“مصدر دبلوماسي”
شارك رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في اعمال الدورة السابعة والسبعين للامم المتحدة التي بدأت اعمالها في 19 الجاري في مقر الامم المتحدة في نيويورك، وعقد ميقاتي سلسلة واسعة من اللقاءات الدولية تخطت الـ15 اجتماعا رفيع المستوى، والقى كلمة لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة في 21 الجاري. يجمع موقع “مصدر دبلوماسي” نشاط الرئيس ميقاتي على مدى 6 ايام في نيويورك في هذا التقرير الخبري.
ترأس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ميقاتي وفد لبنان الذي يضم وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي خوري والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطريس عساكر.
اثناء اقامته في نيويورك التقى ميقاتي:
*ملك الاردن عبدالله الثاني خلال مشاركتهما في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، وقد شارك في اللقاء وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب، ووزير خارجية الاردن ايمن الصفدي. في خلال اللقاء جدد ملك الاردن” تأكيد الوقوف الى جانب لبنان لتمرير الصعوبات التي يعاني منها في كل المجالات، لا سيما دعم القوى العسكرية والامنية”.
وشدد على”انه سيكثف الاتصالات مع الدول المعنية لتسريع الخطوات الكفيلة بمساعدة لبنان في حل ازمة الكهرباء”.
وقد شكر الرئيس ميقاتي” للملك عبدالله اهتمامه الشديد بلبنان ووقوف الاردن الى جانبه في كل المراحل”.
*أمين عام جامعة الدول العربية: واستقبل رئيس الحكومة الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط في مقر بعثة لبنان لدى الامم المتحدة.
شارك في اللقاء وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، والمستشار في وزارة الخارجية وليد حيدر.
كما حضر الامين العام المساعد للجامعة العربية حسام ابو زكي.
وفي خلال اللقاء جدد ابو الغيط” دعم جامعة الدول العربية للبنان واستعدادها للتحرك عربيا لدعم لبنان على الصعد كافة لا سيما في موضوع انجاز الاستحقاقات الدستوربة في موعدها.
واكد ان وفدا من الجامعة العرببة سيزور لبنان للمتابعة.
*صندوق النقد الدولي: كما إستقبل الرئيس ميقاتي المدير العام لصندوق النقد الدولي السيدة كريستالينا جيورجيفا وتم البحث في المراحل التي قطعها التعاون بين لبنان والصندوق والمهمة التي تقوم بعا بعثة الصندوق في لبنان حاليا.
وفي خلال الاجتماع جددت جورجيفا
“حرص صندوق النقد على انجاز الاتفاق النهائي مع لبنان في اسرع وقت، واستكمال الخطوات المطلوبة لبنانيا وهي اقرار المشاريع الاصلاحية في مجلس النواب ومعالجة موضوع سعر الصرف”.
وقالت” ان الاهتمام الدولي بلبنان لا يزال موجودا لكن بنبغي الاسراع في الخطوات المطلوبة لبنانيا لان الوقت بات داهما في ضوء الركود الاقتصادي العالمي والمخاوف من صعوبات عالمية في مجال الطاقة والغذاء”.
*الوسيط الأميركي آموس هوكستين: واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية أموس هوكستين في مقر اقامته في نيويورك.
وشارك في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب والمستشار الدبلوماسي السفير بطرس عساكر.
وتم خلال الاجتماع استكمال البحث في ما وصلت اليه المساعي الاميركية.
*الرئيس إيمانويل ماكرون: والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقر الامم المتحدة.
وفي خلال اللقاء اثنى الرئيس ميقاتي على الكلمة التي القاها الرئيس ماكرون في الجمعية العامة للامم المتحدة والتي اكد فيها ضرورة العمل لتوفير الاستقرار في لبنان.
وتم خلال اللقاء التأكيد ان اولوية الاستقرار في لبنان هي في اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.
*وزير خارجية أميركا أنطوني بلينكن: وعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انتوني بلينكن في نيويورك.
وقد شارك في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب و مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وحضر عن الجانب الاميركي وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند والوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية اموس هوكستين.
واعلن بلينكن انه “عقد لقاء مثمرا مع الرئيس ميقاتي وتمت مناقشة الحاجة الى اجراء انتخابات رئاسية في الوقت المناسب وضرورة تنفيذ الإصلاحات لدعم الشعب اللبناني”.
وقال “ستواصل الولايات المتحدة العمل مع لبنان من أجل تحقيق السلام والازدهار”.
وقال الرئيس ميقاتي في تصريح”انه جرى بحث مجمل الملفات وتم التشديد بسكل خاص على ضرورة تجراء الانتخابات الرئاسية، وتمنينا دعم لبنان من كل من هو قادر على ذلك.
كما تطرقنا الى المواضيع المتعلقة بالنارحين السوريين والاتفاق مع صندوق النقد الدولي والكهرباء وبشكل خاص الملف التربوي، ونحن على ابواب عام دراسي جديد ولمسنا كل تجاوب وان شاء الله خيرا”.
وردا على سؤال قال” ان ملف ترسيم الحدود البحرية يشهد تقدما كبيرا”.
*رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي: وعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا مع رئيس حكومة العراق مصطفى الكاظمي في نيويورك بحضور وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وفي خلال الاجتماع اكد الكاظمي مجددا “استعداد العراق للوقوف الى جانب لبنان في هذه المحنة التي يمر بها والاستعداد لاجراء كل الاتصالات الاقليمية والدولية الضرورية بهدف حل الازمة في لبنان من وجوهها كافة”.
وشكر للبنان “خطوة اعفاء العراقيين من سمة الدخول الى لبنان”.
بدوره شكر الرئيس ميقاتي للرئيس الكاظمي” وقوفه شخصيا الى جانب لبنان والتزام العراق الثابت بدعمه”.
*الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي: وواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاته ولقاءاته في نيويورك خلال مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة والتقى الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في حضور وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب ووزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان ومستشار الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وتعليقا على اللغط الحاصل في شأن عدم وجود العلم اللبناني في اجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي أوضح وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الاتي:
إن الموعد مع الرئيس الايراني قد تم ترتيبه قبل وقت قصير من انعقاده، وجرى تأخيره نصف ساعة الى حين احضار العلم اللبناني من مقر بعثة لبنان لدى الامم المتحدة، ولم يكن ممكنا ايصاله الى مقر البعثة بسبب الاجراءات الامنية الاستثنائية التي واكبت حضور الرئيس الاميركي جو بايدن اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
*لقاء حواري عن الامن الغذائي: كذلك لبّى الرئيس ميقاتي دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمشاركة في لقاء حواري عن الامن الغذائي في العالم في مقر بعثة فرنسا في الامم المتحدة.
والقى الرئيس ميقاتي في المناسبة كلمة قال فيها: يهدد انعدام الأمن الغذائي الحاد ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط وأفريقيا. لبنان ليس استثناءً من هذا الواقع بسبب الأزمة المالية غير المسبوقة التي نواجهها وأزمة اللاجئين السوريين بسبب تداعيات الحرب في سوريا فضلاً عن اعتمادنا الشديد على القمح والأسمدة الأوكرانية والروسية. علاوة على ذلك، أدى الصراع في أوروبا الشرقية إلى جانب تدمير صوامع الحبوب في لبنان في أعقاب الانفجار المأسوي في ميناء بيروت إلى تفاقم الوضع بشكل حاد. كما أن الاضطراب العالمي لسلاسل إمداد الأغذية والأسمدة أثر بشكل مباشر على بلدي”.
وقال” نأمل أن تؤدي الجهود العالمية السريعة والجماعية إلى استقرار أسواق السلع وأسعارها وتجنب القيود التجارية غير الضرورية وحشد موارد ميسورة التكلفة لدعم الوكالات الإنسانية وكذلك البلدان المتضررة.
كما دعا الى تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية والى دعم الإنتاج المحلي ومساعدة صغار المزارعين وضمان استدامة سلاسل التوريد.
*رئيس البنك الدولي للشرق الاوسط وافريقيا فريد بلحاج: واستقبل الرئيس ميقاتي نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج الذي قال: سعدت بلقاء رئيس الوزراءاللبناني نجيب ميقاتي حيث ناقشنا التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد والحاجة إلى إصلاحات لتأمين المساندة المستمرة من جانب البنك الدولي والشركاء.
*مفوض شؤون اللاجئين فيليبو غراندي: واستقبل الرئيس ميقاتي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في حضور وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي.
وتم في خلال اللقاء بحث موضوع العلاقة بين لبنان والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لا سيما في ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين ومضمون الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الى الامين العام للامم المتحدة بهذا الصدد.
* الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في “بيت تركيا” في نيويورك.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين حيث جدد الرئيس اردوغان تأكيد وقوف تركيا الى جانب لبنان لا سيما في هذه المرحلة التي يواجه فيها مشكلات متعددة.
بدوره شكر الرئيس ميقاتي الرئيس اردوغان على دعمه ومساندته ووقوفه الى جانب لبنان في كل الظروف.
*ميقاتي ملقيا كلمة لبنان:
وفي 21 أيلول القى الرئيس ميقاتي كلمة لبنان امام اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ77 وجاء في كلمته:
السيد رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المحترم،
سعادة أمين عام الأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس
السادة رؤساء الدول والحكومات والوفود،
السيدات والسادة.
أتقدّم منكم حضرة الرئيس بأحر التهاني على توليكم رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين، كما أنتهز المناسبة لشكر معالي السيد عبدالله شاهد على حسن إدارته الدورة السابقة ولكافة الجهود التي بذلها في هذا الإطار، واتوجه بالتحية أيضاً إلى سعادة الأمين العام أنطونيو غوتيريس على مساعيه المتواصلة لتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة وتطوير عملها.
يمر العالم اليوم بمرحلة بالغة الدقة من الصراعات المسلحة والازمات المترابطة التي تثير قلقنا جميعا.وما من مكان افضل للتداول بشأن هذه التحديات من هذه القاعة التي تضم كل دول العالم يجمعها ميثاق منظمة الامم المتحدة التي يفخر بلدي لبنان بدوره في انشائها كما بعقود من التعاون المثمر معها.
وفي هذا الإطار يسرني، السيد الرئيس، ان اتوجّه بالشكر لكم، وعبركم لمنظمة الأمم المتحدة، بكافة فروعها ومؤسساتها المتخصصة وتلك العاملة في لبنان،على الجهود التي تقوم بها من اجل مساعدته والمساهمة في تخفيف تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يمرّ بها. وأخص بالشكر قوات الطوارىء الدولية (اليونيفيل) لما تبذله من تضحيات وجهود من أجل الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني الذي نتطلع معكم وعبركم الى تعزيز قدراته العسكرية وتخفيف الاعباء المادية عليه. وفي هذا السياق نؤكد التزام لبنان التام بتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 وكافة قرارات الشرعية الدولية.
أما في ما يتعلق بترسيم حدودنا البحرية بوساطة أميركية مشكورة ومرحب بها،وبرعاية اممية،يهمني أن اؤكد مجدداً تمسك لبنان المطلق بسيادته وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، مكررين أمامكم رغبتنا الصادقة في التوصّل إلى حلٍّ تفاوضي طال انتظاره. ويسرني اعلامكم بأننا أحرزنا تقدماً ملموسا نأمل أن نصل إلى خواتيمه المرجوة في وقت قريب.
إنّ لبنان مصمّم على حماية مصالحه الوطنية وخيرات شعبه وعلى استثمار موارده الوطنية، ويعي اهمية سوق الطاقة الواعد في شرق المتوسط لما فيه ازدهار اقتصادات دول المنطقة وتلبية حاجات الدول المستوردة.
السيد الرئيس،
إن لبنان، ومن منطلق ايمانه بالدور الرائد الذي تضطلع به منظمات الأمم المتحدة، يؤكد التزامه بأجندة التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس للمناخ، كما وبالأطر الدولية الراعية لمسائل نزع السلاح بأشكاله المختلفة. ونرحّب ايضا بالعمل الهادف إلى ايجاد تفاهم دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل إنفاذاً لقرار الجمعية العامة رقم 73/546. ونحن، إذ نشيد بما تحقق لهذه الغاية في دورات المؤتمر السابقة، نتطلع لأن تتكلل بالنجاح الدورة الثالثة من المؤتمر المزمع انعقادها برئاسة لبنان في تشرين الثاني المقبل، وأن تسهم في دعم مسار انشاء المنطقة الخالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
السيد الرئيس،
يمر الكثير من دول العالم اليوم بأزمات اقتصادية حادة، اسبابها متعددة، متشعبة وغير خافية على أحد، أثرت بشكل كبير على جوانب الحياة كافة، وحتّمت على حكومات دول عدة اللجوء الى اتخاذ تدابير استثنائية لمحاولة التخفيف من وطأة هذه الأزمة على شعوبها.
أما في بلدي لبنان، فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ ازمةٍ اقتصادية اجتماعية في تاريخنا ، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه.
فإضافة الى التدهور الاقتصادي الحاد وغير المسبوق، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية الى ادنى مستوى تاريخي لها، والاغلاقات العامة التي فرضتها جائحة كورونا، ناهيك عن فاجعة انفجار مرفأ بيروت الذي نحرص على جلاء الحقيقة بشأنه، وتبعات الأزمة السورية واعباء النازحين، وجدت الحكومة اللبنانية نفسها امام أزمة سياسية غير مسبوقة، حتّمت علينا السير ببطء وحذر شديدين في حقل أَلغامٍ سياسيةٍ واقتصادية، لتدارك الوضع وتأسيس الارضية المناسبة للمساهمة في الوصول بالبلاد الى بر الأمان.
السيد الرئيس،
نجحت حكومتنا في تحقيق العديد من الاهداف التي وضعتها، ومن ابرزها اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها رغم الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، لكن الطريق امام لبنان ما زالت شاقة وطويلة ومليئة بالمصاعب قبل الخروج من الازمة، حيث نعمل بكل ما اوتينا من قوة وعزم على تخطيها بنجاح. وفي هذا السياق قامت حكومتنا بتوقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي، واننا نتعهد من هذا المنبر السير قدما بكل الاصلاحات التشريعية والادارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة.
نحن نعول في هذا الاطار كما دوماً، على مساعدة اصدقاء لبنان الدوليين، وفي طليعتهم الدول العربية الشقيقة، التي لا غنى للبنان، البلد العربي الهوية والانتماء والعضو المؤسس لجامعة الدول العربية،عنها. إن انتماء لبنان العربي وريادته في الالتزام بالقضايا العربية هما ترجمة لما جاء في دستوره وفي اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية الدامية التي عصفت ببلادي. ولا بد من ان اؤكد، تكراراً،التزامنا التام بهذا الاتفاق، وعدم تساهلنا مع اية محاولة للمس بمندرجاته، اضافة الى تجديد الالتزام بمبدا النأي بالنفس الذي انتهجناه منذ حكومتنا الماضي سعيا لابعاد وطننا قدر المستطاع عما لا طاقة له عليه.
كما تعوّل الحكومة اللبنانية ايضا على منظمة الامم المتحدة ودولها الاعضاء، التي كانت وما زالت تؤكد عبر مساعدتها المشكورة للبنان، أن وجود دولة لبنانية قادرة ومزدهرة، هي حاجة ماسة للامن والسلم في المنطقة والعالم.
وفي سياق جهود معالجة الازمة الاقتصادية تعمل حكومتنا أيضا على خطة تعافٍ مالي واقتصادي تتكامل مع تعاوننا مع صندوق النقد الدولي، وعلى رزمة اصلاحات هيكلية وقطاعية شاملة تلبي متطلبات الشعب اللبناني وتوفر له شبكة امان اجتماعي، وعلى وضع القوانين التي تؤمن الشفافية المطلقة وتكافح آفة الفساد التي ازدادت بفعل الانهيار الاقتصادي.كما نعمل في الوقت عينه على اعادة اطلاق الاقتصاد وتثمير الفرص العديدة الكامنة فيه، لا سيما الطاقات الشابة التي هي امانة في اعناقنا وشعلة امل في انجاح نموذج اقتصادي لبناني مفتوح على العالم والفرص الرائدة.
وفي هذا الاطار نناشد الدول الشقيقة والصديقة ان تكون الى جانب لبنان في محنته الراهنة تحديدا وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب اللبناني وبنية الدولة وهيكليتها.ونتطلع الى اعادة عقد مؤتمر اصدقاء لبنان الذي طالما احتضنته فرنسا بالتعاون مع اصدقاء لبنان واشقائه.
إن وجود دولة لبنانية سيّدة ومستقلّة، قوية وقادرة، تحمي النظام الديمقراطي البرلماني والحريات العامة والخاصة، وتؤمن بالتسامُح والتآخي والتلاقي، وتعتمد سياسة “النأي بالنفس” والابتعاد عن “سياسة المحاور”، هو حاجة ماسة للأمن والسلم والسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة. كما إن وجود حكومة مركزية قوية تسهر على سيادة القانون وحسن تطبيقه، إضافة إلى توفير بيئة حاضنة ومحفّزة لمزاولة الأعمال والقطاعات المنتِجة والخدمات، على تنوّعها واختلافها، وفق معايير السوق والاقتصاد الحر، ومتطلبات العصر، و”ثورة المعلومات والاتصالات”، هو أيضاً حاجة ماسة للمنطقة بأسرها، وأفضل السُبُل لنا جميعاً لمواجهة تحدّيات الفقر والبطالة والتطرّف والإرهاب، وتجنُّب الوقوع في المجهول.
السيد الرئيس،
يقوم لبنان منذ اكثر من عشر سنوات بدور طليعي في تحقيق الصالح العام العالمي من خلال استضافته لعدد هائل من النازحين السوريين يصعب احصاؤه بدقة. لقد حرصنا منذ مطلع الازمة السورية على اعتماد سياسة الحدود المفتوحة ايمانا منا بالاعتبارات الانسانية، أما اليوم فقد باتت ازمة النزوح اكبر من طاقة لبنان على التحمل. يهمنا كذلك التاكيد على أن الدستور اللبناني وتوافق جميع اللبنانيين يمنعان اي دمج او توطين على أراضيه وأن الحل المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة الى سوريا في سياق خارطة طريق ينبغي ان يبدأ العمل عليها باسرع وقت وبتعاون كافة الأطراف، وتوفير مساعدات اضافية نوعية للدولة اللبنانية ومختلف اداراتها وبناها التحتية التي تنوء تحت عبء تدفق كبير للنازحين منذ اكثر من عشر سنوات.
السيد الرئيس،
تبقى القضية الفلسطينية القضية الام التي تعيق تحقيق السلم والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. ان الظلم الواقع بحق الشعب الفلسطيني آن أوان رفعه وتحقيق الدولة الفلسطينية السيدة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن بما في ذلك قرارعودة اللاجئين الى ديارهم.
وفي سياق الكلام عن اللاجئين الفلسطينيين اسمحوا لي أيضاً بالتشديد على محورية الدور الذي تقوم به الاونروا في خدمة أهداف الأمم المتحدة ومقاصدها من خلال مساهمتها في رفع قسم من الغبن اللاحق باللاجئين الفلسطينيين والمساعدة في تحقيق قدر من التنمية والاستقرار الاقليميين.
وفي هذا السياق نعبّر عن بالغ قلقنا من الحالة المالية الحرجة للوكالة وللعجز المتراكم في موازنتها، مما يعرّض تقديم خدماتها للخطر. كما نجدد ترحيب لبنان ودعمه لكافة الجهود الدولية المبذولة لسدّ العجز حيث يبقى التحدي الأكبر الخروج بحل مستدام للفجوة التمويلية.
السيد الرئيس،
ان لبنان صاحب ثقافة ضاربة في التاريخ وصاحب رسالة سلام وتسامح وحوار. وفي حين يمر بلدي بفترة عصيبة راهنة، فان الصعوبات لن تثني اللبنانيين عن المضي قدما في اعادة ترسيخ ازدهارهم وتزخيم الدور الريادي الذي طالما لعبه لبنان عالميا. نريد لبنان ساحة تلاق وليس ساحة فرقة- نريده مساحة للحوار وليس التنافس- نريده امينا لمخزونه الروحي الذي يجمع قيم الاديان السماوية وقيم الحق والعدل في هذا العالم، ويقيني أنه بوحدة شعبه ومساعدة اشقائه واصدقائه نستطيع تحقيق ما نصبو اليه.
في الختام، اكرر شكري لمنظمة الامم المتحدة على تعاونها الدائم مع لبنان وشراكتها المستمرة ولكل الدول الاعضاء المُحبة للبنان والداعمة له، واكرر مطالبتي للجميع بتحييد لبنان عن كافة صراعات المنطقة والعالم.
كلما كبرت التحديات ازدادت رغبتنا بالعمل سوياً لخير شعوبنا جميعاً ومصلحتها. لقد أثبتت الأزمات الأخيرة المتلاحقة اهمية التعاون الدولي في معالجة الازمات التي باتت بمجملها عابرة للحدود.
من هنا أختم، من حيث بدأت الأمم المتحدة رسالتها، اي بالعمل الجماعي المتكامل والمتضامن لمصلحة الإنسان ورفاهيته ومن خلال العدل والأمن والسلام والتنمية المستدامة.
مع أملنا ورجائنا لعالمٍ أفضل لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
ولكم منا أطيب التمنيات بالتوفيق.
*وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: وواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وعقد عددا من اللقاءات مع رؤساء الوفود العربية والاجنبية. وقد استقبل رئيس الحكومة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني صباح اليوم في مقر اقامته في نيويورك.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين .
*انطونيو غوتيرس: والتقى الرئيس ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرس في حضور وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي.
في خلال اللقاء دعا غوتيريس”الى الاسراع في تشكيل حكومة لبنانية جديدة واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها”.
ونوّه “بما تضمنته كلمة رئيس الحكومة امام الجمعية العامة لا سيما لجهة دعم مهمة “اليونيفيل” والتزام القرارات الدولية والتنسيق مع الجيش “.
واشار “الى ان ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بشأن وضع “الاونروا” سيكون موضع متابعة اممية لتحسين اوضاع الفلسطينيين المقيمين في لبنان”.
*وزير خارجية مصر سامح شكري: والتقى الرئيس ميقاتي وزير خارجية مصر سامح شكري في حضور الوزير بو حبيب.
وقال شكري خلال اللقاء” ان القمة العربية المقبلة في الجزائر تشكل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات العربية- العربية وتعزيز التعاون المشترك”.
واشار الى” ان القلق الحقيقي يتمثل في تأثير حرب اوكرانيا على الغذاء العالمي، وضرورة بذل الجهود الاممية للتوصل الى حل”.
واشار” الى انه سيزور بيروت قريبا”.
*حفل استقبال: وقد شارك الرئيس ميقاتي وعقيلته السيدة مي في حفل استقبال أقامه الرئيس الاميركي جو بايدن وعقيلته السيدة جيل في “متحف التاريخ الاميركي” على شرف رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
*لقاء اعلامي: وفي ختام زيارته، أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن امله في ان يصار في الاجتماعات التي سيعقدها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاسبوع المقبل “الى انهاء الملف الحكومي، لانه لا يحتاج الى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة الى حكومة لتستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب ان نتصدى لكل هذه المشكلات”.
وفي حديث الى محطة “أم تي في” اللبنانية اثناء مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، قال:”في كل اللقاءات التي عقدتها شرحت الوضع في لبنان والصعوبات التي نواجهها في كل القطاعات واكدت ان في طليعة الاستحقاقات الداهمة اليوم انتخابات رئاسة الجمهورية ووجوب اجرائها في الموعد المحدد. صحيح ان هذا الاستحقاق ليس كل الحل، ولكنه خطوة اساسية وقد ركزت في لقاءاتي مع الرؤساء والمسؤولين الذين اجتمعت معهم على اهمية هذا الاستحقاق وطلبت دعمهم بالاتصالات لاتمام هذا الاستحقاق. كذلك فقد استحوذ موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية على حيز من البحث في لقاءاتي. الموضوع متقدم من دون شك ولكن العبرة تبقى في النهايات، وهناك بعض الخطوات الاخيرة ننتظر بشأنها بعض الاجوبة وان تكون رسمية لنبني على الشيء مقتضاه”.
وعن الحديث الجاري بأن تشكيل الحكومة بات قريبا قال:”لقد كلفت لتشكيل حكومة، وفي اليوم التالي للاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، قدمت لفخامة الرئيس تشكيلتي الحكومية،ولا يزال الموضوع عالقا بين وزير من هنا وآخر من هناك،وهذا البحث يحصل بيني وبين فخامة الرئيس وبالتعاون معه،واتمنى في الاجتماعات المقبلة في الاسبوع المقبل ان ننتهي من هذا الموضوع لانه لا يحتاج الى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة الى حكومة لتستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب ان نتصدى لكل هذه المشكلات”.
وعن ملف الكهرباء قال:”نحن نبذل كل جهدنا لحل معضلة الكهرباء رغم العراقيل المتكررة التي تواجهنا،خاصة واننا في لبنان نملك معامل الانتاج التي تتيح تأمين تغذية بمعدل اثنتي عشرة ساعة في اليوم، ونحتاج فقط الى الفيول اويل.نحن نجري الاتصالات اللازمة في هذا الصدد، والبنك الدولي يريد مساعدتنا”.
وعن موضوع الفيول الايراني قال:”لقد اعلنت ايران عن تقديم 600 الف طن، ولكن هناك مشكلة بسيطة قيد المعالجة تتعلق بالمواصفات، وهي هبة مجانية من دون شروط، واذا تذللت العقبات فنحن نرحب بالامر، لاننا بحاجة الى هذا الدعم.
وردا على سؤال عما يبغيه من المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة قال: يواجهنا الكثير من التعقيدات والمشكلات، وبالتأكيد ليست الجمعية العمومية المكان لحلها، ولكن الاتصالات التي اجريها هي لدفع الحلول الى الامام لا سيما لجهة اتمام التوقيع النهائي مع صندوق النقد الدولي، بعدما وقعنا الاتفاق الاولي، اضافة الى ملف الترسيم الحدودي البحري. اكرر القول ان هذا الامر ليس في صلب اعمال الجمعية العامة، ولكن الاتصالات التي اجريها مع مختلف الرؤساء والقادة تندرج في هذا السياق”.