“مصدر دبلوماسي”
أرسلت كل من إسرائيل وحماس وفودًا رفيعة المستوى إلى القاهرة هذا الأسبوع بينما كان الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر يستعدون لعقد قمة هامة اليوم الاحد يأملون أن تكسر الجمود في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ومن المتوقع أن يقود الوفد الممثل لحماس القائد البارز خليل الحية، لكنه لن يشارك بشكل مباشر في المحادثات، بل سيتم إطلاعه على المفاوضات من قبل مصر وقطر.
يشمل الاقتراح الأميركي الأخير المدعوم وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع، والإفراج عن العديد من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المراكز السكانية الرئيسية في غزة. لكن نقطة الخلاف الرئيسية تتمثل في استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا، وهو منطقة عازلة ضيقة أنشأتها إسرائيل ومصر لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة من شبه جزيرة سيناء.
كما يتنازع المفاوضون حول ممر نتساريم في وسط غزة، الذي بنته القوات الإسرائيلية لتقسيم الإقليم إلى قسمين ومراقبة حركة الناس بين الشمال والجنوب.
نزاع مصري اسرائيلي
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر في 23 آب\اغسطس الجاري في تقرير بعنوان:”إسرائيل ومصر تتنازعان على حدود غزة”:”
كانت إدارة بايدن تسارع لسد ما تصفه بالفجوات الأخيرة التي تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.الآن، هي أيضاً تتصارع مع نزاع متزايد بين إسرائيل ومصر. القضية هي مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء على طول الحدود البالغ طولها 9 أميال بين غزة ومصر والمعروفة باسم ممر فيلادلفيا، الذي تقول إسرائيل إنه طريق تهريب لحماس. رفضت مصر هذه المطالبة، بحجة أن ذلك سيشكل انتهاكاً لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، كما قال المسؤولون المصريون. كما أن مصر لا تريد أن يُنظر إليها على أنها متواطئة في احتلال إسرائيلي لغزة، كما قالوا.
بينما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الصفقة قد تكون قريبة، قال المفاوضون إن الأطراف لا تزال متباعدة. ويقول المحللون إن الجمود بين مصر وإسرائيل هو نتيجة للتوترات المتزايدة بين البلدين التي بدأت بعد أن تحركت إسرائيل إلى رفح، وهي مدينة تقع على الحدود بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية. قالت مصادر مصرية إن إسرائيل أبلغت مصر بساعات قليلة فقط قبل تنفيذ العملية التي سيطرت خلالها على الجانب الغزي من معبر رفح، وأغلقت القاهرة جانبها من المعبر احتجاجاً وهددت بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي لمصر في إسرائيل.
يقول المسؤولون المصريون إن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة على طول الحدود ينتهك شروط معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، والتي تحد من عدد القوات التي يمكن أن ينشرها أي من البلدين قرب الحدود. تنفي إسرائيل انتهاكها للمعاهدة.
تصر إسرائيل على وجودها في الممر، لأنها لا تعتقد أنها تستطيع الاعتماد على مصر لوقف تهريب الأسلحة إلى حماس. قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشف عدة أنفاق في رفح قرب الحدود. تنفي مصر وجود مثل هذه الطرق.
وقال دانيال كورتزر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى مصر وإسرائيل، إن إسرائيل ومصر لديهما مصالح أمنية مشتركة وتاريخ طويل في حل الخلافات خلف الكواليس، مما يجعل من المرجح أن يصل الطرفان إلى حل للنزاع الحالي”.