«مصدر دبلوماسي»
قدّم رئيس مجلس الوزراء مداخلة في بداية انطلاقة جلسة مجلس الوزراء اليوم. في البداية طلب رئيس الحكومة من الوزراء الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الجنوب اللبناني وغزة جراء العدوان الاسرائيلي.
وتحدّث ميقاتي فقال: “اليوم وأكثر من أي وقت مضى، تتجه أنظار اللبنانيين القلقين، إلى الحكومة، جرّاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب والعدوان المستمر على قطاع غزة، لمعرفة ما نقوم به من اتصالات ونتخذه من اجراءات لمواكبة ما يجري.
طوال الأيام الماضية واصلتُ اجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الإسرائيلية وامتداد النيران إلى الداخل اللبناني. صحيح أن الحرب لا تزال محصورة في قطاع غزة، ولكن ما يحصل في الجنوب وسقوط الشهداء يوما بعد يوم، هذا الأمر يوجب التوقف عنده، من هنا كانت مطالبتنا الدائمة للدول الشقيقة والصديقة بأن تقوم بالضغط اللازم لوقف الاستفزازات والتعديات الاسرائيلية على لبنان. كما أن المجزرة الرهيبة التي حصلت في غزة دليل صارخ أن العدو لا ضوابط لعدوانه، ولا كلام يمكنه أن يصف ما حصل. والسؤال المؤلم الذي يطرح في هذا السياق، أين العدالة الدولية؟ وعندما تنتفي العدالة يصبح العالم بأسره في خطر.
اضاف: “نحن مستمرون في اتصالاتنا بشكل مكثف، وتلقيتُ في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي أبدت تفهما للمخاوف اللبنانية، ووعدا باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وآخر هذا الاتصالات جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش الموجود في القاهرة والذي وضعني في أجواء الاتصالات تمهيدا لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل.
اتمنى في هذا السياق أن يكون هناك موقف داخلي موحّد، ولن نملّ من تكرار هذه المطالبة، وندعو الجميع سواء كانوا مشاركين في الحكومة أو خارجها، وخاصة المشاركين في الحكومة والذين لا يحضرون جلساتها، ولا أحد يزايد على الآخر بالوطنية، وهمنا واحد هو مصلحة البلد ويجب أن نبقى معا. وإذا لم يتلقف الجميع الفرصة الحالية للاجتماع وانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا ينتظرون؟
وقال: “المواقف التصعيدية الشعبوية التي تتلطى خلف ثوابت وطنية لا أحد يختلف عليها، لا معنى لها إذا لم نجلس جميعا مع بعضنا البعض،لأن الظرف يقتضي أن يكون التعاطي مع المستجدات حكيما وهادئا. وليس الأوان مناسبا لمزايدات شعبية. وفي المناسبة أيضا اقول إن التعبير عن الرأي لا سيما إزاء ما يحصل هو حق مشروع، ولكن التحركات الشعبية التي تتخطى التعبير عن الرأي لتتحول الى تعديات على الناس والجيش والقوى الامنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة والبعثات الديبلوماسية أمر مرفوض على الاطلاق. كما أن حساسية الظرف الراهن تقتضي مقاربة حكيمة لكل الاوضاع، والمطلوب وقف الشحن وضبط المناصرين.
لا مصلحة للبنان لأحد في التعدي على البعثات الديبلوماسية القائمة في لبنان، لاننا في أمس الحاجة الى تفهم خارجي للوضع اللبناني ومؤازرة لمواجهة التحديات الداهمة.
وقال: “في اطار الخطوات العملانية، إجتمعت مطولا مع حاكم مصرف لبنان واطلعت منه على الاجراءات التي يتخذها لتأمين الاستقرار النقدي. وضبط سعر الصرف، وأنا مطمئن للخطوات التي تتخذ.
كما عقدت اجتماعا لهيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية لبلورة الخطوات التنفيذية المطلوبة لمواجهة ما قد يحصل. وانتهينا إلى سلسلة من المقررات والخطوات التي تتم سنتخذ القرارات المناسبة بشأنها.
كما عقدت هذا الصباح اجتماعا موسعا مع الوزراء المختصين والمنظمات والهيئات الدولية العاملة في لبنان وبحثنا في سبل التنسيق وتعيين اشخاص يتولون التنسيق ويبدأون بالعمل فورا.
وختم: “ندائي إلى اللبنانيين، جميع اللبنانيين مسؤولين وقيادات وافرادا أن نوّحد جهودنا وموقفنا لتمرير هذه المرحلة الصعبة. واطمئن الناسأننا مستمرون في العمل بكل طاقتنا والامكانات المتوافرة لتحصين الوضع الداخلي إزاء الاحداث.