“مصدر دبلوماسي”-خاص
يعتبر نبيل أبو ضرغم أن اللياقة والتصرفات اللائقة والراقية تؤسس لجوٍ إيجابي في مراكز العمل ما
يؤدي إلى زيادة الانتاجية ويعزز صورة المؤسسة التي ننتمي إليها وهذا يزيد من التقدير والاحترام للمؤسسة وأهدافها ومبادئها.
دعا أبو ضرغم مؤخراً مجموعة من المهنيين المحترفين إلى فندق فينيسيا في بيروت لمناقشة
موضوع “التصرفات اللائقة في خدمة المهنة”.
وشملت مجموعة المشاركين متخصصين في مجالات الهندسة وتنظيم المناسبات الرسمية وغير الرسمية والنشاطات الخيرية والإنسانية والسياحية والإعلام والعلاقات العامة والعمل الأكاديمي والمجالات العسكرية.
ربما يمتلك أبو ضرغم القدرة على التحدث في هذا الموضوع في ضوء الخبرة التي اكتسبها بين تربيته
البيتية والسنوات الثلاثين التي أمضاها في الأمم المتحدة متنقلاً بين مكتب الممثل المقيم لأنشطة المنظمة الدولية في بيروت ومكتب الأمين التنفيذي للإسكوا
وفي مقدمة كتابه الذي صدر عام 2023 تحت عنوان “لأجل ما تبقى” قالت الدكتورة مرفت تلاوي
وكيلة الأمين العامللأمم المتحدة سابقاً: “لم يأتِ نبيل أبو ضرغم إلى الأمم المتحدة عام 1989 مزوداً بعلمه وخبرته المحدودة التي كانت
تتطلبها المهنة آنذاك بل دخل مزوداً أيضاً بما تعلمه من والديه في أصول التعامل مع الآخرين…”
ويقول أبو ضرغم إنه في بداية القرن الحادي والعشرين أجريت دراسة في أميركا على 50 بالمئة من
موظفي إحدى الشركات الكبرى كانوايتلقون معاملة سيئة. 22 بالمئة منهم تراجع انتاجهم و12 بالمئة استقالوا وإن لم يكونوا قد وجدوا بديلاً عن عملهم.
وناقش المشاركون في لقاء الفينيسيا تاريخ التصرفات اللائقة والراقية المعروفة عادة بتسمية Étiquettes؛ والتعامل مع الزملاء والرؤساء اصحاب الشخصيات الشائكة في العمل؛ والتعامل مع الخصوصية الثقافية في العمل؛ والإفادة من وسائل التواصل التكنولوجي بحكمة وعلى نحوٍ فعْال؛ وتنظيم المناسبات المهنية الاجتماعية.
وكان أبو ضرغم قد استهل اللقاء بلفت انتباه المشاركين إلى “أننا حين نتلقى رسالة أو دعوة من
الضروري الإجابة حتى لو كانت هناك نية للاعتذار. فعدم الإجابة يعطي انطباعاً بأن المتلقي يقلل من احترام المُرسِل أو يمارس سياسة التجاهل لقيمة المُرسل الإنسانية والفكرية أو يعطيه إشارة مستترة بأنه لا يحبذ التواصل معه من الآن وصاعداً”.
ثم شرح بأن روحية كلمة Étiquettes لم تبدأ فقط مع الملك لويس الرابع عشر (1715-1643) كما هو مذكورٌ على مواقع الانترنت ولدى بعض الباحثين ذاكراً عدد من الأمثلة من عادات المجتمع في القرون الوسطى في أوروبا (1500-500).
ورداً على سؤال، رأى أبو ضرغم أنه لكي ينجح المرء في مجال عمله يجب أن يتمسك بالثوابت في
التصرفات اللائقة وهي الاحترام والاعتبارللآخرين والإخلاص. ولفت إلى أن التصرفات اللائقة والراقية ليست حكراً على طبقة اجتماعية معينة كما يتوهم البعض بل هي سلسة وفضفاضة وهي للجميع على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والمهنية كما هي في حالة تفاعلٍ دائمٍ مع الظروف
والخصوصية الثقافية ومصدرٌ للتواضع.
وإذ أمل أبو ضرغم بأن يستمر في مناقشة موضوع “التصرفات اللائقة في خدمة المهنة” مع مجموعات من المهتمين واصحاب الخبرات المهنية، اعتبر رداً على سؤال أن بعض السياسيين ولا سيما الشبان والشابات منهم يحتاجون للتدريب في هذا المجال لأن منهم من أُعلِم بأنه الأفضل ولم يتعلم أن مهنة السياسة هي نضالٌ مستمر نحو الوصول إلى الأفضل؛ ومنهم من لا يعرف أنه في عالم اليوم المتعدد الثقافات المهنية لا تكفي الخبرة والاختصاص من دون التحلي بتصرفات لائقة تعزز الخبرات وإدارة
ظروفها بدراية؛ ومنهم من لا يعرف ويصعب عليه الاعتراف أو لا يريد الاعتراف بأنه لا يعرف.