“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
يسود التكتم المطلق حول المبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح في زيارته التي بدأت امس الى لبنان والتي تستمر يومين اثنين. فالدبلوماسي الدمث كما برز في تصريحاته الى وسائل الاعلام اللبنانية لم يقدّم إلا ما أرادت الكويت وشقيقاتها الخليجيات من اسماعه للاعلام اللبناني، من دون التوغل في تفاصيل المطالب التي قيل انها مذكرة من 15 بندا تم تقديمها للبنان. ويلخص احد الدبلوماسيين المتابعين الزيارة بقوله أنها “تحمل رسالة خليجية مرنة بشروط قديمة”.
الثابت أن دولة الكويت التي طالما اضطلعت بوساطات عربية ومن اجل لبنان ايضا كانت عقدت العزم على القيام بوساطة بين لبنان ودول الخليج فور استقالة وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، (استقال في 3 كانون الاول الماضي) وذلك بمبادرة كويتية بحتة لمحاولة اعادة وصل ما انقطع بين لبنان والدول الخليجية.
إلا أن توقيت المبادرة يطرح أكثر من علامة استفهام وخصوصا وان رسالتها الدسمة التي عبّر عنها الصباح أمس تكمن في الا يكون لبنان منصّة تهجم ضد الدول العربية والخليجية، وهنا بيت القصيد، وليس تطبيق القرارات الدولية من الـ1701 و1559 والتشبث باتفاق الطائف سوى شروط مكررة لا تستدعي زيارة رفيعة المستوى، ولا ننسى بطبيعة الحال تصدير المخدرات من لبنان الى الخليج وهو سبب اضافي ومهم.
وبحسب القراءة الاولى للزيارة فهي وقعت بعد قرابة الاسبوع او الايام التسعة من انعقاد لقاء المعارضة في الجزيرة العربية برعاية “حزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية وبحضور رفيع لرئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
سبق هذا المؤتمر كلام عالي النبرة من قبل أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية بمناسبة ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وما خلفه من ردود فعل امتدت من لبنان الى الدول الخليجية قاطبة.
يبدو ان عودة التدخل بشؤون الدول الخليجية ودعم المعارضين في وجه انظمة الحكم فيها سواء في البحرين او في المملكة العربية السعودية هو احد الاسباب الرئيسية لزيارة الصباح الذي حمل سلسلة “شروط” ابلغها الى المسؤولين اللبنانيين من دون أن يشير في معرض كلامه “العلني” عن الثمن الذي سيناله لبنان في حال نفذ هذه “الشروط”.
في هذا السياق، تستبعد اوساط سياسية لبنانية واسعة الاطلاع لموقع “مصدر دبلوماسي” ان تلقى مبادرة الكويت مصيرا ايجابيا لأن الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لا تزال في طور ممارسة الضغوط الشديدة على لبنان، وآخر مظاهرها منع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من الترشح للانتخابات النيابية لكي يصبح لبنان متروكا كليا لما يسميه السعوديون “هيمنة “حزب الله”. كما أن انتظار السعودية ودول العالم لنتائج الانتخابات النيابية وما قد تحمله من تغييرات في موازين القوى لا يشجع على التفاؤل كثيرا بمبادرة حسن نية تحملها الكويت في هذا التوقيت، إلا إذا حصل انفراج كبير على مستوى العلاقات الايرانية السعودية، وهو أمر قائم بهدوء وبطء حيث اقتصر للان بعودة بزيارة لدبلوماسيين ايرانيين لجدة وتكرار ايراني للسعوديين بأن اي حوار في اليمن يجب ان يكون مع الحوثيين.
في هذا السياق كان لافتا أنه عوض أن تكون المبادرة قطرية كما تمّ الترويج لها عند زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقطر ولقائه أميرها تميم بن حمد، فإذا الدكتور الصباح يحل مكان وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وتقول شخصية وازنة على اطلاع واف بأن ” الكويت دولة قادرة على التحدث الى الجميع وليست لديها حساسيات مع احد”.
إلا ان دبلوماسيا متابعا لملف العلاقات اللبنانية الخليجية يقول لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “المرونة الخليجية التي تتبدى بزيارة الصباح الى لبنان لها 4 اسباب:
– المفاوضات الايرانية الاميركية هي حاليا في موقع ايجابي جدا.
-المفاوضات الايرانية السعودية مستمرة بهدوء وايجابية والدليل عودة الدبلوماسيين الايرانيين الى جدة لتمثيل بلادهم في منظمة التعاون الاسلامي.
-الوضع في اليمن الذي صار ضاغطا جدا على المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وخصوصا بعد قصف الحوثيين لمطار أبو ظبي ومنشآت نفطية.
-كما ان استمرار الانكفاء السلبي السعودي عن لبنان سيفتح المجال امام دخول تركي وقطري.
في هذا السياق، نقلت صحيفة “الاخبار “اللبنانية مناخا جديرا بالمتابعة نقلت عن “مصادر مطلعة” ان “حكومة الامارات العربية المتحدة بادرت خلال الساعات الماضية الى اجراء جولة واسعة من الاتصالات بهدف “احتواء الموقف” في ضوء توقع رد فعل انصار الله على المجزرة التي ارتكبت امس في صعدة والحديدة” . ونقلت الصحيفة اللبنانية المقربة من محور الممانعة بأن ” الاماراتيين لم يتركوا طرفا على صلة مباشرة او غير مباشرة بانصار الله إلا وتواصلوا به مؤكدين ان لا علاقة لهم بالغارات التي استهدفت صعدة او بالمعارك الجارية في الحديدة او بالقصف الذي استهدفها. وقالت المصادر بأن رئيس جهاز الامن القومي في الامارات بقيادة طحنون بن زايد تولى التواصل المباشر مع مجلس الامن القومي في ايران، كما جرت الاتصالات مع العراق وسوريا، وصولا الى اتصالات جانبية مع جهات لبنانية على صلة بحزب الله وكانت العبارة المشتركة في كل هذه الاتصالات بأن “الامارات لم تشارك في هذه الغارات ولا في العمليات العسكرية الجارية” مع “طلبات مباشرة بالتوسط لدى الحوثيين لعدم الرد بقصف جديد لأية مدينة او منشأة في الامارات” (….).
لقاء وزير خارجية الكويت مع عون
وكان المكتب الاعلامي في القصر الرئاسي اللبناني قد نقل بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغ وزير الخارجية الكويتي الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم الاحد في قصر بعبدا، ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقا من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.
وشكر عون للوزير الكويتي المبادرة التي نقلها والتي تعكس العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بالكويت، لا سيما وان هذه المبادرة تحظى بدعم خليجي وعربي ودولي بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.
واكد الرئيس عون للوزير الصباح التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة، مشيرا الى ان الأفكار التي وردت في المذكرة التي سلمها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها.
وجدد رئيس الجمهورية، خلال الاجتماع، على متانة العلاقات اللبنانية-الكويتية، محملا الوزير الصباح تحياته الى أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وشكر لبنان رئيسا وشعبا على وقوف الكويت دائما الى جانب لبنان في مختلف الظروف الصعبة التي مر بها، إضافة الى “رعاية اللبنانيين المقيمين في بلدهم الثاني الكويت.”
وكان الوزير الصباح نقل في مستهل الاجتماع الى الرئيس عون تحيات امير الكويت وولي العهد والشعب الكويتي، مشيرا الى تزامن زيارته مع مرور 60 عاما على قيام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والكويت، ومرور 30 عاما على ذكرى تحرير الكويت، مستذكرا موقف لبنان من الغزو العراقي الذي تعرضت له.
وقدم الوزير الصباح الى الرئيس عون المذكرة التي تضمنت أفكارا واقتراحات هدفها “إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج”، مجددا التأكيد “على عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعدم الرغبة في ان يتدخل لبنان في شؤون دول أخرى.”
وحضر الاجتماع عن الجانب الكويتي: مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني، والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت عبدالله سليمان الشاهين، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبد الرحمن الشريم، والمستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبدالله بورسلي، والسكرتير الثاني لإدارة شؤون الوطن العربي سالم علي أبو حديدة.
وحضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، والوزير السابق سليم جريصاتي، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشارون رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.
وفي ختام الاجتماع، دوّن الوزير الصباح كلمة في سجل التشريفات، جاء فيها: ” تشرفت صباح اليوم الأحد 23-01-2022 بلقاء فخامة رئيس جمهورية لبنان الشقيق حيث نقلت له تحيات أخيه سيدي حضرة صاحب السمو أمير الكويت، وحكومة وشعب الكويت، والتمنيات للبنان بأن ينعم بالمزيد من الاستقرار والأمن والازدهار.”
تصريح الوزير الصباح
وبعد اللقاء، أدلى الوزير الصباح بالتصريح التالي الى الصحافيين:
“تشرفت صباح هذا اليوم بلقاء فخامة رئيس جمهورية لبنان الشقيق، حيث نقلت له تحيات صاحب السمو امير دولة الكويت، وسمو ولي العهد، وحكومة وشعب الكويت، والتمنيات بالمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء للبنان. كذلك نقلت الى فخامته السبب الرئيسي لزيارتي لبنان، حيث أحمل رسالة كويتية، خليجية، عربية، ودولية، كاجراءات وأفكار مقترحة “لبناء الثقة مجددا مع لبنان”. كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة، واساسها، قرارات الشرعية الدولية والقرارات الأخرى السابقة لجامعة الدول العربية. ولله الحمد، لقد نقلتها الآن الى فخامة الرئيس، وهم الآن بصدد دراستها، وانشاءلله يأتينا الرد على هذه المقترحات قريبا.”
وردا على سؤال حول ما اذا كانت دول الخليج التي اتخذت اجرءات بحق لبنان ستراقب ما يقال فيه، بعد كلامه بالأمس عن الا يكون لبنان منصة “للعدوان اللفظي”، وما هو تعليقه على المجزرة في اليمن قبيل يومين، أجاب: “ان الذي طالبنا فيه هو الا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي او فعلي. نحن نريد لبنان مثلما كان لأكثر من 73 سنة: عنصرا متألقا، أيقونة ورمزية مميزة في العالم وفي المشرق العربي. لبنان واحة وساحة أمل للجميع، ملجأ للمثقفين، للفنانين والادباء وللعلوم الإنسانية كلّها. هذا هو لبنان الذي نعرفه. هو ليس منصة عدوان، ولا مكان آخر لجلب أي حساسية تجاه هذا البلد الشقيق وهذا الشعب الجميل. هذه هي المسألة الأساسية في هذا الأمر. وأنا اجدد انه لا يوجد هناك ابدا أي توجه للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. هذه أفكار ومقترحات كاجرءات لبناء الثقة، نتمنى ان يتم التعامل معها بالشكل المفيد للجميع.”
وسئل عما اذا كانت الكويت مستعدة لقيادة حوار جديد في لبنان تحت عنوان تطبيق اتفاق الطائف “الذي يتضمن معالجة الهواجس التي تطرحونها”، فأجاب: “بإختصار، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وفي طيَّات السؤال هناك الإجابة: هو فقط تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقا، ومن بين ذلك اتفاق الطائف. واذا كانت هناك بعض الالتزامات التي لم تُنفَّذ لغاية الآن، فانشاءلله من خلال تطبيقها بشكل ملموس، نصل الى مبتغى الجميع.”
وسئل عن مدى إمكانية لبنان تطبيق القرار 1559 في ظل الانقسام السياسي الواضح، فأجاب: “هذا امر يعود الى اللبنانيين أنفسهم، وليس امرا يعود الى الكويت. لكن كل قرارات الشرعية الدولية ملزِمة لكل دول العالم، فانشاءالله لبنان وجميع من هم معنيون في هذا القرار بالذات يصلوا الى امر يكون متوافقا مع قرارات الشرعية الدولية.”
كما سئل عن صحة ما تناقلته وكالات الاعلام عن تقدُّمه بالأمس الى رئيس الحكومة بورقة من عشر نقاط، وما تتضمنه هذه النقاط، فأجاب: “هي أفكار ومقترحات قُدِّمَت بالأمس، وذكرتها اليوم الى فخامة الرئيس، ولا اجد انه من المفيد مناقشة هذه النقاط في الاعلام. إنّ هذه النقاط متروكة الى المسؤولين اللبنانيين، وهم يرون اذا ما كانوا يريدون مناقشتها في الاعلام ام لا. لكننا ننتظر منهم ردا عليها.”
وسئل عن الدعوة الرسمية التي قدمها الى الرئيس ميقاتي لزيارة الكويت، وماذا عن زيارة وزير الخارجية اللبناني الى الكويت، في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية، فأجاب: “أولا ان العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع مع الكويت، لقد تم استدعاء السفير للتشاور. ثانيا ان دعوة وزير الخارجية اللبناني الى الكويت تأتي من خلال اجتماع تشاوري عربي سوف يُعقد آخر هذا الشهر في الكويت، بحكم انها الآن ترأس مجلس وزراء خارجية الدول العربية. ونحن نستضيف ما يقارب 50000 لبناني، وسعداء في دورهم التنموي، كما نرحب باللبنانيين بكافة مستوياتهم في زيارة الكويت. وزيارة وزير الخارجية ثنائية، ولكن في الاساس ضمن التحرك العربي.”
الصباح عند برّي: الأساس في زيارتي للبنان هي وضع إجراءات لبناء الثقة مجدداً بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي
من جهته، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير خارجية الكويت الدكتور الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان عبدالله سليمان الشاهين نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبدالرحمن الشريم، المستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبدالله بورسلي والسكرتير الثاني لادارة شؤون الوطن العربي سالم علي أبو حديدة.
وبعد اللقاء تحدث الوزير أحمد ناصر المحمد الصباح للصحفيين قائلا :
تشرفت اليوم بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وتبادلنا معه أطراف الحديث ونقلت له تحيات قيادة دولة الكويت وحكومة وشعب الكويت وكذلك تحيات أخي معالي رئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق علي الغانم، وكذلك تبادلنا الحديث بموضوع العلاقات الثنائية بين الكويت ولبنان والتحديات التي نمر بها الآن إقليمياً ودولياً والأساس في زيارتي للبنان هي وضع إجراءات لبناء الثقة مجدداً بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي، هذا أساس لقائي مع دولة الرئيس وإن شاء الله نسكتمل الامور في القادم من الايام .
ورداً على سؤال حول تزامن زيارته مع التحضيرات للإنتخابات وعزوف الرئيس الحريري عن المشاركة فيها أجاب : اولاً لا يوجد أي تدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ودول الخليج لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية، وثانياً، لا تخرج الزيارة عن الثلاث رسائل التي نقلتها بالامس .
الرسالة الاولى، التعاطف والتضامن والتؤازر والمحبة للشعب اللبناني الشقيق .
النقطة الثانية، هي تطبيق سياسة النأي بالنفس وان لا يكون لبنان منصة لأي عدون لفظي او فعلي .
والنقطة الثالثة، هي الرغبة لدى الجميع بأن يكون لبنان مستقراً آمناً وقوياً وأن قوة لبنان هو قوة للعرب جميعاً وعلى ان يصير هذا الامر واقعاً هو من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية في هذا المجال فالرسالة من هذا المجال وليس هناك أمر آخر .
ونفى تحميله الرئيس بري أي رسالة لحزب الله الزيارة فقط هي تقديم نفس الافكار التي قدمتها بالامس للرئيس ميقاتي وصباحا لفخامة الرئيس عون ومن ثم قدمتها لدولة الرئيس بري ومرة أخرى هي منطلقة من بعض الافكار والمقترحات لبناء الثقة بين دول المنطقة ولبنان .