“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
قالت أوساط سعودية واسعة الاطلاع لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن المملكة العربية السعودية لم تعمد لغاية اليوم الى قطع نهائي للعلاقات الدبلوماسية مع لبنان وما حصل للآن هو تخفيض للتمثيل الدبلوماسي فحسب، لأن قطع العلاقات بحسب الاعراف الدبلوماسية يعني مغادرة جميع الدبلوماسيين في البلدين وقفل السفارات.
وقالت الأوساط بأن “المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تطرق اليها وزير الاعلام جورج قرداحي تطلب امرا وحيدا وهو: إقالة قرداحي واعتذاره علنا”.. وأضافت:” كذلك مطلوب من الحكومة اللبنانية ارسال وفد رسمي عالي المستوى للدول التي استهدفها قرداحي لشرح ملابسات الموضوع والاعتذار لتلك الدول ولقياداتها وشعبها”.
ولفتت الاوساط الدبلوماسية السعودية الى أنه “حان الوقت لكي يتوقف بعض اللبنانيين عن الحاق الضرر ببلدهم لأن الخليج هو مصدر خير ورزقق للبنان ونأمل ألا يصل الوضع الى قطع العلاقات الدبلوماسية”.
وكانت الحكومة السعودية اعلنت عصر اليوم الجمعة استدعاء سفيرها وليد البخاري من بيروت للتشاور، وطلبت مغادرة سفير لبنان لدى المملكة فوزي كبارة خلال 48 ساعة القادمة، كما قررت وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، معلنة اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف.
وفي التفاصيل، “فإنه وإلحاقاً للبيان الصادر من وزارة الخارجية بتاريخ 21 ربيع الأول 1443، الموافق 27 أكتوبر 2021، بشأن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها فضلاً عمّا تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها.
كما أن ذلك يأتي إضافةً إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، لاسيما في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.
وفي هذا الصدد، فإن حكومة المملكة تأسف لما آلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق، واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تكنّه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة، إذ إن سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق الذي يجمعه بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية، وكما هو مشاهد من خلال قيام حزب الله بتوفير الدعم والتدريب لمليشيا الحوثي الارهابية.
وعليه فإن حكومة المملكة العربية السعودية تعلن استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية خلال الـ48 ساعة القادمة، ولأهمية اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية أمن المملكة وشعبها فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف. وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان.
وتؤكد حكومة المملكة حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزءاً من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبراً عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي”.
“مصدر دبلوماسي”