“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
كشف مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم اثناء زيارة الى واشنطن بأن ملف المفقودين الاميركيين الستة في سوريا وضع مجددا على نار حامية. وتطرق الى مصير الصحافي اوستن تايس كاشفا أن لا تطمينات لديه من سوريا بأنه لا يزال على قيد الحياة.
التقى مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم منسق الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي الاميركي بريت ماكغورك في البيت الابيض اثناء زيارة رسمية الى واشنطن استهلها يوم السبت الفائت وهي الاولى في عهد الرئيس الاميركي جو بايدن. وبالاضافة الى لقاءات اللواء ابراهيم مع مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية ومسؤولي اجهزة المخابرات الاميركية، كانت لوالدة الصحافي الاميركي اوستن تايس السيدة ديبرا تايس حصة الاسد من اللقاءات مع اللواء ابراهيم الذي التقاها لثلاث مرات لغاية اليوم بحسب ما كشف لصحيفة “ذي ناشونال”، ما يشير الى اهمية ملف المفقودين الاميركيين في سوريا وعددهم 6 في مقدمتهم الصحافي اوستن تايس الذي اختفى في الرقة في العام 2012 اثناء تغطيته للحرب.
يعتبر تايس السبب الرئيسي لزيارة اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن وقد بحث الرئيس الاميركي جو بايدن ملفه في 4 الجاري مع والديه ديبرا ومارك وتعهد لهما بحسب عدة مواقع منها “أكسيوس” انه سيقوم بالتواصل المباشر مع النظام السوري لاعادة ابنهما الذي بلغ من العمر 40 عاما.
في آخر تطورات القضية كشف اللواء عباس ابراهيم اليوم لصحيفة “ذي ناشونال” اثناء الزيارة التي يقوم بها بناء على دعوة رسمية من الحكومة الاميركية بأنه بحث في موضوع تايس ” وتم الاتفاق على ضرورة احداث تقدّم بهذه القضية، لكن يترتب علينا في البداية معرفة كيفية بناء الجسور بين واشنطن ودمشق”. وذكّر اللواء ابراهيم بأنه ابان عهد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب “حدث تقدم كبير واقتراب من الحلول”. والتقى اللواء ابراهيم والدة تايس لثلاث مرات في غضون الايام الثلاثة الماضية في واشنطن،وقال لـ“ذي ناشونال”:” نحن لسنا متأكدين من أن السيد تايس هو على قيد الحياة، لا أحد متأكد من ذلك، لا يمكنني التأكد بلا أن أحصل على تطمين من سوريا بأنه على قيد الحياة”. وأضاف:” سوف أذهب للقائهم فور عودتي من هذه الزيارة”.
وقال تقرير ذي ناشونال بأن المحادثات التي حصلت في العام 2020 من قبل مسؤولين اميركيين في دمشق (كان اللواء ابراهيم حاضرا) توجت بمطالب للرئيس السوري بشار الاسد بأن تنسحب قوات الولايات المتحدة الاميركية من الرقةواعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ورفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا.
وفي لقاء مع قناة “الحدث” قال اللواء ابراهيم اليوم الاربعاء بأنه التقى “في البيت الابيض كبار المسؤولين في الامن القومي الاميركي للبحث في ملفات لبنان والمنطقة وملف المفقودين الاميركيين في سوريا” وكشف انه التقى بريت ماكغورك وكان تركيز “على ملف المحتجزين وفي مقدمتهم اوستن تايس والطبيب من اصل سوري مجد كامالماز وهما من ضمن المحتجزين الستة. واشار اللواء ابراهيم ردا على سؤال الزميلة ناديا البلبيسي:” إذا لم تكن توجد دينامية للتقريب في وجهات النظر بين الطرفين السوري والاميركي فيجب خلقها لأن الملف انساني ومعالجته تكون بعيدا من السياسة وتشعباتها”. وعن مصير هؤلاء المحتجزين ودوره هو الملقب بـ”رجل المهمات الصعبة” قال اللواء ابراهيم:” لا شيء مستحيل ولا اعتقد أنه ستكون اية عرقلة في هذا الملف لا من قبل الاخوة في سوريا ولا من قبل اصدقائهم في الولايات المتحدة الاميركية، وكنا توصلنا الى شبه اتفاق في عهد الرئيس ترامب ووقعت ظروف حتمت عدم التنفيذ ويجب البدء من حيث انتهينا، والطرفان لن يعارضا أية وساطة لحل هذا الموضوع”.
بالعودة الى لقاء الرئيس بايدن مع عائلة اوستن تايس في 4 الجاري، أشار الموقع الأميركي أكسيوس إلى أن والدي تايس، مارك وديبرا تايس، يعتقدان أن مشاركة بايدن الشخصية، سترسل إشارات إلى سوريا بأن الحكومة الأمريكية تنظر إلى حرية نجلها على أنها أولوية وستتفاوض بحسن نية بعد سنوات من العقوبات والعزلة.
ووصف والداه بايدن بأنه “عاطفي ومدرك تماما لتفاصيل قضية أوستن. وقال والده: “أخبرنا (بايدن) أنه اتصل بأشخاص من الإدارات السابقة التي كانت على علم بالقضية للحصول على المعلومات وطرح أسئلة عليهم حول ما يعتقدون أنه يمكن القيام به”.
ويأتي لقاء بايدن مع والدي تايس، بعد أن وجه رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض ستيفن بورتنوي نداء مباشرا للرئيس الأمريكي “للعمل من أجل حرية الصحفي”.
هذا وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، في بيان، إن بايدن “كرر التزامه بمواصلة العمل عبر جميع السبل المتاحة لتأمين عودة أوستن التي طال انتظارها إلى عائلته. وأكد أن إدارته ستعمل بلا هوادة حتى يتم إعادة أوستن والأمريكيين الآخرين المحتجزين كرهائن في جميع أنحاء العالم بأمان ليكونوا مع أحبائهم”.
يذكر بأنه في تشرين الاول من العام 2020 زار اللواء عباس ابراهيم واشنطن والتقى ايضا كبار المسؤولين في ادارة الرئيس دونالد ترامب وفي مقدمتهم مستشار الامن القومي روبرت اوبراين. وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال في 19 تشرين الثاني 2020 بعنوان:”ملف تايس وكاملماز أساسيان في محادثات اللواء ابراهيم في واشنطن” تقريرا بقلم مراسليها ديون نيسيمبوم وجاريد مالسن كشفت فيه بأن ” مسؤولا رفيعا في البيت الأبيض سافر الى دمشق حيث عقد اجتماعات سرية مع نظام الأسد، وهي المرة الاولى التي يجتمع فيها مسؤول رسمي رفيع في سوريا مع الحكومة المعزولة هناك منذ أكثر من عقد، وذلك بحسب موظفين رسميين من إدارة ترامب ذي علاقة عليمة بهذه المفاوضات.”. أضافت الصحيفة الأميركية بأن ” كاش باتل، وهو المساعد الخاص للرئيس دونالد ترامب والمسؤول الرفيع في البيت الابيض لشؤون مكافحة الارهاب سافر الى دمشق مطلع هذا العام في محاولة بذلها من اجل اطلاق سراح أميركيين يعتقد أنه تمّ احتجازهما من الرئيس بشار الأسد، بحسب مسؤولين رسميين على علم بالزيارة، لكنهم امتنعوا عن الافصاح عن هوية الشخصيات التي التقاها باتل”.
واشارت “وول ستيرت جورنال” في تقريرها الى أن “زيارة مدير عام الأمن العام في لبنان اللواء عباس ابراهيم الى الولايات المتحدة الأميركية ولقائه مع مستشار الأمن القومي في البيت الابيض روبرت أوبراين كان بهدف مناقشة ملف الاميركيين المحتجزين في سوريا بحسب أشخاص على علم بالمحادثات”. أضافت الصحيفة بأن “السيد إبراهيم مدير عام الامن العام اللبناني، عمل كوسيط محوري بين الولايات المتحدة الاميركية وسوريا. في العام الفائت أسهم في كفالة أمن تحرير سام غودوين، وهو رحالة أميركي احتجز لاكثر من شهرين بينما كان يزور سوريا كجزء من مخططه لزيارة أنحاء العالم”. وقالت الصحيفة بأن عائلتي تايس وكاملماز تعتقدان بأن الرجلين لا يزالان على قيد الحياة لكن المسؤولين الرسميين السوريين لم يقدّموا براهين نهائية حول هذا الموضوع. وذكرّت الصحيفة بأن الرئيس دونالد ترامب أبدى اهتماما شخصيا في محاولة توفير إطلاق اوستن تايس وهو ذكره في مؤتمر صحافي عقده في آذار الفائت وأصدر بيانا بمناسبة الذكرى الثامنة لاختفائه”.