
السيد جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية
“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
بدأت الدوحة حراكها الدبلوماسي المعتاد حين تعصف الازمات بالمؤسسات الدستورية اللبنانية وخصوصا عقب كل استحقاق رئاسي لبناني، والفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية اللبنانية منذ تشرين الاول الفائت، فاجتماعات الدوحة هي من حدّت فراغا رئاسيا في العام 2008 وحقنت جولة عنف في بيروت، وتأتي زيارة وزير الدولة القطري الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي في إطار “مساعي التوفيق والوفاق” بين اللبنانيين من أجل مصلحة بلدهم أولا ومصلحة العرب أجمعين” بحسب ما يقول لموقع “مصدر دبلوماسي” رئيس تحرير صحيفة “الشرق القطرية” جابر الحرمي.
ويكشف الحرمي أن المقاربات الاقليمية الجديدة تحمل مؤشرات تدعم حراك قطر الراهن لايجاد حلّ للاستعصاء اللبناني، لافتا الى أن الحراك القطري لا يمكن أن يأتي من فراغ لولا تلمّس الدوحة وجود قبول داخلي واقليمي لدور تلعبه لفكّ الحجر عن الاستعصاء الحاصل.
هنا نص المقابلة:
*استاذ جابر، نلمس تكتما دبلوماسيا وسياسيا قطريا شديدا في ما يخص زيارة الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الى بيروت والمستمرة منذ امس الاثنين، هل يخفي هذا التكتّم وساطة ما؟
-بشكل عام لا تصدر أية تصريحات رسمية عن القيادات السياسية والدبلوماسية في قطر، وخصوصا في الوضع الراهن الذي يمرّ به لبنان في حالة من الاستعصاء، لكن ثمة مؤشرات اقليمية تدعم الحراك القطري وخصوصا بعد التوافق الاخير السعودي الايراني. غالبا ما تشكل الساحة اللبنانية انعكاسا للخلافات الاقليمية ما يفاقم الازمات السياسية والاقتصادية في لبنان، فالتجاذبات الاقليمية لها دورها وأي تقارب له دوره. تمتلك قطر خبرة في الساحة اللبنانية، منذ اتفاق الدوحة في العام 2008 الذي اخرج لبنان من نفق مظلم وتمت انتخابات رئاسة الجمهورية وانتظام العمل المؤسساتي. أي تحرّك قطري راهنا يرتبط بطلب من الاطراف المعنية اللبنانية، وقطر هي على مسافة واحدة من جميع الاطراف ولها علاقات جيدة مع جميعهم. في ظل وجود رغبة اقليمية بإخراج لبنان مما هو فيه والحرص على استقراره يمكن توقع مقاربات جديدة في هذه المرحلة الاقليمية التي ستنعكس حتما على الساحة اللبنانية.
*هل تملك قطر تفويضا عربيا وتحديدا من المملكة العربية السعودية؟
-طالما توجد رغبة في التهدئة الاقليمية سواء في السعودية او ايران او على المستوى الدولي، فهنالك مقاربات جديدة ورغبة لدى جميع الاطراف باستقرار الاقليم، ما يتيح لقطر حلحلة الامور بقدراتها وخبرتها. أشير الى أن قطر حريصة جدا على استقرار لبنان، ودعمها للبنان لم يتوقف وخصوصا لمؤسسة الجيش اللبناني من حيث الدعم المالي، وقطر تعتبر أن الجيش هو صمّام أمان للبنان.
*تشير تقارير اعلامية لبنانية الى وجود قبول قطري وقناعة بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، هل هذا صحيح؟
-ليست لدي معلومات على هذا الصعيد، لكن من المؤكد بأن قطر ستدعم كل ما سيتم الاتفاق عليه من قبل اللبنانيين.
*هل من مبادرة قطرية إذن اليوم في ما يخص الشأن اللبناني؟
-يجب التوقف عند الحضور لعدد من المسؤولين اللبنانيين الى قطر في الآونة الاخيرة، لا تتحرك قطر إلا بتفويض من الطرف المعني، هذا هو نهجها في كل الوساطات التي قامت بها، وهي مستعدة لتسهيل عملية التوافق والاتفاق بين كل الافرقاء.
*ماذا عن التنسيق مع السعودية في لبنان والتي لها نفوذها الكبير هنا؟
-إن العلاقات القطرية السعودية تعيش مرحلة جيدة من الاستقرار والتنسيق ما يتيح تولي قطر القيام بوساطة إذا ما طلبت الاطراف اللبنانية ذلك وكانت رغبة لبنانية بحلحلة الوضع. إن مصلحة لبنان مهمة لقطر ولكل الدول العربية.
*هل سنشهد إذن انعقاد مؤتمر “الدوحة 2″؟
–لم لا، إذا كانت من رغبة معلنة من الاطراف المعنية بحلّ مشكلة الفراغ الرئاسي في لبنان.