“مصدر دبلوماسي”
تميّز حفل العيد الوطني السعودي هذا العام بالخروج من القاعات المقفلة الى الهواء الطلق حيث أضاءت الالعاب النارية الملونة بألوان العلم السعودي سماء بيروت في إشارة رمزية الى عودة المملكة الى بث الحياة في العاصمة الحزينة. وصدحت أنغام الموسيقى عزفتها الاوركسترا الوطنية اللبنانية التي اتخذت من المدرجات الرومانية زوايا ركزت فيها الآلات الموسيقية واطلقت العنان لسمفونيات كلاسيكية فبانت وكأنها مشهد طالع من الاساطير الاغريقية الجميلة التي لا تتكرر يوميا. وليس اختيار مدرج الحمامات الرومانية عبثا، فعلى مشارفها يقع السراي الحكومي، حيث تقبع حكومة تصريف اعمال مبتورة الصلاحيات، فأضفى العلم السعودي الذي لمعت ألوانه على جدرانها الى جانب العلم اللبناني ضوءا يشبه فسحة الامل التي يعيش عليها هذا البلد الذي تلفه الظلمة من الجوانب كلها وسط فراغ رئاسي ممض، ووسط ابتعاد قسري للخليجيين عن لبنان بفعل الفراغ وغياب المؤسسات الفاعلة.
علما بأن الحمامات الرومانية تشكل أحد أهم مباني العاصمة بيروت على اعتبارها انها مكان التقاء يومي للعموم، وكانت القاعات تستقبل عروضا متنوعة وما زالت الى يومنا الحاضرتنظم بين الحين والآخر معارض في موقع الحمامات الرومانية تخليدا لذكرى التقاليد القديمة اليت كانت تقام في هذا المكان .
حضر الاحتفال آلاف المدعوين، من شخصيات سياسية وحزبية ودبلوماسية ودينية واعلامية وفاعليات مناطقية ووفود شعبية، كلها جاءت تتمنى للمملكة العربية السعودية دوام الريادة والاستقرار. قدمت الحفل الزميلة رنيم بو خزام، وافتتح بالنشيد الوطني اللبناني والسلام السعودي. والقى سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري كلمة مما جاء فيها: “من هنا من عتبات بيروت نستذكر معا يومنا الوطني المجيد الذي ارتبط باعظم معاني كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة في كيان ودولة قوية متماسكة على يد الملك المغفور له عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود حين استطاع مع قليل من الرجال وكثير من الايمان ان يوحد شتات وامة ويلملم اطراف الوطن”.
ولفت إلى أننا “نزداد فخراً لما وصل له بلدنا من نجاحات”، مشددًا على أن” المملكة حريصة كل الحرص على أمن المنطقة واستقرارها”.
وأكد السفير البخاري أننا “نتقاسم مسؤولية مشتركة من أجل الحفاظ على لبنان واحترام سيادته الوطنية”.
و قال: “إن الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويهدد الجهود المبذولة لتحقيق الإصلاحات الملحّة ولطالما أكدنا أن الحلول المستدامة تأتي من داخل لبنان وليس من خارجه والاستحقاق الرئاسي شأن سيادي يقرّره اللبنانيون بأنفسهم ونحن على ثقة تامة بأن اللبنانيين قادرون على تحمل مسؤولياتهم التاريخية والتلاقي على إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
وشدد على أن”الموقف السعودي في طليعة المواقف الإقليمية والدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس قادر على تحقيق ما يتطلع اليه الشعب اللبناني الشقيق وسوف نواصل جهودنا المشتركة لحث قادة لبنان على انتخاب رئيس والمضي في الإصلاحات”.
وأكد البخاري ” أننا واثقون من إرادة الشعب اللبناني وتطلعاته ونريد للبنان أن يكون كما كان وأن يستيعد تألقه ودوره الفاعل بين دول المنطقة”.