“مصدر دبلوماسي”-خاص
نظم اللقاء الوطني الاعلامي ندوة حول “أزمة النظام اللبناني ومأزق التغيير” لناصر قنديل ضمن مناقشة كتابه “ثورة مخاض أم متاهة – حسان دياب حكومة فاشلة أم فرصة ضائعة” وذلك في المكتبة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة بحضور: رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، الوزراء السابقون رمزي مشرفية، عدنان منصور، وديع الخازن، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، ممثل السفارة الإيرانية في لبنان مهدي سليماني رئيس اللقاء الوطني الاعلامي سمير الحسن وحشد من الفاعليات الإعلامية والثقافية والإجتماعية وممثلي الوسائل الإعلاميّة.
النشيد الوطني اللبناني افتتاحا ثم قدّم الندوة الإعلامي غسان جواد.
وتحدث فيها: وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ومما قاله:
(…)”بالحديث عن الخوف وما يحاك للصيغة والكيان، لا يمكنني الاّ أن أتوقف عند ما أدلى به مؤخّراً الرئيسُ الفخري لجامعة الكسليك، الأب الدكتور جورج حبيقة، وسبقه اليه قبلاً كلٌّ من ميشال شيحا في كتابه “فلسطين” والمفكّر الصهيوني مائير كاهانا؛ الأب الدكتور جورج حبيقة يؤكّد كما شيحا وكاهانا على أنّ اسرائيل سابقاً وراهناً، تعتبر أن لبنان المتنوّع يمثّل الصورةَ النقيضَ لها ومصدرَ خطرٍ على تركيبة كيانها ولذلك عملت وسوف تبقى تعمل على ازالة لبنان من خلال القضاء على الصيغة اللبنانية.”
وأضاف:”ونحن بدورنا، كوزارة ثقافة في الجمهورية اللبنانية، نؤكّد على الدوام أن مشكلتنا كلبنانيين مع اسرائيل لا تختصر في أنّ الأخيرة تمثّل الباطل الذي اغتصب ارض فلسطين، بل وأيضاً لأنّها تطمع في ارضنا وثرواتنا وتسعى للقضاء على وطننا لأنّه بتنوّعه وعيش المعيّة الذي يميّزه ويمثّل سببه الموجب يشكّل النقيض لعنصريتها ويسقط أخلاقياً ومعنوياً المبرّرات الواهية لاستمرار وجودها في فلسطين الحبيبة.”
وتابع المرتضى:”ولهذا ترى اسرائيل أنَّ لا رسوخ لها في هذه المنطقة الاّ بالقضاء على النموذج اللبناني الذي يناقضها.”
ورأى وزير الثقافة ان التصدي لمشاريع الشرذمة هذه لا يكون :”الاّ بالوعي والوحدة الوطنية والإجماع على أن مصلحة الكلّ تفرض حفظ عيش المعيّة وطمأنة المكوّن المسيحي واجهاض المكائد الاسرائيلية وحفظ مقدّرات ردعها وأهمّها مقاومتنا الشريفة الأبيّة”.
مشرفية
وتحدث وزير الشؤون الاجتماعية السابق رمزي مشرفية ومما قاله:” (…) ليس سهلا ان يتحدث الانسان عن نفسه فيقع في نرجسية لا تلاقي ترحيبا من الناس والنفس هنا ليست شخصا بعينه وإنما حكومة يمكن وصف اعضائها وانا منهم بأنهم مجموعة مغامرين اصابتهم مسحة أمل بأنهم قادرون على انقاذ البلد من انهيار لم يكن ظاهرا حجم الهاوية التي وقع فيها، لذلك اترك للاساتذة الكرام مسألة تقييم التجربة التي سلط عليها الضوء الصديق المبدع ناصر قنديل باسلوب تجاوز مسألة التاريخ الى صياغة تشريحية كاملة لواقع لبنان والظروف الموضوعية التي حكمت تسمية دولة الرئيس الدكتور حسان دياب لتشكيل الحكومة ثم قدم احاطة شاملة للوقائع السياسية التي طوقت محاولات الحكومة لتحقيق اصلاح بنيوي وتعمق اكثر في تفسير الظروف التي أدت الى استقالة الحكومة”(…).
الهاشم
وتحدث الساتاذ الجامعي والقيادي السابق في التيار الوطني الحر الدكتور بسام الهاشم فقال:” بأن هذا الكتاب الملفت بأكثر من ميزة، اشتمل من حيث المبنى او المعنى وسواء لجهة عمق التحاليل والبناء عليها باستشراف المستقبل أم لجهة متانة التوثيق وشموله مشفوعا بفرادة مفرداته، ولكنه ايضا ملفت واستميح الاستاذ ناصر عذرا للقول لجهة الطول المفرط احيانا كثيرة لجمله وتكثف الافكار فيها(…).
وأضاف:” في ما يتعلق بموضوع الكتاب، ومن ناحتي كجامعي، هو كما يتضح من عنوانه ما شكلته من ظاهرة سياسية ووطنية غير مسبوقة في تاريخ لبنان حكومة الرئيس حسان دياب التي وفرت 17 تشرين الاول 2019 الفرصة اصلا لاختيار رئيسها من خارج النادي التقليدي وتاليا للقول بأن غير السياسيين المحترفين لهم مكانهم ولكنها لم تعمر طويلا. وقد حاول الكاتب الاجابة عن سؤال مزدوج وهو بشقيه:هل كانت هذه الحكومة التي مرت كالنيزك كما يقول الفرنسيون مجرد حكومة أو حكومة كسائر الحكومات وفشلت في بلوغ اهدافها؟ أم بالعكس كانت فرصة للتغيير ضاعت؟ (…).
قصير
وتحدث أيضا الكاتب السياسي الزميل قاسم قصير وما قاله:” لم يحظ هذا الكتاب للاسف وبحسب ملاحظتي بنقاش موضوعي بالرغم من اهميته وما تضمنه من معلومات ومعطيات حول الواقع اللبناني لا سيما حول ما سمّي ثورة او انتفاضة 17 تشرين الاول في العام 2019، وما تلاها من تطورات واحداث واهمها تشكيل حكومة الرئيس الدكتور حسان دياب وتجربتها الصعبة. وأنا أتذكر أنه حين كان الدكتور حسان دياب يناقش البيان الوزاري لحكومته في البرلمان ولقي معارضة شديدة وخصوصا من كتلة تيار المستقبل، ومن بعض النواب، قال كلمته الشهيرة: اعلم انني امسك بكرة النار واسعى لمنع اشتعالها او للتخفيف من آثارها، فإذا نجحت أشكر على ذلك. ولكن كرة النار لا تزال موجودة لغاية اليوم بالرغم من ان الوضع اصعب بكثير مما كان”(…). أضاف قصير:” هذا الكتاب النقدي ينضم الى عدد ضئيل من الكتب والدراسات التي تحدثت عن الحراك الشعبي في تشرين الاول من العام 2019، (…) وتكمن اهميته بأنه ينقل المعلومات المباشرة عن الحدث(…).
قنديل
وتحدث اخيرا مؤلف الكتاب ناصر قنديل ومما قاله: (…) “يقول ابن خلدون إن العصبية هي الأساس، ما فعله اتفاق الطائف أنه نقلنا من صيغة الى صيغة أفضل، لكنه عمليا وبالقراءة التاريخية الغى أية عصبية للدولة، لذلك نحن في حالة “الرخويات”، ولسنا في حالة مفهوم العصبية. لماذا سقطت عصبية الموارنة في الدولة؟ أيضا وفق ابن خلدون بأن العصبية تخاطب العصبيات الاخرى بخطاب جامع وهذا هو دور المثقفين والفلاسفة والكتاب والمتنورين إذ يحاولون أن يشكلوا مشروعا على مساحة الأمّة نواته العصبية وتلاقيها المصالح التجارية. الذي حدث عندما –ونحن لا نتحدث عن الموارنة كطائفة- بل نحكي عن النخبة المارونية التي كانت تقود لبنان على قاعدة هذه العصبية بأنها خانت الخطاب، ويقول ابن خلدون عندما تخون الخطاب تفقد المصداقية وتتفكك الامبراطورية حتى لو كانت مترامية الاطراف. ما حصل عمليا ان كل النص الذي بني عليه ما قدمته النخبة المارونية لبقية الطوائف يقوم على العداء لاسرائيل، وهي تخلت عن هذا الخطاب. (…).
وأشار قنديل:الى “الفراغ والعجز والفشل المديد في لبنان وفي كيان الاحتلال، منذ العام 2019 ، وذلك لأن سايكس بيكو ووعد بلفور توأمان، وإن اهتزاز الكيان هو لأن المنطقة بنيت وقسمت بقوة موازين القوى، وعندما تغير ميزان القوى الذي ينظم العلاقة بين الكيان ومحيطه وخصوصا لبنان لم يستطع النظام السياسي في الكيان احتواء هذا الاختلال في ميزان القوى، بسبب الانكار والمكابرة، ولم يستطع النظام السياسي اللبناني احتواء هذا التغير بميزان القوى، كل القصة اليوم هو استكثار أن يكون الرئيس مطمئنا للمقاومة، بينما يجب ان يكون ذلك نقطة انطلاق البحث عن الرئيس على قاعدة هذا التغير العظيم ،وهذا يجب أن يكون مصدر فرح للبنانيين، لأن هذا التغير مردوده اللبناني الوحيد هو المناعة للبنان ومأزق وتزعزع في كيان العدو (…).
لبنان عاجز عن انتاج دينامية الخروج، حتى لو اتفقنا على رئيس لن نخرج بنتيجة، (…)، كل ما بقي في الاربعين سنة الماضية هو تجربة المقاومة والباقي كله اسماء وشخصيات…ثانيا، لبنان بني هلى ساحل المتوسط ككيان سياسي على قاعدة أنه خط اشتباك بين بنيتين اقتصاديتين كبيرتين، بنية عنوانها الاقتصادي الافتراضي المصارف والاموال والشركات وبنية عنوانها اقتصاد الاصول الثابتة، غاز ونفط ومصانع …ميزان القوى بين هذين الكتلتين الاقتصاديتين الكبيرتين تغير. منذ الحرب العالمية الثانية ولغاية اليوم يتراجع الاقتصاد الافتراضي يضعف ويضمحل وتتلاشى قبضته على العالم ونمو اقتصاد الاصول الثابتة، فهل هنالك امكانية لبناء استقرار سياسي في لبنان قبل ان يستقر ميزان القوى الدولي بين هاتين الكتلتين العملاقيتين المتصادمتين لتسوية ما؟ وقبل أن يستقر ميزان القوى في الاقليم بين كيان الاحتلال والمقاومة على تسوية ما؟ أنا جوابي هو لا، بانتظار ذلك هناك امكانية ادارة الازمة وتخفيف الخسائر والوصفة التي تحدث عنها الكتاب ضمنا هو ان الطائفية ظهرت أنها اعلى مرتبة من العقل السياسي. بالحديث كمثل عن خلاف التيار الوطني الحر وحركة أمل، والحركة تقول أنه ليس مجرد خلاف عابر، والتيار يقول رأيه، وكل طرف يرمي مثالب على الطرف الآخر، لكن السؤال: كيف اختلف التيار الوطني الحر وحزب الله؟ إذن ان حدوث الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله يؤكد خلاصة الكتاب لجهة أن الطائفية ظهرت في مرتبة اعلى من العقل السياسي. الآن دعوة الى استعادة الحلف الذي فشل في الحفاظ على حكومة حسان دياب ومن دونه لن يكون لدينا رئيس جمهورية”.