“مصدر دبلوماسي”
اختار “مركز بيروت للاخبار” احتفالا بمرور 5 اعوام على تأسيسه اقامة حفل تكريمي لمدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم.
والقى اللواء ابراهيم كلمة في الحفل جاء فيها: ” إنه لامتحان صعب ان اكون في حضرة الإعلام وهو السلطة الأشمل الكاشفة للحقيقة وللحقائق والتي لا يفوتها في مخبأ الاسرار سرّ مهما كانت خطورته ومضامينه.
إنما في هذه الأمسية الجميلة التي تضج بالحق والحقيقة، تراني اذهب الى القول ان قوة الإعلام وأثره في المجتمع المحلي أو على نطاق عالمي، يرتبطان بالاستراتيجية وما ينبع منها من سياسات وما يكون لها من مرجعية وصدقية وتأييد أكثر مما ترتبط بقوة الإعلام بحد ذاتع وامكاناته وتقنياته، والاخطر ان يكون الاعلام في وادٍ والرأي العام في وادٍ آخر”.
أضاف اللواء ابراهيم:” تتساءلون لماذا هذه المباشرة في تحديد الهدف عبر الإضاءة على الإعلام والرأي العام؟ وجوابي أنه بعد مسيرتي الطويلة في مهام متنوعة ومعقدة، اختبرت فيها الاعلام دورا و سلاحا حاسما. لمست وبقوة كم ان على وسائل الاعلام ان تنحاز الى جانب الحق لا الى جانب القوة حيث تبث سمومها لطمس قضايا وطنية وانسانية في طليعتها قضية فلسطين والشعب الفلسطيني ومأساته المستمرة، وملف النزوح السوري في لبنان الذي قد يتخطى قضايا كثيرة”. وتابع اللواء ابراهيم أنه ابان الحرب، غاب الى حد كبير مفهوم الوحدة الوطنية وحلّت في الاعلام تعابير طائفية، سوِّقت ضمن ديماغوجية سياسية مقفلة. ومنذ اتفاق الطائف يسوّق الاعلام اللبناني لمسألة الوحدة الوطنية أما في يومنا الحاضر فإنني أرى تباشير ردة مقيتة الى خطاب خطير جدا مملوء بالكراهية والحقد، ليس فقط من منطلق طائفي ومذهبي إنما داخل الطائفة والمذهب نفسيهما، في حرب شعواء، وللاسف لا ضوابط اخلاقية ولا قانونية لها، وكأن المطلوب التحضير عبر وسائل إعلامية لدرب جلجلة جديد لا اعتقد ان لبنان يقوى على تحمل تبعاته ونتائجه”.
وفيما يخص الإعلام أكد اللواء عباس ابراهيم “أن الحرية الإعلامية هي من حقوق كل انسان. ولا صون للحرية إلا بالحرية، واذا كان لبنان ضرورة حضارية للعالم، فحريّ ان يصبح دور الإعلام كبيرا. لذلك، علينا ان لا نخسر معركة تثبيت العيش المشترك الواحد ليبقى لبنان نموذجا معاشا يكذّب عمليا أطروحات صراع الحضارات والثقافات والأديان”.
وتابع:” من على هذا المنبر اتوجه الى السلطة الرابعة بالقول انه عليها الخروج من قوقعة الطائفية والتعصب والمذهبية، ومن رؤية اللون الواحد والرأي الواحد، لملاقاة الآخر لنصغي إليه ونتحاور معه، لنقبله على الرغم من الاختلاف. وعبر هذه الرسالة الشريفة التي تضطلع بها وسائل الإعلام يمكننا رؤية وطن اكثر انسانية وتقدما وازدهارا”.
جمع الاحتفال حشدا من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاعلامية وتحدث مدير “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون ونقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي والاعلامية رندلى جبور والإعلامي والمحلل السياسي غسان جواد. تخلل الاحتفال عرض تقريرين عن مسيرة “مركز بيروت للأخبار” في الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقته، وتقرير آخر عن انجازات اللواء عباس ابراهيم. وختم الاحتفال بتقديم درع من “مركز بيروت للاخبار” لمدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي قدّم من جهته درعاً تكريمياً لرئيس “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون.
جبور
استهلت الحفل نقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع رندلى جبور مؤكدة على أهمية العقل المنفتح والحرية والاستقلال وهو يرتبط أيضاً بالإنسانية. وتابعت “وأنا على يقين أن هذا المركز بإدارة الصديق مبارك بيضون، ثبّت أن هذه المعتقدات حقيقة، في تقديمه مادّة إعلامية بعقل منفتح في جوّ عام يظلّله الانغلاق والتقوقع والميل نحو الأنا دائماً على حق، مع أن للحقيقة ألف وجه. وفي ممارسة عمله الإعلامي بحريّة، في حين يقع بعض الإعلام في أسر التبعية، وتنفيذ أجندات مدمّرة محلية وخارجية. وفي الاضاءة على قدسيّة الاستقلال، الذي يبيعه كثر بكمشة مال ورشّة قلة ضمير وقلة وعي. وأكدت أننا نحتاج إلى عمق يهزّ أعماقنا، بدلاً من الغرق أكثر في السطحية، ونحتاج إلى التزام يعيد ربطنا بأصلنا بدلاً من الانتساب إلى أصل وفصل لا يعنينا. ونحتاج إلى كلمة جامعة لكي لا يأخذونا بالمفرّق. ويأتي تكريم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في هذه المناسبة، ليذكرنا أنه بالرغم من الضياع، يبقى لنا مسؤولون مسؤولين. وسيادة اللواء من طراز هؤلاء. ذاك الذي يُكلَّف بالمهمات الصعبة، وسرّه صدقه مع الصديق والخصم على حدّ سواء وأمانته لوطنه ولمن يمثّل، وهو لا شك يمثلنا، ولذلك يستحق منا التكريم والتقدير. فنادر هو وجود رجال بيننا يزرعون فينا الرجاء ويقولون لنا بأفعالهم، إن تحقيق المستحيل ممكن. أما دعوتي اليوم، فلوحدة آدمية وأخلاقية تجمع الاعلاميين الشرفاء، والسياسيين الأوفياء، والمثقفين الأتقياء، والمواطنين الأبرياء، لأننا معاً نكون أقوى ومعاً ننتصر للحق وللوطن، معاً ننتصر على الأعداء!
النقيب القصيفي
من جهته، أكد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي بأن اللواء عباس ابراهيم قامة لبنانية يستظلها المواطنون المتعطشون لدولة اوادم ترعاهم وتحقق طموحاتهم، وتوفر لهم الأمن والاستقرار على مختلف الصعد. فهو من المسؤولين القلائل الذين تستهويهم حرفة حمل أكثر من ملف، وهي في الحقيقة ليست حرفة، لأنها معه أضحت رسالة وفنا. انه الرجل الذي جمع الرأي إلى الشجاعة بمواقفه ووقفاته، دائم السهر، دائم المتابعة، لا تغمض له عين، يحيط بكل شاردة وواردة. والأهم، أنه يبادر ويبادر، حتى تكل منه المبادرات، وتصرخ مطالبة باستنقاذها من عناده الكبير للوصول إلى غايته، وهي خدمة لبنان وانسانه. وإذا كانت الثقافة العسكرية تستلزم أن يكون صاحبها دائم التأهب، فهو العسكري بامتياز. وإذا كانت الكشفية تستدعي أن يكون الملتزم بأخلاقيات دائم الحضور، فهو الكشفي الرائد. وإذا كانت المسؤولية الوطنية والإنسانية تحتم أن يكون دائم التحفز، فهو الوطني والإنساني الذي يتقدم الصفوف. إن اللواء عباس ابراهيم نسيج وحده في التعاطي الرحب مع الصحافيين، بدماثة لا تدانى، وأسلوب محبب يشده اليهم من دون النظر إلى المواقع الفكرية والثقافية والسياسية التي وفدوا منها، لأنه يؤمن بالديمقراطية الحقة، المنبثقة من فعل الحرية، ولذلك ، فإن علاقة المديرية العامة للأمن العام بهم تتسم بالاحترام، والاستعداد الدائم للخدمة، بدليل التسهيلات التي وفرتها وتوفرها لهم ،في نطاق اختصاصها وصلاحياتها، ولا ننسى المعاملة التي اختصصتهم بها أخيرا في أزمة جوازات السفر. كما و شكر ” مركز بيروت للاخبار”والقيمين عليه، دعوتهم لي للتحدث في حفل تكريم اللواء عباس ابراهيم، متمنيا لهم النجاح في الدور المتألق الذي يضطلعون به.
بيضون
الكلمة الثالثة كانت لمدير مركز بيروت للأخبار الأستاذ مبارك بيضون الذي اعتبر أن الإعلام اليومَ يكتسح كلَ المنابرِ، لكن للحريةِ حدودًا وضوابطَ، إذ لا يجوزُ أن يكونَ الاعلامُ جزءاً اساسياً من تسوناميِ يضربُ كلَ المفاهيمِ الوطنيةِ والميثاقيةِ والمعاييرِ التي من شأنها أن تؤثرَ في التعايشِ الوطنيِ المشترك، ويعمّقُ الانقسامَ بين أطيافِ الوطنِ الواحدِ. فإذا كان لا يعني لبعض أصحابِ الأقلام المأجورةِ والشاشات المرئية والمسموعة، أن البلاد على فوّهة بركانٍ قد يُبيد الاخضر واليابس والبشر والحجرَ معاً، فإنّ الإعلامَ للبعضِ الآخرَ مسؤوليّةٌ كبيرةٌ لا يتهاونُ في تحمّلها.
وتابع أنه لا يمكن أن يقومَ البلد ونظامُه الماليِ والاقتصادي على ليلى البصارةِ أو على بعضِ المنصاتِ الاعلاميةِ المشبوهةِ التي تعمل على فبركةِ الشائعاتِ.
كل ذلك ضمنَ خطةٍ ممنهجة لمشهد يوميِ وازماتٍ يوميةٍ تطرق ابواب الناس متنقلة من منطقة الى اخرى دون استثناء.
وتوجه بيضون الى اللواء عباس ابراهيم قائلا:” كيف لا وهو ابن الكرام”؟ وتابع:” أنتم من أب عاش وأعطى من عرقِ الجبين ورغيف الخبز بخميرة عنوان تاج على رأس كلِ شريف، فاض منك الخير، ساهمت في العطاء، فرحمة ومغفرةٌ له، ذلك هو ابن البيتِ، أصالة جذورها عميقة في الأرض، ممزوجة بوطنية لا تعرف الانكسار ولا الهزيمة، أوتادها العمل لقضايا جعلت وأرست مبادئ تحاكي القوة والعنفوان دون ترددٍ، دائمًا كانت على حساب بلد جعل منه مضرب مثلٍ بأن لبنانَ قويٌ بضعفِهِ، وحيادًا لضميرٍ مستترٍ، فجعلناه قوةً تحاكي الجبهاتِ وجبينًا يُرفعُ على رؤوسِ القِممِ وأعلامُ قادةٍ، قادةُ جيشٍ طهر الجرودَ.
ناورتَ الأرهابَ ولويت عنقَه، واسترجعتَ ثوب التعايشِ للكنيسةِ والمسجدِ. وكان الأمرُ لك ممزوجاً بحنكةٍ ولياقةٍ حتى مع من تُحاور وتفاوض، ليشهدَ لكَ العدو قبلَ الصديقِ بأنكَ محترمٌ إذا فاوضتَ تفاوضُ بعزةٍ دونَ تراجعٍ أو تراخٍ.
من الكليةِ العامليةِ الى الكليةِ الحربيةِ مشوارٌ مكللٌ بالنجاحاتِ قبلَ ان تبدأَ المسيرةَ على مسالكَ ومعابرَ مليئةٍ بالمخاطرِ، عبرنا معك أيها المفاوضُ الفذُّ في كثيرٍ من القضايا إلى برِّ الأمان، ومعكَ كانت العواجلُ عبارةً عن فرحِ الانفراجِ الذي نتمنّى في “مركز بيروت للأخبار” أن يدوم معكَ نحو وطنٍ أثبتت التجاربَ بأنّهُ لا يموت”.
جواد
تحدث الاعلامي والمحلل السياسي غسان جواد عن “اهمية هذه الدعوة من مركز بيروت للاخبار” والصديق الاستاذ مبارك بيضون لتكريم مواطنا لبنانيا كما ينبغي للمواطنية أن تكون ورجلا مثل من خلال مسيرته وتجربته انموذجا من الانتماء للوطن وقضاياه وخدمة مواطنيه والإيمان بحقوقه وأمنه واستقراره. فمنذ أن اختار الانتساب إلى المدرسة الحربية، قبل حوالي ٤٠ عاما كان يراهن شابا على مشروع الدولة.
اختار الدولة وكانت ضعيفة في عز الحرب الاهلية اول شبابه، وهذا مصداق ايمانه بحتميتها وحتمية عودتها وقيامتها رغم ما كانت تمر به من حروب أهلية واحتلال إسرائيلي وتواجد عسكري أجنبي وعربي.
هذا الرهان تصلب وتأكد وترجمه في المواقع والمراكز التي شغلها داخل الجيش منذ أن كان ملازما متخرجا من الكلية الحربية أحبه كل من عرفه وعمل معه واحس بصدقه ورغبته في العمل وخدمة المؤسسة التي تمثل العمود الفقري ل لبنان.
وكانت مرحلة اتفاق الطائف وعودة المؤسسات وكانت للضابط عباس ابراهيم الذي ترقى في الرتب العسكرية أدوار كثيرة ومهمات أسندت إليه وشارك مع رفاقه الضباط والعسكريين في تنفيذها وكانت مرحلة مهمة أبرز عناوينها توحيد الجيش وتوحيد العاصمة وبسط الأمن فيها وانتشار الجيش في كل لبنان وحل الميليشيات واستلام أسلحتها وعودة عجلة الامن والاستقرار واعادة البناء، واكب تلك المرحلة بكل تفاصيلها على الأرض
ومع انتقاله إلى مديرية المخابرات حمل معه هذه التجربة العسكرية و بدأ يخوض غمار تجربة جديدة برع فيها فتم تعيينه نائبا لمدير المخابرات، وبناء على هذا التميز اختير اللواء عباس ابراهيم مديرا عاما للامن العام في أصعب لحظة محلية واقليمية حيث قاد اللواء هذه المؤسسة بكل توازن واقتدار وكفاءة وفهم للصيغة اللبنانية وحقيقتها
وبقي على مسافة واحدة من الجميع ولم تكن المؤسسة يوما في عهده اداة سلطوية بل مؤسسة وطنية خاضعة للقانون والنظام في كافة أدوارها
لا يتسع الوقت لتعداد إنجازات اللواء ابراهيم في الأمن والسياسة والإدارة وفي تجيير كل علاقاته وصلاته وثقله من أجل لبنان والقضية اللبنانية
أنه إبن الجنوب المؤمن دائما بضرورة الدولة والذي لا يرى خلاصا ل لبنان كل لبنان من دونها
أبن الجنوب و كوثرية السياد وصيدا والنبطية وصور وبنت جبيل ومرجعيون والخيام وحاصبيا إبن لبنان الواحد والعيش الواحد والوطن الواحد والمستقبل الجامع رجل الدولة والمؤسسات
المؤمن بعوامل قوة البلد من أجل بقائه فلا لغة مع الاحتلال سوى المقاومة ولا لغة بين اللبنانيين سوى الحوار والوحدة الوطنية والعمل على معالجة كل الأزمات بالتكافل والتضامن
في تكريم اللواء عباس إبراهيم إنما نكرم هذا النموذج الوطني وهذه التجربة الرائدة وذلك الرجل الذي بلسم جراحات وعذابات الكثيرين من لبنانيين وغيرهم
سيادة اللواء عباس ابراهيم وفقك الله للاستمرار في عملك الوطني حيثما كنت او حللت.. فليس لحضورك في كل الساحات والمواقف سوى عبير النبل والاخلاق والانسانية والرجولة مهما علت الأمواج وتلاطمت حول الوطن و حولك”.