“مصدر دبلوماسي”
عقد سفير اوكرانيا في لبنان إيهور أوستاش ظهر اليوم الاثنين مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة الاوكرانية في اليرزة شرح فيه الصراع العسكري الذي يدور منذ خمسة أيام بين بلاده وروسيا وشرح الشروط الاوكرانية في المفاوضات الجارية مع موسكو. وطلب السفير اوستاش من الحضور الاعلامي الوقوف دقيقة صمت عن روح الضحايا الاوكرانيين في الحرب. وردا على سؤال صحافي حول بيان وزارة الخارجية والمغتربين وعمّا يمكن ان يكون عليه موقف اوكرانيا إن تمّ التراجع عنه قال السفير أوستاش:” إن قرار الحكومة اللبنانية ليس اعتباطيا بل جاء نتيجة معاناة لبنان من اجتياحات أدت الى وقوع ضحايا كثر. كانت بيروت يوما ما كييف…لذا يتفهم اللبنانيون المعاناة الاوكرانية وبيان الخارجية اللبنانية مكتوب بدماء اللبنانيين”.
وقال السفير أوستاش في كلمة له : (…)” بلادي كلها تحترق: مدن وبنى تحتية لكن الشيء الأكثر إيلاما هو الأعيان والمنشآت المدنية، والمدنيون والأطفال يتعرضون للنيران والغارات الجوية. تقوم القوات الروسية بقصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس وحتى سيارات الإسعاف. فيما يلي بعض الوقائع المؤكدة: قصف روضة الأطفال “سونيتشكا” في مدينة أوختيركا في محافظة سومي ؛ أصابت شظايا القذائف، التي من المحتمل أن تكون أطلقت من منظومة صواريخ غراد، أحد مباني مجمع الأطفال في بلدة فورزيل ، في محافظة كييف؛ في كييف يوم 26 شباط في شارع إولينا تيليها، أطلقت مدرعة روسية النار على سيارة تقل أسرة تضم ثلاثة أطفال؛ أطلقوا النار على سيارة في بلدة نوفا كاخوفكا فيها أسرة مسالمة، حيث استشهد طفلان. كما أطلقت القوات الروسية النار على حافلة تقل سكان بلدة توريتسك بالقرب من قرية فولوخيف يار في محافظة خاركيف. وأثناء القصف المدفعي لقرية بورودينكا في محافظة كييف، أصابت قذيفة منزلًا ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وأصابة طفل في حالة حرجة. في غضون ثلاثة أيام قتل المعتدون الروس قرابة مائتي مدني بينهم 7 أطفال. وأصيب 100 طفل آخرين. يتم الآن جمع كل هذه الحقائق والأدلة لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية ، حيث يحاكم أكبر مجرمي الحرب.
الأمن النووي في أوروبا مهدد: تم الاستيلاء على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، والجيش الموجود لا يضم متخصصين نوويين، وإنما ببساطة أشخاص يحملون شهادات تعليم عالي، ربما يحدث هناك انفجار بسبب أفعال غير المسؤولة.
وفقًا للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي ، غادر 150 ألف لاجئ أوكرانيا.
وبحسب محللين عسكريين، استخدمت روسيا ثلثي أسلحتها ضد ما تسميه دولة شقيقة في أربعة أيام. هل هكذا يعامل الاخوة؟ لا أظن. ألا تتفقون معي هنا. هذه حرب ضد سيادة دولة أوكرانيا التي تقدس الحرية.
لكن الجيش الأوكراني فاجأ العالم كله. يمكن أن يطلق عليه بالفعل جيش إسبرطة ال300. وقد صد الجيش الأوكراني المعتدين بشكل حاسم، حيث تجاوز عدد قتلى المحتلين الروس حتى صباح اليوم 5300 قتيل. تم أسر أكثر من 200 مهاجم. عدد الأسرى آخذ في الازدياد. نشعر بالحزن لأن معظمهم من السباب صغار السن، أكبر بقليل من سن المراهقة، الذين لن يعودوا أبدا الى المنزل حيث ينتظرهم أمهاتهم وزوجاتهم أو أزواجهم أخواتهم وإخوتهم.
ناشدت الحكومة الأوكرانية الصليب الأحمر لنقل آلاف جثث الجنود الروس، كما استحدثت خطاً ساخناً وأطلقت موقع 200rf.com – يمكن بموجبه الاستعلام عن جنود روس أسروا أوقتلوا. من خلال هذا الموقع، يمكن لجميع الأمهات الروسيات الاتصال ومعرفة مصير أولادهن.
مئات المركبات المدرعة تم تدميرها، من بينها أكثر من مائة دبابة روسية، كما تم إسقاط 29 طائرة مقاتلة، و 29 مروحية، وتدمير منظومة بيتش، وزورقين قتاليين.
استغلت روسيا إمكانياتها في مطالبة الرئيس لوكاشينكو بعقد اجتماع على الحدود الأوكرانية البيلاروسية على نهر بريبيات.
المهم في الأمر، أن العالم كله يدعمنا. التحالف الدولي للدفاع عن أوكرانيا والسلام يزداد قوة كل يوم. وتضم حتى الآن 73 دولة و 9 منظمات دولية. بصفتي دبلوماسيًا، أفتخر بلبنان الذي أدان (برغم ظروفه الصعبة) اجتياح الأراضي الأوكرانية وأصدر بياناً قال فيه: نظرًا لما شهده تاريخ لبنان الحديث من إجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر التي إمتدّ أثرها البالغ لسنوات طويلة على إستقراره وإزدهاره، فإنّ لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم.
فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مجموعتين من الإجراءات التقييدية، والتي تشمل عقوبات شخصية ضد الأفراد والكيانات القانونية، مما يحد من قدرة الدولة والحكومة الروسية على الوصول إلى رؤوس الأموال في الاتحاد الأوروبي والأسواق والخدمات المالية. كما فرضت عقوبات شخصية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كما قرر مجلس الاتحاد الأوروبي تطبيق حزمة أخرى من العقوبات الفردية والاقتصادية ضد بيلاروسيا. وأغلقت كل أوروبا مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية.
الخميس الماضي استضافت سفارة أوكرانيا في لبنان اجتماعاً مع سفراء مجموعة الدول السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي في لبنان، الذين حضروا للتعبير عن تضامنهم ودعمهم للشعب الأوكراني في قتاله ضد العدوان الروسي. وأشاد الدبلوماسيون ببيان الخارجية اللبنانية الصادر في 24 شباط 2022 بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا، والذي يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض.
نحن الآن ننتظر انتهاء الاجتماع في بريبيات. لكن شروط الإجتماع هذه المرة لم تحددها روسيا، بل أوكرانيا بدعم من العالم المتحضر بأسره”.