“مصدر دبلوماسي”
احتفلت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال أمس الخميس في 9 مايو الجاري بـ”يوم أوروبا” في حفل اقتصر على الجسم الدبلوماسي وبعض المدعوين السياسيين نظرا الى الاوضاع الراهنة. والقت دو وال كلمة بالمناسبة جاء فيها:
سعادة النائب فادي علامة، ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري،
معالي الوزير بسام مولوي، ممثلاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي،
معالي الوزراء، سعادة النواب، حضرة كبار المسؤولين،
الزميلات والزملاء الأعزاء، حضرة السيدات والسادة،
نشكركم على مشاركتكم لنا هذه المناسبة الخاصة. كنّا نودُّ أن نحتفل بيوم أوروبا بحضور جميع شركائنا وأصدقائنا في البلاد، لكنَّ الاحتفال غير متاح في هذا الظرف المليء بالتحديات للبنان والمنطقة.
مع ذلك، أردت أن أحيي هذا اليوم، وأعتقد أنَّه من المناسب فعل ذلك تحديداً بالتَّفكير في مشروع بناء السلام الذي كان عليه الاتحاد الأوروبي وما زال.
انشئ الاتحاد الأوروبي بعد حربين همجيتين حصدتا ملايين الضحايا ومزَّقت قارتنا. ولم يكن أحد يتوقع في عام 1945 أنَّ البلدان التي سعت إلى تدمير بعضها البعض ستشكِّل في نهاية المطاف اتحاداً اقتصادياً وسياسياً قوياً.
إلا أنّها فعلت ذلك، حيث وُلِدَ المشروع الأوروبي لبناء السلام من رحم تصميم قوي على منع الحرب في قارتنا، وجعل الحرب “ليس فقط أمراً لا يمكن تصوره، وإنّما أمراً مستحيلاً ماديا”، وفق ما جاء في إعلان شومان.
لا يزال هذا المشروع صالحاً اليوم كما كان دوماً. فهو يعطينا الأمل في أنَّه يمكن تحقيق السلام. كما أنّ السلام ضروري، فهو الأساس لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً. وفي هذه الزاوية من العالم، الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي يمكن أن يجلب السلام للفلسطينيين، والأمن للإسرائيليين، والاستقرار للشرق الأوسط، هو حل الدولتين.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، تابعنا عن كثب الظروف المأساوية في غزة وجنوب لبنان، واستخدمنا جميع القنوات الدبلوماسية للدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية والمعاناة الإنسانية. فلبنان هو على خط المواجهة في هذه الحرب منذ 8 تشرين الأول. ولا يمكن للبنان أن يتحمل الانجرار أكثر إلى ذلك. ويجب أن نتابع العمل من أجل تخفيف حدة النزاع والتوصل إلى تسوية دبلوماسية في الجنوب. وفي هذا السياق، أكرِّر دعوتنا إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 من قبل جميع الأطراف”.