“البوصلة”
مارلين خليفة
@marlenekhalife
مرّت ستّة اعوام ونيّف على تأسيس موقع “مصدر دبلوماسي” الذي اعتاد مواكبة التطورات الدبلوماسية في لبنان والاضاءة على المناخات الدبلوماسية في العالم العربي والخليج بالاضافة الى المسار الدولي المؤثر على لبنان.
تمّ تأسيس هذا الموقع في عزّ أزمة الصحافة الورقية، في 11 تموز 2016، وقد أسسته شخصيا بعد أن تركت صحيفة “السفير” التي أقفلت بعد أشهر، إثر تسريحي القسري مع 40 من الزملاء لأسباب لا مجال للخوض فيها.
كان همّي الأول والاخير الحفاظ على وجودي وعلاقاتي التي بنيتها طيلة اعوام فاقت العشرين عاما، والتي جمعتها من خلال العملي المتواصل في صحف “النهار” و”الرياض” و”الحياة” ومجلة “الوسط” وصحيفة “السفير”. أدركت ان الصحافة الورقية لم تعد هي الرائجة، وان المواقع الالكترونية هي المستقبل. قصدت احدى الشركات لرجل اعمال محترم وصادق لن أذكر اسمه احتراما للخصوصية، تمّ بناء الموقع، لكن الشركة اقفلت بعد عام. فتولت متابعة الموقع إحدى الموظفات في تلك الشركة، التي توسمت بها خيرا، كونها صبية رأيت فيها النشاط والجدية والمهنية، لكنني لم أتنبه أنه وراء هدوئها وسكونها ولطفها وتعاونها اللامتناهي معي طيلة ستة اعوام، وقبولها بأن أدفع لها مبالغ متقطعة كل فترة، من دون أن أقصر ابدا حين تعمل توجد محتالة فاقدة للضمير، تستخدم قدراتها المهنية والتقنية للشر والاساءة، وهذا ما اكتشفته اخيرا. أما سبب كتابة هذا المقال، فليس هدفه إثارة الشفقة ولا الشماتة بل للتحذير.
طيلة ستة أعوام، لم أسائل تلك المحتالة الصغيرة والهادئة عن أي شيء تقني، سلمتها العمل كخبيرة ولم اسمح لنفسي التدخل بعملها سلمتها ومفاتيح الموقع والبريد الالكتروني والسوشال ميديا كافة، وهي قالت لي أنها ستتولى إدارة كلّ ذلك برحابة صدر.
في كل الاجتماعات التي كنت اعقدها معها، لم تقدّم هذه الفتاة فكرة، كنت كل فترة أسأل عن فكرو تطور الموقع، وأقدمها لها فتنفذها. الى أن قررت إنشاء حساب اشتراكات للموقع، فتعاونت مع أحد المتخصصين بالكودينغ وأنجز لي عملا رائعا بالتعاون مع شركة “آريبا” التي ساعدتني كثيرا. بعد مدة قررت عدم اقفال المادة، بسبب تأثيرها على عدد القراء.
باختصار: تعرض الموقع للاختفاء والتعطيل مرارا، نال اليوتويب الخاص به عقوبة بسبب انتهاك قواعده وارسل لي ( عمليا لمديرة القناة) انذارات عدة لكنها لم تستجب لها ولم تقل لي أن القناة جمدت، حاولت أخيرا اعادة اقفال المادة للاشتراكات فأبلغتني بأن العمل المنجز بالكودينغ اختفى لأن الموقع حدّث نفسه، سألنا عدة متخصصين قالوا لي بأنه كان يمكنها أن توقف أي تحديث بكبسة زر، اعلانات غوغل اوقفتها منذ 3 أعوام، لأنه في اعلانات دامت 3 اعوام ابلغتني أنني نلت بها 100 دولار فحسب لم أتمكن من قبضها، فقلت لها ان توقف الاعلانات. وأخيرا، منذ شهرين طلبت منها تسليمي مفاتيح الموقع السرية لأنني اكتشفت قلة مهنيتها واهمالها وايذائها المتعمّد لي، مدفوعة أم لا، لا أحد يدري، وبطبيعة الحال نكرت أية مسؤولية لها في الموقع، وقالت لي انها لا تعرف عمّا اتحدث، فهي اصلا لا تلتفت للموقع وليس لها أي اهتمام به إلا إذا طلبت منها أي شيء!!!
مذذاك، وأنا أعاني يوميا من اكتشافات تظهر أنها دمّرت الكثير من الخصائص قبل تسليمي كلمات السر، لعبت بالكودينغ، واوقفت لي أي ايراد من اعلانات غوغل التي لم أتمكن لغاية الآن من اعادة تسييرها، وكدلك اكتشفت انها لم تقم بما يسمى “إندكسينغ” طيلة 6 اعوام وهو ما يسمح للموقع بالظهور على محركات البحث بشكل يومي، كنت حين اسألها عن عدم ظهور مواد الموقع في محركات البحث تجيبني أن الأمر يتطلب شراء خصائص محددة وهي غالية الثمن!
دمّرت، هذه المحتالة الصغيرة عملي طيلة 6 اعوام واقفلت سبيل رزقي.
لكن، أسعى الى اعادة بناء ما هدمته، وهذا أمر متاح في المواقع الالكترونية وليس مستحيلا لكنه مكلف.
إن هدف هذا المقال، الذي سيسبب لي شماتة الحساد بطبيعة الحال هو تحذير الصحافيين وخصوصا أولئك الذين هم من جيلي الصحافي، أي المتوسطي العمر في المهنة، والذين لم يدرسوا في الجامعات خصائص العمل الالكتروني، تحذيرهم ل، يتنبهوا من التعامل مع هؤلاء الافراد او حتى بعض الشركات. إن هذه المحنة المؤقتة التي أمر بها ويمر بها موقعي الذي بذلت فيه الكثير من الجهد ولمّأ أزل -اكتشف يوميا غياب خاصية كانت موجودة في الموقع بسبب تلاعبها المتعمد بالكودينغ- حثتني على القراءة في تعليمات غوغل، واكتشفت أن بعض من يهتمون ببناء المواقع الالكترونية أو متابعتها يبالغون في زيادة قيمتهم، وأننا كصحافيين يمكننا أن نقوم بالكثير من العمل لوحدنا لأن غوغل يشرح لنا كلّ التفاصيل.
أما إذا كان الصحافي غير قادر على المتابعة بسبب مشاغله بطبيعة الحال، فعليه أن لا يتوانى عن القراءة ومتابعة عمل هؤلاء المتخصصين بالمواقع الالكترونية لكي يقيّم ما يقومون به فلا يتعرض للخداع والاحتيال والسرقة، وهو ما اكتشفت أن عددا لا يستهان به من الزملاء قد تعرض له، وخصوصا أولئك الذين من جيلي.
في النهاية، لا يجوز التعميم، لأن الخبراء في المواقع الالكترونية ليسوا جميعهم محتالين، ومن يساعدونني اليوم للخروج من هذه المشكلة التقنية كثر، واصحاب ضمير مهني.