“مصدر دبلوماسي”
تُوفي النجم السينمائي الفرنسي آلان ديلون عن عمر ناهز 88 عاما، حسب ما أفاد أبناؤه الثلاثة صباح الأحد، بعد أن طلب قبل عامين إنهاء حياته عن طريق ما يُسمى “الموت الرحيم” وتنظيم رحيله داخل أحد الأماكن المخصصة في سويسرا.
وقال الأبناء الثلاثة، في بيان مشترك اليوم، “إنّ آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم. لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”.
وقبل عامين أبدى ديلون رغبته في إنهاء حياته بطريقة الموت الرحيم، بسبب عذابات المرض والشيخوخة، وسوء حالته الصحية، وتعرضه لجلطة دماغية مزدوجة في 2019، وعملية قلب مفتوح كادت أن تكلفه حياته.
وكتبت عنه صحيفة “لوفيغارو” مقالا طويلا مما جاء فيه: في زمن مضى، كان الأمير تانكريدي دي لامبيدوزا يتمتع بتلك النظرة الزرقاء، وكانت كلوديا كاردينالي مذهولة وهي ترقص بين ذراعي هذا المفترس بزي غاريبالدي. كان ديلون متوتراً، ساحراً، كهربائياً، ومثيراً للقلق. كان يتقدم بخطواته كالنمر. تلك الحركة التي كان يقوم بها لتعديل حافة قبعته كقاتل مأجور في فيلم “الساموراي”…
أضافت: “من ناحية أخرى، لم تكن خصوماته مزيفة. كانت نوبات غضبه على المسرح تتردد كالرعد في كاتدرائية. عندما يدخل إلى غرفة، كان حضوره يملأ المكان. تلك الهالة التي كان يتمتع بها. لن يتكرر مثل هذا الظاهرة مرة أخرى”.
واشارت الصحيفة:”الشغف يحمل حجاباً مظلماً. لن يكون هناك شخص آخر مثل ألان ديلون. كانت نقشته على شاهدة قبره جاهزة: «لقد عانيت كثيراً، وأخطأت أحياناً، لكنني أحببت. أنا من عشت، وليس ذلك الكيان الزائف الذي خلقه كبريائي ومللي.» سيتعين علينا الاعتياد على العيش في عالم من دونه. من غير المؤكد أن هذا العالم سيكون قابلاً للعيش حقاً. جميعنا أيتام زمن ديلون.
وعن مسيرة حياته نقلت وكالات أجنبية وعربية بأن: ديلون واسمه الحقيقي آلان فابيان موريس مارسيل ديلون ولد في ضاحية أوت دو سين بالعاصمة باريس، وعاش طفولة بائسة.
وألقت التنشئة المضطربة التي تلقاها ديلون في طفولته بظلالها على مساره الدراسي، الذي لم يكن ناجحا، بسبب عدم انضباطه وتمرده المتواصل الذي كلفه الفصل من مدرسة لأخرى، ويصف هو نفسه هذه الحالة قائلا “كنتُ وحشا صغيرا بالغ الشراسة”.
عمل ديلون في صباه وشبابه بمهنة زوج والدته الذي كان يدير محلا لبيع مشتقات اللحوم، ثم التحق بالجيش وهو في السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه لأنه اعتبر ذلك محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.
بعد عودته من المشاركة في حرب الهند الصينية عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم عام 1957 أول أفلامه “أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان”، وبعدها فيلم “روكو وإخوته” عام 1960.
برع ديلون في أدوار الجريمة على غرار فيلم “أي عدد يمكنه الفوز؟” 1963، ونال شهرة كبيرة بفيلم “الساموراي” سنة 1967، كما حقق نجاحا ساحقا في فيلم “بورسالينو” عام 1970. ونجح في أفلام المغامرات مثل فيلم التوليب الاسود 1964 وفيلم زورو 1975.
وفي تقرير لها عن الممثل الراحل قالت وكالة فرانس برس إن آلان ديلون “كان أعظم مغوي الشاشة في فرنسا. وبالنسبة للبعض، كان الرجل الأكثر جاذبية في القرن العشرين، والذي لعب دور القتلة المتقنين الذين اشتهروا بأفلام الموجة الجديدة في الستينيات”.
وأضافت الوكالة “بالنسبة للآخرين، كان الرجل الذي غالبا ما يشير إلى نفسه بضمير الغائب واعترف بصفع امرأة، شوفينيا أناني، حيث شعرت النسويات بالفزع من جائزة الإنجاز مدى الحياة التي منحها له مهرجان كان السينمائي عام 2019”.