“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
يعرف وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب حدود اللعبة السياسية الداخلية اللبنانية، ويدرك تشابكات الطوائف الاقليمية والدولية، وفي فترة توليه وزارة الخارجية والمغتربين منذ 12 أيلول الفائت في حكومة نجيب ميقاتي، وضع نصب عينيه تطبيق أجندة اصلاحية ادارية في وزارة الخارجية والمغتربين، يستثمر فيها الأشهر القليلة التي تفصل الحكومة عن استحقاق الانتخابات النيابية في 27 آذار المقبل.
إلا ان التدهور السريع في العلاقات بين لبنان ودول الخليج التي تمثل العمق العربي التاريخي للبنان، وبدء تخلي هذا العمق عن لبنان ورذله، أجّج التوتر الداخلي وجعل حكومة ميقاتي على فوهة بركان متفجر: سحب سفراء وطرد آخرين وسحب رعايا ووعيد بالمزيد من العقوبات الخليجية التي تعكس الطابع المتفجر بين محوري السعودية وايران.
ومنذ نشر التصريح الشهير لوزير الاعلام جورج قرداحي في برنامج “برلمان الشباب” في 27 تشرين الاول الفائت، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب يقف في عين العاصفة وخصوصا إثر تصريحات له بدا فيها حادا بعض الشيء بحسب البعض في حين رأى البعض الآخر بأن الدبلوماسي العتيق يمكنه بدماثته واسلوبه ان يخنق الآخر بخيط من قطن! نذكر بأبرز تصريحاته لوكالة رويترز على سبيل المثال لا الحصر: “نحن أمام مشكلة كبيرة، إذا كانوا يريدون فقط رأس حزب الله، فنحن لا نستطيع أن نعطيهم إياه، نحن كلبنان. لأن تصريحات وزير الخارجية (السعودي) أن حزب الله وليس جورج قرداحي المشكلة، جورج قرادحي أشعل المشكلة، هو كان مثل فتيل” للأزمة”.
ومما قاله لمراسلي الصحف الخليجية في لبنان “نحن نريد التعاون مع السعودية، ولكن إذا كنا أشقاء وأخوك مريض، لا يمكن أن تقول له حين يختفي المرض منك كلمني، أنا ما الذي يمكنني فعله؟ لا يمكنني إزالة المرض مني.”. هذا الاسلوب الحازم الذي يستخدمه بو حبيب بدماثة الدبلوماسي العارف بالأمور كشفته أمام الملأ كوزير خارجية لا يشبه أسلافه أقله في الاعوام العشرة الأخيرة وسلطت عليه الاضواء. يوم الاثنين، استقبل بو حبيب الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وهو قال لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن الضيف العربي “جاء مستطلعا الاجواء، ونحن كلبنان أكدنا مجددا بأننا نريد أفضل العلاقات مع السعودية ونريد أن تكون السعودية موجودة سياسيا في لبنان”. ويضيف بلغته اللبنانية:” حتّى لو “ما طلع بإيدنا” تحقيق مطالب السعودية كلها فإنها دولة مهمة للبنان سياسيا، كذلك لا يمكننا أن نغفل عن وجود آلاف اللبنانيين العاملين في السعودية”.
خرّيج الجامعات الاميركية بدأ حياته في البنك الدولي
إعتقد الكتائبي السابق وإبن رومية المتنيّة عبد الله بو حبيب المولود في 21 تشرين الثاني من العام 1941، بأنه وزير في فترة حكومية انتقالية عابرة، لكنه سرعان ما وجد نفسه مترئسا بطلب من رئيس الحكومة خلية أزمة وزارية لمعالجة التدهور في العلاقات بين لبنان والسعودية، اجتمعت الخلية في وزارة الخارجية والمغتربين وتوجها حضور للقائم بالأعمال الأميركي في لبنان ريتشارد مايكلز في سابقة دبلوماسية يقف خلفها بو حبيب، صاحب الكتب المتخصصة بالولايات المتحدة الاميركية:
“أميركا القيم والمصلحة- نصف قرن من السياسات الخارجية في الشرق الاوسط
“الضوء الاصفر- السياسات الاميركية تجاه لبنان- صدرت طبعته الاولى العام 1991 عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
بعد أن درس عبد الله بو حبيب المرحلتين الابتدائية والثانوية في “برمانا هايسكول”، تخصص في العلوم الاقتصادية في الجامعة الأميركية في بيروت ونال الماجستير وتخرّج في العام 1970. تقطعت دراسة بو حبيب في الجامعة الاميركية بسبب الاوضاع المادية للعائلة، إذ اضطر مرارا لمغادرة مقاعد الدراسة مرحليا ليعمل في التعليم ثم يعود لكي يتمكن من دفع اقساطه، هكذا كان استاذا في العلوم والرياضيات في مدرسة برمانا هاي سكول، وفي زحلة، وفي المدرسة الاهلية، وبقي في الجامعة الاميركية طيلة عقد كامل بين عامي 1960 و1970 جدّ فيها بين الدرس والعمل.
سافر الى الولايات المتحدة الاميركية في العام 1970 وحاز الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة “فندربيلت” في ناشفيل تينيسي وذلك في العام 1975. علّم لعامين، لينتقل بعدها في العام 1976 الى البنك الدّولي في دائرة الشرق الاوسط وبقي لغاية أيار 1983، حيث عمل كإقتصادي، ثم كمسؤول عن القروض في المنطقة ولا سيما في اليمنين، واشتغل مع كافة الصناديق التي تمنح أموالا. لم يصادف اثناء توليه منصبه في البنك الدولي مشكلة شبيهة بلبنان. برأيه أن” لبنان يتمتع بثراء ليس موجودا لدى الدول الفقيرة التي تحتاج الى البنك الدولي”. يقول لـ“مصدر دبلوماسي”:”لا يزال لدى لبنان 15 مليار دولار أميركي لدى البنك المركزي، وحوالي 10 مليارات دولار مع الشعب اللبناني وحوالي 20 مليارا من الذهب والمبلغ يتوقف على سعر الذهب ويوجد اثرياء كثر في لبنان وليس من بلد لديه هذه الامتيازات ويعدّ فقيرا”.
سفيرا للبنان في واشنطن
بعد مرور 7 أعوام في البنك الدولي، عيّن سفيرا من خارج الملاك في واشنطن على عهد الرئيس أمين الجميل، وبقي أثناء الفترة الانتقالية التي تسلم فيها العماد ميشال عون رئاسة الحكومة، حين انقسم البلد لحكومتين تولى الثانية الرئيس سليم الحص، وبقي سفيرا على مدى 15 شهرا في عهد الحكومتين.
“طيلة ولايتي لم استيقظ على خبر جميل”، قول لموقعنا. كان بو حبيب يعرف عون قائدا للجيش، وقد عيّنه رئيس الجمهورية آنذاك امين الجميل سفيرا وتمكن من التعاون مع حكومته، والسبب في ذلك براغماتية تفكيره. يتساءل:” ما هو الفارق الايديولوجي بين الاثنين؟” ويجيب:” لا شي، لا فارق بين الرئيسين الجميل وعون، كما أن عون والحص لم يكن بمقدورهما اقالتي إذ يتعذر تعيين سفير آخر لأن الولايات المتحدة الاميركية لم تكن معترفة بأي من الحكومتين ومعترفة بهما بنفس الوقت!”.
بالأصل فإن بو حبيب هو كتائبي الهوى، وبعد أن عيّنه أمين الجميل سفيرا قال له: انت الآن سفير لبنان ولم تعد كتائبيا. وتصرف بو حبيب على هذا الأساس، ولا تزال تربطه علاقة جيدة مع الرئيس الجميل لكن لا علاقة له بحزب الكتائب.
الأميركيون لا يريدون انهيار لبنان
تشي هذه السيرة السريعة بالعلاقات الوطيدة التي تربط عبد الله بو حبيب بالإدارة الأميركية. يختصر أجواء لقائه بنائبة وزير الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قائلا “لا يريد الاميركيون انهيار لبنان، لذا يكثفون المساعدة للجيش اللبناني الذي يعدّه الاميركيون العامود الفقري لكبح الانهيار ولوحدة لبنان، كذلك يساعدنا الاميركيون في استجرار الغاز من مصر والطاقة من الاردن، وقبلوا أن يتم الربط مع لبنان عبر سوريا من دون أية عقوبات يرتبها قانون قيصر. أضف الى ذلك اهتمامهم بترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل وهم الطرف الوحيد القادر على التوسط”.
لقاء مع لافروف بعد ايام
عقد بو حبيب بالرغم من الفترة القصيرة نسبيا لتوليه وزارة الخارجية اللبنانية مئات الاجتماعات مع سفراء وزوار دوليين، هو مدعو الى روسيا في 22 تشرين الثاني الحالي حيث سيعقد اجتماعا مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.
و…دعوة إيرانية
يتولى بو حبيب رأس الدبلوماسية اللبنانية في فترة حساسة ويزوره الأضداد والمحاور المتناحرة على ارض بلدنا ويتلقى دعوات منها من نظيره الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي زاره أخيرا. هل دعاك لزيارة إيران؟ يجيب:” نعم، لقد دعاني لزيارة ايران، وكان اللقاء وديا جديا. لكن ليس من برنامج لهذه الزيارة لغاية اليوم”. لا يجد بو حبيب أي تقارب سعودي إيراني لغاية الآن قد ينعكس ارتخاء في الضغوط الجاثمة على لبنان. “نحن نتمنى أن يحصل تقارب إذ يستفيد منه لبنان. لا توجد بعد نتائج ايجابية بالحوارات الجارية في بغداد. لكن الحوار في حد ذاته يعتبر انجازا لذلك نرحب به ونحن نعرف أننا نستفيد من مفاوضات ايران مع دول الخمسة زائد واحد، وهذا كله يخفف التوترات التي تنعكس كلها في لبنان”.
تطوير الإدارة المركزية
يحمل الوزير عبد الله بو حبيب خطّة لتطوير الادارة المركزية في وزارة الخارجية والمغتربين. أبرز معالمها العمل لرفع الرسوم القنصلية بغية زيادة الايرادات من البعثات اللبنانية العاملة في الخارج وتمّ هذا التعديل بالإتفاق مع وزير المالية، وبدأ العمل به. الى ذلك، تمّ الطلب من جميع السفراء بتخفيض رسوم الايجارات، وألا يتم إعادة توظيف موظفين محليين في حال مغادرة أحدهم. كذلك يتم العمل على تخفيض بدلات الاغتراب وهي مرتبطة بطبيعة الحال برواتب الدبلوماسيين اللبنانيين في الخارج، ولم تتعد نسبة التخفيض الـ10 في المئة، علما بأن بعض بدلات الاغتراب سترتفع بحسب كلفة المعيشة في كل بلد على حدة بحسب معايير الامم المتحدة.
ويشير بو حبيب الى انه يتم البحث بإغلاق سفارات وقنصليات تعتبر مصاريفها اعلى من مردودها السياسي ” يخضع الموضوع لتقديرات سياسية ومالية، وبعض البلدان ليس فيها جاليات لبنانية كبرى ما يمكّن من تعيين سفير غير مقيم أو قنصل فخري. لغاية اليوم شملت الدراسة الداخلية قرابة الـ12 سفارة وقنصلية وهذا يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء”.
قبل الازمة الحكومية وانفجار العلاقات اللبنانية الخليجية، كان بو حبيب يعمل بجدية على إتمام التشكيلات التي كادت تنتهي في انتظار معاودة اجتماعات مجلس الوزارء وهي ستشمل الفئتين الاولى والثانية أي من سيعيّنون كسفراء أو بلقب سفير او مستشار. ويبلغ عدد هؤلاء الذين سيخضعون لمناقلات قرابة الخمسين.
بالنسبة لإعادة بناء قصر بسترس، أثار الوزير بو حبيب الموضوع مع السفيرة اليونانية في لبنان وسيتم ارسال خبراء ومهندسين لتقدير الكلفة ولغاية اليوم لم يتم ارسال احد. وثمة مشروع لتكملة ترميم المبنى الذي تشغله حاليا وزارة الخارجية والمغتربين قرب السراي الحكومي، والذي تضرر بشكل كبير أيضا جراء انفجار مرفأ بيروت وهنالك كلام مع القناصل الفخريين للتبرع والمساعدة في ترميم بعض الطوابق.
استقبال هوكستاين
بو حبيب حذر في مقاربة أي اتفاق بين لبنان واسرائيل بوساطة أميركية في ترسيم الحدود البحرية. بو حبيب الذي استقبل الوسيط الأميركي آموس هوكستاين يرى بأن الحذر ضروري: “لا احد يعرف إن كان سيتم الاتفاق، لكن ما أعرفه بأن القادة السياسيين جميعهم والرؤساء الثلاثة متفقون. جاء هوكستاين مستمعا وسائلا عمّا يريده لبنان، فأخبرناه بأننا نريد 860 كيلومتر مربّع ونريد الحفاظ على مصالحنا، حيث ثمة مكامن مثل مكمن غاز قانا على سبيل المثال وهو متداخل في حدود اسرائيل فكيف حلّ ذلك؟ سأل هوكستاين عمّا اذا كان يجب أن تكون الحدود مستقيمة أو أن تعتمد على المصالح؟ قلنا له أننا نلحق كلبنان مصالحنا ولكننا نريد 860 كيلومتر مربّع، لنا. ذهب وقال انه سيزور اسرائيل، وسيعود الى الولايات المتحدة الاميركية حيث سيدرس الموضوع ثم يأتي باقتراح”.
هل يعني ذلك بأن لبنان تخلى عن الخط 29 واعتمد رسميا الخط 23 المعتمد بالأصل؟ يقول بو حبيب:” لم تعتمد الدولة اللبنانية الخط 29 في أي يوم من الأيام، بالعكس، إن المرسوم الحالي 6433 وقعه الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011، ولما تم عرض الخط 29 على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رفضه وكذلك يرفضه اليوم الرئيس ميقاتي”. لكن الخط 29 يعطي لبنان المزيد من الثروة؟ يتساءل بو حبيب: نعم، لكن هل هذه الثروة هي ملك لبنان”؟ ويضيف: إن هذا القرار سياسي وليس تقنيا. نحن نعتمد الخط 23 مع التشبث بثروتنا”.
شركة هاليبرتون لن تنقب في المنطقة اللبنانية
كان بو حبيب قد تواصل فور تسلمه مهامه مع مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك أمل مدللي وسفارة الولايات المتحدة الاميركية الدولة الراعية للمفاوضات بين الطرفين بشأن تلزيم اسرائيل شركة هاليبرتون عقدا للقيام بعمليات تقييم للتنقيب والتأكد من أنه لا يقع في منطقة متنازع عليها بين لبنان واسرائيل بغية تجنب اي اعتداء على حقوق لبنان ولمنع اي اعمال تنقيب مستقبلية في المناطق المتنازع عليها. ورفعت مدللي بناء على توجيهات الوزير كتابا الى كل من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ورئيسة مجلس الامن مندوبة ايرلندا في الامم المتحدة جيرالدين بيرن ناسون حول الانباء عن منح اسرائيل عقودا لتقديم خدمات تقييم تنقيب آبار غاز ونفط في البحر لشركة هاليبرتون في ما يسمى حقل كاريش في المنطقة والحدود البحرية المتنازع عليها.
يقول بو حبيب:” صحيح بعثت سفيرتنا الرسالة الى الأمم المتحدة، ولم تبدأ هاليبرتون التنقيب بعد، وهي ستعمل في المناطق الاسرائيلية وقد تم الجواب بطريقة غير مباشرة من قبل الامم المتحدة والاميركيين”.
اجتماع حول النزوح السوري
ماذا عن مسألة النزوح السوري وقد تطرق اليها بو حبيب مع نظيريه العراقي والتركي لجهة امكانية عقد اجتماع دول الجوار السوري المستضيفة للنازحين السوريين (لبنان الاردن العراق وتركيا) في آذار 2022؟
يشير الى أن الاجتماع سينعقد على مستوى التقنيين في الاردن، ووزراء الخارجية في تركيا شارحا: ” إن استضافة هذه الدول للنازحين السوريين تحمي الغرب، لأن الكثير من هؤلاء كانوا سيتوجّهون الى أوروبا، وبالتالي، أصبحوا عبئا كبيرا على اقتصاديات البلدان الثلاثة لأن العراق غير متأثر بشكل مباشر إذ يمكنه الاستيعاب أكثر من بقية البلدان ولديه حاليا قرابة الـ250 الفا. بينما يواجه الاتراك مشكلة سياسية كبرى كذلك الاردن ولبنان”.
يكشف بو حبيب لـ”مصدر دبلوماسي ” أنه تم الطلب من المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي الدكتور محمود محيي الدين أن يقوم صندوق النقد الدولي بالتعاون مع البنك الدولي بدراسة عن تأثير النازحين على اقتصاد لبنان، وقد أعدّ الأردن دراسة مماثلة ما جعله يتلقى المزيد من المساعدات ونحن نريد القيام بذلك، وهو وافق وسيطلب ذلك من الصندوق ونحن سنجتمع به.
الغاء تأشيرات الدخول للعراقيين
على هامش مشاركته في الاجتماع الرفيع المستوى بمناسبة الذكرى الستين على تأسيس حركة عدم الانحياز في بلغراد، أجرى بو حبيب لقاءات عدة منها مع نظيره العراقي فؤاد حسين وكان حديث حول امكانية الاتفاق على مذكرة تفاهم لرفع تأشيرات الدخول لمواطني البلدين. يكشف:
“نريد الغاء التأشيرات للبنانيين الذاهبين الى العراق وللعراقيين القادمين الى لبنان
إذ يقف العراقيون في طوابير طويلة غير ملائمة، وهو أظهروا دعما هائلا للبنان ومحبتهم القوية. وبالتالي من المفيد فتح الحدود بين البلدين، وقد أخذت موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة وموافقة الامن العام اللبناني. وبدأنا بالبحث فيها في وزارة الخارجية والمغتربين بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن العام اللبناني”.
بو حبيب معارض لأية عقوبات أوروبية
لم تتلق وزارة الخارجية اي أمر رسمي يتعلق بعقوبات أوروبية على لبنان. “لم يصلنا أي شيء رسميا، وأريد أن ألفت نظر الاوروبيين بطريقة دبلوماسية أن “هذا الحكي مش مظبوط”. أنتم تريدون التعاون مع السياسيين اللبنانيين وتهددونهم في نفس الوقت. هذا لا يمشي. لا يمشي الإثنان سويا. هم يجتمعون مع السياسيين اللبنانيين فكيف يعاقبونهم؟”.
الوزير عبد الله بو حبيب مدعو في 13 كانون الأول المقبل الى ترويقة (فطور) مع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل، كذلك سينعقد في 3 و4 كانون الاول المقبل اجتماع الشراكة المتوسطية. ينفي بو حبيب أية خطة لإعادة النظر بإتفاقية الشراكة مع أوروبا.
انتخاب المغتربين
أصدر بو حبيب أخيرا تعميما الى البعثات الدبلوماسية العاملة في الخارج حدد فيه موعد تسجيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية للاقتراع في الانتخابات النيابية 2022 وذلك ابتداء من الاول من شهر تشرين الاول المقبل ولغاية العشرين من تشرين الثاني 2021 عبر التسجيل الالكتروني.
يقول لـ”مصدر دبلوماسي“: لدينا اليوم قرابة الـ90 ألفا سجّلوا اسماءهم، من الصعب بحسب الموعد الجديد في 27 آذار تطبيق التسجيل الذي ينتهي في 20 تشرين الثاني وهو يحتاج الى ترجمة للغة العربية، ومن سيترجمها هم المحليون في القنصليات والسفارات اللبنانية، وهذا يتطلب وقتا. أي سفارات الاغتراب، ثم يتوجب ارسالهم لوزارة الداخلية التي بدورها تريد التدقيق بالأسماء، إن كانت موجودة او عليها حكم، وهذا يتطلب وقتا”. يضيف:”سيكون الضغط قويا علينا وعلى وزارة الداخلية وثمة صعوبة بالتصويت لأنه ايضا يجب الاتفاق مع الدول على افتتاح مراكز للاقتراع. ولا يمكن أن تحصل في القنصليات اللبنانية الصغيرة ولا يمكن أن يقف الناخبون بالطوابير”.