“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة
marlenekhalife@
تفاعلت في الآونة الأخيرة الأزمة بين مصرف لبنان ووزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية على خلفية قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقف التحويلات بالدولار الأميركي لرواتب السفراء والدبلوماسيين العاملين في الخارج بحسب سعر الـ1500 دولار أميركي نهاية العام الجاري. وكان سلامة قد أبلغ قراره هذا الى وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة سابقا زينة عكر، وأعاد ابلاغه للوزير الحالي الدكتور عبد الله بو حبيب حيث تستمر المفاوضات الشاقة معه لغاية اليوم دون التوصل الى حلّ واضح لغاية كتابة هذه السطور. وكان سلامة قد أبلغ الخلية الدبلوماسية برئاسة بو حبيب التي تجتمع معه ومع وزير المالية يوسف خليل بأنه بعد رأس السنة سوف يقرر كيفية صرف الرواتب مع اتخاذ تدابير تقشفية قاسية جدا. وبحسب المعلومات التي استقاها موقع “مصدر دبلوماسي” من سفراء لبنانيين عاملين في الخارج فإن الحاكم يريد أن يصرف رواتبهم على سعر 9 آلاف ليرة لبنانية أو ما اصطلح على تسميته بـ”الدولار الدبلوماسي”. ويقول أحد الدبلوماسيين لموقعنا: “إن موازنة وزارة الخارجية هي بالليرة اللبنانية، وهذا يعني بأن راتب القنصل البالغ 18 مليون ليرة يساوي 12 ألف دولار أميركي. يطلب الحاكم من الوزارة تدبّر أمورها وإلا سيحوّل الرواتب على سعر الـ 9 آلاف ليرة فيصبح الراتب ألفي دولار في الخارج، وهو مبلغ زهيد جدا”. ويسأل هذا الدبلوماسي:” ماذا يظن الحاكم بأنه فاعل؟ هل يرغمنا على فتح جواريرنا للرشوة؟ كيف ندفع إيجارات البعثات؟ والموظفين؟”.
كان ثمة اقتراح باقفال بعض البعثات الدبلوماسية اللبنانية في بعض البلدان بذريعة التقشف، إلا ان المرجعيات السياسية رفضت ذلك مطلقا بسبب التعيينات السياسية فيها ونظرا للخدمات الانتخابية التي توفرها. لكن يبدو أن لحاكم مصرف لبنان أفكارا لا تقلّ قساوة عن اقفال البعثات منها على سبيل المثال لا الحصر:
*تحديد سقف لنفقات الكهرباء والمياه وكل ما يتعدى هذا السقف يدفعه السفير من جيبه الخاص!
*تحديد سقف منخفض للصيانة قد تلامس الصفر دولار ما يتطلب من البعثات طلب دعم الجاليات.
*منع شراء اية مفروشات وكل من يريد تجديد الأثاث يدفع من جيبه. وغني عن القول أن مصاريف الطابعات والكومبيوتر هي على عاتق طاقم السفارة!
*تم تخفيض نفقات التمثيل أي الدعوات والعلاقات الاجتماعية الى 200 دولار شهريا!
وبلغ تخفيض النفقات في بعض البلدان الافريقية الى 80 في المئة!
وتشير أوساط دبلوماسية متابعة لهذا الجدل الى وجود “قطبة مخفية قد تتمثل بوقف عمل البعثات وشلها نهائيا لمنع انتخابات المغتربين التي تعارضها جهات لبنانية مختلفة”.
لا يزال وزير الخارجية الدكتور عبد الله بو حبيب مع فريق من الادارة ودبلوماسيين يتابعون هذا الملف مع وزير المالية يوسف خليل مع العلم بأن الخناق يشتد على الجسم الدبلوماسي اللبناني فقد حصل تأخر في صرف الرواتب هذا الشهر كما أن القائمين بالأعمال لم يتقاضوا رواتبهم منذ 6 اشهر، إلا أن “سعر التحويل الذي يقترحه رياض سلامة سيطيح بالرواتب الى مستوى الفضيحة” بحسب قول أحد السفراء.