«مصدر دبلوماسي»
بقلم نادين خزعل
المدرسة اصطلاحًا هي إسم مشتق في اللغة العربية من الفعل دَرَس، وهي مكان الدراسة وطلب العلم والمعرفة، وجمعها مدارس، وقد عرّف ريمون بدون المدرسة في قاموس علم الاجتماع بأنها نظام اجتماعي وتعليمي مستقل، يضم مجموعات معرفية عدة، وهدفها العمل على تنشئة الأجيال وإكسابهم المعرفة، أما فريدريك هاتسن فقد وضع تعريفاً آخر للمدرسة إذ وصفها بأنها نظام معقّد من السلوك المنظم لتحقيق مجموعة من الوظائف.من جهتهم أصحاب النهج التنظيمي قالوا بأنها نظام اجتماعي معقد يتكون من مجموعة من النظم المختلفة مثل العقائد، والتقاليد والقيم لتقوم بالوظائف الخاصة بها في إطار المجتمع، وفرديناند بونسون عرّفها بأنها مؤسسة اجتماعية تهدف إلى إعداد الأجيال الناشئة ودمجها في الحياة الاجتماعية….
في العام 2023، تم استحداث تعريف جديد للمدرسة وحُصِر نطاقه بغزة:
المدرسة هي المكان الذي يأوي إليه المبتعدون عن القصف البربري الإسرائيلي والنازحون بعد فقدانهم منازلهم ليتم عند اكتمال نصاب حضورهم في الصفوف قصفهم….
المدرسة هي مكان بلا سجلات تفقد للغائبين فالكل غابوا..
شروط الترخيص:
الفلسطينيون أصحاب الحق: يفترشون المقاعد الدراسية أسرة ويعلقون على الألواح ملابسهم ويغسلونها في الملاعب…
الإسرائيليون المغتصبون: يقطعون الأطفال إلى أشلاء، يرمون أطنانًا من القذائف، يقتلون بلا هوادة، بلا رادع،الأم والجنين في أحشائها والطفل في حضنها والكل……
إذْنُ مباشرةٍ بالتدريس..عذرًا بالتدنيس…فالقاضي هو ابليس….من الموقع؟
وزارة التربية…
لا….المطبع، الصامت، الخائن،المتخاذل، الجبان، المجرم….
مدرسة الفاخورة ومدرسة تل الزعتر….
واشهد يا تاريخ….
هنا الكتب دماء…
والدفاتر أشلاء…
قُرِعَ الجرس، تسابق الطلاب، اصطفوا…
واحد إثنان ثلاثة….تراصف…
وتراصفوا…
لا وفق الطول ولا وفق الأصول، تساووا بالأحجام، ولا ملام، فالجميع أشلاء….
580 طالبًا، فيهم الأب والابن والأم، فالكل طالبو كرامة…..
تشهدوا..
تشاهدوا..
شهدوا..
استشهدوا…..
قبل موتكم، أنجِزوا امتحانكم..
إفتحوا كتابكم على الصفحة 18 تشرين الثاني..
قدّموا النص:
العنوان: تدريس بمنهجية إبليس.
الكاتب: حكام أمة إقرأ الخونة، حكام الغرب الكذبة، الاسرائيلي.
المصدر: كتاب”فلسفة قم بما لا يمكن لعقل أن يستوعبه”…
تاريخ النشر: 1948 وصولًا إلى 2023…
ما معنى كلمة بتصرف؟
إجراء تعديلات كي يطال القصف كل الأماكن، وتداس كل المحرمات…
إستخرجوا من النص تشبيهًا وحددوا أركانه:
العرب أنذال..
المشبه: العرب
المشبه به: محذوف للعجز عن ايجاد تعبير واحد يجمع بين صفات الشيطان والمجرم والخائن والغادر.
أداة التشبيه: كاف الكسر المحذوفة
وجه الشبه: النذالة…
إستخرجوا من النص استعارة:
رقصت أرواح الشهداء، زغردت بطون الأمهات…
إستخرجوا توازيًا:
غزة العزة، فلسطين الياسمين، العرب الجرب….
إستخرجوا من ذات النص طباقًا:
نحن الغار وهم العار؛ نموت كبارًا ويحييون صغارًا….
وبعد…..
آخ يا عزة وإلى متى….
آخ يا كل الشهداء وإلى متى…..
آخ يا أنتم وآخ يا نحن: بعض نحن….
من تحت ركام المدرسة،انتُشل كتاب…
المادة: التربية المدنية.
المحور: الإتفاقيات الدولية.
للحفظ: اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949: يمنع قصف المدارس،يمنع قصف النازحين…
للحفظ هنا لا تعني الاستظهار، الحفظ مع الأشلاء في برادات المثلجات، فبرادات الموتى لم تعد تكفي، والقاتل لا يكتفي….
والقوانين والشرع والحقوق إلى أين تذهب؟
إلى ثلاجات الجثث أم إلى مزبلة التاريخ أم لصنع أكفان الأطفال؟؟؟
كفى….
بحقٍّ كفى….
كل من موقعه ليسجل موقفًا كي لا يدان..
ما يجري يتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية….
حتى الحيوانات المفترسة الضارية في الغابات تتوقف بعد القتل….
القطط أكثر رأفة بأطفال غزة من كل أصحاب العروش والسمو والمعالي والفخامة…..
عذرًا اسرائيل……
كيف جعلناك رمز الوحشية والأقربون أولى بالمعروف….
عذرًا اسرائيل….
كيف اتهمناك ونسينا داعميك وشركاءك؟؟؟
كيف طالبنا بإقصائك والأقسى كان المطبعون معك؟
الله أكبر..
هللويا…
اللهم صل على محمد وآل محمد…
بإسم الآب والإبن والروح القدس…
بإسم كل الأديان، ما عدنا نريد الأكفان،رحماك يا رب الأكوان، ما أقصى هذا الطوفان، وما أقسى ذلك الخذلان…
أخيرًا وليس آخرًا..
تمخض الجبل فولد فأرة…
بيان منظمة اليونسيف:
“مشاهد القتل والموت في أعقاب الهجمات على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في غزة والتي أسفرت عن مقتل العديد من الأطفال والنساء مروعة ومفجعة. يجب أن تتوقف هذه الهجمات الفظيعة على الفور. الأطفال والمدارس والملاجئ ليست هدفاً. هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار الآن.”
سؤال فوري:
“يجب” على من “تجب”؟