“مصدر دبلوماسي”- خاص
تصوير عباس سلمان
منح رئيس الجمهورية البولندية أندجي دودا عصر أمس الجمعة وسام الاستحقاق البولندي للمدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم وقد قلده الوسام بإسم رئيس الجمهورية السفير البولندي في لبنان برزيميسلاف نيووفسكي، وقد تمّ إيفاد وفد رسمي من بولندا ترأسه وزيرة وكالة الاستخبارات البولندية أنيتا ماسيجوسكا.
جرى الحفل في فندق الفينيسيا بحضور وفد بولندي رفيع من وزراة الخارجية البولندية والسفارة البولندية في لبنان برئاسة السفير برزيميسلاف نيووفسكي. وحضر الحفل ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب محمد رزق، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى عامر صاغية، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ممثلا بالدكتورة وفاء محفوظ حيدر، النائب حسن مراد، الوزير السابق مروان شربل، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، قنصل ألبانيا في لبنان مارك غريب، رئيس تحرير جريدة “اللواء” صلاح سلام وشخصيات وفاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلاميون.
بروتوكول منح الوسام بحسب دستور بولندا
بعد النشيدين البولندي واللبناني، تمّت تلاوة القرار الرسمي للرئيس البولندي والذي منح بموجبه اللواء ابراهيم الوسام وجاء في نص القرار الرئاسي الرسمي:” إستنادا الى المادّة 138 من دستور جمهورية بولندا الصادر في 2 نيسان من العام 1997، ووفقا للمادة 16 للعام 1992 المتعلقة بأحكام الأوسمة، وبناء على طلب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ووزير الشؤون الخارجية، يتم منح المواطن من لبنان، عبّاس ابراهيم وسام الاستحقاق لجمهورية بولندا
commander’s cross of the order of merit of the republic of Poland
من اجل أجل استحقاقه نظرا للعمل الدؤوب في تعزيز التعاون بين لبنان وبولندا، ولاحداثه صورة ايجابية عن بولندا في العالم. توقيع رئيس جمهورية بولندا أندجي دودا”.
من جهتها رحبت الوزيرة المعنية بوكالة الاستخبارات البولندية أنيتا ماسيجوسكا باللواء عباس ابراهيم قائلة:” من المهمّ بالنسبة إلي التواجد هنا، دعني أتوجه اليكم مغتنمة هذه الفرصة من أجل التعبير عن شكري عن الاعوام السبعة الفائتة التي شهدت تعاونا ثنائيا وطيدا صبّ في خدمة المصالح المشتركة وفي تصدير الصورة الايجابية لبلدينا، واسهم في تعزيز العلاقات الثنائية ليس م لبنان فحسب وإنما مع بلدان أخرى. أريد أن أشدد على انخراطكم الشخصي حين كنتم في الخدمة في العديد من القضايا التي أسهمت في ذلك (…)
أضافت ماسيجوسكا:” ما قمتم به ثبّت لبنان كدولة تعتبر من أقرب الحلفاء لبولندا، والعلاقة التي تمّ بناؤها هي علاقة مهنية ومبنية على الصداقة والاحترام المتبادل. إن الاجتماعات التي عقدناها في لبنان كذلك زيارتكم الى بولندا في العام 2018 ساعدت على تقوية تعاوننا في الشرق الاوسط وأسهمت في تمتين الأمن في بلدنا بولندا”.
أضافت ماسيجوسكا:” كرجل ذات شخصية فذّة لا تضاهى وبخامة قيادية استثنائية فأنت لا تزال أحد الرموز الاساسيين في الاجهزة الامنية في الشرق الاوسط، لقد كسبت احترام القادة في المنطقة كما في البلدان الغربية وأنا من ضمن هؤلاء بطبيعة الحال. وهذا الأمر نجد دليلا كافيا عنه من خلال العلاقات التي لا تزال تنسجها حول العالم، نعنبر أن لبولندا حليف استثنائي ونتمنى أن تستمر العلاقة المثمرة بين بلدينا في الاعوام المقبلة”.
اللواء ابراهيم: استطعنا تحقيق الكثير على صعيد التقارب بين البلدين وعلى صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحرير الرهائن وتفادي الأخطار وكما تجنب العمليات الإرهابية
بدوره، القى اللواء عباس ابراهيم كلمة بالمناسبة شكر فيها رئيس الجمهورية البولندية أندجي دودا” ممثلاً بشخص سعادة السفير على هذه اللفتة الكريمة التي بقدر ما أثمّنها وأقدّرها على المستوى الشخصي وفي سياقها العام، والتي جاءت نتاج تعاون بين دولتينا ولصالح الشعبين وضمن حفظ مفهوم الأمن تحت سقف القوانين الدولية”. وأضاف اللواء ابراهيم:
كان أساس عملنا قائماً على أن البدء هو حماية الإنسان كونه الأصل والأساس، وعلى أن حمايته هي الهدف وقبل أية معادلات أخرى.
هذه اللفتة جاءت أيضاً في سياق ما يجري في الوطن والإقليم والعالم، مما حتّم علينا بذل المزيد من الجهود والمبادرات التي تُعنى بالتنسيق والتقريب بين كل الأطراف وعلى كل المستويات، لتفادي الأخطار. لقد نجحنا من خلال التعاون وعبر الحوار والمبادرات أن نصل إلى برّ الأمان. لقد كان هاجسنا أن نحفظ أمن دولنا جراء موجات النزوح إنما على قاعدة حفظ الإنسان وحقوقه وضمن منطوق الشرعات الدولية.
لقد انصب الجهد لضمان احترام مكانة لبنان وصلاته العالمية، وعلى أن يبقى وطننا حيث يجب أن يكون وأن يبقى : لبنان الحوار. ولبنان الرسالة . ولبنان الملتقى وصلة الوصل بين الشرق والغرب. لبنان عاصمة الثقافات ومنارتها، وها هو أمين معلوف يُثبت ان لبنان بإنسانه هو الأقوى والأبقى فكراً وثقافةً”.
وأشار اللواء ابراهيم: “إننا وبالتنسيق والتعاون مع مع الأصدقاء في الجمهورية البولندية، استطعنا تحقيق الكثير على صعيد التقارب بين البلدين وعلى صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحرير الرهائن وتفادي الأخطار وكما تجنب العمليات الإرهابية. لقد أثبت التقارب والتعاون أنهما السبيل الوحيد إلى ضبط الحدود ونزع فتيل النزاعات والحروب وتبريد الجبهات”.
اضاف:” نحن الآن في قلب الخطر والفراغ يهدد وجودنا كله ويؤثر على دول الجوار التي نتشاطأ معها على حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي معنية بإجراء تواصل جدي في ما بينها اولاً ومعنا ثانياً لمعالجة هذا الأمر. إن مشكلة النزوح غير الشرعي تعالج بالسياسة والتعاون والتنسيق وتقاسم الاعباء وليس بالأمن وحده مع الحفاظ على مبدأ الشرعية التي وُجدت لمعالجة آلام ومعاناة الإنسانية أولاً وليس لأي شيء آخر.
إن الوضع الحالي يوجب استمرار تفعيل التنسيق بين بلدينا لضمان الإستقرار ونمو العلاقات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وكلي ثقة وقناعة أنه سيكون للجمهورية البولندية دوراً فاعلاً ومميزاً في مساعدة لبنان كما سبق وفعلت وخففت عنا جزءً من أعباء النزوح وتبعاته. وألفت عناية الجميع إلى أن تصدع الوضع بالمنطقة يُنذر بشرٍ مستطير لن يكون استدراكه إلا باحترام سيادة الدول ،وحقوق الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني”.
وختم اللواء ابراهيم كلمته قائلا:” لقد وُجدت القوانين والأنظمة والاتفاقات لخدمة الانسان وليس العكس وبعيداً من العصبية والعنصرية. إن النازحين السوريين هم أخوة لنا نتشارك معهم الكثير الكثير ولكن آن للعالم ان يتحمل مسؤوليته معنا في هذا الإطار.
وإذ أشكر للجمهورية البولندية تكريمها وللسادة الحضورمشاركتهم، إلا أنني اغتنم هذه الفرصة لأُحذر من أن نار أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية ستصل إلى كل من يدير ظهره لهذه المأساة وحتماً سترتد عليه كرة النار التي يعتقد انه يرميها أو قادر على ابقائها على أرض الآخرين وإن غداً لناظره قريب”.
*بالتعاون مع صحيفة “اللواء” اللبنانية