“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
عقدت المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو” بالتعاون مع مكتب وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان الخاص بحماية الملكية الفكرية اجتماعا خاصا بوسائل الاعلام اللبنانية المرئية والمسموعة والرقمية للتعريف بأهمية انفاذ قوانين الملكية الفكرية في مختلف القطاعات والاضاءة على تأثيرها على الابتكار والابداع و تحفيز النمو الاقتصادي.
طرح الصحافيون والاعلاميون في مقر منظمة “الاسكوا” التي استضافت الاجتماع ما خبروه من انتهاكات تعرضت لها أعمالهم الصحافية والاعلامية المنشورة على المنصات اللبنانية سواء من بعض الجمهور أو من زملاء لهم ينسخون اعمالهم أو يبدّلون فيها الشيء اليسير ويعيدون نشرها، أو ينشرونها من دون طلب إذنهم، ومن الوسائل الاعلامية التي يعملون فيها حيث لا شرح كافيا عند توقيعهم لعقود العمل عن حقوقهم في ما يقدمونه للمؤسسة من خلال عقد العمل وحق المؤسسة في اعادة استخدام اعمالهم واستثمارها في مشاريع تدرّ عليها المردود المالي.
العميل: نستمر بعملنا في ظروف قاسية
رحّب مدير المكتب الخاص بحماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة والاستاذ المحاضر المتخصص بتعليم الملكية الفكرية الدكتور وسام العميل بالحضور وكشف بأن ” مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 باتت مختلفة عمّا سبقها نظرا للاضرار الفادحة التي تعرضت لها مكاتب وزارة الاقتصاد والتجارة ومنها مكتب حماية الملكية الفكرية بشكل خاص” ولفت الدكتور العميل:” بأن ظروف المكتب والموظفين تأثرت بشكل واضح وكذلك العلاقة مع منظمة “الويبو” وسواها من المنظمات الدولية التي تمنّعت عن تقديم أية مساعدة بعد انفجار مرفأ بيروت، ما وضعنا في شبه عجز عن اتمام العمل بشكل كامل، ومن المفترض أن يعود مكتب لبنان ليركز على مواضيع الملكية الفكرية بطريقة او بأخرى بالتعاون مع “الويبو” او مع غيرها من المنظمات الدولية المعنية”.
ولفت الدكتور وسام العميل الى ان “مكتب حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة هو الجندي المجهول الذي يعمل بصمت”، مردفا:” نحن نعمل بمناخ صعب جدا”. وروى العميل بأنه “حتى عاملة النظافة توقفت عن العمل اخيرا، وأن المكتب خال من المكيفات منذ انفجار المرفأ وكذلك نعمل على طلب القرطاسية ومستلزمات العمل كتبرع من جهات مختلفة، وأجهزة المكتب في وضع يرثى له، لكن يوجد موظفون يعملون أقله في موضوع براءات الاختراع والعلامات التجارية” مشيرا الى ان “الرسوم لم تتغير لأن المجلس النواب لم يرفعها”.
إدلبي: تعزيز الملكية الفكرية لرفع نسبة الابتكار
من جهتها، القت ممثلة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” ورئيسة قسم الابتكار السيدة نيبال ادلبي كلمة رحبت فيها بممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) الدكتور عمرو عبد العزيز وممثل وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد ابو حيدر لافتة الى اهمية الاجتماع “نظرا لاهمية الصحافة والاعلام في لبنان على المستوى الوطني وعلى المستوى العربي، فكما هو معروف كان للبنان دائما دورا رائدا في المنطقة في الكلمة الحرة وفي صون الحريات العامة، حتى اعتبرها احد الكتاب العرب بأنها بمثابة الثروة التاريخية للبنان”. وقالت بأن “الويبو” تعاونت مع “الاسكوا” في “اجتماعات ودراسات حول تعزيز الملكية الفكرية لتعزيز الابتكار في العالم العربي والتي جرى تنظيمها واعدادها في العام 2020” وأشارت الى أنه “من المؤكد بأن تخصيص هذا الاجتماع للملكية الفكرية ومؤسسات الصحافة والاعلام لدليل على أهمية هذا الموضوع لهذه المؤسسات وخصوصا في عصر اصبح نشر المعلومات وتداولها وتبادلها اساسيا في المجتمع. وبالرغم من كون هذا الامر متاح للجميع إلا أن المرجعية والموثوقية في المعلومات بغاية الاهمية للعديد من الافراد في المجتمع وخصوصا على ضوء سهولة التلاعب بالمعلومات واعادة نشرها”.
عبد العزيز: توعية الاعلام اللبناني لايصال مفاهيم الملكية الفكرية للمواطنين
ثم تحدث ممثل مكتب منظمة “الويبو” الدكتور عمرو عبد العزيز مشيرا الى أن فكرة عقد اجتماعات متخصصة مماثلة جاء بهدف التوعية للحكومات خصوصا من حيث أن الملكية الفكلاية تدرّ اموالا ضخمة، ويجب على الدول النامية ان تدرك اهميتها في المجالات كافة وهي مؤثرة في النظام الاقتصادي العالمي”. ولفت الدكتور عبد العزيز الى أن “التعاون مع لبنان والتواصل مع بعض هيئات الاعلام هو لتوضيح اهمية الملكية الفكرية في النمو الاقتصادي وخصوصا وأن لبنان طالما كان تاريخيا رائدا في مجال الصحافة والاعلام واردنا اعادة تفعيل التعاون معه لايصال اهمية الملكية الفكرية للمواطنين”.
ابو حيدر: الملكية الفكرية لتحفيز المنافسة
من جهته، تحدث مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد ابو حيدر عن اهمية الملكية الفكرية من اجل تحفيز المنافسة وخلق فرص عمل”. وعرض لعمل وزارة الاقتصاد من خلال المكتب الخاص بحماية الملكية الفكرية من اجل تسجيل العلامات التجارية والنماذج الصناعية والأثر الادبي بالرغم من حدّة الازمات”. ولفت الى أن “الاعلام اللبناني يتميز بالابتكار والابداع ما يجعله يستند الى الملكية الفكرية وترويج مفاهيمها”.
نبذة عن “الويبو”
استهل اليوم الاول بعرض قدمه الدكتور عمرو عبد العزيز عرّف فيه بمنظمة “الويبو” لافتا الى أن “حماية الملكية الفكرية هي جزء من الاقتصاد الرابح لأنها تدرّ عائدات مالية كبرى على الدول وبعضها تعتمد على الملكية الفكرية في مواردها القائم على الابتكار وهذه هي حال دولة كوريا الجنوبية”. وأشار الى أن “الويبو هي المنظمة المختصة بمتابعة موضوعات حماية الملكية الفكرية ولديها 193 دولة عضو ومقرها في سويسرا، وتضم اكثر من 250 عضوا مراقبا وتدير ما يزيد عن 25 اتفاقية في مختلف مجالات الملكية الفكرية”. ولفت الى أن “المنظمة تهدف للتعامل ليس مع الحكومات فحسب بل مع الكيانات الاقتصادية الاخرى والمنظمات غير الحكومية ومراكز الابحاث، وهي تقدم خدماتها بصفة اساسية للدول الاعضاء من خلال ورش العمل وركزت اخيرا على مشاريع متخصصة من بينها هذا الاجتماع للاعلام اللبناني بهدف نشر التوعية حول اهمية الملكية الفكرية”. وشرح الدكتور عبد العزيز الى أن ” الملكية الفكرية لا تختص بالدول الصناعية الكبرى فحسب بل بالدول النامية ايضا التي يمكن توأمة مفاهيمها في مواضيع محددة كالسياحة مثلا والقضاء وقد تم تدريب بعض القضاة اللبنانيين لكي يتخصصوا في موضوع الملكية الفكرية”.
الدكتور بيير خوري: حق المؤلف لا يحتاج الى اثبات
وتحدث الاستاذ المحاضر في الملكية الفكرية في جامعة الحكمة والمحامي المتخصص في هذا المجال وعضو لجنة الملكية الفكرية في نقابة المحامية الدكتور بيير الخوري عن حقوق المؤلف واهميتها للصناعات الثقافية. وشرح ماهية حق المؤلف والملكية الفكرية، وكيف تتساوى الملكية الفكرية كرأسمال في التقدم الاقتصادي، واهمية حق المؤلف في حماية الاعمال المبتكرة فحسب وكيفية اسهام الاعمال المحمية في اكثار الابداع.
وتحدث عن مفهوم حق المؤلف والحقوق المجاورة، واهمية حق المؤلف والافادة منها في الاعمال ومعرفة الطريقة الانجع لاستعمال الاعمال المحمية في دعم استراتيجية الاعمال، ومعرفة تلافي الاستعمالات الضارة للاعمال المحمية بحق المؤلف والمملوكة من الغير وفي حالة التعدي وتقليل الضرر. وتطرق الى شروط الحماية ومنها ان يكون العمل مبتكرا، ويتعلق الابتكار بالتعبير الفكري وليس بالفكرة المعبّر عنها، وبصورة عامة يعني الابتكار ان العمل تم وضعه بصورة مستقلة اي انه لم يتم نسخه من عمل آخر، وتحدث عن قانون حماية الملكية الادبية والفنية والقانون الرقم 75 الصادر في 3\4\1999 والذي نشر بتاريخ 13\4\1999. ولفت الدكتور الخوري الى نقطة هامة مشيرا الى انه “من الناحية القانونية لا يوجد اي الزام بوجوب وضع اشارة حق المؤلف على العمل المبتكر للتمتع بالحماية، ولكن من المحبّذ تذكير المستعملين بوجوب احترام الحقوق”.
وتحدث خوري في جلسة ثانية عن الادارة الجماعية لحق المؤلف.
وفي جلسة ثالثة عن الملك العام والملكية الفكرية (حق المؤلف)
وستتناول مواضيع اليوم الثاني: المعارف التقليدية واشكال التعبير الثقافي (الدكتور بيير الخوري)، و”الملكية الفكرية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة” (الدكتور عمرو عبد العزيز
و”الملكية الفكرية والشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان” (الدكتور بيير خوري).