مقالات مختارة
مجلة الامن العام
مارلين خليفة
زارت مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان [الاميركان تاسك فورس] بيروت في آذار الفائت والتقت مسؤولين لبنانيين وجهات حزبية ومنظمات من المجتمع المدني. تعتبر هذه المجموعة جزءا من مجموعات ضغط اميركية لبنانية تعمل على الساحة الاميركية وتروّج لقضايا تهم لبنان. ما ابرزها؟ وما مدى تأثيرها؟
تعتبر “مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان” المعروفة بـ”اميركان تاسك فورس فور ليبانون” الاكثر نشاطا وتضم مسؤولين اميركيين او متحدرين من اصل لبناني شغلوا مناصب في الادارة الاميركية والكونغرس في وقت سابق، وينضوي في صفوفها بعض كبار رجال الاعمال اللبنانيين العاملين في الولايات المتحدة الاميركية. تموّل انشطتها من تبرعات يجمعها الاعضاء واعضاء مجلس الادارة ومنها او انشطة ابرزها على سبيل المثال لا الحصر تنظيم عشاء سنوي يقام في واشنطن ويشارك فيه مئات الاميركيين المتحدرين من اصل لبناني واصدقاؤهم في الانتشار اللبناني. اخيرا زار اعضاء بارزين من المجموعة لبنان والتقوا شخصيات سياسية في المعارضة وايضا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وشخصيات عسكرية وحزبية.
لا تأخذ المجموعة تمويلا من اطراف خارجية بل غالبا ما تنظم حملات جمع تبرعات، وقد نظمت حملة للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وحملة اخرى لجمع مساعدات انسانية. الأميركيان تاسك فورس في الاكثر شهرة بين مجموعات العمل الاميركية اللبنانية نظرا لمثابرتها على العمل، أما بقية المنظمات فعملها غير منتظم. مركز المعلومات اللبناني التابع للقوات اللبنانية على سبيل المثال لا الحصر، ليست لديه موارد مالية كافية لتنظيم انشطة وتمويل جماعات ضغط، أسسه الطبيب جوزف جبيلي الذي يخصص جزءا من وقته للقيام ببعض الحركة الدبلوماسية في الكونغرس الاميركي ووزارة الخارجية، لكن لا يوجد لديهم فريق عمل متفرغ. أما “الأميركان تاسك فورس الخاصة بلبنان” فلديها جهاز تنفيذي، ستيفن هوارد رئيسها الحالي لديه فريق عمل ومجلس ادارة وامكانات للعمل، أما بقية المجموعات التي سنسرد ابرزها ادناه فتعمل إما تطوعا وإما هي محصورة بشخص محدد ولا تنمو بشكل كبير. وبحسب العارفين بشؤون واشنطن فإن المجموعة لم تنخرط في التجاذبات السياسية اللبنانية الداخلية وهي ليست محسوبة على حزب او على خط معين، يقدم اعضاؤها طروحات تعمل دوما على تدوير الزوايا وتحاول التجسير بين الاطراف اللبنانيين وترفض المواجهة مع اطراف محددة، ما منحها مصداقية هو أن اعضاءها لا يدافعون عن حزب او عن خط بل عن قضايا تهم اللبنانيين جميعهم. في ازمة الكهرباء المستمرة في لبنان، حاول اعضاء المجموعة ايجاد مخارج وخصوصا حين طرحت مسألة العقوبات الاميركية وطالبت مصر كتبا وضمانات. تحاول مجموعة العمل الاميركية اختيار قضايا تهم اللبنانيين جميعهم وليس حزبا او طرفا واحدا، اما مدى تأثيرها فهو بحسب القضايا. وفي القرارات الاميركية الكبرى “ليس لاي من مجموعات الضغط اللبناني أي تأثير عميق، وهي ضعيفة بشكل عام اولا بسبب ضآلة الامكانات وثانيا لأن اللبنانيين لديهم اعتقاد بأنهم اذا كانوا على حق فعلى المسؤولين الاميركيين ان يتجاوبوا معهم، وهذا امر غير صحيح في عمل الضغط، لأن الحق هو آخر هم ويوجد قصور تقني بهذا العمل” بحسب المصدر الضليع بالعمل السياسي في واشنطن.
يختلف الامر بالنسبة الى “الاميركان تاسك فوس” حيث لديها تأثير على الكونغرس، لكنها لا تمارس عملا تحريضيا ضد اي طرف لبناني بل تضغط على الكونغرس مثلا لإصدار رسالة للخارجية للتسريع بانتخاب رئيس للجمهورية لان انتخاب رئيس ينعكس فائدة على لبنان برمته ولا يخص فريقا دون آخر،اما بقية النظمات فتعمل بحسب الاجندة السياسية لاحزابها.
مركز “الليبانيز انفورماشن سنتر” هو حزبي لكن شخصية الطبيب جوزف جبيلي نجحت في ان يلعب دورا ولديه لجنة تنسيقية من 6 منظمات جمعها للتأثير لكن مشكلتهم انعدام التمويل وليست لديهم قدرة للذهاب الى الضغط الفعلي، أو اللوبيينغ وهو مهنة مستقلة في الولايات المتحدة الاميركية تتطلب توظيف ناس لديهم علاقات مع الكونغرس ودفع اموال للنشاطات وتنظيم انشطة ودعوة شخصيات من لبنان وتمويل سفرها واقامتها والدفع للنشر في وسائل الاعلام وتأسيس موقع الاكتروني فاعل، كل ذلك لا يمكنهم القيام به.
في ما يأتي أبرز المنظمات الاميركية اللبنانية العاملة في الولايات المتّحدة الاميركية:
- الاميركيان تاس فوس او مجموعة العمل الاميركي من اجل لبنان تأسست في اواخر الثمانينيات واحد اعضائها البارزين نجاد عصام فارس، رئيسها التنفيذي الحالي هو السفير المتقاعد إد غابرييل. كما سبق وذكرنا، يتجنب اعضاؤها الوقوع في فخ السياسات الداخلية اللبنانية، يصدرون بيانات عامة عن التطورات السياسية في لبنان لكنهم لا يشاركون في حملات الاستقطاب، يجمعون التبرعات ويرسلونها الى لبنان، ويجاهرون بأن هدفهم هو تسهيل العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان وليس في المجال السياسي فحسب. من ميزاتهم أنهم لا يقومون بمقاطعة اي من المسؤولين اللبنانيين.
- لجنة العمل السياسي اللبناني الاميركي، “لاباك” تأسست في العام 1992، وهي مؤيدة لخط مؤسس التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، يرأسها السفير اللبناني السابق في واشنطن غابريال عيسى. نشطت اللجنة بين عامي 2002 و2003 لاقرار قانون محاسبة سوريا. وأنشأ غابريال عيسى ايضا منظمة ثانية تحمل مسمّى “اللجنة اللبنانية الاميركية للديموقراطية” وهي ايضا جزء من الدعاية العونية.
- مركز المعلومات اللبناني، هو فرع من حزب القوات اللبنانية يرأسه الدكتور جوزيف جبيلي،
ادت شخصية جبيلي إلى منح LIC بعض المصداقية في العاصمة الاميركية واشنطن ويعرف جبيلي بأنه اداة تواصل بطبيعته، لذا وبالرغم من انه يناصر خطابا سياسيا يمينيا فانه نجح بارساء تعاون مع مجموعات متعددة ووضع قرابة الـ6 مجموعات اميركية لبنانية تحت مظلة واحدة للمزيد من التأثير لكنه يفتقر الى الامكانات المالية.
- المعهد الاميركي اللبناني للسياسات، مجموعة العمل السياسي، هو ذو طبيعة محافظة ومقرّب من الحزب الجمهوري الاميركي، ينشط في الغرب الاوسط للولايات المتحدة الاميركية (ولاية ميشيغن) اكثر من العاصمة واشنطن.
- لجنة التنسيق اللبنانية الاميركية، هي شبكة من المنظمات اللبنانية العاملة في الولايات المتحدة الاميركية وتضم اعضاء عملوا في مجموعة العمل القواتية وفي الاميريكان تاسك فورس (التي انسحبت اخيرا من الشبكة) وفي الجامعة الثقافية اللبنانية العالمية. بشكل عام فان جميع اعضائها هم من المناهضين لحزب الله اللبناني.
- منظمة “دفاعا عن المسيحيين”، تركز فقط على الدفاع عن المسيحيين في الشرق الاوسط، كانت نشطة للغاية قبل بضعة اعوام ولكنها تعرضت لفضيحة تتعلق باجراء قانوني لدفع الاموال لاعضاء الكونغرس، وبعد تحقيقات تمّ فصل المدير السابق وبعض اعضاء المنظمة الرئيسيين، يديرها حاليا فريق جديد يبذل جهده لاعادة بناء مصداقيته.