصة الآن، الحاقاً بوقف الأعمال العدائية وتطبيق وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان في الأيام الأخيرة، وأود أن أشكر مجدداً رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري لكل الجهود والعمل سوياً للوصول الى وقف الأعمال العدائية.
وأضاف: لقد أجريت مباحثات جيدة للغاية مع رئيس مجلس النواب وذلك في ختام سنوات عديدة من هذا النوع من اللقاءات والمباحثات، وأود أن أشكره لدعمه الكبير ومشورته، وقبل وصولي الى هنا ذهبت الى الناقورة برفقة الجنرال الاميركي جاسبر حيث شاركنا في ترؤس الإجتماع الثالث لآلية مراقبة وقف الأعمال العدائية، وهذا يسرني للغاية أن أقول أنه قبل بدء الإجتماع بدأ الجيش الاسرائيلي الإنسحاب من الناقورة، من معظم القطاع الغربي عائدين الى الأراضي الإسرائيلية جنوب الخط الأزرق.
وتابع: هذه الإنسحابات ستستمر حتى تكون جميع القوات الإسرائيلية خارج الأراضي اللبنانية بشكل تام، ومع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولاً الى الخط الأزرق، وأود أن اقول هنا أن هذه ليست بعملية سهلة لتطبيقها انها عملية صعبة ولكن الآلية تعمل بشكل جيد، وأود أن أهنيء الجنرال جاسبر وفريقه وكل من يشارك في هذه الآلية لخلق شيء يسمح حقاً للجيش اللبناني بتطبيق الإتفاقية من خلال الإنتشار في الجنوب وأن يكون الجيش اللبناني الكيان الوحيد الذي يؤمن الأمن للشعب ولسكان الجنوب ويسمح لسكان الجنوب بالعودة الى منازلهم، إذاً هذه العملية والمسار ليست بالسهلة والسلسة، وأود أن أهنيء اليوم بانسحاب الجيش الإسرائيلي من هذا الجزء الى الجهة الغربية والذي سيلحقه انسحابات أخرى حتى خروجهم بشكل تام من الأراضي اللبنانية، وسنستمر في التزامنا كولايات متحدة وكمجتمع دولي بدعم الجيش اللبناني وهو يطبق الإتفاق من خلال تعميم الأمن في الجنوب وفي جميع أنحاء لبنان. منذ وجودي هنا اخر مرة تغيرت مسائل كثيرة في المنطقة انها أوقات مهمة وحساسة للبنان لاستخدام هذا الوقت ليس فقط لتطبيق هذا الإتفاق ولكن أيضاً للوصول الى اجماع سياسي والتركيز على لبنان والشعب اللبناني هذه الفرصة لعدم التفكير بقوى خارجية بل التركيز على اعادة بناء الإقتصاد وتطبيق الإصلاحات اللازمة التي ستسمح بالإستثمار وتعيد البلاد الى الإزدهار.
هوكستين عند ميقاتي
كذلك استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الاثنين الموفد الرئاسي آموس هوكستين في السرايا في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف الخماسية لوقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفيرز .
وفي خلال الاجتماع تم البحث في المراحل التي قطعها وقف اطلاق النار منذ الاعلان عن الترتيبات الأمنية الخاصة بذلك.
وكرر رئيس الحكومة “المطالبة بوقف الخروق الامنية الاسرائيلية لوقف النار والاعتداءات المتواصلة على البلدات الجنوبية والتدمير الممنهج للمنازل والمنشآت وانتهاك الاجواء اللبنانية”، كما طالب بـ”وضع جدول زمني واضح لاتمام الانسحاب الاسرائيلي قبل إنتهاء مهلة الستين يوما”.
وقال رئيس الحكومة: “إن استمرار هذه الانتهاكات والحديث عن نية اسرائيل تمديد مهلة وقف اطلاق النار امر مرفوض بشدة، ونحن نضع ما يحصل برسم الدول التي رعت التوصل الى هذه الترتيبات واللجنة المكلفة الاشراف على تنفيذها”.
تصريح هوكستين
بعد الاجتماع أدلى هوكستين بتصريح قال فيه: “لقد عقدت اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء السيد نجيب ميقاتي وأجرينا مباحثات بناءة للغاية، كما نفعل دائما، وقد بحثنا في تطبيق وقف اطلاق النار ووقف الأعمال العدائية. ومجدداً، أعتقد بأن الرئيس ميقاتي قد أظهر قيادة عظيمة في الوصول إلى هذه اللحظة وإلى وقف إطلاق النار والعمل مع الحكومة لضمان تطبيقه”.
وتابع: “هذا المساء تحدثنا عما ينبغي على الحكومة أن تقوم به للاستمرار بتطبيق هذا الاتفاق والتأكد من أن البلاد ستتمكن من الاستفادة من هذه الاتفاقية والوصول إلى الازدهار والاستقرار. لقد انتقلت الى الناقورة في وقت سابق من هذا اليوم لترؤس اجتماع حول آلية التطبيق مع الجنرال جيفيرز ولضمان أن آليات التحقق من تطبيق وقف اطلاق النار تسير بطريقة سلسة. وسررنا بأننا علمنا بأن الجيش الإسرائيلي قد انسحب من الناقورة، من القطاع الغربي في جنوب لبنان، وعاد إلى إسرائيل وهذه الانسحابات ستستمر حتى تكون قوات الجيش الاسرائيلي خارج لبنان بشكل كامل. حصلت تطورات كثيرة في الأيام السابقة وأتوقع أن أرى المزيد من التقدم في هذا السياق”.
وقال: “إن التطبيق لربما لم يحصل بالسرعة التي يتمناها البعض، ولكن ما سمعته اليوم في الناقورة جعلني أشعر بالأمل بأننا على الطريق الصحيح، وأن قوات الجيش اللبناني تظهر بأنها شريك بالكامل، تفهم ما هي احتياجات الشعب اللبناني وجغرافية لبنان وهي توحي لنا بالثقة، وبأن لبنان سيستعيد أمنه وسلامته في وقت قريب، وأن الولايات المتحدة تبقى مستمرة في الالتزام بتطبيق هذه الاتفاقية ودعم الجيش اللبناني في هذه العملية والمهمة”.
ورداً على سؤال عما اذا كان الجيش الاسرائيلي سيكون خارج لبنان في السادس والعشرين من الشهر الحالي، قال: “إن اتفاقية وقف الأعمال العدائية بدأ تنفيذها في السابع والعشرين من تشرين الثاني، وكان المطلوب احترام كل بنود هذه الاتفاقية، ومن بينها وضع الآلية التي تقضي بأن يكون هناك فريق من الجيش الأميركي هنا لبناء هذه الالية وجنرال فرنسي ايضا للانضمام إلى هذا الفريق. وهذا الأمر استلزم بعض الوقت، ونحن نبني هذه العملية من الصفر، والوصول الى التطبيق لم يحصل بالسرعة التي تمناها الجميع ولكنه أدى الى ما وصلنا اليه اليوم وهو انسحاب كامل للجيش الاسرائيلي من احد القطاعات، وهذا يعني انسحاباً على مراحل بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني، وهذا ما حصل اليوم”.
وأكمل: “هذا العمل الذي ادى الى انسحاب الجيش الاسرائيلي اليوم سيستمر، مما سيسمح بحصول المرحلة الثانية التي نركز عليها وهي الانسحاب من القطاع التالي ومن ثم القطاع الأخير. هذا الانسحاب يسير بحسب الخطة وليس بحسب توقعات الجميع في لبنان واسرائيل. لا يزال أمامنا عشرون يوماً للوصول الى فترة الستين يوما وسنستمر في العمل ذاته الذي ادى الى الانسحاب والانتشار الذي شهدناه اليوم والذي سيستمر. كما اكرر ما قلته سابقا انا على ثقة كاملة بما رأيته اليوم، ومن التقارير التي احصل عليها من الفريق على الأرض يتبين أن الأمور تسير كما يجب وان الجيش اللبناني يقوم بعمله بشكل جيد للغاية، ولذلك ليس لدي اي سبب يدفعني الا اتوقع ان كل الافرقاء سيبقون ملتزمين بتطبيق هذا الاتفاق الذي توافقوا عليه”.