“مصدر دبلوماسي”
أقام سفير مصر في لبنان الدكتور ياسر علوي أمس الخميس استقبالا لمناسبة العيد الوطني لجمهورية مصر العربية في دارته في دوحة الحص في حضور وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب ممثلا لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والنائب فادي علامة ممثلا لرئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الصحة الدكتور فراس الأبيض ممثلا لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.
وحضر عدد السياسين والامنيين ورجال الدين والإعلاميين ووجوه فنية واجتماعية. في بداية الحفل، عزفت فرقة الموسيقى التابعة لقوى الأمن الداخلي السلام الوطني لمصر والنشيد الوطني اللبناني. والقى السفير علوي كلمة جاء فيها:
“يسعدني بداية أن أرحب بكم في بيت مصر في لبنان وان نتشارك في الاحتفال بعيد مصر الوطني ذكرى ثورة 23 يوليوَ المجيدة التي أعرف أنها في قلب كل لبناني وكل عربي.
أرحب بكم، رغم أن المرء لا يرحب به في بيته.. فلا لبنان غريب عن مصر واهلها الذين يعرفون قدره ويحفظون دوره.. ولا مصر غابت يوما عن لبنان وأهله، كما أن ثورة 23 يوليو المجيدة ليست مجرد حدث مفصلي في تاريخ مصر بل انها حدث فارق في تاريخ أمتنا العربية.
اطلقت طاقة الحلم باستنهاض طاقات الامة واستعادة زمام المبادرة التاريخية سعيا للحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم والعروبة.
كل لحظة في تاريخ ثورة يوليو كانت لحظة عربية بامتياز تشاركنا فرحة الانتصار، وتآزرنا في لحظات الانكسار وتضافرت جهودنا لاستنهاض الهمم مجددا.
واليوم، نعيش ولا شك عالماً جديداً، وتحديات جديدة.. تغيرت التحديات والمشكلات وتغيرت بالضرورة أيضاَ أساليب التعامل معها، وتعقدت الظروف اقليميا ودوليا لكن الحلم مستمر والقيم لا زالت صالحة لنهتدي بها سعيا لما تستحقه الشعوب العربية كلها من حرية وعدل وتقدم.
اليوم، تعود مصر للعب دورها مجددا وتقف بجوار كل شقيق من المحيط إلى الخليج، ترفع عنوانين أساسيين:
العنوان الاول، هو دعم واستنهاض وإصلاح الدولة الوطنية ومؤسساتها كشرط ضروري لكي يكون للعرب مكان في التاريخ. فلا بديل عن إصلاح وإعادة بناء الدولة الوطنية المحدثة والديمقراطية والعادلة والقادرة والكفؤة.
فكل حديث عن أي مستقبل خارج دولة المؤسسات الوطنية الديموقراطية الحديثة لا يعول عليه.
العنوان الثاني، هو استعادة القدر الضروري من التنسيق العربي لاحياء العروبة إطارا لتحركنا المشترك. العروبة كرباط حداثي ديموقراطي متجاوز للولاءات الاولية المتوهمة طائفية كانت أم مذهبية أم عرقية.
هذه العروبة هي الشرط الضروري لاستعادة زمام المبادرة لكي يصبح مصير العرب بيد العرب لا رهناً بإرادة غيرهم، وليكون لنا مكانا في عالم اليوم.
ان مصر العائدة للعب دورها، تعرف قدر لبنان ومكانته وتدرك أن قدر القاهرة وبيروت أن يكونا شريكين في أي استنهاض للمنطقة وأهلها، كما أنها على يقين من أننا شركاء في الهم والحلم معا.
من هنا، كانَ القرار المصري بإقامة جسر جوي للبنان بدأ بعد 48 ساعة فقط من كارثة انفجار مرفأ بيروت، واستمرَ لما يربو على عام كامل بلا انقطاع.. ومن نفس منطلق الالتزام بشراكة الهم كان أيضا المستشفى الميداني المصري الذي يعمل منذ أكثر من عامين في بيروت، يستقبل مئات المرضى يوميا من جميع الجنسيات وبلا تفرقة.
واما شراكة الحلم، فقد كانت أبرز علاماتها في العام الأخير، الشراكة المصرية اللبنانية في إعادة بناء وتأهيل مرفأ طرابلس، ثم الاتفاق الاخير الموقع لامداد لبنان بالغاز اللازم لمعالجة ازمة الكهرباء.
ويسعدني ان اقول ان جدول أعمال المرحلة القادمة مفاجآت سارة في قطاعي الكهرباء والدواء، ومشاريع قيد الاعداد في كل أنحاء لبنان .فمن بيروت إلى طرابلس وعكار، ومن صور وصيدا إلى جبل لبنان والبقاع، ستجدون مصر بإذن الله حاضرة معكم، كتفاً بكتف، شريكة في كل جهد لاستنهاض لبنان، وداعمة لكافة اجراءات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي وكل خطوات إعادة تكوين
السلطة السياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وكل جهود استعادة لبنان لحاضنته العربية. فلا يصح إلا الصحيح ولا بد أن لبنان سيعود لدوره الطبيعي منارة وحاضرة أَساسية من حواضر العرب. فقيامة لبنانَ ضرورة عربية كما أنها حاجة لبنانية.
وختم: “نجدد الحلم والالتزام بالحرية والعدالة والعروبة والرخاء الذي تستحقة مصر التي في خاطركم ولبنان الذي في خاطرنا”.
وكان قد شهد دار سكن السفير المصري استعدادات خاصة للمناسبة حيث ازدانت حديقة الدار بالاعلام المصرية العملاقة ولوحات تبرز حقبات من تاريخ مصر وحضارتها بالإضافة إلى مشروعاتها الكبرى.