“مصدر دبلوماسي”:
تصوير عباس سلمان
أقام العميد تشينغ يو تشونغ ملحق الدفاع لجمهورية الصين الشعبية في الجمهورية اللبنانية احتفالا بمناسبة الذكرى الـ97 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في النادي العسكري المنارة. حضر الحفل ممثلون لقيادة الجيش والقوى الأمنية سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان تشيان مينجيان ودبلوماسيون وملحقون عسكريون معتمدون لدى لبنان وضباط دوليون وصينيون من قوة حفظ السلام الصينية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وشخصيات سياسية واجتماعية. تخلل الحفل لوحات فنّية من التراث الشعبي الصيني.
وألقى العميد يو تشونغ الكلمة الآتية:
“في الأول من آب من هذا العام، سنحتفل معًا بالذكرى السابعة والتسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني والذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الجيش اللبناني. يسعدني أن أنضمَّ إليكم جميعًا الليلة للاحتفال بمناسبة تأسيس هذين الجيشين الصديقين.
منذ تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في الأول من آب عام 1927، تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، استمر الجيش الصيني في تحقيق نصرٍ تلوَ الآخر. في السنوات الأخيرة، نفذ الجيش الصيني بالكامل هدف الحزب المتمثل في تقوية الجيش في العصر الجديد، وطبّق فكر الرئيس شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، فتم تشكيل تخطيط هيكلي جديد للقوات البرية والبحرية والجوية والقوة الصاروخية التي تأتي تحت قيادة اللجنة العسكرية المركزية، بما فيها القوة الفضائية الجوية، وقوة الفضاء السيبراني، وقوة الدعم المعلوماتي، وقوة الدعم اللوجستي المشتركة ووحدات أخرى؛ وقد تم تعزيز التدريب المنهجي والتدريب العلمي والتكنولوجي والتدريب القتالي العسكري. فبذلك يلتزم الجيش الصيني بتنفيذ الهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بإخلاص، وترسيخ هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الجيش، وتسريع بناء الجيش الشعبي الصيني ليصبح جيشا من الدرجة الأولى في العالم ، والدفاع عن السيادة الوطنية للبلاد والأمن الوطني والمصالح التنموية بقدرات أقوى ووسائل أكثر ضمانة.
لطالما كانت الصين دولة بانية للسلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومحافظة على النظام الدولي. ينفذ الجيش الصيني باجتهاد “مبادرة الأمن العالمي” التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ من خلال الإجراءات العملية، ويفي بحزم بالمسؤوليات والالتزامات الدولية كجيش القوى الكبرى، ويقدم بنشاط خدمات حفظ السلام الدولي والمرافقة البحرية والإنقاذ الإنساني وغيرها من الأعمال التي تخدم السلامة العامة. كما يواصل الجيش الصيني تقديم مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام العالمي، من أجل العمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
يولي الجيش الصيني أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة مع الجيش اللبناني، واستمر الجانبان بتعميق التبادلات الودية والتعاون العملي في مجال تدريب الأفراد والزيارات الجماعية والاستجابة للكوارث وعمليات الإنقاذ.
كما عقدت وزارة الدفاع الوطني الصينية في الفترة الأخيرة في الصين ندوة لكبار الضباط العسكريين من الصين والدول العربية، شارك فيها كبار ضباط الجيش من الدول العربية، من بينها لبنان، وناقشوا بعمق العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، ومبادرة الأمن العالمي، والمسارات المحددة لتعميق التعاون الأمني الصيني العربي. والآن، يشارك الجيش الصيني بنشاط في عمليات حفظ السلام في لبنان،
فأكمل عناصر قوات حفظ السلام الصينية التنظيف عمّا يزيد على مليوني متر مربع من حقول الألغام المشبوهة والمناطق التي يشتبه بوجود قنابل غير المتفجرة، وقاموا بدوريات أمنية على مساحة 84 ألف متر مربع من الطرقات، وأزالوا أكثر من 20 ألف لغم أرضي وأنواع مختلفة من الذخائر غير المنفجرة. كما أرسلت قوات حفظ السلام الصينية الأطباء بشكل منتظم لإجراء الفحوصات الطبية في مختلف القرى اللبنانية، وتقديم الاستشارات الطبية المجانية والتبرعات والمساعدات لأكثر من 60 ألف شخص من القرويين المقيمين، وتمّ التبرع بالمعدات الطبية والضروريات اليومية واللوازم المدرسية للقرى والمدارس المحيطة أكثر من 200 مرة، فضلًا عن إصلاح 320 كيلومترًا من الطرق، الأمر الذي نال ثناءً كبيرًا من قبل السكان المحليين. منذ أن استلمت الدفعة الـ22 من قوات حفظ السلام الصينية مهمتها في لبنان في كانون الأوّل من العام الماضي، قام العناصر بأداء واجباتهم بإخلاص، بغض النظر عن المخاطر، فتقدّموا بالتبرعات باللوازم اليومية للقرى المحلية وقاموا بترميم الأماكن الدراسية ونظموا احتفالات وأنشطة تقافية غنية، من أجل تعزيز الصداقة والثقة المتبادلة بين الجانبين، واستخدام الوسائل العملية للوفاء بالوعد الرسمي المتمثل في “إنجاز المهمة بأمانة والحفاظ على السلام العالمي”.
لقد حان الوقت لنهاية مهمتي في لبنان، فأودّ أن أغتنمَ هذه الفرصة لأتقدمَ بالشكر الجزيل للجيش اللبناني على رعايته ومساعدته لي على مدى السنوات الستّ الماضية.
بفضل الجهود المشتركة من قبل الجانبين، تستمر العلاقة بين الجيشين الصيني واللبناني في التعمق، لتصبحَ أكثر صلابة وتطورًا. وفي الوقت نفسه، أودّ أن أشكر زملائي في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ومديرية الأمن العام اللبناني ومديرية أمن الدولة وغيرهم من الزملاء على مساعدتهم الكبيرة، وأتمنى بكل إخلاص أن تستمرَّ الصداقة بين الجيشين الصيني واللبناني بالتعمق، ليصبح التعاون أكثر عمقًا، وليتمكّن الجانبان من تقديم مساهمات أكبر في الحفاظ على السلام الإقليمي والعالمي بشكل مشترك. أودّ أيضًا أن أشكر أصدقائي من جميع مناحي الحياة في لبنان على دعمهم ومساعدتهم،بينهاجمعية المحلحقين العسكرين و جمعية خريجي جامعة الدفاع الوطني الصيني وجمعية الشطرنج الصينية اللبنانية وأشكر زملائي وشركائي في السفارة على جهودهم في تنظيم هذا الحفل. فلنشربْ معًا نخبَ التطور المستمر والمتعمق للعلاقات العسكرية بين الصين ولبنان، ونخبَ صداقتنا القوية وصحّتنا جميعًا، وبهذه الأمسية السعيدة!