“مصدر دبلوماسي”
أقام السفير المصري في لبنان علاء موسى حفل استقبال في دارته في دوحة الحص احتفالا بذكرى 23 يوليو، وحضرته شخصيات سياسية ودبلوماسية واجتماعية ودينية وحزبية وتخلله تكريم السفير المصري لقائد موسيقى قوى الأمن الداخلي العقيد انطوان طعمة وقدم السفير المصري درعا تكريميا للعقيد طعمة وللفرقة.
وعزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي خلال الاحتفال النشيدين اللبناني والمصري ومقطوعات منوعة.
وشكر موسى العقيد طعمة لما قدّمه على مدار سنوات عديدة بإحيائه العيد القومي لجمهورية مصر العربية وذلك على رأس اعرق اوركسترا عسكرية في العالم العربي؛
وكذلك قدّم العقيد طعمه الى السفير موسى مجلّد تاريخ قوى الامن الداخلي ، بحضور وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي و العميد موسى كرنيب ممثلاً اللواء المدير العام لقوى الامن الداخلي.
والقى السفير المصري الكلمة الآتية:
أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة
الحضور الكريم
يسعدني في البداية أن أرحب بكم في بيت مصر في لبنان وأعبر عن سعادتي البالغة بوجود كل هذه الوجوه الصديقة والعزيزة لتحتفل معنا بذكرى ثور ة 23 يوليو المجيدة، تلك الثورة التي مثلت حدثاً مفصلياً في تاريخ مصر وأمتنا العربية وفتحت أبواب الحلم والتحرير للكثير من شعوب العالم.
أجد نفسي اليوم بعد أشهر منذ وصولي للبنان ممتناً لكل هذا القدر من الحفاوة والود الذي استقبلت به منذ وصولي، فالمصري في لبنان كما اللبناني في مصر لا يشعر بغربة أو افتقاد، بل بألفة كأنه لم يغادر وطنه قط، وأنا دائماً ما أفسر ذلك بأن مصر ولبنان يتشاركا الكثير من التاريخ والثقافة والعادات، كما أن الشعبين حملا معاً ولا يزالا مشعل التنوير منذ عقود، ولا أبالغ إن قولت إن العلاقات المصرية-اللبنانية تستند لتاريخ مشترك وتفاعل بين حضارتين عريقتين منذ آلاف السنين.
ليس غريباً إذاً أن الالتزام بدعم سيادة واستقرار ووحدة لبنان العزيز كان دائماً ركناً أساسياً من أولويات والتزامات سياسة مصر الخارجية، وهو التزام متجدد للقيادة السياسية المصرية ويكتسب اليوم أهمية مضاعفة للأسباب التي تعلمونها جميعاً، فمصر المنخرطة بكل جد لوقف العدوان الغاشم على أشقائنا في غزة، تضع عيناً على لبنان وتبذل جهوداً موازية لمنع امتداد الصراع لجبهات أخرى، إدراكاً منها للتبعات الوخيمة لذلك على المنطقة والعالم. نحن ملتزمون وحريصون على سيادة لبنان ووحدته وسلامة أراضيه، ومنخرطون في كل جهد من شأنه الحفاظ على هذا الوطن الغالي وإعادته لمكانته ودوره الطبيعي كمنارة للثقافة والتنوير ومثال للعيش المشترك.
تتحرك مصر خارجياً كما داخلياً، من إيمانٍ راسخ وتاريخي بمفهوم الدولة الوطنية يقيناً منها أن في ذلك الخلاص لها ولكل دولة وشعب يصبو إلى مستقبل أفضل، ومن هذا المنطلق تحيي مصر جهود الجيش والمؤسسات الأمن اللبنانية وتدعمها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً كصمام أمان للبنان صمد رغم الصعوبات والمعاناة.
ولا يسعنى هنا أن أعدد صور التواجد المصري في لبنان، بل أذكر بعض الأمثلة فمن المستشفى المصري الميداني ببيروت الذي يفتح أبوابه بالمجان للجميع، إلى التعاون بين جامعة الإسكندرية وجامعة بيروت العربية الذي يطرق مجالات جديدة، إلى الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، وبنك مصر لبنان وشركة مصر للطيران وشركة المقاولين العرب التي تنخرط في تطوير ميناء طرابلس، وغيرها من الأطر الرابطة بين بلدينا الشقيقين، لكن الأهم هي الروابط الشعبية والاجتماعية بين مواطني بلدينا التي تضع مصر في قلب لبنان، ولبنان في خاطر مصر بلداً عزيزاً وشعباً يحب الحياة ويستحق الأفضل.
إن مصر في التزامها بدعم لبنان للخروج من أزماته، تتحرك على كافة الأصعدة والمستويات، فهي تشارك بجد في اللجنة الخماسية، وتتواصل مع كافة القوى والأطراف السياسية سعياً لخلق تفاهمات وأرضيات مشتركة، وهي في نفس الوقت تدرك وتصون سيادة لبنان المقدسة، وتتحرك من منطلق المساندة والتضامن بين الأشقاء، لا من جهة التدخل أو الفرض. فمصر ستبقى كما كانت دائماً سنداً للبنان العزيز وتدعم كافة اجراءات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي وكل خطوات إعادة تكوين السلطة السياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية وكذلك كل جهد يقرب لبنان من حاضنته العربية ويعيده لدوره الطبيعي كمنارة للثقافة والتنوير.
أرحب بكم مجدداً وكل عام وأنتم بخير.