“مصدر دبلوماسي”
نفى اللواء عباس ابراهيم الشائعة التي طاولته أخيرا عبر رسائل وزعتها مجموعات على واتس أب نشرت بيانا مزيفا ونسبته اليه مذيّلا بلقب “أمين عام القوات اللبنانية الحرة” وقال اللواء ابراهيم في حوار شامل أجراه الزميل رشاد الزغبي لبرنامج “وجهة نظر” من محطة “سبوت شوت” أن الامر غير حقيقي ولا اساس له من الصحة، مشيرا:” في اليوم الذي أفكر فيه بإنشاء تجمّع ما فلدي صفحاتي الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعكس أنشطتي كلها”. وأردف:” أضع هذا الأمر في سياق استفزاز يقوم به شخص ما لآخر متذرعا بي”. وأضاف:”أنا لا أعلم إن كانت جهة سياسية أو جهة متسلقة (…).
في جميع الأحوال فإن الوضوع غير صحيح، وأؤكد على الأهم، وهو أنني في اليوم الذي أريد فيه أن أقوم بتأسيس أية حركة أو تجمع أو شيء مشابه، فصفحتي الرسمية هي الأولى بالإعلان عن ذلك”.
عملية يوم الأربعين محسوبة بميزان الذهب
قدّم اللواء ابراهيم قراءته لعملية “يوم الأربعين” التي قام بها “حزب الله” ردّا على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في 30 تموز الفائت فأشار ردا على سؤال بأن” الرد كان محسوباً بدقة ووجّه رسالة كبرى للعدو الإسرائيلي الى حد أنه لم يستدع وقوع حرب شاملة في لبنان. لقد كان رد حزب الله متزنا جداً “كميزان الذهب” حتى لا يستدعي ردا اسرائيلي يدخلنا في متاهة الحرب الشاملة”.
ولفت الى أن ” حزب الله لم يتقيد بسقف ما ولكنه تقيد بما يؤمن به وهو عدم التعرض للمدنيين، وقد حصل الرد وفقا لذلك”. أضاف:” تابعت مجريات الرد عبر الإعلام الغربي حيث عكس حقيقته واعتبره كبيرا وغير مسبوق من حزب الله. وبعض التحليلات أوضحت تأثير هذا الرد على بعض الأهداف داخل الكيان. الرد لم يكن بالسطحية التي تناولها فيه بعض الإعلام. برأيي كان الرد مؤلماً وستكشف الأيام حقيقة ما جرى. أنا أوازن بين الإعلام المحلي والإعلام الغربي وأحلل، لذلك تبين لي بأن العدو الإسرائيلي ابتلع الرد على مضض”.
الاستنزاف المضبوط مستمر لفترة طويلة
وردّا على سؤال حول سيناريو الاستنزاف الطويل الذي نشهده منذ 8 اكتوبر الماضي ومدى امتداده الزمني قال اللواء ابراهيم “أنا أعتقد بأن هذا السيناريو مستمر لفترة طويلة ما لم يتراجع العدو تحديداً في غزة، ويقبل بوقف إطلاق نار دائم أو بهدنة لفترة من الوقت يبنى عليها بوقف لإطلاق دائم للنار، وبالتالي سيبقى هذا التراشق لفترة طويلة ربما لأشهر”.
لا حل سياسيا
وأشار اللواء ابراهيم ردا على سؤال: “أنا مقتنع ضمن الاستراتيجيا البعيدة الأمد بعدم وجود حل سياسي يرتسم في الأفق، وأنا مقتنع بأن هذا العدو لن يقبل بأي حلّ سياسي مع الفلسطينيين، وأنه لن يعطي دولة للفلسطينيين مهما طال الزمن. هذه العقيدة تعكسها الحكومة الاسرائيلية الحالية اليمينية المتطرفة وهي العقيدة الراسخة في الفكر الصهيوني. الكلام بعدم وجود حل سياسي يعني أن هنالك غيوم تتجمع في المنطقة في حرب قد تكون مؤجلة، واذا ما استمر هذا العدو بممارسة هذا الفكر فالحرب المقبلة قادمة”.
التوجّس من هوكستين ومعضلة الترجمة الدقيقة
وسئل االلواء ابراهيم عن توجّسه من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين إبان تعاونه معه في حل ملف النزاع البحري مع اسرائيل بحسب ما هو متداول صحافيا وهل يوجد لغز ما
بين الضربة التي وجهتها اسرائيل الى الضاحية الجنوبية لبيروت والوعود التي تلقاها المسؤولون اللبنانيون بأن الضاحية خط أحمر؟ قال اللواء ابراهيم:”أنا غير متأكد من وجود وعود، وقد نفى الأميركي نقله وعودا بأنه لن توجّه ضربة للضاحية او لبيروت. ولكن كل منا يفهم اللغة الانغليزية بطريقة ما. ليس التوجس شخصيا، بل هو أمر طبيعي وقائم مع من تفاوضه، وخصوصا اذا إزاء من ينقل رسائل بينك وبين العدو. إن اللغة الانغليزية والترجمة هي التي تلعب الدور في الفهم وعدم الفهم واستغلال سوء التفاهم. لذلك فإن جلسات المفاوضات تحتاج الى ساعات طويلة للتدقيق بكل كلمة ينقلها المفاوض وتتم الاجابة عنها بالتفاصيل المملة”.
أهل الجنوب والبقاع
ولفت اللواء ابراهيم الى أن أن أهل الجنوب والبقاع المعنيين “لم يزالوا يعبرون عن قناعة بأن هذه الحرب هي جزء من الدفاع عن وجودهم ومن الدفاع عن مصالحه ووطنهم في الأساس. فمطامع اسرائيل لا تقتصر على فلسطين فحسب وجميعنا مطلع على هذه الحقيقة، بل إن مطامعها تشمل جزءا من لبنان، الأمر سيّان بالنسبة الى جزء من سوريا. الناس مؤمنة بهذا الأمر وخصوصا أمام ما نشهده من تطهير عرقي في غزة. فماذا يمنع اسرائيل ان تفعل ذلك في الجنوب وفي سوريا وفي كل أرض تطمع فيها.الامر الذي يمنح صبرا للناس هو الوعي الاستراتيجي لما يخطط له كيان العدو الاسرائيلي”.
اسرائيل لا تحتاج لذرائع لشن حروبها
وهل اعطت حركة حماس ذريعة لاسرائيل لشن عدوانها على غزة؟ أجاب اللواء ابراهيم:” لا يحتاج العدو الى ذريعة، والدليل ان حزب الله اعطى اسرائيل ذريعة عبر الرد الذي قام به لأن تشن حرباً على لبنان، فلماذا لم تقدم على هذه الخطوة علماً انها تستطيع ان تستخدم هذا الرد كذريعة؟
اتخذت إسرائيل من محاولة اغتيال سفيرها في بريطانيا في العام 1982 ذريعة لاجتياح لبنان، اذن العدو لا يحتاج الى ذريعة بل لديه حساباته وخططه، ولنفترض ان السنوار [يحي السنوار] اعطى اسرائيل ذريعة لشن حرب على غزة، فكم عدد الاسرائيليين الذي تم قتلهم من حركة حماس؟ 800 اسرائيلي؟ اما رقم الـ1200 فقتلهم العدو بالقصف، ان كانت اسرائيل تريد الانتقام فكم هو العدد الذي يجب ان تقتله من الفلسطينيين؟ نحن اليوم نتكلم عن اكثر من 50 الف شهيد في غرة، فهذه ليست ذريعة وإن كل ما تقوم به اسرائيل يرتكز الى قاعدة واحدة وهي محاولة استعادة نظرية الردع والقول ان من يتجرأ سينال جزاءه عبر القتل والاجرام، فهذه النظرية سقطت، لن تعود اسرائيل ذلك الكيان القادر على حماية نفسه بنفسه، فهي بحاجة للاساطيل الاميركية والغربية في المنطقة لحمايتها”.
ولفت:” اسرائيل تحتاج للدخول في عملية سلام وإعطاء الفلسطينيين حقهم، فهذا هو الحل الوحيد والمتاح لاستمرار هذا الكيان. إسرائيل لا تؤمن بهذا المسار، وهذا ما قد يسبب الذهاب الى حرب كبرى بعد مدة من الزمن”.
وأشار الى أن “اسرائيل الان مدعوة الى حل سياسي فهل هي قادرة على اتخاذ هذه الخطوة؟ على الاقل للحفاظ على وجودها وليس الوجود الفلسطيني، الاسرائيلي يجب ان يقرر هل يريد الذهاب لحرب كبرى ام الى حل كبير في المنطقة؟
مفاوضات الدوحة
وعن الذرائع التي يختلقها نتنياهو وهل مفاوضات الدوحة مضيعة للوقت؟ قال اللواء ابراهيم:”بالطبع، هذه مضيعة للوقت. ينتظر الانتخابات الاميركية ويجرجر وضع المنطقة والعالم الى ان يتكشف له التوجه الانتخابي الاميركي، هو يشتري الوقت. عيّن وزراء يفوقونه تطرفاً في الحكومة للتذرع بهم بأنه غير قادر على السير في حلول لوقف اطلاق النار، هو لا يريد وقف اطلاق النار وهو غير مبال بجميع الاسرى الاسرائيلين لدى المقاومة في غزة، نتنياهو يؤمن باسرائيل الكبرى ويعمل من اجلها، وهذا ما يشكل خطرا على لبنان والمنطقة”.
جنوب لبنان
وعن الورقة الفرنسية وابعاد حزب الله عن الحدود في جنوب لبنان قال اللواء ابراهيم:” إن ابعاد حزب الله هو مطلب اسرائيلي يريده كي لا يتكرر ما حصل في 7 اكتوبر ولكن هذه المرة عبر حزب الله خوفا من الدخول الى فلسطين المحتلة، هذا الامر له حلول سياسية وجميع هذه الطروحات لن تُجدي نفعاً لاسرائيل ولن تحميها، ما يحمي اسرائيل هي الحلول السياسية، والسؤال يطرح نفسه هل اسرائيل جاهزة لحلول مماثلة؟ اسرائيل ليس جاهزة”.
أضاف:” نحن لدينا القرار ١٧٠١ ومتمسكون به ونحن ندعو لفرض هذا القرار بالقوة على الجانبين، اما فرضه على لبنان دون اسرائيل فهو لن يجلب الامان لاسرائيل، كان القرار ١٧٠١ معمولا به منذ العام ٢٠٠٦ حتى ٧ تشرين ٢٠٢٣، وكانت الحدود هادئة تتخللها بعض الخروقا على جانبي الحدود، وزير الخارحية تحدث عم اكثر من ٣٠ الف خرق اسرائيلي جوا وبرا وبحراً طيلة هده المدة، فإن كانت اسرائيل تريد ان تستمر بخرق القرار ١٧٠١ فهو غير قابل للحياة الآن، المطلوب من الامم المتحدة المجتمع الدولي هو فرض القرار ١٧٠١ لعودة الهدوء لجانبي الحدود وإلا لن يكون هناك هدوء وطمأنينة. سيعود المستوطنون فور وقف اطلاق النار، لكن هل هذه العودة هي آمنة ومستمرة؟ إن الحل السياسي هو الذي يخلق الطمأنينة”.
الصحافي اوستن تايس
وسئل إن كان من جديد في ملف الصحافي أوستن تايس فقال اللواء ابراهيم:”
“لا ليس هناك جديد بالموضوع، لكنني الاحظ ان هذا الملف يعود للتداول مع الانتخابات الاميركية كجزء من الحملات الانتخابية من قبل الرئيس جو بايدن ودونالد ترامب، قبيل مغادرة الاخير البيت الابيض كان ملفاً اساسياً على مكتبه، اما والدته السيد ديبرا تايس فكلما اذهب الى اميركا تطلب مني موعداً واستقبلها ونتكلم في هذا الملف وتطلب مني الاستمرار بالعمل عليه”.