“مصدر دبلوماسي”
للسنة الثالثة على التوالي تختار سفارة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان الاحتفال بذكرى الرابع من تموز من دون دعوة وسائل الاعلام المكتوبة والالكترونية والمرئية والمسموعة في سابقة غير مفهومة. وأمس الاول، احتفلت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا بهذه المناسبة وسط حشد من الضيوف المختارين من عالم السياسة والدبلوماسية والامن والاجتماع والفنون، في احتفال عارم (انظر الفيديو المرفق المعد من السفارة) استضافته حدائق السفارة الاميركية وكان مليئا بالاضواء والموسيقى والاطباق الاميركية التقليدية. وارسل المكتب الاعلامي للسفارة خبرا بخطاب السفيرة شيا جاء فيه:
مساء الخير لكم جميعا. إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم.
دولة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية،
سعادة النائب فادي علامة، ممثل رئيس مجلس النواب.
معالي الوزير عبد الله بو حبيب ممثل رئيس مجلس الوزراء.
أصحاب السعادة، السفراء، الضيوف المميزون والأصدقاء.
اسمحوا لي بداية أن أقول إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم شخصيًا محتفلين معا باستقلال أمتنا، هنا في سفارة الولايات المتحدة.
عامان مرّا منذ أن قمنا بذلك. هذا العام، اخترنا موضوع الحرية والعدالة للجميع. لا أستطيع التفكير في رسالة أكثر ملاءمة بالنظر إلى ما يحدث في العالم الآن، حيث نشاهد أعمال العدوان المروعة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا. إنها تذكرنا بأهمية الديمقراطية وسيادة القانون، وضرورة احترام السيادة وقواعد النظام الدولي. ليس هناك ما يبرّر التدمير العشوائي والخسائر في الأرواح والاعتداءات على الأحياء والمؤسسات المدنيّة الذي شهدنا ارتكابه من قبل القوات الروسية في أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية.
لقد أظهرت الولايات المتحدة باستمرار دعمها لشعب أوكرانيا، وذلك من خلال المساعدات الإنسانية والأمنية. هنا في لبنان، نشهد آثار الحرب والحصار الروسيين على موانئ أوكرانيا، ما أدّى إلى انقلاب سوق القمح العالمي، ضمن أمور أخرى. هذا لا يمكن أن يحدث في وقت أسوأ بالنسبة للبنان، حيث يواجه الشعب اللبناني أزمة إنسانية حقيقية، وانعدام للأمن الغذائي هو الآن مصدر قلق حقيقي.
وقد دفع ذلك الولايات المتحدة إلى إعادة الالتزام بدعم الأشخاص الأكثر حاجة في هذا البلد. عندما أتحدث عن دعم الولايات المتحدة، فذلك ليس مجرد كلام. نحن موجودون على الأرض، ونقدّم مساعدة ملموسة لشعب لبنان، مساعدة هو بأمسّ الحاجة إليها.
سواء كان ذلك على شكل مساعدات غذائية إضافية، تتجاوز الـ 64 مليونًا التي قدمناها بالفعل هذا العام، أو ثلاث مليارات دولار من المساعدات الأمنية منذ العام 2007، بما في ذلك الى الجيش اللبناني، إننا نقف إلى جانبكم. نعمل على زيادة برامج التبادل التعليمي لدينا ودعم المعلمين والجامعات والطلاب بمبلغ 150 مليون دولار من المنح الدراسية للطلاب المستحقين.
وهذا ليس كل شيء. فقد قدمنا، على سبيل المثال، 180 مليون دولار لتحديث المرافق العامة للمياه. لقد ساعدنا على خلق فرص عمل في أكثر من 170 مجتمعًا في جميع أنحاء هذا البلد، وقد استثمرنا بمبلغ 20 مليون دولار في برامج ريادة الأعمال والشركات الناشئة. ونحن ندعم الأشخاص ذوي الإعاقة ومجتمع الميم فيما يحاول تعزيز حقوق جميع الأشخاص في المشاركة في المجتمع.
في الواقع فقد قدمت الولايات المتحدة، منذ العام 2006، أكثر من 5 مليارات دولار من المساعدات الخارجية إلى لبنان، وكنا روادا في السعي للحصول على مساعدة إضافية لهذا البلد. وصدقوني، سوف نواصل القيام بذلك. لذلك، عندما أقول كما أفعل دائما، إننا في هذا معًا. إنني أعني ذلك. فهذه ليست مجرد كلمات. ونحن نعيش هذا الالتزام كل يوم.
على المستوى الحكومي، كنا نحن وآخرون في المجتمع الدولي نصٍرّ على ضرورة إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة وفي موعدها. ونحن كذلك أيضا بشأن أهمية تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية التي تليها.
هذا البلد لم يعد يمكنه السماح باستمرار سوء الإدارة والفساد وانعدام المساءلة. يحتاج لبنان إلى الشفافية. إنه بحاجة إلى إصلاحات. كل هذه هي خطوات لإعادة هذا البلد إلى المسار الصحيح واستعادة ثقة المستثمرين والمانحين الدوليين.
في الرابع من تموز من العام الماضي، كانت لدينا مجموعة صغيرة جدًا من طلاب المدارس الثانوية، شباب لبناني في مقتبل العمر. كانوا يشاركون في أحد برامج التبادل التعليمي العديدة لدينا. لم يُسمح لهم بالسفر إلى الولايات المتحدة بسبب جائحة كوفيد. لذلك، أردنا حقًا أن نمنحهم يومًا خاصًا في الرابع من تموز. لكنني ألقيت امامهم كلمة كما أفعل الآن امامكم، ودعوتهم الى تقديم التزاماتهم الخاصة تجاه لبنان والعمل على تطوير مهارات القيادة لديهم حتى يكونوا قوى للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. نصحتهم باتخاذ خطوات للنهوض بما هو صواب، بدلاً من تشتيت انتباههم بشعارات تبتعد عن التقدّم والتعافي. أخبرتهم أن هذه هي الروح التي نحتفل بها في عيد استقلالنا. إذ حيثما توجد إرادة، يوجد السبيل.
إن المجتمعين هنا اليوم هم شركاؤنا ومنفذونا ومحاورونا. وكما قلت في البداية، هم أصدقاؤنا. وأود أن أقدم إليكم بكل احترام الدعوة ذاتها التي وجهتها الى هؤلاء الأصدقاء الشباب في العام الماضي.
لا يمكن للبنان أن يتحمل المشاحنات السياسية أو الارتباكات الشعبوية أو التأخير في تنفيذ الإصلاحات. إذن، السؤال هو، كيف يمكننا أن نتبنى عباءة السعي وراء الحرية والعدالة للجميع؟ الذي هو موضوعنا الليلة، كل يوم، وفي كل أفعالنا وتفاعلاتنا. دعونا نعقد العزم على مساعدة شعب لبنان على الخروج من الأزمات المعقدة التي يواجهها هذا البلد واستعادة مكانته كمنارة لريادة الأعمال والازدهار، وكذلك الريادة في الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط.
شكرا لكم جميعا.