“مصدر دبلوماسي”
أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده لا تقبل أن تشن من أراضيها أي هجمات أو حروب على أي دول أو شعوب، سواء في المنطقة أو خارجها.
جاء ذلك خلال لقاء مع “تلفزيون قطر” الرسمي، امس الثلاثاء، وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية تقديم الولايات المتحدة الدعم لـ”إسرائيل” من قاعدة “العديد” في قطر، خلال عدوانها على قطاع غزة.
وشدد على أن وجود “قاعدة العديد” تعود لعلاقة شراكة استراتيجية بين بلاده وأمريكا، مشيراً إلى أن قرار بلاده السيادي وسياستها الخارجية لا تتأثر بذلك.
وفيما يتعلق بالوضع في غزة قال: إن “الطرف الإسرائيلي عرقل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”، وأوضح أن “دور قطر في جانب الوساطة ليس بجديد بحكم المعطيات والعلاقات مع كافة الأطراف”.
وأشار إلى أن “مسألة الوساطة بالنسبة لنا في قطر ضرورة وليست برفاهية”، مشيراً إلى أن بلاده شيدت سجلاً موثوقاً بأن تكون وسيطاً موثوقاً بين كافة الأطراف، ووضع دولة قطر في الساحة الدولية مشرّف ويرفع رأس كل قطري”.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان قال رئيس الوزراء القطري: “أولويتنا بشأن لبنان هي وقف الحرب“.
وتابع: “قمنا بعدة اتصالات موسّعة مع الجانب اللبناني، وأوضحنا لهم موقف الدوحة وهو وقف الحرب في لبنان”، وأشار إلى أن “أزمة لبنان الكبرى هي الحرب التي نتج عنها نزوح 1.2 مليون لبناني وليست الرئاسة”.
قطر لا تقارن إلا بقطر
وحول ما يتعلق بالشأن القطري قال إن بلاده واجهت كثيراً من التحديات عبر الزمن، ولم تعرف التفرقة بين كل من يقيم على أرضها، “فأهل قطر جميعاً يد واحدة”.
وأوضح أنه عند طرح تجربة انتخابات أعضاء مجلس الشورى عام 2021 كان هناك رأي يتحفظ عليها، ولكن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “كان رأيه أن نخوض التجربة لنرى ما ستسفر عنه”.
ولفت إلى أنه “كانت هناك بعض النصوص التي تركت بعض الأثر في مجتمعنا الذي يقوم بالأساس على لُحمته الوطنية ونسيجه الاجتماعي”.
وأكد رئيس وزراء قطر: “لا نخجل من التحديات التي نواجهها، والعنوان الرئيسي هو الشفافية مع أهل قطر”.
وأضاف: “لن تقوم الدولة بأي إجراء لا يصب في مصلحة المواطن؛ لأن مصلحة المواطن تفوق كل شيء، وتمت دراسة الموضوع بعناية بالاستعانة بأهل الخبرة وأصحاب الرأي، وما تمت صياغته سيخدم المرحلة القادمة”.
وحول من يحق له الانضمام إلى مجلس الشورى قال: “لا يوجد حاجز للسن القانوني على مستوى أعضاء مجلس الشورى، وهذا الأمر سيفتح المجال أمام الشباب”.
وأفاد في لقائه مع “تلفزيون قطر”: “الآليات المتبعة في مجتمعنا أهلية ومتعارف عليها منذ عقود، لا يوجد فرق بين مجلس منتخب أو مُعين”.
ونوه الشيخ محمد بن عبد الرحمن بأنه “لا يمكن أن نقارن قطر بدولة أخرى”، موضحاً: “قطر تقارن بقطر كيف كانت في الماضي، وكيف هي في الحاضر، وكيف ستكون في المستقبل”.
وفي الجانب الاقتصادي أوضح رئيس الوزراء القطري: “نسعى لتنويع اقتصاد دولة قطر، والاستفادة من البنية التحتية التي استثمرت فيها الدولة”.
ولفت إلى أن التوجيهات كانت تركز على بناء اقتصاد قوي متنوع وقادر على مواجهة كافة التحديات والإبداع وصنع التغيير، وبعد الانتهاء من مشاريع كأس العالم حان الوقت للاستفادة من كافة استثمارات الدولة.
وتابع: “نعمل الآن على وضع سياسات لتكون قطر جاذبة للاستثمار الأجنبي وتبني التطور في الاقتصاد، وهناك العديد من الخدمات والتسهيلات الحكومية المقدمة غير راضين عنها ونعمل باجتهاد لتحسينها”.
وشهدت قطر، في الثاني من أكتوبر 2021، تحولاً تاريخياً في مسيرة مجلس الشورى القطري بإجراء أول انتخابات لاختيار ثلثي أعضائه، ليمثل محطة رئيسية في مسيرة ذلك المجلس الذي شكل للمرة الأولى عام 1972.