“مصدر دبلوماسي”
مقالات مختارة
مجلة الامن العام
مارلين خليفة
تصوير عبّاس سلمان
تشابكت المسائل الادارية والمالية في وزارة الخارجية والمغتربين مع تلك السياسية ببعدها الاقليمي، اضيفت اليها حرب ضروس بين روسيا واوكرانيا. تجمعت هذه المعضلات كلها منذ 12 ايلول الفائت لتنتصب جبلا من العقد في وجه وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب
اعتقد السفير السابق في واشنطن واحد المسؤولين السابقين ايضا في البنك الدولي والباحث والاكاديمي ومؤسس مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية الدكتور عبدالله بوحبيب بأنه سيكون وزيرا للخارجية لفترة حكومية انتقالية عابرة، لكنه سرعان ما وجد نفسه مترئسا بطلب من رئيس الحكومة خلية ازمة وزارية لمعالجة التدهور في العلاقات بين لبنان والسعودية، ثم صار مفاوضا رئيسيا في ما يخص المبادرة الكويتية، وبات في واجهة ادارة موقف لبنان من الحرب الروسية الاوكرانية. ربما يكون وزير الخارجية الوحيد الذي تفجرت في وجهه البراكين الادارية والمالية الكامنة في وزارة الخارجية والمغتربين منذ تأسيسها، وذلك بعد ان قوض انفجار مرفأ بيروت مقرها الرئيسي في قصر بسترس في 4 آب 2020.
في هذا الحوار الشامل، يشرح الدكتور عبدالله بوحبيب المشاغل الادارية والمعضلات السياسية وطموحاته التي فرملها الواقع المرير للبنان.
* منذ تسلمك مهامك في وزارة الخارجية والمغتربين في فترة انتقالية لغاية الانتخابات النيابية، انفجرت في وجهك تراكمات السنين الماضية، فاضطررت الى القيام باعادة هيكلة للوزارة والرواتب وتقليص لعدد البعثات وسط تعثر المناقلات الديبلوماسية؟ كيف تواجه هذه الاستحقاقات الادارية كلها؟
– تواجه كل الوزارات في لبنان مشاكل مماثلة، بسبب فراغ حكومي دام عامين، لذلك فان المشاكل كثيرة ويحاول كل وزير حل الامور في نطاقه. نحن في وزارة الخارجية والمغتربين قمنا بسلة من الاصلاحات بعضها اقررناها نحن، واخرى ارسلناها لكي تعرض على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب في شأنها، ولا تسأليني عن سبب “التقتير” في عرض هذه الاصلاحات لانني لا اعرف. اعادة هيكلة الوزارة لا تتم عشوائيا بل وفقا للتشكيلات التي طالما ايدت ان تحصل لجميع الديبلوماسيين الذين اتموا اكثر من مدتهم القانونية في الخارج. لكن ثمة اراء اخرى يجب اخذها في الاعتبار. في ما يخص تقليص النفقات فهي مهمة بالنسبة الى الميزانية الخارجية التي تبلغ قيمتها بالدولار 90 مليون دولار، ونحن نعمل على خفضها الى ما دون 70 مليون دولار. خفّضنا رواتب الديبلوماسيين الى ما يزيد عن 25 في المئة، (ملاحظة من المحرر: تمّ اقرار هذا التخفيض من قبل مجلس الوزراء اخيرا) كذلك رفعنا الرسوم القنصلية في الخارج وهي مهمة جدا لزيادة مداخيل الدولة اللبنانية، كانت المصادقات بليرة واحدة احيانا، وقدمنا اقتراحا ايضا بتعليق العمل بـ17 سفارة وقنصلية عامة واتبعنا المعايير الاتية: الاهمية السياسية، مدخولها ونفقاتها، واذا كانت توجد جالية كبرى ام لا؟
* ما هي ابرز البلدان التي شملها هذا القرار؟
– معظم البعثات هي في اميركا اللاتينية وفي بعض البلدان العربية كالسودان وليبيا واليمن والبحرين وفي اوروبا ايضا مثل بلغاريا وبراغ. لكن لم يتخذ اي قرار نهائي بعد. اود الاشارة الى اننا في طور اعتماد نظام جديد لوزارة الخارجية والمغتربين، اذ يسمح النظام الحالي بأن يمضي السفير مدة تصل لغاية 10 اعوام في الخارج والمستشار وما دون 7 اعوام، ان معظم السفارات في العالم لاسيما الغربية منها ترسل السفير 3 او 4 اعوام ثم يعود الى البلد حتى يبقى ملما باحواله. ما يحصل في لبنان، انه حين يتقاعد السفراء يبقون في الخارج لانهم يفقدون امكان التأقلم في لبنان، لذا نحاول اعادتهم الى العيش في البلد اقله 3 اعوام، ثم يعاودون السفر الى الخارج، لكن هذا الامر يحتاج الى الكثير من العمل والوقت.
* هل البلبلة التي اثارها تعليق بعض السفراء عملهم بسبب تعثر اقرار المناقلات في وقتها له انعكاس على انتخابات المغتربين؟
– لدينا مشاكل كثيرة. ثمة سفراء لم يقبضوا رواتبهم في الخارج منذ شهرين، والملحقون الاقتصاديون منذ 3 اشهر، لذا استقال عدد منهم (ملاحظة من المحرر: تغير هذا الوضع إذ تمّ دفع الرواتب منذ قرابة الاسبوعين وانتهت هذه المشكلة راهنا) اجراء انتخابات المغتربين يتطلب توافر مبالغ بالدولار تبلغ 4 ملايين ونصف مليون دولار، وفرت الدولة اللبنانية منها 3 ملايين، ووفرنا حوالى مليون لمراكز الانتخابات، وكنت اتمنى ان يساعدنا المجتمع الدولي بنصف مليون دولار لتمويل كلفة النقل البريدي عبر خدمة “دي اتش ال”، لكنه لم يقم بذلك. نحتاج الى هذا الخدمة بغية ارسال صناديق الاقتراع من لبنان الى كل مراكز الاقتراع في العالم. لدينا 208 مراكز ميغاسنتر في 612 صندوق اقتراع، ويبلغ عدد المقترعين 225 الفا في 59 بلدا، ويكلف نقل الصناديق قرابة 600 الف دولار، يجب عليهم ان يحضروها من اماكن عدة. ينص القانون على وجود 3 مندوبين عند كل صندوق بالاضافة الى مسؤول عن الميغاسنتر، وهو سيكون ديبلوماسيا، وبما انه لا يوجد 200 ديبلوماسي متفرغ لهذا الموضوع، يجب التعاقد مع لبنانيين كما حصل في انتخابات 2018، الا ان الحاجة في تلك السنة كانت اقل لأن عدد الناخبين لم يتجاوز 82 الفا، اقترع منهم قرابة 50 الفا. بينما يبلغ عدد الناخبين اليوم 225 الفا واحتاج الى 2200 متعاقد ليكونوا عند الصناديق، وهؤلاء يتقاضون اجرا ليبقوا في مراكز الاقتراع من السابعة صباحا ولغاية العاشرة ليلا، ويجب ان يناموا الى جانب الصناديق في انتظار ان تنقلها خدمة “دي اتش ال” صباحا الى بيروت. في اوستراليا يطلب هؤلاء الف دولار اوسترالي في اليوم، لدينا مشكلة ولا يوجد دولار نقدي. (ملاحظة من المحرر: أجريت انتخابات المغتربين في 6 و8 أيار الجاري في 58 بلدا حول العالم وقد وفّرت السفارات الاموال اللازمة على أن تدفع وزارة المالية ما تمّ رصده للوزارة لاحقا).
* لماذا لم يساعدكم برنامج الامم المتحدة الانمائي والاتحاد الاوروبي؟
– لا اعرف، فانا لم يصلني منهما اي شيء.
* هذا يعني بأن انتخابات المغتربين في خطر؟
– الانتخابات حاصلة حتما ونحن نعمل على حلول. (ملاحظة من المحرر: أجريت الانتخابات في 6 و8 ايار بنجاح تام)
* ماذا عن اعادة النظر في وضع رسوم تجارية عادلة على بعض السلع المستوردة من الدول العربية وقد تم خفضها في احد العهود الى مستوى اللاشيء؟
– لا اعرف مَن خفض هذه الرسوم من 4 في المئة الى واحد في المئة، لكننا اعدناها وقريبا يبدأ العمل بالقرار الجديد.
* هل انتهت صلاحية الملحقين الاقتصاديين وقد علمنا باستقالات في صفوفهم؟
– لا يزالون موجودين وهؤلاء يعملون بالتعاقد. خسرنا لغاية اليوم ثلاثة من اصل عشرين قرروا الاستقالة.
* في الشق السياسي، اندلعت في الحقبة التي توليت فيها الوزارية ازمة العلاقات مع السعودية ودول الخليج، وتابعت المبادرة الكويتية شخصيا ما افضى الى عودة سفراء هذه الدول للعمل في لبنان، كيف واكبت هذه الازمة وكيف تمت معالجتها؟
– تم تشكيل خلية الازمة يومها من اجل التحاور وقتذاك مع الزميل جورج قرداحي، وكان اجماع بأن النتيجة الافضل هي في استقالته. يومها تواصلنا معه ولم يوافق، لكن في النهاية نفذ القرار الذي اتخذناه هنا في مقر وزارة الخارجية والمغتربين وهو القرار الصحيح وان طبق باساليب مختلفة. كانت المبادرة الكويتية هي الطريق التي اوصلت الى النجاح، وانا تابعتها شخصيا وحضرت اجتماعات عدة، وكان وزير خارجية الكويت الشيخ احمد ناصر المحمد الجابر الصباح اساسيا في هذا النجاح.
* بماذا تعهدت الدولة اللبنانية؟
– نحن على استعداد دائم لتطبيق قرارات الامم المتحدة برمتها، لكنها تحتاج الى آلية. تم اصدار القرار 425 من دون آلية، وفي النهاية خرجوا (اي الاسرائيليين) بالمقاومة وليس بآلية الامم المتحدة. ان تطبيق القرارين 1559 و1701 يحتاج الى مساعدة الامم المتحدة واخواننا العرب لاتباع آلية لنرى الى اين تصل.
* لكن الورقة الكويتية تتضمن مطالب تتعلق بالخطاب السياسي اللبناني المعتمد حيال دول الخليج وبضبط تهريب المخدرات؟
– نعم، هي نقاط اساسية. نحن بلد ديموقراطي ولا يمكنني ان امنع لبنانيا من ابداء رأيه، لكن باحترام. لا نقبل ان يهين احد الاخر، ونحن كدولة عملنا على توقيف مؤتمرات لمعارضين او لاجئين سياسيين، لكن لا يمكنني ان امنع اللبناني من ان يحكي ما يريده. في المؤتمرات التي حصلت كان معظم الحضور والمتحدثين من اللبنانيين.
* هل ترى ان عودة سفراء الخليج الى لبنان اسبابها سياسية انتخابية ام رغبة في اعادة لبنان الى الحضن العربي؟
– اولا ان لبنان لم يترك الحضن العربي. لبنان بلد عربي الهوية والانتماء، وهذا ليس ملكا لاي فئة لكي تقول لنا ان وجودها هنا يعيد لبنان عربيا. لا شك في ان عودة السفراء تساعد، وانا لطالما تساءلت هل يقوي الفراغ وغياب الخليجيين موقفهم في لبنان ام يضعفه؟ يبدو انهم استخلصوا اخيرا بأن الغياب يضعف موقفهم سواء في لبنان او في المنطقة، لذلك عادوا، واهلا وسهلا بهم ونحن تهمنا عودتهم.
* هل من معلومات لديكم عن المناقشات الجارية بين ايران والسعودية في بغداد والتي جمدت لفترة اخيرا؟
– اود القول، ويا للاسف، ان المعلومات التي تصلنا هي من الجانب الايراني. ما فهمته من الجانب الايراني ان هذه المفاوضات ستستمر وسيكون تعاون اقوى بين الدولتين، وهنالك امكانات عالية لحصول اتفاق حول اليمن، وان تقدم ايران المساعدة لوقف الحرب اليمنية. اشير هنا الى ان كل اتفاق في المنطقة او في العالم يخص الشرق الاوسط يفيد لبنان.
* ماذا عن موقف وزارة الخارجية والمغتربين من الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا، ولماذا التناقض بين الموقف الاول في تصويت لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد العملية العسكرية الروسية ثم امتناعه عن التصويت على اخراج روسيا من مجلس حقوق الانسان؟
– ادان لبنان استخدام القوة لحل مشاكل عالقة. نحن لا نقول انه لا توجد مشاكل عالقة، لكن لا نقبل باستخدام القوة لاننا عانينا من استخدامها ومن الاجتياحات. نحن نؤمن بأن حل المشاكل يكون بالحوار حتى لو تطلب اعواما، فالحوار افضل من الحرب. بعد اعوام طويلة من الحرب اللبنانية، اجتمع الاطراف وتحاوروا واتفقوا ولم تحل بسيطرة فريق على آخر. نحن صوتنا في الجمعية العامة للامم المتحدة مع القرار الداعي الى ان توقف روسيا الحرب واستخدام العسكر وتعود الى الحوار. ان الدمار الذي يحصل اليوم والضحايا غير مقبول. لكننا في المقابل ضد تسييس المنظمات الدولية. نحن مع الحوار، لكن اذا طردنا روسيا من اي منظمة دولية، منها منظمة حقوق الانسان، هذا يعني الغاء الحوار، فمع مَن يتم الحوار؟ وقفنا مع ادانة روسيا لاستخدامها القوة لكننا لا نؤيد وقف الحوار معها. بالتالي ان موقفنا منسجم مع انفسنا وهو ليس متناقضا.
* تسبب موقف وزارة الخارجية حيال الازمة الروسية الاوكرانية في انقسام في البلد، لماذا لا تتخذ القرارات في اطار الحكومة مجتمعة فلا يكون ناتجا عن قرار رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية فقط؟
– ابلغ رئيس الحكومة مجلس الوزراء هذا الموضوع، وتم التداول بالقرار بين الوزراء وكان هنالك معارضون وموافقون، وهذه القرارات تتخذ بالمشاورات وليس بالتصويت.
* روسيا دولة مهمة وتصدر القمح والمشتقات النفطية وقد كان الروس واضحين من ان الدول التي لن تدعمهم لن تحظى بأي دعم غذائي، الم يشكل موقف لبنان خطرا على الامن الغذائي فيه وسط تهدم الاهراءات في مرفأ بيروت؟
– لم يتخذ لبنان موقفا ضد روسيا، نحن اتخذنا موقفا ضد استخدام القوة فقط. ان معظم استيرادنا من القمح هو من اوكرانيا، وحتى الكمية الاكبر من الزيوت النباتية هي من اوكرانيا والبعض منها من روسيا.
* الا نستورد مشتقات نفطية من روسيا؟
– العراق هو الدولة الوحيدة التي نستورد منها النفط بقرابة 75 الف طن شهريا، اما القمح فنشتريه من السوق الحرة.
* ما هي ابرز اتفاقات التعاون التي وقعت في عهدك مع وزارة الخارجية؟ وآخرها مع المانيا واليابان والولايات المتحدة الاميركية وسواها؟
– ثمة العديد من الاتفاقات اكتفي بتعداد ابرزها: اتفاق مع الحكومة اليابانية حول التعاون التقني تم بموجبه انشاء مكتب اقليمي للوكالة اليابانية للتعاون الدولي في لبنان، اتفاق للتعاون المالي مع المانيا حصل لبنان بموجبه على 50 مليون يورو كهبة لاحتواء جائحة كورونا ولترميم مدارس وشبكات صرف صحي وشؤون اخرى، توقيع اتفاق مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية انشئ بموجبه مكتب اقليمي للمنظمة في لبنان يغطي منطقة الشرق الاوسط، اتفاق مع الولايات المتحدة الاميركية “ليهي” Leehy
يتعهد بموجبه لبنان ان المساعدات الاميركية للجيش والقوى الامنية تحول لهم فحسب، توقيع اتفاق مع هنغاريا تعطى بموجبه منحا جامعية للطلاب اللبنانيين، اتفاق مع تركيا حول التدريب الديبلوماسي يتم بموجبه ارسال 10 ديبلوماسيين سنويا لمتابعة دورات ديبلوماسية في تركيا، توقيع اتفاق مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر لانشاء مكتب اقليمي للاتحاد في لبنان، توقيع اتفاق مع مفوضية الامم المتحدة لحقوق النسان لانشاء مكتب اقليمي في لبنان.
* ماذا عن تجديد اولويات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي والتي تحصل عادة كل 7 اعوام وقد تأجلت اخيرا لعامين بسبب جائحة كورونا؟
– بدأنا البحث في مشروع كان اعده الاوروبيون وهو مسودة للشراكة المتقدمة مع الاتحاد الاوروبي. لم ينته النقاش لغاية الان بين الوزارات المعنية قبل ان ينتقل البحث الى الجانب الاوروبي.
* شاركت في الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري وتسلمت رئاستها في القاهرة، ما اهمية ذلك على لبنان؟
– ان هذه الرئاسة رمزية وليست لديها قوة تنفيذية.
* ما هو المناخ العربي والخليجي حاليا تجاه بلدنا؟
– اتمنى على سفراء الخليج الذين عادوا الى لبنان ان يعملوا من اجل وحدة اللبنانيين، وليس ان يزيدوا من التفرقة في ما بينهم.
* ماذا عن استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر سوريا؟ وماذا عن العلاقات بين لبنان وسوريا؟
– هنالك امكان لاستجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن عبر سوريا ونعمل على تحقيقها قريبا. العلاقات مع سوريا جيدة لكن لا توجد اجتماعات عادية بسبب العقوبات المفروضة عليها، وبالتالي ان اقتضت مصلحة لبنان الاجتماع بهم فلن نتأخر، واخيرا كان وزير الزراعة في سوريا.
* هل سيبقى قصر بسترس في الاشرفية وهو المقر التاريخي للخارجية اللبنانية مدمرا؟
– في الوقت الراهن نعم، لأن الدولة اللبنانية غير قادرة على دفع مبالغ طائلة بالدولار لاعادة بنائه، وليس من اي مانح يقبل بأن يبني قصرا لا تمتلكه الدولة، ولغاية الان لا يوجد حل لهذا الموضوع.