“مصدر دبلوماسي”
وقعت حكومتا لبنان واسرائيل اتفاقا نهائيا أمس الخميس لترسيم الحدود البحرية بينهما عبر الوسيط الاميركي آموس هوكستين. وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد ترأس امس اجتماعاً لأعضاء الوفد اللبناني الرسمي المغادر الى الناقورة والذي ضم: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ومفوض الحكومة لدى القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) العميد منير شحادة وعضو مجلس إدارة هيئة النفط السيد وسام شباط ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير احمد عرفة، وزودهم بتوجيهاته.
وبعد عودة الوفد بعد الظهر، استقبله الرئيس عون مجددا وسلّم الدكتور شقير الرئيس عون المستند الرسمي لتسلم الموفد الرئاسي الأميركي الوسيط آموس هوكستين رسالة رئيس الجمهورية بالموافقة على الصيغة النهائية لمصلحة المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والرسالة إلى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة يوانا فرونيتسكا التي تتضمن تأكيد الاحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية اللبنانية لإيداعها في الأمم المتحدة.
واطلع أعضاء الوفد الرئيس عون على المداولات التي تمت خلال عملية تسليم الرسالتين وما رافق تنفيذ المهمة من معطيات.
وكان شقير ألقى في الناقورة باسم الوفد اللبناني الكلمة الآتية:
“بالنيابة عن بلدي، اسمح لي ان اشكرك السيد آموس هوكشتاين كمبعوث خاص للرئيس جو بايدن وفريقك على جهودكم مع فريق التفاوض اللبناني برئاسة السيد الياس بو صعب، وتحت اشراف دقيق وتوجيهات رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون.
كما نرغب ايضاً في شكر الأمم المتحدة لاستضافتها هذا الحدث، واخيراً وليس آخراً نود توجيه الشكر للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للعبه دوراً مهماً في تسهيل الوصول الى خلاصة هذا الاتفاق.
لقد تم تكليفنا بتسليم الرسالة الموقعة من الرئيس ميشال عون الى السيد هوكشتاين، ولاحقاً سنسلم الرسالة الموقعة من وزير الخارجية اللبناني الى السيدة جوانا فرونيكا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، كي يتم وضعها في نشرة قانون نشرة البحار وفي الموقع الالكتروني لشؤون المحيط وقانون البحر”.
الرئيس بايدن
وصدر عن الرئيس الاميركي جوزف بايدن بيانا رسميا جاء فيه:
“أنا فخور بأن أهنئ إسرائيل ولبنان على إبرام اتفاقهما رسميًا من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده. لقد اتخذ الطرفان اليوم في الناقورة، لبنان الخطوات النهائية لدخول الاتفاق حيز التنفيذ، وتم تقديم الأوراق النهائية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة.
كما قلت عندما تم الإعلان عن هذا الاتفاق التاريخي، فإنه سيؤمن مصالح كل من إسرائيل ولبنان، ويمهد الطريق لمنطقة أكثر استقرارًا وازدهارًا. سوف تواصل الولايات المتحدة العمل كمسهِّل فيما يعمل الطرفان على الوفاء بالتزاماتهما وتنفيذ هذا الاتفاق. لا ينبغي أن تكون الطاقة – خاصة في شرق المتوسط - سببًا للصراع، بل أداة للتعاون والاستقرار والأمن والازدهار. هذه الاتفاقية تقربنا خطوة واحدة من تحقيق رؤية لشرق أوسط أكثر أمانًا وتكاملاً وازدهارًا، ما سوف يوفر منافع لجميع شعوب المنطقة”.
الخارجية الاميركية
وصدر عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية
بيان لوزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن جاء فيه:”تهنئ الولايات المتحدة حكومتيّ إسرائيل ولبنان على إتمام اتفاقهما الذي سهّلته الولايات المتحدة لوضع حدود بحريّة دائمة. سوف يكون لهذا الإنجاز التاريخيّ تأثير عميق في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ويظهر القوة التحويلية للدبلوماسية الأميركية.
هذه الاتفاقية تبرز بشكل ذي معنى رؤية الولايات المتحدة لشرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملاً وازدهارًا، وبنفس القدر من الفائدة لكل من إسرائيل ولبنان، سوف تعزز مصالح اسرائيل الاقتصادية والأمنية فيما تشجع الاستثمار الأجنبي الذي تشتد حاجة الشعب اللبناني إليه، في الوقت الذي يواجه فيه أزمة اقتصادية مدمّرة. سوف تتمكن المنطقة وما حولها قريبا من جني فوائد موارد الطاقة هذه، التي ستدفع قدما الأمن والاستقرار والازدهار.
هذا الاتفاق التاريخي ما كان ممكنا أن يحصل دون المثابرة والدبلوماسية من قبل قادة إسرائيل ولبنان والعمل الجاد للمنسّق الرئاسي الخاص هوكستين وفريق عمل الخارجية الأميركية في دفع الطرفين نحو الاتفاق. سوف يكون لإنجازهم هذا تداعيات طويلة الأمد على المنطقة”.