مارلين خليفة
توّج اعلان بكين في 22 تموز\يوليو الفائت جولات حوارية متعددة جرت بين الفصائل الفلسطينية تاريخيا، وذلك سواء في موسكو ومصر والجزائر والدوحة ومكة واخيرا بكين.
ولعلّ اعلان المصالحة جاء في توقيت دقيق قبل أسبوع من اغتيال اسرائيل لرئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية في طهران إبان مشاركته في تنصيب الرئيس الايراني الجديد مسعود بزنكشيان ما أسبغ نوعا من الهدوء النسبي على الساحة الفلسطينية لم يكن مضمونا لولا هذه المصالحة. وقد أدانت حركة “فتح ” في بيان رسمي صدر عنها الاغتيال ووصفته بأنه “جريمة بشعة وفعلا جبانا”. كذلك، اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد وتنكيس الاعلام ليوم واحد حدادا على اغتيال رئيس الوزراء الاسبق اسماعيل هنية.
لم ينل اعلان بكين حقه اعلاميا، بسبب الحوادث المتلاحقة من مجزرة مجدل شمس في الجولان المحتل التي تذرع بها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ليبدأ اغتيالات نوعية في صفوف المقاومة الفلسطينية: اسماعيل هنية، واللبنانية اغتيال فؤاد شكر المعروف بالسيد محسن، ويوصف بأنه رئيس اركان حزب الله، والرجل الثاني بعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأحد كبار القادة الجهاديين وخليفة القائد عماد مغنية، وأحد أبرز المطلوبين أميركيا لمشاركته في تفجير مقر المارينز في لبنان في العام 1983 والذي راح ضحيته 241 أميركيا. وبالتالي إن تصفية شخصيتين رئيسيتين في “المحور” وضرب عمق ضاحية بيروت الجنوبية للمرة الاولى منذ 18 عاما بعد ضربها للمرة الاولى استهدافا للقيادي الفلسطيني في حماس صالح العاروري في 2 كانون الثاني \يناير 2024 مع اختلاف في هذه المرة ان المستهدف احد كبار قادة حزب الله وسقوط مدنيين هو لامر يغير قواعد الاشتباك ويستدرج ردا من حزب الله. كل هذه الحوادث حجبت اهمية اتفاق بكين.
“مصدر دبلوماسي” تابع هذا الاتفاق لأهميته، وخصوصا وأن المعنيين يقولون بأنه لن يكون شبيها ببقية جولات المصالحة التي بدأت رسميا منذ العام 2007 تاريخ ما يسميه الفلسطينييون الانقلاب الاسود على الحكم في غزة من قبل حركة حماس. ولعل أهم ما في هذا الاتفاق هو توافق الفصائل الفلسطينية وفي طليعتها حركة “فتح” و”حماس” على اليوم التالي لغزة من حيث “أن تشكيل حكومة وفاق وطني تقطع الطريق على اسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لاستثمار اي انشقاق فلسطيني، وكان يجب أن يكون هذا الاتفاق في وقت سابق”، كما يقول أحد كبار القياديين الفلسطينيين الذي رفض الافصاح عن اسمه لموقع “مصدر دبلوماسي”. وذكر الاعلان بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للفلسطينيين والاتفاق بأن المرحلة المقبلة للحكم ستكون بالتفاهم بين حركتي فتح وحماس وهي تشمل حكم غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية أي اراض يالعام 1967. وبالتالي إن قول حماس سابقا بأنها تريد تشكيل ادارة ذاتية لحكم قطاع غزة سقط في بكين وهي “خطوة في الاتجاه الصحيح في وجه نتنياهو” بحسب قول القيادي الفلسطيني. مرفق اعلان بكين
دخلت الصين على خط المصالحة بعد زيارة قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جزيران يونيو 2023، فدعت بكين عبر وزير خارجيتها وانغ يي الى حوارات وبعد جولة سابقة كانت الجولة التي حصلت في تموز الجاري. في هذا السياق يقول دبلوماسي فلسطيني بارز رفض الكشف عن إسمه:” إن ما قامت به الصين إنجاز تاريخي، يشبه الى حدّ بعيد انجازها في توفير اتفاق بين ايران والسعودية، ما خفف التوترات في المنطقة، والآن تخفف التوتر بين فصائل فلسطينية أساسية” . مذكرا بأن” الصين هي من اوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وهي معنية بالقضية الفلسطينية”. وأشار الى أن “التضامن الفلسطيني أساسي في المرحلة الحالية لأن الانقسام يسقط قوة الورقة الفلسطينية”. مشيرا الى أن الاساس اليوم:” هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الصين وفتح افق جديد يقوم على دحض الحجج الاسرائيلية وغيرها من أن الشعب الفلسطيني منقسم”. في هذا السياق، تجدر الاشارة الى أن السلطة الفلسطينية لم تترك قطاع غزة يوما منذ العام 2007،>>> اشترك في موقع مصدر دبلوماسي لقراءة بقية التقرير والحصول على المواد الخاصة