“مصدر دبلوماسي”- خاص
استضافت وزارة الخارجية والمغتربين الاثنين الفائت مدير مركز ويلسون للدراسات السفير الاميركي السابق في لبنان ديفيد هيل حيث أقام حوارا مع الدبلوماسيين في الوزارة. وطرح موقع “مصدر دبلوماسي” سؤالا على هيل عن مواصفات رئيس الجمهورية اللبنانية العتيد من وجهة النظر الاميركية فقال: ” بحسب تقييمي الخاص لا اتوقع ان تقوم الولايات المتحدة الاميركية بدعم اي مرشح وليس لديها ايضا اي فيتو على أي مرشح وليس من سبب لها لذلك، اكرر ما قلناه في ايلول مع السعوديين والفرنسيين وهو ضرورة وجود رئيس يمكننا العمل معه ويمثل ارادة الشعب اللبناني، ويمكنه العمل بتحالف مع رئيس الوزراء والمجلس النيابي للقيام بالاصلاحات المطلوبة”.
وتناول هيل في محاضرته والنقاش السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب والامين العام للخارجية السفير هاني الشميطلي ومدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غدي الخوري ومديرة المراسم عبير علي وحشد من الدبلوماسيين في الوزارة.
وقال هيل: ” امضيت جزءا من حياتي المهنية في لبنان او في العمل على ملفات لبنان. منذ تقاعدي في أيلول الماضي عملت في معهد ويلسون المستقل وهو غير تابع الى اي حزب ونهتم، بما يجري في لبنان ولدينا برنامج خاص له. وهذا امر مميز فمعهدنا الوحيد في واشنطن الذي يخصص برنامجا للبنان، واذا أردت فعلا فهم لبنان فعليك ان تأتي اليه وتلتقي الجميع”.
وشدد هيل على انه على اللبنانيين ايجاد اسئلة لقضاياهم مثل الانتخابات الرئاسية حيث لا يمكننا تقديم اجابات على قضايا مماثلة لكننا نشجع الحوار والتوافق الذي اوصل مثلا الى خرق في الحدود البحرية بعد مرور 9 اعوام ونتمنى أن يبدأ استخراج الغاز ما ينعكس ايجابا على اقتصاد لبنان. وقال ان الولايات المتحدة الاميركية مستمرة بدعن المؤسسات الامنية وذكر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. وتحدث عن استثمار الولايات المتحدة الاميركية في النظام التعليمي وخصوصا مع وجود النازحين السوريين لتمكن المؤسسات اللبنانية من توفير التعليم. وتحدث عن التحديات التي يواجهها الدبلوماسي في حياته العملية والعائلية انطلاقا من خبرته التي تمتد الى 38 عاما. وأشار الى أن الانخراط الاميركي في حرب العراق كان خطأ، وتطرق الى الوضع السوري وكيف تراجع الرئيس اوباما في آخر لحظة عن توجيه ضربة لسوريا بسبب استخدام اسلحة مدمرة واعتبر هيل الامر ترددا ادى الى الكثير من الاخفاقات الاميركية في قضايا شائكة في الشرق الاوسط. وذكر لمرتين اهمية البيان الثلاثي المشترك الذي صدر في ايلول الفائت عن السعودية وفرنسا والولايات المتحدة وخصوصا لجهة الاصلاحات المطلوب تبنيها وفقا لما يطلبه صندوق النقد الدولي، وموافقة بقية المانحين، بلا الاصلاحات وبرنامج لصندوق النقد الدولي سيسود الانهيار. وقال بأن استمرار اللبنانيين بالعمل وبالتصويب على بعضهم البعض هو ليس بالامر المجدي وسيؤثر على الاطراف التي تدعم لبنان.
وتطرق الى العقوبات الاميركية التي استخدمتها الادارات الاميركية ضد “حزب الله” فاعتبر انها ليست فعالة كفاية لكنها كانت ضرورية لأنه لولاها لكان “حزب الله” اقوى. وتطرق الى معاني الديموقراطية الحقيقية في الانتخابات، والى الحرب الروسية الاوكرانية.
وعن قوله إنه توقع ان الفراغ الرئاسي سيمتد سنوات، رد هيل: “لا اتذكر أني قلت هذه العبارة. واشنطن لا تريد ابدا ان يكون هناك فراغ ويبدو ان لا احد يريد ان يحترم الدستور والمهلة التي وضعت”.
وشدد على “عودة طوعية للنازحين السوريين”، اعتبر ان “الضغط الملقى على كاهل لبنان من جراء النازحين السوريين كبير، وكل ما تقدمه المؤسسات الدولية ليس كافيا”.
وعن مستقبل القطاع المصرفي وعما اذا كان يجب ان يغير في آليات عمله قال هيل: “من المفارقة ان القطاع المصرفي صمد في أحلك الظروف وهو اليوم بهذه الحالة والخروج من هذا التدهور ليس صعبا. القرار السياسي هو ما تفتقدونه لاعتماد المعايير المناسبة والتي قد تكون موجعة لكنها ستجلب الاستثمارت. انا مؤمن بان المغتربين سيستمرون في مد لبنان بالمساعدات”.