“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
إعتبر السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف بأن ” بيان وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية لا يراعي العلاقات الثنائية الودية التاريخية بين البلدين”، كلام روداكوف جاء اليوم الأحد في مؤتمر صحافي عقده في المقر السفارة الروسية في بيروت لإيضاح نقاط تتعلق بمجريات الاوضاع في اوكرانيا وخلفيات “العملية الخاصة” كما وصفها رافضا القول ما يروّج عن حرب عالمية ثالثة.
وردّا على سؤال لموقع “مصدر دبلوماسي” حول إحتمال أن يكون لبيان “الخارجية اللبنانية” الذي تمّ اعداده مع رئاسة الحكومة اللبنانية تداعيات على العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا بجوانبها المختلفة قال السفير روداكوف:” لا أظن بأن هذا البيان يؤثّر كثيرا على العلاقات الثنائية بين روسيا والجمهورية اللبنانية، ولكن طبعا، نحن كأية دولة نرى من يكون معنا في الايام الصعبة ومن يكون ضدنا”.
وردّا على سؤال صحافي عن إمكانية أن يكون بيان وزارة الخارجية قد أوجد شرخا في العلقاات التجارية بين موسكو وبيروت وعلى امكانية ان تساعد موسكو لبنان في ادخال القمح قال السفير روداكوف:” أنتم تعرفون ان ما حدث غيّر الوضع بشكل تام، وغيّر بعض الاتفاقيات والمعاهدات التي كانت موقعة مسبقا، وطبعا حاليا لا بد أن نرى الامكانات الاضافية لحل بعض المشاكل، وخصوصا في ما يتعلق بتصدير القمح والمواد الغذائية الاخرى الى الجمهورية اللبنانية. طبعا هذا يتطلب عملا كثيرا بما في ذلك روسيا جاهزة لاستلام اي اقتراحات من الجانب اللبناني ودراستها والتعاون في هذا الصدد”.
ووزعت السفارة الروسية في بيروت على الصحافيين والاعلاميين خطابا ترجم الى الانكليزية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين القاه في 24 شباط 2022 يشرح فيه حيثيات العملية العسكرية في اوكرانيا.
وقبل افتتاحه المؤتمر الصحافي ألقى السفير روداكوف بيانا مكتوبا أشار فيه الى أن “مطالبة موسكو مرارا وتكرارا بضرورة تنفيذ إتفاقيات مينسك الموقعة عليها من قبل روسيا واوكرانيا والمانيا وفرنسا، حيث تنص بشكل واضح على عدم السماح لأي دولة اجنبية استخدام الأراضي لتشكيل تهديد للدولة المجاورة، وعلبى ضرورة مراعاة أحكام وخصوصية جمهورتي دونيتسك ولوغانسك. لكن حكومة كييف ومعها حلف الناتو يتجاهلان تماما حقوق مواطنين روس يعيشون في هاتين الجمهوريتين، ويتجاهلان حق موسكو في حماية حدودها وامنها القومي”. وفي المؤتمر الصحافي أشار السفير روداكوف بقوله: “إننا نبدأ الحرب بين روسيا واوكرانيا ونحن ضدّ أية حرب في العالم كلّه، انتم تعرفون سياسة روسيا في العالم كلّه، عندما دخلنا الى سوريا وأوقفنا انتشار الافكار التكفيرية والارهابية حافظنا على الدولة السورية. الامر ذاته، نحن نريد ان تكون اوكرانيا دولة مجاورة صديقة وسلمية تجاه روسيا واوروبا، ولكن طبعا نحن لا نفكر ولا نريد ان تصل هذه العملية العسكرية الى حرب عالمية ثالثة (…)”.
النص الحرفي لبيان السفير روداكوف
الاعلاميات الكريمات والاعلاميون الكرام،
اهلا بكم في سفارة روسيا الاتحادية في بيروت التي لطالما كانت ملتقى للتعاون الوثيق بين روسيا ولبنان في مختلف المجالات: الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وغيرها. أما الاحداث الكبيرة التي تجري بين روسيا وحكومة كييف إقترحت ان نلتقي اليوم لأوضح بعض النقاط الأساسية:”
أولا، إن دولة روسيا الاتحادية لا تنتهج سياسة عدائية تجاه اوكرانيا بل هي تمارس حقها المنصوص عليه في المادة 51 لميثاق الامم المتحدة التي تؤكد على حق في حماية امنها القومي والمواطنين الروس المقيمين بما في ذلك في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
لقد طالبت موسكو مرارا وتكرارا بضرورة تنفيذ إتفاقيات مينسك الموقعة عليها من قبل روسيا واوكرانيا والمانيا وفرنسا، حيث تنص بشكل واضح على عدم السماح لأي دولة اجنبية استخدام الأراضي لتشكيل تهديد للدولة المجاورة، وعلبى ضرورة مراعاة أحكام وخصوصية جمهورتي دونيتسك ولوغانسك. لكن حكومة كييف ومعها حلف الناتو يتجاهلان تماما حقوق مواطنين روس يعيشون في هاتين الجمهوريتين، ويتجاهلان حق موسكو في حماية حدودها وامنها القومي.
ثانيا، عدم التجاوب مع الضمانات الامنية. في ظل تصعيد الناتو وتكثيف العلاقة مع حكومة كييف وخاصة المناورات العسكرية، حيث تمّ اجراء 7 مناورات في العام 2021 ومن المتوقع ارتفاعها في العام الحالي، قدّمت موسكو في كانون الاول العام 2021 مسودة مقترحات مكتوبة الى وزارة الشؤون الخارجية الاميركية لكنها لم تجب على أهم المقترحات بل أصرّت على دفع المواقف نحو التصعيد واللغة الاستفزازية على الرغم من دعوة موسكو مرارا الى الحوار وتغليب اللغة الدبلوماسية إلا أن الأميركيين كانوا يسارعون الى تقديم عروض الدعم العسكري لحكومة كييف. وإليكم بعض النقاط التي يمكن استخدامها في أنشطتكم الاعلامية الرامية الى نقل الحقيقة بموضوعية:
نحن لسنا في حرب بل نحن أمام عملية خاصة لها الاهداف التالية:
*في 21 شباط اعترفت روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ووفقا لمعاهدتي الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة تقوم بحمايتهما وبحماية المواطنين الروس الذين تم استهدافهم من قبل الجيش الاوكراني.
*ترفض روسيا رفضا قاطعا استخدام البنية التحتية الاوكرانية لتنفيذ تهديدات تستهدف بلادنا من قبل الناتو الذي بات ينتشر على مقربة كبيرة من الحدود الروسية بما في ذلك نشر منظومات صاروخية وغيرها من الاسلحة الدقيقة.
*تقوم روسيا بحماية الامن القومي بما يتفق تماما مع الحق المنصوص عليه في المادة 51 لميثاق الامم المتحدة.
لذلك أريد أن أشير الى أن عملية القوات المسلحة الروسية في اوكرانيا لا تستهدف الشعب الاوكراني الذي يرتبط بالشعب الروسي بعلاقات تاريخية متداخلة مبنية على الاحترام والمحبة والسلام. إن روسيا هي دولة عظمى تنشد دائما السلام والامن في العالم.
أما بيان وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين اللبنانية فنعتبر أنه لا يراعي العلاقات الثنائية الودية التاريخية بين البلدين.
اشكركم على حضوركم وانتباهكم مجددا.
وقائع المؤتمر الصحافي
-سؤال: اليوم اعلن الكرملين أن هنالك مفاوضات سوف تجري في بيلاروسيا بين الوفدين الاوكراني والروسي كيف تقرأون ذلك هل من امكانية لنافذة دبلوماسية موجودة؟
-السفير روداكوف: إن الرئيس الاوكراني اقترح أول البارحة المفاوضات بين اوكرانيا وروسيا، ورئيس روسيا فلاديمير بوتين اوقف العمليات الخاصة لمدة للنظر كيف سيحدد الجانب الاوكراني هذا اللقاء والمفاوضات، ولكن خلال يوم لم تكن من نتيجة، ثم اقترحوا اجراء المفاوضات في مدينة “غوميل” في روسيا البيضاء، ونحن نقول دوما أنه كان اقتراحا من جانب اوكرانيا، إن الوفد الروسي وعلى رأسه مساعد الرئيس بوتين فلاديمير ميدينسكي وصل الى مدينة غوميل وفي اللحظة الاخيرة رفض الجانب الاوكراني اجراء هذه المفاوضات.
*سؤال: هل تجهزت روسيا للحرب مع اوكرانيا في حال تدخل حلف الناتو والولايات المتحدة الاميركية؟
-السفير روداكوف: أنا قلت في تصريحي الحالي، بأننا لم نبدأ الحرب بين روسيا واوكرانيا ونحن ضدّ أية حرب في العالم كلّه، انتم تعرفون سياسة روسيا في العالم كلّه، عندما دخلنا الى سوريا وأوقفنا انتشار الافكار التكفيرية والارهابية حافظنا على الدولة السورية. الامر ذاته، نحن نريد ان تكون اوكرانيا دولة مجاورة صديقة وسلمية تجاه روسيا واوروبا، ولكن طبعا نحن لا نفكر ولا نريد ان تصل هذه العملية العسكرية الى حرب عالمية ثالثة.و نحن نلحظ بعض التصريحات من قبل بعض السياسيين ورؤساء البلدان الغربية.
*سؤال: تراجعت بعض الاطراف اللبنانية تجاه البيان (الصادر عن وزارة الخارجية والمغتربين) هل تتفهمون في موسكو هذا الخلاف في الداخل اللبناني؟ كذلك لدي سؤال عن موضوع القمح الذي كان يدخل عن طريق اوكرانيا، هل يمكن ان تستمر روسيا في العلاقات التجارية مع لبنان أم أن هذا البيان سيوجد شرخا في العلاقات اللبنانية الروسية؟
-السفير روداكوف: أنتم تعرفون ان ما حدث غيّر الوضع بشكل تام، وغيّر بعض الاتفاقيات والمعاهدات التي كانت موقعة مسبقا، وطبعا حاليا لا بد أن نرى الامكانات الاضافية لحل بعض المشاكل، وخصوصا في ما يتعلق بتصدير القمح والمواد الغذائية الاخرى الى الجمهورية اللبنانية. طبعا هذا يتطلب عملا كثيرا بما في ذلك روسيا جاهزة لاستلام اي اقتراحات من الجانب اللبناني ودراستها والتعاون في هذا الصدد.
*سؤال: تحدث الكرملين عن اتصال الرئيس الروسي بالرئيس بشار الاسد وكانت تحذيرات من أثر تصرفات حلف الناتو على الشرق الاوسط، كيف ستنعكس ردّة الفعل الروسية على منطقة الشرق الاوسط تحديدا؟
-السفير روداكوف: إن الموقف الروسي تجاه اقليم الشرق الأوسط واضح، ونحن دوما كنا مع نشر السلام والازدهار في منطقة الشرق الاوسط، خلال القرن العشرين وخلال بدية القرن الحالي، ولكن طبعا، نحن نتعاون مع كل البلدان في الشرق الاوسط، وسياستنا تجاه حل الازمة الاصلية في الشرق الاوسط اي الازمة العربية الاسرائيلية فإن الموقف الروسي واضح جدا، نحن مع التسوية النهائية على أسس قرارات الامم المتحدة ونعمل بموجبها وهي نالت موافقة من كل الدول العالمية، (غير مفهوم) مع الاسف فإن منطقة الشرق الاوسط تعاني الكثير من الازمات، وليس هذا الوضع بجيّد للشعوب التي تعيش في منطقة الشرق الاوسط.
*سؤال: كيف ستواجه روسيا العقوبات التي تمّ فرضها من الاوروبيين وسواهم؟
-السفير روداكوف: نحن وضعنا في الاوراق (الموزعة) خطاب الرئيس بوتين وقراءة هذا الخطاب تجيب على الكثير من الاسئلة المطروحة. في هذا الخطاب تحليل لكل العلاقات مع حلف الناتو ومع البلدان الغربية خلال الفترة الاخيرة ابتداء من انهيار الاتحاد السوفياتي. وأود أن أضيف كلمة: إن القوات الغربية تجاه الدولة الروسية والسوفياتية كانت من اكثر من مئة ونحن عشنا خلال القرن العشرين تحت سيطرة هذه القوات، لاقينا الكثير من الصعوبات في القرن العشرين من ثورات وحروب مدنية والحرب العالمية الاولى والثانية وغياب الاتحاد السوفياتي. الشعب الروسي دافع عن نفسه خلال كل هذه المشاكل، وبالتالي فإن هذه القوات كانت ونحن لا ننتظر أي امر مختلف، نحن طرحنا خلال هذه الايام السابقة لحل هذه المشاكل بالطرق السلمية والدبلوماسية ولم نستلم اي أمر.