“مصدر دبلوماسي”-خاص
قال رئيس الوفد التفاوضي لترسيم الحدود اللبنانية العميد الركن الطيار بسّام ياسين بأن ما دفعه الى الكلام عبر الاعلام هو الاستفزاز الذي شعر به بأن “الخط الـ29 ليس لديه أسس قانونية”.
وقال العميد ياسين في أول اطلالة تلفزيونية له أمس الاثنين في 14 شباط الجاري عبر قناة “الجديد”، بأن اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر صحيفة “الأخبار” (يوم السبت في 12 الجاري) بأن خط التفاوض للبنان هو 23 وليس 29 “ يشكل خسارة منذ البدء لكل شيء نفّذ ونحن دفعنا كل شيء ومجاناً”.
وتساءل:” ما هو الثمن الذي اخذناه بالمقابل إذا تنازلنا عن الخط 29 لى الخط 23 ؟
لهذه اللحظة لا شيء. نحن حققنا لإسرائيل ما تريده”.
وكشف أن مشاكل جمّة نشأت بعد اعلان اتفاق الاطار الأولي الذي حدّد شكل المفاوضات التي ستجري بالناقورة، وبأن أهم ما حققته اجتماعات الناقورة هو الاتفاق مع العدو عبر الوسيط الاميركي بأن المشكلة تبدأ بحل نقطة البداية في راس الناقورة، ثم تحققت اتفاقية على إعادة ترسيم الحدود وأسلوب الترسيم واعتماد خط الوسط .وقال:”كنا بنفس الوقت متمسكين بخطنا ونجبر الطرف الآخر على أن يناقشنا بالخطوط جنوب خط 23 وهناك الكثير من الخطوط… هذا الذي حدث بالناقورة، بالناقورة تم وضع إطار لكيفية التفاوض ونقول اهم شيء ان المرجع في التفاوض قانون الدولي وقانون البحار (…)”.
وقال العميد ياسين بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان وضع أمام لجنة التفاوض غير المباشر اثناء اجتماعه بها في 13 تشرين الاول 2020 خطّين أحمرين، يتمثل الأول برفض التفاوض المباشر مع العدو الاسرائيلي، والثاني هو عدم حصر النقاش بالخط 23 لأن ذلك سيؤدي بلبنان في نهاية المطاف الى العودة الى المربّع الأول أي خط هوف. وقال أن للخط 29 نقطة بداية واضحة هي خط الوسط، مشيرا الى أن أي احتكام للبنان لمحاكم متخصصة سيوصله الى اعتماد الخط 29 القانوني والدليل الابرز هو صدور حكم لمحكمة العدل الدولية بما خص صوماليا وكينيا “وهذا جاء ليعزز موقفنا”. وأشار الى أنه لن يعود لترؤس وفد التفاوض في حال استمر الحديث عن الخط 23، وأنه افتقر أثناء المفاوضات غير المباشرة الى الدعم الداخلي هو والوفد.
وكشف العميد ياسين أن “الخط 23 ليست لديه أية أسس قانونية، وأن الذي رسمه في العام 2011 كان هدفه “خط هوف” وليصوّر أن حق لبنان هو في اعتماده “خط هوف””. وأضاف:” في ذلك الوقت قال الرئيس السنيورة (رئيس الحكومة الاسبق فؤاد) وهذا شيء إيجابي فعله أنه إذا كنت أريد أن أنزل إلى المفاوضات لكي أحصل على “هوف”، فعليّ أن أنزل جنوب “هوف” وبالمفاوضات أعود وأحصل على “هوف””.
ولفت العميد ياسين الى أن الخط 23 “قد رسم غوغائيا” للأسباب الآتية: لأنه “لم ينطلق من رأس الناقورة بل من البحر، ولا يوجد أية قاعدة للترسيم تتبعها، لذا أنا في كل اجتماعاتي مع السفير جون ديروشير (الوسيط الاميركي السابق) كنت اعلن بأن الخط 23 غير موجود بالنسبة الى لبنان، الى حين أتى يوم وقلت له بأن حكومتي أخطأت في هذا الخط. وقلت أنا اعلنها، حكومتي اخطأت لا تكلمني عن الخك 23 لأنه ليس موجودا”. وأضاف:”
المفاوضات كلها هي بين خطين، خط “هوف” الذي يعطي تأثيرا مئة في المئة لجزيرة “تيخيليت”، وبين صفر تأثير والذي هو الخط 29، هناك يجب أن تكون المفاوضات موجودة بين هذين الخطين، واحد وهو خط وهمي لا أساس له وهو الخط 23، الخطين القانونيين هما هوف والخط 29
بالنسبة للعدو، وبالنسبة للوسيط، يريدون حصر التفاوض بالخطوط المودعة في الأمم المتحدة، والايحاء أنه ليس هناك مجال آخر لأنهم وضعوا خطهم وهو 23، العدو وضع الخط رقم 1 والمفاوضات هي بين 1 و 23، علماً أنه ليس هناك في القانون شيئاً يمنع المفاوض أثناء بدء المفاوضات من طرح أي خط يراه قانونياً ويدافع عنه”.
وكشف بأن نقطة قوة وفد العدو هو” أن خطوطنا المودعة في الأمم المتحدة هي الخط 23، وهذا كان السكين الموجود في ظهر الوفد اللبناني الذي حاول دائماً الخروج منه عبر العمل للمرسوم وتغيير الحدود لنخوض المفاوضات بشكل اقوى”.
وقال العميد ياسين:” هذا خط غير قانوني، وماذا نعني بالقانوني؟ القانوني يجب أن يكون منطلقا من نقطة بداية صحيحة ومتبع لطريقة ترسيم صحيحة، الخط 23 ليس موجوداً أبداً، إلّا إذا كان هناك أحد جديد في دوائر القصر أو أينما كان يقول أن هذا الخط قانوني فليأت وليجادلنا وليناقشنا”.
اللقاء الاخير للوفد المفاوض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان في 7 تشرين الاول 2021، عندما سلّمه الوفد التقرير الشهير من 30 صفحة الذي يتضمن استراتيجية عمل لأي وفد لاحق سيخوض المفاوضات حفاظا على استمرارية العمل وكان العميد ياسين سيحال الى التقاعد. ثم انقطع التواصل نهائيا بين الوفد المفاوض وبين رئاسة الجمهورية.
في 28 كانون الثاني 2022، أرسلت مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي رسالة الى مجلس الامن الدولي تعلن بأن هذه هي الخطوط العامة التي يتمسك فيها لبنان وفيها نفس تحذيري، وقد شعر العميد ياسين بالسرور لأن الرسالة تعني أن “كل الشركات التي تعمل في جنوب الخط 23 يجب أن تأخذ حذرها لأن هذه الرسالة هي رسالة قانونية تؤكّد موقف الوفد بالتفاوض. ما يعني الخط 29 “.
نصّت الرسالة أن يحتفظ لبنان بكامل حقوقه في رفع أية مطالب لاحقة ومراجعة حدود منطقته الإقتصادية الخاصّة كما تنصّ المادة الثالثة من المرسوم 6433 تاريخ 1 تشرين الأول 2011 إذا فشلت المفاوضات غير المباشرة في تحقيق التسوية التفاوضية.
ويقول العميد ياسين أن المفاجأة جاءت بما نقلته صحيفة “الأخبار” عن الرئيس عون بالتخلي عن الخط 29 لصالح الخط 23، “ما يعني أننا رمينا كل شيء انجزناه” بحسب تعبيره.
وقال العميد ياسين في مقابلته بأن:” تعديل المرسوم (6433) يخيف الإسرائيلي لأنه يضع “حقل كاريش” ضمن دائرة الضغط وضمن منطقة النزاع. هذا ما فعلته الرسالة. لكن ما جرى في الأمس بإعلان لبنان التخلي عن الخط 29 العودة إلى الخط 23 أعادت إلغاؤه. تصريح فخامة الرئيس له قوّة قانونية توازن الرسالة”.
وكشف العميد ياسين بأن” الاسرائيلي يستند اليوم لهذا التصريح (أي تصريح رئيس الجمهورية اللبنانية) ويبلّغ شركة “Energean“: لا تخافوا يمكنكم البدء بالعمل في “حقل كاريش”. ها هو رئيس الجمهورية اللبنانية قال أن خطنا هو الخط 23. الخطورة أكبر من ذلك الخطورة بالذي جرى بالأمس هو ـن البلوك 72 الظاهر على الخريطة المحاذي لحقل قانا أصبح الآن محررا بالنسبة للعدو الإسرائيلي ما يعني أننا في خلال المفاوضات أفشلنا عملية فض عروض الحقل 72″.
وأشار الى أنه لم يكن أبدا بوارد التنازل عن حصة لبنان حين أثار مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين قضية الـ
Half Effect
وأن طرحه جاء بمعية وعلم رئاسة الجمهورية وليس بتفرّد منه. وقال:”(…) أنا لا أتنازل. أنا مسؤول ووصي على ملف كبير جدا حتى ما قلت أنني تنازلت عنه كان بالتنسيق السابق مع الرئاسة. أي عملية تراجع عن الخط 29 لا أقوم بها بمفردي. نحن كوفد لم نكن أبداً نعمل إلا كما يريد فخامة الرئيس. كل العمل بالتنسيق مع فخامة الرئيس. أنا إذا تراجعت من الخط 29 على ال”Half Effect” وأخذت 500 كلم جنوب الخط 23 أكون حميت حقل قانا هذا انتصار للبنان (…)”.
وأشار الى أن لبنان باعتماد الخط 23 لا يمكن أن يحصل على ما يطالب به بشكل كامل، “ ماذا قال “آموس هوكستين”؟ قال أن المفاوضات هي بين الخطين 1 و23. لن يأخذ أحد من الطرفين 100 في المئة هذا ما قاله. هل سنأخذ الخط 23؟ لن نأخذ الخط 23. ماذا فعلت أنت في المفاوضات؟ تراجعنا إلى الخط 23. لقد أعلنا أن حدودنا هي الخط 23. أولاً هذه ليست حدودك. هذه حدود للتفاوض. لأنك لم تنتهِ لم يعترف الإسرائيلي أن خطّك أصبح 23. ثانياً والأخطر أنك حررت للإسرائيلي “حقل كاريش” وقد أصبح قادراً على العمل في البلوك 72 ويسحب “حقل قانا”من جهته هذا كله حصل عليه مجاناً”.
وأشار العميد ياسين الىأن “موضوع الحدود البحرية ليس هو الحل السحري للواقع الاقتصادي بل معروف اين هوالحل السحري هو بالاصلاحات ووقف الفساد واعادة الاموال… هنالك آلاف الحلول”.
وكشف في مقابلته، أن التخلي عن حقل كاريش بعد اعتماد الخط 23 لن يكفي الاسرائيلي، ولا يعني أن لبنان سيأخذ حقل قانا واسرائيل حقل كاريش، لأن الخطوط متداخلة. وأشار:”
“ كل ما يسعون له ان كاريش مقابل قانا انما الذي قمتم به هو انكم اعطيتموهم كاريش بدون مقابل وقانا اصبح مصدر جدل ويجب ان نعرف اين عين الاسرائيلي، بدون ادنى شك ان الاسرائيلي لديه مساحات ضمن الـ 860 وبمنطقته متقدمة جداً واوسع من مساحاتنا ونحن لدينا بعض المساحات ولكنها غير دقيقة كان من المفترض وهذا ما قمنا بطلبه بالمفاوضات انه وعلى طاولة المفاوضات توضع جميع الداتا المتواجدة لدينا ولديهم وبعدها يصبح الشرح على الخريطة وكنا دائماً نصطدم انه لا يمكننا الكلام الا ضمن المساحة860 ونحنا كنا دائما لا نقبل ان نحكي الا خارج 860 وهذا هو الخط الاحمر والذي كنت انا مستعدا يأي لحظة ان اقلب طاولة التفاوض في الناقورة اذا بقيتم مصرّين على مساحة 860″.
وكشف أن “ الوفد يتمتّع بروح واحدة واعضاء هذا الوفد لم يحيدوا ولا مرة عن الخط المستقيم، انهم وطنيون، نوهّ بهم فخامة الرئيس قائلا : يا ليت لبنان بأجمعه مثلكم”.
وسأل:” إذا ذهبنا إلى الخط 23، وقيل أن هذا هو الخط 23 ما هي النقاط القانونية التي يجب علينا التنبه لها؟ من أين يبدأ الخط 23؟ من نقطة رأس الناقورة؟ هل هناك وصل بين البرّ والبحر؟ هذه مشاكل واجهناها في المفاوضات هناك. نقطة رأس الناقورة أساسية لبدء الخط هذه نقطة قوّة للبنان هل ستتخلّون عنها؟
وطالب العميد ياسين بنفي التقرير في “الأخبار” منعا لاستغلاله قائلا:” اتمنى ان يصدر توضيح حتى لو كان المقال صحيحا… بغية نفي هذا القول لاهمية عدم استغلاله”.
ولفت العميد ياسين في أول اطلالة اعلامية له، أن “اعلان الخط 23 خطا للتفاوض يعني ان اسرائيل حققت اهدافها بضربة واحدة، ونحن لم نستفد بشيء وهي حققت كل شيء”.
في هذا السياق، وبعد الجدل الذي أثارته المقابلة، وإثر منع العميد ياسين من أن يجري اطلالة ثانية عبر تطبيق “كلوب هاوس” بالأمس مع عدد من الناشطين، بحجّة ضرورة عدم افشاء اسرار المفاوضات، فيما كان قد “سبق السيف العذل” عبر مقابلة رئيس الجمهورية في صحيفة “الاخبار” ورفضا للتعتيم الاعلامي على مقابلات وآراء تخص مصالح لبنان وثرواته، ننشر هذه المقابلة حرفيا لتكون وثيقة أمام الرأي العام.
*ملاحظة: النص خام، مع تصرّف طفيف باللغة
- الاعلامية نانسي السبع: لماذا قررت ان تتكلم؟
- العميد الركن بسام ياسين: أنا لم أكن انوي ان اتكلم وكنت قد اخذت عهدا على نفسي ان موضوع المفاوضات هو موضوع من أسرار الدولة اللبنانية الكبرى وما زال وانا لن اتكلم بأسرار المفاوضات التي حدثت في الناقورة. إلا ان هناك شيء إستفزنا : بأن الخط 29 ليست لديه اسس قانونية وهذا إستفزاز. وخط 29 بالتصريح الصحفي المنسوب الى فخامة الرئيس قال فيه بأن الخط 29 ليست لديه اسس قانونية تدعمه. هذا يعني بأن الوفد التفاوضي الذي عمل مشكورا لوقت طويل جدا وقبل استلامي دفّة المفاوضات قد ذهب عمله هباء وليست لديه قيمة علمية.
لكن العكس هو الصحيح، وسأشرح بالتفصيل قانونية الخط 29. استفزّ هذا الموضوع الوفد وكان ضروريا أن يصدر بيان عن رئيس الوفد يؤكد أحقية لبنان بالخط 29 وقانونية الخط 29 وعدم قانونية الخط 23 وسنشرح لماذا. ولهذا ان إضطررت ان اتكلم والذي شجعني للتكلم اكثر مقال صدر بالأمس في صحيفة “اسرائيل هيوم” ينقل عن فخامة الرئيس موقفه الذي ادلى به لجريدة “الأخبار”. وهنا تكمن خطورة كبرى: أولاً مفهوم وواضح ان هناك تنازلات في المفاوضات وليس هناك مفاوضات يأخذ طرف فيها كل شيء، وهذا الصحيح وهكذا قال أموس هوكستين في إطلالته عبر قناة الـ lbci في آخر زيارة له للبنان” أن ليس هناك احداً يأخذ كل شيء، ولكن لا تستطيع ان تتنازل وانت لم تاخذ بعد شيئاً ولا يمكننا ان نتنازل ونذهب إلى الأدنى دون اي مقابل.
يشكل إعلان لبنان ان خطه التفاوضي هو 23 خسارة منذ البدء لكل شيء نفذ، ونحن دفعنا كل شيء ومجاناً، ما هو الثمن الذي اخذناه بالمقابل إذا تنازلنا عن الخط 29 إلى الخط 23 ؟ لهذه اللحظة لا شيء. نحن حققنا لإسرائيل ما تريده.
نحن قدمنا تقريرا كلجنة مفاوضات مؤلفا من 30 صفحة يتحدث هذا التقرير عن واقع المفاوضات منذ 14/10/2020 ولغاية 23/9/2021 يتضمن التقرير كل الحقائق المرافقة لعملية المفاوضات من اولها إلى آخرها، وبهذا التقرير والذي أنا سأتحدث عنه بخلاصة، نتكلم عن المخاوف التي ترافق تعديل المرسوم 6433 ومن الآخر سأقول إذا أراد لبنان ان يحفظ حقه يعدل المرسوم وبعدها نذهب إلى المفاوضات أقوياء، وهذا التقرير يتكلم بكل شيء عن هذا الموضوع وهذا مصدر القوة لنا، ويجيب هذا التقرير عن ثمانية مخاوف ترافق عملية تعديل المرسوم والتي كان يعبر عنها معظم السياسيين في البلد: ان أنت ذاهب إلى خط 29 وإذا أنت عدت إلى الوراء تكون انت تنازلت هذه واحدة، والثانية ان إسرائيل تشن حربا، لا إسرائيل لا تشن حربا، إسرائيل تضع خطا جديدا- أوكي- هناك اجوبة عليها، هناك ثمانية مخاوف وسأسردها ولم يكن لدينا هدف إلا أن نحافظ على الحد الاقصى لدينا أي خط المفاوضات 29 حتى إن بدأنا في المفاوضات على طاولة الناقورة وعندما تبدأ عملية التنازلات يكون التنازل متبادلا. الذي حدث الآن أننا تنازلنا وتم إعلان الخط 23، فإسرائيل حققت اهدافها بضربة واحدة. ونحن لم نستفد بشيء وهي حققت كل شيء.
- الاعلامية نانسي السبع: لكي تظهر حضرتك على الإعلام وكأنك تعلن حتى الآن أنك لا تريد أن تبقى رئيسا لوفد التفاوض إذا ما عدنا إلى طاولة المفاوضات، صحيح؟ هل تعتبر أنك لا تريد ان تبقى في المهمة؟
- العميد الركن بسام ياسين: لا، أنا بتصرف لبنان في اية محطة يحتاجني فيها وخصوصا بموضوع التفاوض. أنا بالتصرف. يريدونني أو لا يريدونني هذا موضوع ثان، أنا جاهز لحفظ حق لبنان لكن أنا لن أذهب إلى المفاوضات إذا أنا في الأصل متخلي والبدء بالتكلم عن الخط 23.
- الاعلامية نانسي السبع: اذا أصبحت هذه الحدود عندها لا تقبل ان تترأس الوفد، بعد ان كنتم كل الوقت تناقشون على الخط 29، لا تقبل ان يحملونك حدودا ثانية وتنازل ويقولون لك إذهب وفاوض على أساسها؟
- العميد الركن بسام ياسين: أريد ان أذكّر بموقف أعلناه كلجنة تفاوض عند فخامة الرئيس في 13/10/2020 وقت صدور البيان الرئاسي الذي حدد آنذاك كيف نحن ذاهبون للتفاوض وبأي خط، تكلمت انا هناك وطلبت من فخامة الرئيس ووافق بأن هناك خطين حمر نحن لا يمكن القبول بهما بالمفاوضات: واحدة منهم هي التفاوض المباشر علماً أنه كانت هناك محاولات عديدة من السفارة لأخذنا إلى التفاوض المباشر ورفضنا بالمطلق وحققنا أن يتم التفاوض غير المباشر، والنقطة الثانية هي حصر النقاش ضمن 860 كلم ضمن 860 كيلومتر نحن خاسرون يعني نحن ذاهبون إلى خط هوف الوحيد هو الخط القانوني بين 860 الخط القانوني الوحيد ما يسمى خط هوف يعني أنت تنازلت لإسرائيل عن كامل حقوقها وأعطيتها مئة بالمئة من حقها.
بين الخط واحد والخط 23 متل ما نراه على الخريطة هناك خط هوف الذي قسّم هذه البقعة لـ 55 بـ 45 بالمئة هو الخط الوحيد فكان لدينا خط احمر قبل التفاوض أنه لا نذهب إلى المفاوضات وحصرنا بـ 860 وأكيد أخذنا الموافقة من فخامة الرئيس عون. خلال التفاوض كل الجلسات كان كل الهدف الإسرائيلي والأميركي بالمفاوضات يريدون حشرنا ضمن 860 ولم ينجحوا . ولم نكن نذهب إلى التفاوض وبقينا متمسكين بخط 29 بالتفاوض وكنت اقول في هذا الوقت لرئيس الوفد الأميركي ديشورير أنني لا أتراجع إلا عندما يتراجع الجانب الآخر. نحنا بالذي حدث معنا نحن تراجعنا وأصبحنا عند الخط 23 والإسرائيلي لم يأخذ شيئاً.
- الاعلامية نانسي السبع: لكن البعض إعتبر ان بهذا التمسك والاصرار على الخط 29 هو الذي ادى إلى وقف المفاوضات.
- العميد الركن بسام ياسين: بالعكس تماماً سنتكلم عن قوة الخط 29 والناس سئمت من الشروح التي تتحدث عن الخط 29 وUKHO وحفظتها كلها. أي خط حدودي سيترسم يريد شيئين: نقطة البداية، من اين سيبدأ هذا الخط؟ والثاني ما هي قاعدة الترسيم؟
- من الواضح جداً أن نقطة البداية هي رأس الناقورة وهذا مصدر خلافي كبير وبقي كذلك لآخر يوم في المفاوضات، أين هي رأس الناقورة؟ بالنسبة الينا هي واضحة كالشمس: رأس الناقورة أين هي موجودة وخرائطها لدينا وإحداثياتها لدينا ونقطة الـ B1 التي تشرف على رأس الناقورة واضحة المعالم وهذه نقطة قوة لنا بالمفاوضات كان الإسرائيلي دائما يتملص منها. والثانية: ما هي قاعدة الترسيم؟ قاعدة الترسيم نحن إتفقنا والعدو بالمفاوضات أن قاعدة الترسيم هي خط الوسط، يعني من نقطة رأس الناقورة قاعدة خط الوسط ظروف خاصة تعطيها مع برنامج الترسيم الذي هو (غير مفهوم) يعطينا هذا الخط الذي نراه خط 29 . “ما بدو شطارة وما بدو شغل كتير” موضوعه موضوع كومبيوتر يرسمه لنا. فهذا الخط قانونياً لديه بداية صحيحة 100 في المئة منتقلة من الشاطئ، من آخر نقطة على الشاطئ ويسير حسب قاعدة ترسيم التي هي قاعدة خط الوسط. الظروف الخاصة هنا ليس لديها تحكم بالخط لأن صخرة تخيليت هي صخرة ليس لديها أي قيمة بموضوع الترسيم، وجاء الحكم لمحكمة العدل الدولية بما خص الصومال وكينيا ليعزز موقفنا، وهناك دراسة بعثتها لكي يشتغلها هذا الوفد وخط 29 هو قوي بدون هذه الدراسة وهذه الدراسة جاءت لتعزز الموقف فإشتغلنا على تقرير كلجنة تفاوض ووضعنا إمضاءنا عليه كلنا، وبعثناها للرئاسة لنقول لها ان موقفكم بالخط 29 هو قوي عزز قانونيا بهذا الحكم الصادر وتشبثوا بالخط 29 لأن محاكم العدل الدولية إذا يذهب عليها ملفان متشابهان لا تستطيع ان تحكم بنفس الحكم لأنه كان هنا سابقة، في حكم طلع فنحنا إذا ذهبنا إلى اي محكمة هذا الحكم الصادر هو لمصلحتنا ونحن نقدر أن نجلب خط 29 ونحن لا نريد الذهاب إلى محكمة العدل الدولية لأن ليس هناك قدرة وإمكانية وليس هناك إتفاقية وليس هناك إعتراف بإسرائيل لنذهب نحن وهي إلى محكمة وهي تحكم بيننا. في كل الاحوال المفاوضات غير المباشرة هي الحلّ الوحيد الذي كان متاحا امامنا والمفاوضات غير المباشرة كان ممكن ان توصلنا الى اهدافنا وتحقق لنا أغلى واعلى شيء من طموحاتنا واهدافنا لو توفر لهذه المفاوضات كل وسائل الدعم التي تحتاجها.
أهم وسيلة دعم كنا بحاجة اليها هي قانونية الخط أي المرسوم، ونحن إستعضنا عنه ببيان رئاسة الجمهورية وكان مهما كثيراً في هذا الوقت. لكن المرسوم هو مصدر قوة، وأنا كانت توجد هنا عصا على جنبي بالمفاوضات بالمعنى المجازي هو المرسوم ، انتم تريدون “فركشة” المفاوضات ولا تريدون مناقشة جنوب خط المفاوضات 23 أنا في يدي المرسوم لأن هذا طلع مش مظبوط هيدي عصا من ورق. كان بدي الدعم الداخلي.
- الاعلامية نانسي السبع: لكن من أعطاك هذه القوة؟ اليوم حضرتك عميد كنتم ذاهبون إلى مفاوضات وقد عدنا إلى الوراء، حضرتك كنت موجودا بالمؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه الرئيس بري إتفاق الإطار مع العماد جوزاف عون، من وقتها لم يكن هنالك شيء إسمه الخط 29 بإتفاق الإطار ليس هناك خط 29 وبإتفاق الإطار ليس هناك اي خط، ووقتها إعتبر من في قصر بعبدا أن هذا تنازل، وان هناك تنازل عن حقوق لبنان بما جرى بإتفاق الإطار لتصلوا انتم وتستلمون كوفد للتفاوض على اساس أننا سنكون اقوى ولا نريد المضي بإتفاق الإطار، من أعطاكم السلطة؟ ومن سحب منكم السلطة؟
- العميد الركن بسام ياسين: الموضوع ليس تنافساً بين الرئاسات، توجد تكملة لعمل الرئاسات، الرئيس بري مشكوراً عمل على الملف عشر سنوات ولم يكن يقبل بخط هوف وكان هناك ضغوط كبيرة عليه لأن خط هوف جائر ويعطي 100 في المئة لإسرائيل حقوقها وكان على اساس بينعمل إتفاق الإطار وإنعمل من 6 بنود وإتفاق الإطار هو إتفاق لتحديد كيف تكون الإجتماعات، وإذا كان هناك نتيجة للإجتماعات كيف ترسل للامم المتحدة، وهناك تعهد من الأميركيين أن يكون هناك إجتماعات متتالية وكان هناك ربط بين البر والبحر وهناك كثير من المشاكل حدثت بعد هذا الإتفاق لكن إنعمل إتفاق إطار بالناقورة خلال المفاوضات هذا إتفاق الإطار الذي لا أحد يعرفه والذي هو أهم شيء حدث، إتفقنا نحن والعدو عبر الوسيط أن المشكلة هي بنقطة البداية إذا رأس الناقورة يجب أن نعرف ما قصتها، ثانياً، عملنا إتفاقية مع إعادة الترسيم، إتفاقية عن اسلوب الترسيم، وإعتماد خط الوسط وكنا بنفس الوقت متمسكين بخطنا ونجبر الطرف الآخر على أن يناقشنا بالخطوط جنوب خط 23 وهناك الكثير من الخطوط هذا الذي حدث بالناقورة، بالناقورة إنعمل إطار لكيفية التفاوض ونقول اهم شيء ان المرجع في التفاوض القانون الدولي وقانون البحار ليس هناك مرجع لا قبضاي ولا زنود ولا انا لدي حاملة طائرات هذا كله لا يفيد، المرجع هو القانون الدولي.
- الاعلامية نانسي السبع: متى شعرتم بأن هذه العصا المجازية التي تتمثل بالمرسوم بدأت تسقط فعليا من يدكم وأن هنالك مساومة، وانا ذكرت في المقدمة (حملة) “وقّع يا نجار” راح ووقع الوزير نجار ” وقّع يا فخامة الرئيس لم يوقع الرئيس، ذهبت حكومة وجاءت حكومة ولم يوقع المرسوم، وهنا لم تعلموا أنكم دخلتم في المساومات،؟ للأسف.
- العميد الركن بسام ياسين: أنت تأخذينني إلى مكان وانا لن اذهب إليه لكن ٍسأصارح اللبنانيين أولاً العمل الذي نفّذ لتعديل المرسوم 6433 هذا عمل الوفد ، أماكل عملية الضغط التي حدثت عبر التغريدات والسوشال ميديا ليس لنا علاقة فيها. لكن نحن ذهبنا وإجتمعنا بمجلس الوزراء أثناء حكومة الرئيس حسان دياب والوزيرة عكر والوزير نجار ووزير الخارجية وأقنعناهم رغم كل المعارضة التي كانت موجودة أنه يجب تعديل المرسوم 6433 وهنا CHAPEAU BAS للرئيس حسان دياب لأنه بالفعل بهكذا وقت كان رجلا وطنيا وكان مسانداً جداً للوفد، فحملة تعديل المرسوم نحن قمنا به كوفد والذي كان يطالبنا به فخامة الرئيس ويتابعنا ويسألنا أين اصبح المرسوم، نحن قد وفّرنا كل شيء وكان فخامة الرئيس يريد تعديل المرسوم وان نجلب له المرسوم جاهزا لديه ونحنا هكذا فعلنا والعمل الذي عملناه أخذ توقيع الوزير نجار وتوقيع الوزيرة عكر واخذنا تعهدا من الرئيس حسان دياب. هذا العمل فعلناه نحن ولاحقاً وصلت عند فخامة الرئيس وهنا قد تكون هناك إعتبارات خاصة عند فخامة الرئيس لا يريد ان يخرب المفاوضات يريد أن يبقي هذا السلاح بيده وساعة يشاء يستطيع ان يستخدمه وهذا حقه.
- العميد ياسين: لكن الهدف من هذه الحملة كلها هو هدف شريف وأننا سوف نحفظ حقنا في الأمم المتحدة في هذا الخط حتى لو فشلت المفاوضات، حقنا يكون محفوظاً حتى لو سارت المفاوضات أو حصل في المستقبل تنازل، نعود ونعدّل.
لا شيء في الأمم المتحدة يمنع من أن نودع ونأخذ لو ألف مرة لأنّ هذا موجود في البند الثالث من المرسوم 6433 الذي يسمح لنا إذا وجدنا بيانات دقيقة وهذا ما حصل تسمح لنا بالتعديل لنحافظ على حقنا.
وجودي اليوم هنا لكي احذر من الخطر الذي حصل الآن.
- نانسي السبع: هذا الخطر الذي حصل، يقول رئيس الجمهورية أنه ليس للخط 29 قاعدة قانونية.
- العميد ياسين: للأسف هذا ليس صحيحاً.
- نانسي السبع: قال رئيس الجمهورية نحن ننطلق من الـ 23، لماذا لم تنطلقوا من الخط 23؟، ما دام الـ23 تبدو قانونيته أكبر؟
- العميد ياسين: أبداً، أنا في بياني، الخط 23 ليست لديه أية أسس قانونية، والذي رسمه عام 2011 كان هدفه “خط هوف”، كان يُصوَّر للبنان أنّ حقك هو “خط هوف”.
في ذلك الوقت قال الرئيس السنيورة وهذا شيء إيجابي فعله، أنه إذا كنت أريد أن أنزل إلى المفاوضات لكي أحصل على “هوف”، فعليّ أن أنزل جنوب “هوف” وبالمفاوضات أعود وأحصل على “هوف”.
هذا الخط رُسِم غوغائياً:
أولاً: لم ينطلق من رأس الناقورة بل إنطلق من البحر.
ثانياً: لا يوجد أي قاعدة ترسيم تتبعها.
لذلك أنا في المفاوضات منذ اليوم الأول، وفي كل إجتماعاتي مع السفير جون ديروشير (الوسيط الأميركي الأسبق) جانبياً، كنت أعلن أن الخط 23 غير موجود بالنسبة للبنان، لحد أن أتى يوم وقلت له أن حكومتي اخطأت في هذا الخط.
قلت: أنا أعلنها، حكومتي أخطأت، لا تكلمني عن الخط 23 لأنه ليس موجوداً.
المفاوضات كلها هي بين خطين، خط “هوف” الذي يعطي تأثير مئة في المئة لجزيرة “تيخيليت”، وبين صفر تأثير والذي هو الخط 29، هناك يجب أن تكون المفاوضات موجودة بين هذين الخطين، واحد وهو خط وهمي لا أساس له وهو الخط 23، الخطين القانونيين هما هوف والخط 29.
بالنسبة للعدو، وبالنسبة للوسيط، يريدون حصر التفاوض بالخطوط المودعة في الأمم المتحدة، وأنه ليس هناك مجال لأنهم وضعوا خطهم وهو 23، العدو وضع الخط رقم 1 والمفاوضات هي بين 1 و 23، علماً أنه ليس هناك في القانون شيئاً يمنع المفاوض أثناء بدء المفاوضات من طرح أي خط يراه قانونياً ويدافع عنه.
كنا نقول للطرف الآخر في المفاوضات تفضل وناقشنا، الموضوع ليس موضوعية، هي ليست قوة ولست كما قالوا مفتول العضلات في الناقورة وجنرال…. لا، نحن كنا هناك نتكلّم بالعلم، بالقانون نتكلم، ونقول لهم تفضلوا ناقشونا جنوب الخط 23 لكي نبدأ بالتكلم.
كانت نقطة قوتهم أن خطوطنا المودعة في الأمم المتحدة هي الخط 23، وهذا كان السكين الموجود في ظهر الوفد (اللبناني) الذي حاول دائماً الخروج منه، أنه سنعمل على مرسوم ونغير حدودنا لنخوض المفاوضات بشكل اقوى.
هذا خط غير قانوني، وماذا يعني قانوني؟
القانوني يجب أن يكون منطلقا من نقطة بدء صحيحة ومتبع لطريقة ترسيم صحيحة، الخط 23 ليس موجوداً أبداً، إلّا إذا كان هناك أحد جديد في دوائر القصر أو أينما يقول أن هذا الخط قانوني فليأت وليجادلنا وليناقشنا.
- العميد ياسين: سأقول أكثر من ذلك حتى الموفد الأميركي كان ينقل لنا بصورة دائمة ويقول أن الخط 29 هو خط ضعيف وخط غير قانوني ولا يمكن الدفاع عنه بينما الخط 23 هو خط قانوني وسهل الدفاع عنه، “عم يستهبلونا يعني”. فكان جوابنا لهم وصل هذا باللقاء في 2/12/2021 في وزارة الدفاع في اجتماع الوفد مع السفير ديروشر والسفيرة، (يقصد السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا) أنه تعالوا بخبرائكم إلى لبنان أو نحن نذهب إلى أميركا ونناقشهم بالخط 29 ولكن على أساس إذا إستطعنا إقناعهم بالخط 29، فليتفضلوا ويقولوا لإسرائيل أن تنزل إلى المفاوضات وتناقش الخط 29.
إذا تبين للوفد أن الخط 29 هو ضعيف قانونياً أنا أعلن تنازلي عن هذا الخط وتصوري أن يجلب الوفد خبراءهم، نحن واثقون من قوة الخط 29.
- نانسي السبع: متى كان آخر لقاء لك مع الوفد أو مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟
- العميد ياسين: كان اللقاء في 23/9/2021 عندما سلّمناه التقرير الشهير من 30 صفحة.
- نانسي السبع: لماذا سلمتم الرئيس هذا التقرير قبل إعلان نهاية المفاوضات؟
- العميد ياسين: أنا كنت سأُحال إلى التقاعد في 7/10/2021، فكان من الواجب وبعد مفاوضات لمدة أكثر من عام وعمل في هذا الملف، أن نقوم بجردة حساب.
نعيد ونحذّر أنه في هذه المفاوضات الموجودة في هذا التقرير، يجب أن نضع إستراتيجيا عمل ونعطيها للرئاسة، حتى إذا نحن بقينا في المفاوضات يجب أن نكمل وفق هذه الاستراتيجيا، أو إذا لم نبق، من يستلم مكاننا هو يجب أن يكمل.
هذا التقرير سلمناه لفخامة الرئيس وأنا شخصياً سلمته لوزير الدفاع، ولوزير الأشغال ولوزير الخارجية، ووصل إليهم أيضاً من الرئاسة.
كما أنّ، رئاسة مجلس الوزراء تسلمت أيضاً نسخة عن هذا التقرير، وكنت أتمنى أن يأخذ هذا التقرير مكانه في النقاش بالدولة اللبنانية، هذا تقرير علمي تم العمل عليه من قبل لجنة التفاوض قانونياً، وكلمة حق تقال “ثروة وطنية حرام التخلي عنها”.
- نانسي السبع: من بعد هذا التقرير لم يعد هناك تواصل.
- العميد ياسين: أبداً
- نانسي السبع: وأصبح لدينا وسيط جديد للتواصل وهو هوكستين وبدأ المسار الذي رأيناه أنه في 28 -1-2022، سنرى الرسالة التي أرسلت الى مجلس الأمن الدولي، حينها “عميد” خرجت عن صمتك بطريقة ما، وكتبت على موقعك على الـ”فيسبوك”: انتصر الحق. ونشرت هذه الرسالة (صورة الرسالة) اعتبرت أنه تثبّت بمكان ما حق لبنان برسالة أرسلت من سفيرة لبنان أمل مدلّلي إلى رئيسة مجلس الأمن تعلن فيها بأن هذه هي الخطوط العامة التي يتمسك فيها لبنان وفيها نفس تحذيري ماذا جرى هنا؟
- العميد ياسين: هذا بداية الغيث. هذه الرسالة لأوّل مرّة تجري مخاطبة مجلس الأمن والأمم المتحّدة لأنهما رسالتان بالمضمون نفسه تؤكد على موقف الوفد التفاوضي في المفاوضات وهذه كانت الإيجابية التي فرحت بها لأنه بالنتيجة هذه الرسالة الموجودة الآن على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة في 6 لغات الأكيد انّه يُحسَب لها ألف حساب، كل الشركات التي تعمل في جنوب الخط 23 يجب أن تأخذ حذرها لأن هذه الرسالة هي رسالة قانونية تؤكّد موقف الوفد بالتفاوض. ما يعني الخط 29 …
- نانسي السبع: أي فقرة تعتبر أنها تؤكد موقف الوفد بالتفاوض؟ لحسم الجدل. لأنها هي الشيء القانوني الذي أصبح ملموساً؟
- العميد ياسين: يذكّر لبنان بالحجج القانونية والميدانية الثابتة التي سبق وعرضها على طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة والتي تسمح له بتوسيع نشاطاته الاقتصادية جنوباً. هل هناك شيء أوضح؟ البند الرابع. هل يوجد أوضح؟ يؤكد على موقف لبنان التفاوضي. موقف لبنان التفاوضي في الناقورة ما هو؟ الخط 29. بعد ذلك ما هو مهم يحتفظ لبنان بكامل حقوقه في رفع أية مطالب لاحقة ومراجعة حدود منطقته الإقتصادية الخاصّة كما تنصّ المادة الثالثة من المرسوم 6433 تاريخ 1 تشرين الأول 2011 إذا فشلت المفاوضات غير المباشرة في تحقيق التسوية التفاوضية. هذه الأشياء التي أشرت إليها حينها على صفحتي وما أسميته “بدء الغيث”. ما يعني أنني بدأت أرى بعض الإيجابية. تفاجأنا من بعدها بثلاثة أو أربعة أيّام، رمينا كل شيء قمنا به. نُشِر مقال منقول عن فخامة الرئيس، مقابلة، مقال كتب نقلاً عن المقابلة بالتنازل عن الخط 29 وعدنا إلى الخط 23. وهذا ما قلته وهذا ما جعلني أتكلّم. نحن تنازلنا من دون الحصول على أي شيء. لقد تحدّثت عن “آموس هوكستين” عندما جاء. أنا التقيت به في أول زيارة له إلى لبنان، بعيداً عن الأضواء في الليلة التي سبقت اجتماعاته جلسنا لمدّة ساعة في أحد المقاهي في ضبية بوجود السفيرة، (السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا) لقد قلت له وشرحت له تحدثنا عن الخرائط وعن موقف وفد التفاوض. قلت له: “I am watching you very carefully” أي أنا اراقبك عن كثب. ولن أسكت إذا وجدت أن حق لبنان سيضيع. وأنا اليوم أتكلّم لهذا السبب. لقد وجدت أن حق لبنان سيضيع. لقد بدأنا بالتنازل من دون أثمان في المقابل. علينا الانتظار لكي يدفع الإسرائيلي ثمنا ومن بعدها نتنازل. لا يمكن تنزيلنا إلى الخط 23 فنخسر 1400 كلم من دون جدوى لا يجري التفاوض بهذه الطريقة.
- نانسي السبع: ماذا جاء الرّد؟
- العميد ياسين: لا جواب، قال أنه سيتابع معي بصورة دائمة، وأخذ رقم هاتفي، وسألني ما هو العرض المقبول بالنسبة للبنان؟ أنا سأعلنها. قلت له أن الخط 29 بالنسبة لنا هو خط قانوني قوي. نقطة ضعفه أنه غير موجود في الأمم المتحدة الخط الذي يمكن أن يقبل به لبنان أن يكون حل تسووي لهذا النّزاع هو إعطاء “Half effect” لجزيرة “تيخيليت” بهذا الـ”Half effect” أنا أحصل على زيادة 500 كلم عن الـ860 أحفظ خط قانا، أقيم خطا قانونيا ينطلق من نقطة رأس الناقورة، هنا جاءت انتفاضته لأن نقطة رأس الناقورة لها أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للعدو الإسرائيلي. والخريطة تبين هذا الخط كيف يكشف الجانب الإسرائيلي بالكامل. كل الساحل الإسرائيلي.
هذا الخط، نرى في الخريطة كيف ينطلق من نقطة رأس الناقورة ويتّجه جنوباً ليكمل باتجاه الغرب, هذه نقطة قوّة.
- نانسي السبع: يعني أن ما قلته أنني إذا أردت التراجع, أتراجع من الخط 29 الى وسطها تقريباً بين الخط 23 والخط 29.
- العميد ياسين: أحفظ خط قانا نكون حمينا “حقل كاريش” إذا كان هذا هو المطلب الإسرائيلي الذين يطالبون به لأن تعديل المرسوم يخيف الإسرائيلي لأنه يضع “حقل كاريش” ضمن دائرة الضغط وضمن منطقة النزاع. هذا ما فعلته الرسالة. لكن ما جرى في الأمس بإعلان لبنان التخلي عن الخط 29 العودة إلى الخط 23 أعادت إلغاؤه. تصريح فخامة الرئيس له قوّة قانونية توازن الرسالة. لذلك أرسلت لك المقال الذي نشرته “اسرائيل هيوم” لأن هذا الإسرائيلي يستند لهذا التصريح ويبلّغ شركة “Energean”. لا تخافوا، يمكنكم البدء بالعمل في “حقل كاريش”،ها هو رئيس الجمهورية اللبنانية قال أن خطنا هو الخط 23. الخطورة أكبر من ذلك، الخطورة بالذي جرى بالأمس، البلوك 72 الظاهر على الخريطة المحاذي لحقل قانا أصبح الآن محررا بالنسبة للعدو الإسرائيلي ما يعني أننا في خلال المفاوضات أفشلنا عملية فضّ عروض الحقل 72.
- نانسي السبع: إسمح لي عميد مع صدور هذه الرسالة التي أُرسلت إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة كان ضيفي الأستاذ محمد عبيد كان هناك تلميح بمكان ٍ ما حتى أن الوزير الياس بو صعب اتّصل ليرد على الأستاذ محمد عبيد وقال له لننتظر ونرى من الذي تنازل عن الخط التفاوضي. ما يبدو في كلامك الآن كأنه قال أنك انت عند لقائك “آموس هوكستين” تنازلت عن الخط 29. لقد أوضحت كيف تنازلت وإلى أي نقطة.
- العميد ياسين: أبداً, هو يعلم أنني لا أتنازل. أنا مسؤول ووصي على ملف كبير جداًّ حتى ما قلت أنني تنازلت عنه كان بالتنسيق السابق مع الرئاسة. أي عملية تراجع عن الخط 29 لا أقوم بها بمفردي. نحن كوفد لم نكن أبداً نعمل إلا كما يريد فخامة الرئيس. كل العمل بالتنسيق مع فخامة الرئيس. أنا إذا تراجعت من الخط 29 على ال”Half Effect” وأخذت 500 كلم جنوب الخط 23 أكون حميت حقل قانا هذا انتصار للبنان واعتبرت بالنسبة إلي اذا استطعت في هذه الجلسة مع “آموس هوكستين”, اقناعه بهذا الحل، وهناك الكثير من الأسرار في المفاوضات وخارج المفاوضات موجودة في هذا الملف العظيم التي تظهر كم كنا حريصين على كل نقطة من النقاط في المفاوضات أن نحصل على ثمنها. هذا الملف يحتوي أسرار المفاوضات كلها والتي كان الوفد حريص على كل نقاطها. إذا أردنا العودة إلى ال”Half Effect” أعتبر أنني أوصلت الفكرة ل”آموس هوكستين”، أكون قد أعطيته حصة إضافية للإسرائيلي، يمكن للإسرائيلي إعتبار هذا نصرا لكن أنا أريد تعديل المرسوم لنستطيع أن نكون مرتاحين بالمفاوضات مع الإسرائيلي لإقناعه بالتنازل.
- نانسي السبع: كما أعلن رئيس الجمهورية أن خط التفاوض لدينا هو الخط 23، يقول أيضاً نكون قد أخذنا أقلّه جزءا من النفط على أن يطير النفط مجدداً لسنوات وسنوات من المفاوضات غير المباشرة بوقت الإسرائيلي يكون قد بدء التنقيب.
- العميد ياسين: كل هذا موجود في التقرير الأجوبة على كل هذه الأسئلة موجودة بهذا التقرير.
- نانسي السبع: هل أنتم خائفون أن وضع الرئيس الخط 23 قيد التفاوض…
- العميد ياسين: يعني أننا لن نأخذ الخط 23.
- نانسي السبع: على ماذا سنحصل؟
- العميد ياسين: أعلنها “آموس هوكستين”.
- نانسي السبع: ما يعني أننا سنتراجع أكثر؟ لقد بدأت المفاوضات بالخط 29 وإذا تراجعنا وبدأنا بالخط 23 يمكن أن نخسر البلوك بكامله؟
- العميد ياسين: ماذا قال “آموس هوكستين”؟ قال أن المفاوضات هي بين الخطين 1 و23. لن يأخذ أحد من الطرفين 100 في المئة هذا ما قاله. هل سنأخذ الخط 23؟ لن نأخذ الخط 23. ماذا فعلت أنت في المفاوضات؟ تراجعنا إلى الخط 23. لقد أعلنا أن حدودنا هي الخط 23. أولاً هذه ليست حدودك. هذه حدود للتفاوض. لأنك لم تنتهِ لم يعترف الإسرائيلي أن خطّك أصبح 23. ثانياً والأخطر أنك حررت للإسرائيلي “حقل كاريش” وقد أصبح قادراً على العمل في البلوك 72 ويسحب “حقل قانا”من جهته هذا كله حصل عليه مجاناً.
- نانسي السبع: عميد، الناس تقول ببلد يوجد فيه هذا انهيار اقتصادي وبلد و”قع” مالياً واجتماعياً وفيه كل شيء… قد يكون علينا ان نأخذ القليل ولا نطمع بالكثير لكيلا نحصل على لا شيء
- العميد ياسين: هذا ايضاً متواجد في التقرير الذي قمنا برفعه الى فخامة الرئيس تقرير اللجنة، اولاً اذا لبنان واقع في ازمة اقتصادية نعم هو واقع بازمة اقتصادية فهل النفط والغاز هو الحل؟ نعم، ولكن ليس الان، لأن النفط والغاز نبدأ بإستثماره وتشغيله ب”أول ما الدولار يدخل مش اقل من بين 7سنين الى 10 سنين”، اذن موضوع الحدود البحرية ليس هو الحل السحري للواقع الاقتصادي بل معروف اين هو الحل السحري هو بالاصلاحات ووقف الفساد واعادة الاموال… هنالك آلاف الحلول. بل العكس اذا كنا في واقع اقتصادي صعب هل المطلوب ان نتخلى عن مكامن القوة المتواجدة في بلادنا لان واقعنا الاقتصادي صعب؟ ام يجب التشبث بها اكثر لتحقيق الازدهار في المستقبل؟ وهذا نقاش قائم.
انا عندما كنت بالمفاوضات كنت اقول للاميركي انك لا تقدر ان تضغط علينا بأي شيء، اقتصاد او غير اقتصاد، لا تقدر ان تكلمنا، بل كلمنا قانون لان بيننا هو كتاب القانون وبيننا وبين الاسرائيلي هو القانون، اما الاقتصاد فهو عامل يؤخذ بعين الاعتبار لكنهه ليس بمعيار لتحديد او رسم حدود بحرية.
- نانسي السبع: لماذا لبنان او رئيس الجمهورية تنازل وهو من كان مع الخط 29؟
- العميد ياسين: رئيس الجمهورية لديه الصلاحية المطلقة لمعرفة اين حق لبنان وعلى هذا الاساس يعمل بدون ادنى شك، ليس متنازل انما بالنتيجة يجب ان ينسق في هذا الموضوع مع باقي الاطراف لاخذ موافقة عليها لان الاتقافيات والحدود يجب ان يوافق عليها مجلس النواب ليس الموضوع محصورا بالرئيس فحسب.
- نانسي السبع: لماذا لبنان يتنازل بدون مقابل؟
- العميد ياسين: هذا السؤال الذي انا اخاف منه لماذا انا اريد ان اتنازل بدون مقابل وانزل الى الخط 23 واقدم للاسرائيلي كل شيء وانا لم احصل على اي شء. انا اريد ان اصحح لك نقطة: بالحديث مع آموس هوكستين وعندما تطرقنا لموضوع الـ half effect فقد كان هذا بابا فتحته له لكي اجد منفذا للحل، وهو وقتها بدأ بالشرح لي ان هكذا تحمي قانا وهم يأخذون كاريش، وسألني اذا نقبل بهذا الحل؟ فأجبته تطرح هذا الموضوع على الاسرائيلي واذا وافق عليه فهو من حصل على الكثير ونحن عندها ندرس الموضوع وعندها اذا طرح موضوع لـ HALF EFFECT وبالتأكيد لبنان سيوافق عليه وهوكان افضل يكثير من الحل الموجود الآن.
- نانسي السبع: حضرتك في هذا الطرح يعني رسم خط متعرج لحماية حقل قانا ؟اوليس هو هذا الطرح؟
- العميد ياسين: لا ابداً بل هو خط غير متعرج ينطلق من نقطة رأس الناقورة ، وهذه النقطة الاهم التي يجب الانتباه لها
- نانسي السبع: ما هو الخط المتعرج جنرال؟
- العميد ياسين: الخط المتعرج ينطلق لا ادري من اين ويمر بكافة الحقول وكيف لك ان تقوم برسمه فهذا صعب جداً. اولا لا توجد ولا اية وسيلة للترسيم. وسيرسم عبر الرسم اليدوي. بالنتيجة اتفاقات الترسيم بين الدول تكون بالاتفاق، يعني اي خط اتفق به مع العدو ويذكر بالامم المتحدة يعتبر قانونيا ولكن قانونيا يكون اقوى اذا ارتكز على قاعدة علمية للتقسيم وهذا يكون خطا للاجيال المقبلة ويكون من السهل الدفاع عنه. ويجب على الجميع عدم نسيان اتفاق 17 ايار، اقر الاتفاق وبعد مرور سنة رفض، لماذا رفض؟ لان كل اللبنانيين لم يكونوا متوحدين في الاتفاق عليه. لانه كان اتفاقا يخدم أناسا ولا يخدم آخرين وكان ذاهبا الى مكان ثلاث ارباع اللبنانيين متجهين نحوه اذاً الخط يجب ان يكون خطا قانونيا ينطلق من رأس الناقورة ويتبع قاعدة الترسيم.
نحن لمّا نحمي حقل قانا سوف نأخذ اقل من23 وحقل قانا ممتد بجنوب 23 وستتقاسمنا عليه اسرائيل واذا اعطاكِ الاسرائيلي حقل قانا ما هو الحقل البديل الذي سيأخذه الاسرائيلي وهنا الخطر!
- نانسي السبع: ما يعني حقل بديل سوف يأخذه؟ هو آخذ حقل كاريش؟
- العميد ياسين: الاسرائيلي يعتبر حقل كاريش له انت حدودك 23 وهو سيأخذ حقل ثان اكيد داخل بلوك 8.
- نانسي السبع: اي حقل سيكون بخطر حضرة العميد ضمن بلوك 8؟
- العميد ياسين: اغلب الحقول سوف تكون متداخلة بلوك8 اما بلوك 9 فقد ظهر لدينا حقل قانا وواضح انه يتجاوز 23 اما هناك حقول اخرى في البلوك 8 غير بلوك 9 ممكن ان تكون متداخلة ما بيننا وبين العدو ضمن مساحة الـ 860 كلم وهنا الاسرائيلي لكي يقدم لنا حلا بالكامل اذا اردناه فما هو الحقل الذي سوف يحصل عليه بالمقابل؟ هل من أحد يستطيع ان يشرح لنا؟
كل ما يسعون له ان كاريش مقابل قانا انما الذي قمتم به انكم اعطيتموه كاريش بدون مقابل وقانا اصبح مصدر جدل ويجب ان نعرف اين عين الاسرائيلي، بدون ادنى شك ان الاسرائيلي لديه مساحات ضمن الـ 860 وبمنطقته متقدمة جداً واوسع من مساحاتنا ونحن لدينا بعض المساحات ولكنها غير دقيقة كان من المفترض وهذا ما قمنا بطلبه بالمفاوضات انه وعلى طاولة المفاوضات توضع جميع الداتا المتواجدة لدينا ولديهم وبعدها يصبح الشرح على الخريطة وكنا دائماً نصطدم انه لا يمكننا الكلام الا ضمن المساحة860 ونحنا كنا دائما لا نقبل ان نحكي الا خارج 860 وهذا هو الخط الاحمر والذي كنت انا مستعدا يأي لحظة ان اقلب طاولة التفاوض في الناقورة اذا بقيتم مصرّين على مساحة 860.
- نانسي السبع: يقال انكم انتم بهذا الموضوع آخذين البلد على حرب؟
- العميد ياسين: ابداً، وهذا ضمن تقرير الـ 30 صفحة ليس بصحيح لان اسرائيل لديها استثمارات بالبحر الفلسطيني وقريبا من الحدود اللبنانية على درجة كبيرة من الاهمية واسرائيل ليست بغبة من اجل الدخول بحرب وتعريض كل استثماراتها للخطر ونحن ليس لدينا استثمارات نحن ماذا سنخسر.
العميد ياسين: للاسف كان هنالك قسم كبير يعلن صراحة انه ضد الوفد وثمة من قال انا لو كنت رئيس حكومة لا اوقّع المرسوم 6433 للاسف هنالك الكثير من الامور حدثت كانت مسيئة لسمعة الوفد. وانا لا اريد ان اعود للماضي.
نانسي السبع: كلا يجب ان تتكلم عميد، لان البعض يقول انك خرجت من السلك، وانا سأذكّر الناس من هو العميد بسام ياسين لان الناس تعرفت اليك من خلال الوفد ولكن انت لك تاريخ، وسأتكلم انطلاقا منه ولكن بداية، هل كما يقول البعض انه تمّ استخدامكم او بالاحرى تمّ رفع السقف، وبالنهاية قالوا ان هذا الوفد اخطأ لان نحن حدودنا هنا وهو يضيّع الوقت هناك؟ ماذا ترد؟
العميد ياسين: اولا لا احد استخدمنا، عيّن الوفد من قبل فخامة الرئيس وبناء لتوصية العماد قائد الجيش والوفد مقتنع بأجمعه بأحقيةالخط 29 وهذا الخط لم يتم وضعه جزافا، بل له تاريخ، وهذا الخط توافق عليه من رئاسة الجمهورية وكان مطلبها بالتفاوض وهو خط قانوني قوي جداً جداً جداً. لا احد استخدمنا للوصول الى مكان آخر ابدا انا افهم بالمفاوضات وعندما تقف تذهب الى قناة اخرى للتفاوض ولكن لا تتخلى بسرعة حافظ على النتائج التي قام بها الوفد بالمفاوضات ونقاط القوة للوفد واذهب في قناة تانية لتقدر تكملها لكي تكون المفاوضات الغير مباشرة مع المفاوضات الجانبية التي يجريها بغض الناس في البلد وهذه المفاوضات الاثنين يكملون بعضهم البعض وهدفهم واحد هو تحقيق اقصى حق للبنان.
نانسي السبع: يعني رئيس الجمهورية تخلى؟ برأيك تخلى؟
العميد ياسين: انت تستدرجينني بأن رئيس الجمهورية تخلى رئيس الجمهورية حرّ.
نانسي السبع: العماد ميشال عون ليس من صفاته التخلي. وليس هو من نصوّب عليه ولكن اريد ان اقول لك ان العميد الركن الطيار بسام ياسين كان قائد معركة الطوافات في نهر البارد.
العميد ياسين: انا أحد الشباب الذين كانوا.
نانسي السبع: احد الشباب في المعركة الجوية في (مخيّم) نهر البارد وانتهت نهر البارد وساوم السياسيون بعد الكارثة التي حصلت سواء لدى الجيش او حتى الدمار الذي لحق بالمخيم وتهريب شاكر العبسي وهذه كانت من الفضائح مثلها مثل غيرها واليوم خرجت من الجيش والسلطة السياسية للاسف التي ثارت عليها الناس في 17 تشرين وفي وقتها هؤلاء الناس خرجوا وثاروا على سلطة نخرت فساداً في القضاء وفي العسكر وفي الامن وفي المال وفي الاقتصاد حق الناس عليكم عندما تخرجون من السلك العسكري اقله انكم دفعتم تضحيات ولا احد يزايد على حضرتك ولا على احد بالجيش انكم تدفعونها من حياتكم ودمكم وفي ذات الوقت حق الناس عليكم ان لا ترى حدودنا وثرواتنا لان هناك سلطة سياسية تقرر.
العميد ياسين: نعم، من اجل ذلك انا خرجت لاتكلم ولكن ليس لأتهم احدا سأترك الناس يتهمون ويحكمون بالذي يريدونه، انا وظيفتي ان اضع الحقيقة امام الناس، وان هذا حقنا وهذا ما نريده واننا عملنا من اجل هذا الحق ولم نفعل اي شيء غير قانوني ونعمل على كل شيء قانوني ونتمسك به. يا شعب لبنان افتح عيونك ولا تترك حقوقك تذهب هدراً ونعم يستطيع الشعب ان لا يترك حقوقه تذهب هدراً من خلال حملات الناس والتضامن الذي يحصل مع طروحات الوفد، ثورة وغير ثورة،ة وا منتديات ثقافية وعلمية تظهر وتتكلم عن الحقيقة، نعم لم لا؟ ولكن لا تسمح للعدو باستغلال الذي حصل. نحن نزلنا لـ23 ويأخذ الذي يريده لان في التقرير هنالك موضوع مهم جداً وهو (ماهو البديل عن التفاوض).
أولا: لماذا اتى الاسرائيلي الى التفاوض؟ هو يعمل، لماذا يأتي الى التفاوض؟ ما هو السبب؟ اتى الى التفاوص واطلق اتفاق الاطار عندما شعر ان في لبنان من هو مستعد لتغيير قواعد اللعبة في تعديل المرسوم 6433 والذي هو قبل المفاوضات وعندما شعر الاسرائيلي بالخطر على ثروته البترولية وعلى استثماراته في كاريش وغيرها في المنطقة بشمال الخط 29 عندها اتى الى المفاوضات، والذي يحصل (غير مفهوم) حققناها له اي البديل عن التفاوض حققناها له، لماذا سيأتي مجدداً الى المفاوضات؟ وانتم مخطئون اذا فكرتم بان الاسرائيلي سوف يأتي الى المفاوضات مجدداً والاسرائيلي لن يقدّم لكم اي شيء بل اخذ ما يريده وهنا الخطورة ومن اجل ذلك خرجت للتكلم في الاعلام.
نانسي السبع : لقد قلت جنرال اذا ارادوا ان ينطلقوا من خط تفاوضي اخر مخالف للخط 29، انا لا استطيع ان اكون في الوفد.
العميد ياسين: انا اجزم ان الوفد هو في روح واحدة اعضاء هذا الوفد لم يحيدوا مرة عن الخط المستقيم، انهم وطنيون، نوهّ بهم فخامة الرئيس قائلا: يا ليت لبنان بأجمعه مثلكم.
كون مازن بصبوص هو ضابط في الجيش فهو عليه ان يلتزم بأوامر قيادة الجيش. اما بما يعنيني انا شخصيا وبما يخص نجيب مسيحي فنحن ملتزمان بقرار عدم النزول الى الناقورة اذا كانت المفاوضات ضمن 860 …
نانسي السبع: لهذا قال رئيس الجمهورية انه هو سيقرر هذه المرة الوفد التابع لهذه المفاوضات كما ان هذه الاخيرة ستحصل في بعبدا.
هل ممكن وجود فريق تقني سياسي كما قيل من قبل؟
العميد ياسين: ان رئيس الجمهورية لديه كامل الحق بالتصرّف بما يريد ولكن مصلحة لبنان اين؟
نانسي السبع: نشرت على صفحتك الخاصة عبر “الفايسبوك” بعد المقابلة التي صدرت في صحيفة “الاخبار” مع رئيس الجمهورية التصريح الآتي: ” كل الاشياء تشترى وتباع بنفس العملة الا الوطن، فهو يشترى بالدم ويباع بالخيانة”.
لقد قمت بمشاركة هذه الصورة معلّقا: “وما اكثرهم في يومنا هذا”، لماذا قمت بنشر ذلك؟
العميد ياسين: لقد وجدت ان هذا “البوست” يعبّر عن مشاعري، عندما اشعر بأن البلد يتعرض للخيانة وحقوقه تباع من دون اي ثمن اكيد سوف انتفض. من دون ادنى شك استفزتني مقابلة رئيس الجمهورية. الرجوع للخط 23 من دون اي مقابل استفزّني. موضوع عدم قانونية الخط 29 هو ما استفزني اكثر شيء … ان الخط 29 هو خط قانوني جدا لا يجدر عليكم ان تتخلوا عنه بهذه السرعة.
من دون ادنى شك المفاوضات تعني التراجع، لكن التراجع ضمن المنطق المعقول للتراجع، لهذا السبب شعرت بالاستفزاز وقمت بنشر ما نشرته.
نانسي السبع: هل تعتبر أن ما اعلنه رئيس الجمهورية هو اشبه بخيانة بحق لبنان؟ التنازل عن خط 29 وتكريس خط 23 للتفاوض؟
العميد ياسين: لا استطيع ان اجيب بنعم او بلا، انا طالبت بتوضيح و انتظر هذا التوضيح، اتمنى ان يصدر توضيح حتى لو كان المقال صحيحا… بغية نفي هذا القول لاهمية عدم استغلاله.
انا كنت انبّه لخطورة هذا الموقف فهذا الاخير يعرّض عمل الاعوام العشرة الذي مرت حتى صدور اتفاق الاطار للخطر.
نانسي السبع: عندما بدأت المفاوضات، تمّ اتهامكم بأن مجرد جلوسكم مع الاسرائيلي خيانة وتطبيع… خرج اليوم رئيس الوفد ليقول أن من يتنازل هو الخائن، هل تعتبر ان السلطة السياسية قامت بخيانتكم وخيانة جهودكم وامالكم؟
العميد ياسين: المفاوضات غير المباشرة مع عدو لتحصيل حق ليست ابدا بمزحة … كان يجب على السلطة السياسية ان تتوحد خلف الوفد و أن تكون مقتنعة بما يطرحه، كما ان الاعلام ساهم مساهمة كبيرة بتسليط الضوء على هذه المسألة وعلى المفاوضات، لهذا استطعنا ان نقوم بخلق حالة شعبية معيّنة مؤيدة للمفاوضات في الناقورة … ولكن تقصير السياسين كان بارزا ايضا من جهة اخرى.
العميد ياسين: إذا ذهبنا إلى الخط 23، وقيل أن هذا هو الخط 23 ما هي النقاط القانونية التي يجب علينا التنبه لها؟ من أين يبدأ الخط 23؟ من نقطة رأس الناقورة؟ هل هناك وصل بين البرّ والبحر؟ هذه مشاكل واجهناها في المفاوضات هناك. نقطة رأس الناقورة أساسية لبدء الخط هذه نقطة قوّة للبنان هل ستتخلّون عنها؟
نانسي السبع: حضرتك عسكري في الجيش، مهمّة الجيش، المؤسسة العسكرية حماية حدود لبنان، هذه هي مهمته. لهذا السبب وجدت المؤسسة العسكرية. لماذا يقبل أن السلطة السياسية إذا كانت تبيع, تقول لهم أنهم يبيعون دون ثمن يجب أن يتدخّل الجيش اللبناني بهذه الحالة. هذا وبغض النظر عن صمت المقاومة المريب لماذا الجيش اللبناني لم يتدخّل؟
العميد ياسين: أوّلاً، الجيش اللبناني هو جيش صامد وبطل نسميه الجيش الصامت لأن كل الأوصاف الأخرى تسقط أمام هذا الوصف الآن الجيش الصامت رغم كل الأزمة الإقتصادية الكبرى من يستطيع أن يصمد وينفّذ مهمّته؟ والحمدالله، ما زالت هذه المؤسسة ثابتة. الجيش اللبناني أمام حرج كبير جداًّ في هذا الموضوع، الجيش اللبناني يلتزم بحماية الحدود، بدون أدنى شك، يلتزم بالحفاظ على الحدود، ولكن من يضع الحدود؟ الجيش يساعد بوضع الحدود، لكن السلطة السياسة هي من تقول: هذا هو الحدّ. لذلك كان كلام العماد قائد الجيش واضحا جداًّ, نحن قمنا بعملنا القانوني، الآن حان دور السلطة السياسية أن تتفق أين تضع الحدود. عند وضع الحدود, الجيش والقوى الأخرى مسؤولة عن حماية الحدود. ولكن وضع الحدود بما يقبله العقل، بما يحفظ الحقّ. “يا سلطة سياسية” هذه مسؤوليتكم. ليس مطلوبا من الجيش الدخول في مشاكل. أنا أقرأ في اليومين الأخيرين، أن هناك مشكل بين الجيش والرئاسة حول هذا الموضوع. هناك الكثير من الدراسات والإستنتاجات اعتبرها ترّهات، الجيش واضح، أولاً، هناك الكثير من التدخلات لتخريب العلاقة بين العماد قائد الجيش وبين العماد عون، فخامة رئيس الجمهورية. هذا غير صحيح. أنا كنت حاضراً في عدد كبير من اللقاءات بين الرجلين، وهما على تفاهم وتنسيق. فالجيش صامد. الجيش هو الذي يحافظ على الحق 100 في المئة. الآن هي مسؤولية السلطة السياسية بأن تضع الحدود بالمنطق والحق والعدل، وأن لا تعطي أثمانا مجانية للعدو. أنت تعطي العدو, دون ثمن؟ قطعاً لا. هذا غير مقبول.
نانسي السبع: ليس فقط مجاناً، هذا دُفع ثمنه دم هل تبيعون الدّم؟ ليس فقط تبيعون الأرض كل شيء يباع.
العميد ياسين: الآن مجاناً، هم يقدمون لهم كل شيء مجاناً.
نانسي السبع: شكراً سيادة العميد الركن بسام ياسين على هذه الإطلالة وشكراً لثقتك بالجديد وفينا لتكون إطلالتك الأولى عبر منبرنا، وانشاءالله أقله أن تعودوا وتحفظوا حق لبنان لأن التعويل دائماً وأبداً هو على الجيش اللبناني بالحفاظ على حقوق لبنان.
العميد ياسين: سيدتي أشكركم وهذا الموضوع يجب أن يكون لساعات وليس لساعة فقط وإذا أردت أن اتحدث عن هذا الموضوع علي التحدث عنه لأيام.
كل دقيقة من دقائق المفاوضات في الناقورة يُكتب عليها كتاب، وكل أسرار الناقورة موجودة هنا.
ليس المطلوب مني التحدث عما حصل في الناقورة، لكن ما حصل هناك يُشرّف كل لبناني.
وفد المفاوضات بأشخاصه الأربعة يشرّفون كل لبناني أيضاً لأنهم كانوا حريصين على الحق، هؤلاء ثروة وطنية.
موقف قيادة الجيش هو كان موقفاً داعماً دائما لهذا الوفد، وسأقول هنا كلمة صغيرة بحق العماد جوزيف عون، رئيسي وصديقي وحبيبي، كان يُفترض بالعماد قائد الجيش الحريص على المؤسسة العسكرية رغم هذا الضغط الكبير، أن يكون قريباً للإرادة الأميركية في موضوع التفاوض ليحافظ على الجيش.
العماد عون خلال فترة التفاوض من أول يوم لآخر يوم كان بجانب الوفد بصورة دائمة ومع الحق اللبناني ولم يتراجع أية خطوة إلى الوراء.
- نانسي السبع: رغم اتهامه بأن الأميركيين يكونون دائماً في اليرزة والضباط الأميركيين يذهبون ويأتون إليه دائماً.
- العميد ياسين: كلام وكلام كثير، أنا كنت أستقبل ضباط أميركيين في مكتبي وضباط إنكليز وأوستراليين وكنديين، ولم نكن نتعرّض أبداً لضغوط أميركية في ظل الانهيار، وكل العمل في ظل وجود الضباط الأميركيين في اليرزه له علاقة باللوجيستية، وهناك بعض الأمور لها علاقة بالتدريب في العمليات.
- نانسي السبع: تبيّن في الآخر للناس أنه ليس الوفد المفاوض الذي تراجع عن الخط 29 بل مجدداً السلطة السياسية.
- العميد ياسين: لم يتراجع…. عن الحق والحق أساس.
- نانسي السبع: إذا بيعت ثروة لبنان أنتم كلكم مسؤولون والتاريخ لن يرحم وأنتم من بعتم للأسف من دون ثمن.