معدّل في 7 آب 2021
إضافة ترجمة البيان الختامي باللغة العربية
“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
لا يختلف مؤتمر دعم لبنان وشعبه الذي انعقد اليوم في باريس بحضور رفيع للرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن عن المؤتمرين الاسبقين بدعوة فرنسا وبمظلة الامم المتحدة في ايلول وكانون الاول المنصرمين بشيء إلا بتوقيت انعقاده في 4 آب، تاريخ انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي لما يحمله من رمزية. اختارت فرنسا هذا التاريخ لكي تؤكد للشعب اللبناني حرصها كما المانحين الذين حشدتهم على الوقوف الى جانب هذا الشعب وسط انعدام الثقة بالطبقة الحاكمة. وكما هو متوقع كانت الكلمات كفيلة بتكرار أن المساعدات ستأتي عبر أقنية مباشرة للشعب اللبناني، مع تنويه فرنسي خاص للرئيس ماكرون بالجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وتنويه آخر برئيس الجمهورية العماد ميشال عون “المناضل من أجل الحرية التي جعلته منتخبا من الشعب اللبناني” كما قال ماكرون، وهذا لا يتوافق مع مزاج الابتعاد الدولي من دعم السلطات الرسمية والذي لم يفهم سياقه في الخطاب الرئاسي الفرنسي. إلا أن أية مساعدات جدية لن تكون إلا بعد تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات، وفي هذا الوقت ستكون بعض الأدوية المسكنة عبر قرض البنك الدولي وقوامه 246 مليون دولار الذي سيسمح ببناء أول شبكة أمان اجتماعي في غياب الدولة بحسب تعبير الرئيس الفرنسي الذي أكد أ، العقوبات الفرنسية آتية بالتعاون مع الشركاء الاوروبيين وهي ستكون محددة بلبنان “وليس على المسؤولين اللبنانيين التشكيك بإرادتنا بذلك” كما قال ماكرون.
وكانت رمزية خاصة لحضور المملكة العربية السعودية بشخص وزير خارجيتها، علما بأن المملكة لم تغيّر مواقفها إزاء السلطات الحاكمة في لبنان لكن مشاركتها هذه المرة علانية وبكلمة في المؤتمر يبرز بأنها مستعدة لأن تدفع قدما في اعادة الروح للاقتصاد اللبناني، إلا أن المسألة معقدة والدعم الأكيد يحتاج الى ان يطبق لبنان شروطا سياسية، ولم تتعهد المملكة بأي مبلغ معين لمساعدة لبنان.
وفي ختام المؤتمر عرض وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان للعمل الذي قامت به فرنسا لتأمين المساعدة الدولية للبنان، وللجهود الكبيرة التي قامت بها الأمم المتحدة لوضع هذه المساعدات موضع التنفيذ والتطبيق الفعلي ولايصالها الى مستحقيها بفاعلية، في بلد يعاني من كل أنواع الصعوبات.
ولفت الى ان المساعدات وصلت الى اكثر من 370 مليون يورو، والى اكثر من 357 مليون دولار تم رصدها للعام المقبل، وهذه التقديمات ستساهم في تأمين الحاجات الاساسية للبنانيين. ولفت الى ان المساعدات المباشرة التي يتم تأمينها للشعب اللبناني ليست، بأي حال من الأحوال، بديلة عن مسؤوليات السلطات اللبنانية التي يجب عليها اتخاذ الخطوات اللازمة لتخطي الازمات، ومنها اولاً تشكيل حكومة فاعلة وقابلة للحياة والبدء بمفاوضات لتطبيق برنامج صندوق النقد الدولي ووضع الإصلاحات الاولية موضع التنفيذ لاصلاح القطاع المصرفي وقطاع الطاقة وغيرها.
وأشار الى ان فرنسا والاتحاد الأوروبي قد مارسا ضغوطاً لكي يلتزم المسؤولون في لبنان بما تعهدوا به في هذا المجال، ولكن على السلطات اللبنانية ان تسمح للبنانيين بالتعبير عن انفسهم بطريقة ديمقراطية في الانتخابات المقبلة عام 2022، وعلى الحكومة المقبلة ضمان اجراء هذه الانتخابات بشفافية.
وتوجه الى المسؤولين اللبنانيين بالقول ان مستقبل لبنان في خطر.
الوقائع الكاملة للمؤتمر في هذا التقرير:
انعقد اليوم الاربعاء في باريس عبر تقنية الزوم مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باري وجمع ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية وممثلين عن عدد كبير من الدول والمؤسسات، وأبرزهم: الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون Emmanuel Macron، ورئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن Joe Biden، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، رئيس وزراء كندا جوستين ترودو Justin Trudeau، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الملك الأردني عبدالله الثاني، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا Kristalina Georgieva، رئيس البنك الدولي دافيد مالباس David Malpass، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس Tedros Adhanom Ghebreyesus.
كما شاركت في المؤتمر الى جانب الرئيس عون، وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة السيدة زينا عكر.
انطلق مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس عند الواحدة من بعد ظهر اليوم، بكلمة لرئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون اكد فيها ان انعقاد هذا المؤتمر هو لاتخاذ خطوات عملية لمساعدة اللبنانيين، مشيرا الى ان فرنسا ستخصص في الأشهر المقبلة مبلغ 100 مليون يورو كدعم مباشر للشعب اللبناني، في قطاعات التعليم والتربية والمساعدات الغذائية والصحية، إضافة الى تقديمها 500 الف لقاح ضد فيروس كورونا خلال شهر آب الجاري. كما لفت الى ان بلاده ستساهم في إعادة اعمار مرفأ بيروت، وخصوصا المساعدة الطارئة التي ستقدم للحفاظ على نشاطاته.
وشدد على أن هذه المساعدات ستتوجه مباشرة وبشكل شفاف الى الجمعيات غير الحكومية، وعبر قنوات الأمم المتحدة.
واعتبر ماكرون ان الازمة التي يعيشها لبنان هي ثمرة فشل فردي وجماعي وافعال غير مبررة، ونتيجة أخطاء حصلت ضد المصلحة العامة، مشدداً على ان كل الطبقة السياسية ساهمت في تفاقم الازمة عندما وضعت مصالحها الشخصية فوق مصالح الشعب اللبناني.
وتوجه الرئيس الفرنسي الى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بالتأكيد على التقدير الذي يكنه له، ولشخصيته المناضلة من اجل الحرية، ودعاه الى تشكيل حكومة وإيجاد التسوية اللازمة، وتطبيق الورقة التي تم التوصل اليها قبل عام من الآن، وأضاف ان الأولوية الملحة الآن هي لتشكيل حكومة بإمكانها اتخاذ تدابير استثنائية في خدمة الشعب اللبناني،
وأضاف : “لقد تمكنا من اتخاذ تدابير صارمة ضد الشخصيات المنخرطة بالفساد والتعطيل السياسي في لبنان، ووضعنا مع شركائنا الأوروبيين نظاماً خاصا بالعقوبات من اجل لبنان، ولا يجب على المسؤولين فيه ان يشكوا بتصميمنا على تطبيق هذه العقوبات”
ثم تحدثت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة امينة محمد، فاكدت باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش دعم المجتمع الدولي للشعب اللبناني، مقدمة التعازي الى اللبنانيين بضحايا الانفجار الذي شددت على ضخامته وفظاعته، مطالبة بتحقيق شفاف.
ولفتت الى ان لبنان يعيش احدى افظع الازمات على الصعد الاقتصادية والتربوية والبنى التحتية وغيرها، وحاجة اللبنانيين تتفاقم وهم لا يزالون يعانون من عدم تشكيل حكومة منذ نحو عام، وننتظر من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تأليف حكومة بشكل سريع، لان اللبنانيين يستحقون قيام مؤسسات قوية بإمكانها انقاذ البلد، والى إدارة تحقق الاستقرار والنمو واستثمار قدرات الشباب اللبناني. ان المؤتمر اليوم هدفه تقديم المساعدات العاجلة الى الشعب اللبناني، في ظل وجود نسبة اكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وتأمين المياه الصالحة للشرب وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، يضاف اليهم معاناة اللاجئين والنازحين، فضلاً عن الوضع الصحي الصعب ايضاً. ان الأمم المتحدة تساند، كما دول أخرى، الشعب اللبناني في الصعوبات التي يواجهها، وتعمل بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية على سد بعض الحاجات، مشيدة بالنشاط اللافت الذي تقوم به هذه الجمعيات والشباب اللبناني.
وبعد ان استعرضت المساعدات التي امّنتها الأمم المتحدة منذ وقوع الانفجار في المرفأ وحتى اليوم على مختلف الصعد، لمساعدة لبنان على النهوض وإعادة اعمار ما تهدم من بنى تحتية أساسية، شددت على ان هذا المؤتمر يشكل فرصة فريدة لتقديم المزيد من المساعدة العاجلة للبنانيين لتفادي وقوع كارثة إنسانية، وهناك حاجة لوضع خطة طارئة للاستجابة للحاجات الضرورية للاكثر عوزاً، ولكن هذه المساعدة لن تكفي ما لم توضع مشاريع وخطط التنمية المستدامة، والاستمرارية في المستقبل، وقيام نظام خدمة حماية اجتماعية، كل ذلك ضروري وسيؤدي الى الاستقرار الاجتماعي، والى حكومة تلتزم وضع الاجراءات اللازمة بشكل سريع للاصلاح الاقتصادي والشفافية والاستقلال القضائي ومكافحة الفساد.
كلمة الرئيس عون
وجددت التزام الأمم المتحدة في تقديم كل الدعم للبنان وشعبه.
ثم كانت كلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أكد أن لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته، ولم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى، وهو بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي، إن كان مساعدات انسانية واجتماعية وصحية، أو مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون وبشكل خاص في قطاع الصحة وفي صيانة البنى التحتية للمياه والكهرباء، فضلاً عن مساعدات تساهم في تأمين احتياجات الجيش والقوى الأمنية.
وإذ شدد على أننا اليوم في مرحلة جديدة، أمل بتشكيل حكومة “قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي”.
وكرَّر عون التزامه بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه في انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً “أن لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة“.
هنا النص الحرفي لخطاب الرئيس اللبناني:
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
سنة مرت على الكارثة التي ضربت قلب بيروت، ولا تزال جرحاً نازفاً في وجدان كل اللبنانيين، ولا يزال السعي الى الحقيقة وإحقاق العدالة الكاملة مطلباً لكل لبناني، وحقاً بديهياً، خصوصاً لمن أصابته الخسارة في الصميم، أهالي الضحايا الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم.
لقد سبق والتزمت أمام اللبنانيين بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه، وأكرر التزامي اليوم، وأؤكد أن لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة.
السيدات والسادة،
بعد مضي عام على فاجعة الرابع من آب 2020، لا تزال التداعيات المدمرة تنعكس على جميع المستويات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية، فتُفاقم الأزمات التي تعصف بوطننا.
إن لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته. معدل غير مسبوق للفقر؛ جائحة كوفيد 19؛ نقص حاد في الأدوية؛ ناهيك عن العبء الثقيل للنزوح السوري؛ والحصار المفروض حولنا والذي يحرم لبنان من مداه الحيوي. لذا لم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى.
وهو لا شك بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي بعد تحديد الاحتياجات والأولويات؛ مساعدات انسانية واجتماعية وصحية شعبنا بأمس الحاجة اليها، مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون وضمان عدم توقفها بفعل الظروف الطارئة وبشكل خاص في قطاع الصحة وفي صيانة البنى التحتية للمياه والكهرباء، فضلاً عن مساعدات تساهم في تأمين احتياجات جيشنا وقوانا الأمنية صمام الأمان وسط كل الوضع الضاغط.
كذلك، فإن إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني هو ضرورة ملحّة، ولبنان الذي يضع في قمة أولوياته تأهيل وتطوير هذا المرفق يرحب بأي جهد دولي في هذا الإطار.
السيدات والسادة،
لقد غرقت البلاد لأشهر خلت في أزمة سياسية طغت فيها للأسف تفاصيل التشكيل على البرنامج، اي المشروع الإنقاذي للحكومة.
اليوم نحن في مرحلة جديدة، وآمل تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي. ولا بد من التأكيد هنا أن المبلغ العائد لحقوق السحب الخاصة والذي سيستفيد منه لبنان من الصندوق في أيلول المقبل يجب استعماله بتأنٍّ وتوظيفه بأفضل طريقة لمواجهة الانهيار وبدء الاصلاحات.
إنّي مؤمن بأن إجراءات التدقيق الجنائي في الحسابات العامة ضرورية وإلزامية، وعاهدت اللبنانيين على المضي بها مهما كانت العراقيل، ونحن بانتظار نتائج هذا التدقيق في حسابات المصرف المركزي، والذي نتمسّك به لتحديد وتوزيع الخسائر والمسؤوليات.
أيها الحضور الكريم،
باسمي وباسم الشعب اللبناني نشكر التضامن الدولي، ونثمّن مبادرة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الى ارسال المساعدات على مدى العام المنصرم، وأجدد الشكر اليوم، لمنظمي هذا المؤتمر الذي أرادوه في لفتة معبّرة، متزامناً مع الذكرى السنوية للانفجار، الشكر للرئيس الصديق إيمانويل ماكرون وللأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتييرس، والشكر أيضاً لجميع الرؤساء والقادة والمسؤولين الحاضرين، ولكل من يساهم بمؤازرة لبنان في أزمته الراهنة.
إن لبنان يعوّل عليكم فلا تخذلوه”.
الرئيس الأميركي جو بايدن
من جهته، اكد الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمته تضامن الجميع من اجل انقاذ لبنان بعد الانفجار المهول الذي أصابه منذ عام. ولفت الى المعاناة الإضافية للشعب اللبناني خلال العام المنصرم جراء الازمات السياسية والاقتصادية التي كان يمكن تفاديها. وقال:” ان الولايات المتحدة تفخر بالمساعدات التي قدمتها للبنان منذ فنرة طويلة، وقد زرت هذا البلد مرات عدة وهو رائع، واعلن عن مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة بقيمة 100 مليون دولار تضاف الى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن كمساعدات إنسانية خلال السنوات الماضية”. وأضاف: “ادعو نظرائي في الدول كافة الى تعزيز دعمهم للشعب اللبناني، ولكن كل هذه المساعدات الخارجية لن تكون كافية، اذا لم يلتزم القادة اللبنانيون في القيام بالعمل الصعب انما الضروري، لاجراء الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد. ويجب قيام حكومة بشكل سريع، للعمل على أولوية وضع لبنان على طريق النهوض، واذا ما اختار القادة اللبنانيون هذا الخيار، فسيجدون الولايات المتحدة الى جانبهم في كل خطوة لبناء مستقبل واعد اقوى للبنانيين، وليس هناك من وقت لاضاعته”.
ونحن هنا لمساعدتكم اذا التزمتم بتعهداتكم.
العاهل الأردني
وتحدث العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، فلفت الى تداعيات الانفجار ونتائجه الأليمة على لبنان والعالم اجمع. واعتبر ان الازمة في لبنان تتفاقم يوماً بعد يوم على اكثر من صعيد، وخصوصاً في الأمور الحياتية الأساسية، وانه من لا بد من مساعدة دولية منسّقة تتخطى الحدود الجغرافية للبنان لتصل الى المنطقة بأكملها، ويجب ان تنعكس المساعدات إيجابا على الشعب اللبناني، وان توزّع بعدالة، وان يكون هناك تنسيق يسمح لنا بتجسيد المساعدات عملياً وتلبية الحاجات بشكل اسرع واكثر فاعلية. وقال:”لا يمكن لنا الانتظار ورؤية اللبنانيين يقتربون من الهاوية، ويجب ان نقدم المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية، ولا يجب ان ننسى ايضاً ان اللبنانيين يستضيفون ايضاً لاجئين يعيشون بدورهم في ظروف صعبة”.
وشدد على أهمية المؤسسات اللبنانية والدعوة الى الاستقرار فيها ودعم القوى الأمنية، ما يسمح بتأمين الحاجات للبنانيين في هذا الوضع الصعب. وامل في ان تتمكن الدول من توحيد جهودها لارسال رسالة الى اللبنانيين انهم في القلب والوجدان وليسوا منسيين في هذا الظرف العصيب.
رئيس وزراء كندا
وتحدث رئيس وزراء كندا جاستن ترودو معرباً عن التزام بلاده بكافة الوسائل لمساعدة الشعب اللبناني في مواجهة مأساة انفجار المرفأ. وقال أنه على الرغم من المساعدات المقدمة من كندا منذ عام 2016 وما تلاها من مساعدات إثر انفجار مرفأ بيروت، مازال هناك الكثير من اللبنانيين الذين يعانون من أوضاع جد صعبة والأزمة الاقتصادية ما زالت مستمرة وباتت أسوأ مع الأزمة الصحية التي تسببت بها جائحة كورونا التي عانى منها اللبنانيون والنازحون على حد سواء. وأعلن أن كندا سوف تمنح لبنان اضافة إلى المساعدات السابقة التي كانت قد قدمتها، مساعدة بقيمة 20 مليون دولار عبر الصندوق المالي الذي أنشأه البنك الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي LFF Lebanon financing facility.
وحول انفجار 4 آب، رأى ضرورة إجراء تحقيق معمق ومحايد لمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة وتجديد الالتزام تجاه الشعب اللبناني بالقيام بالاصلاحات الضرورية واللازمة في كافة المجالات لتأمين مستقبل مزدهر ومستقر.
واعتبر أن هذه الاصلاحات لا تقوم إلا بمشاركة الشعب اللبناني، مهنئاً المجتمع المدني وكل من يعمل على الوصول إلى مجتمع ديمقراطي، لافتاً إلى أنهم كمجتمع دولي سوف يكونون دائماً إلى جانب الشعب في هذه الاوقات الصعبة.
جوزيب بوريل
كما تحدث الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل مشيرا إلى أن الاتحاد ما زال بانتظار نتائج التحقيقيات في انفجار مرفأ بيروت ومعرفة أسباب هذه الكارثة.
وزير التنمية الاسترالي
وكانت كلمة لوزير التنمية الدولي والباسيفيك في اوستراليا زدنكو سيسلجا، اعلن فيها استمرار بلاده في تقديم الدعم للبنان كما كان الحال عليه منذ زمن، ووقوفها الى جانب اللبنانيين. ودعا الى قيام حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات اللازمة. واكد على الروابط القوية التي تربط البلدين، مشيراً الى وجود اكثر من 230 الف اوسترالي من أصول لبنانية، إضافة الى إقامة نحو 20 الف اوسترالي في لبنان.
واستعرض المساعدات التي قدمتها بلاده الى لبنان منذ الانفجار وما بعده، معلناً توقعه الاستمرار في تقديم المساعدة عبر المنظمات غير الحكومية ومنظمات أخرى لتقديم العون الى الشعب اللبناني.
وزير الخارجية البريطاني
ثم اعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب ان بلاده طالبت بتحقيق شفاف في الانفجار، وانه بعد عام على وقوعه، لم تتحقق العدالة، والشعب اللبناني يستحق افضل من ذلك، وعلى الحكومة المستقيلة ان تلتزم بوعدها لتصل التحقيقات الى نهايتها ويتحمل المذنبون المسؤولية الكاملة.
واكد الاستمرار في مساعدة الجيش اللبناني والقوى الامنية لتوفير الامن والاستقرار في لبنان ومحاربة الارهاب، واللبنانيين الأكثر حاجة، ويجب على المسؤولين ومن ضمنهم رئيس الحكومة المكلف إرضاء أهالي الضحايا من خلال كشف حقيقة الانفجار، وتأمين اجراء الانتخابات النيابية، وعدم إضاعة الوقت في انتظار هذا الاستحقاق من اجل تشكيل حكومة قادرة وفاعلة لتنفيذ الإصلاحات.
وإذ شدد على استعداد المجتمع الدولي لتقديم المساندة والمساعدة في حال التزم المسؤولون اللبنانيون هذا المسار، لفت الى انه في حال لم يتم الالتزام، على أصدقاء لبنان البحث عن وسيلة لوقف الفساد وملاقاة مصالح الشعب، وهذا هو التزامنا.
وزير خارجية اسبانيا
من جهته، أشار وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل الباريز، الى ان اللقاء اليوم هو بمثابة رسالة امل للبنانيين. ودعا كل الفرقاء اللبنانيين الى دعم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في الإسراع في تشكيل الحكومة، من خلال روحية التسوية، لانه فور الإعلان عن الحكومة، سيزيد المجتمع الدولي التزاماته ويعزز محادثاته مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج إصلاحات يجعل الاقتصاد مستقراً.
واعلن الاستمرار في الدعم الاسباني للبنان في المجالات كافة، وعن تقديم اكثر من مليون يورو كسماعدات طبية في العام 2022، والاستعداد لمزيد من التعاون مع “لبنان الجديد” الذي سيخرج من هذه المأساة.
وزير خارجية فنلندا
وابدى وزير الخارجية الفنلندي بوكا هافيستو، رغبة بلاده في ان يباشر لبنان تنفيذ الإصلاحات اللازمة كي يسير على طريق تخطي الازمات التي يعيشها، وان ينعم شعبه بالراحة والاستقرار، مطالباً القوى السياسية بالعمل من اجل تحقيق هذه الغاية.
وجدد استعداد فنلندا ورغبتها في الاستمرار في دعم لبنان وشعبه.
وزير الخارجية الكرواتي
ورأى وزير الخارجية الكرواتي غوردان رادمان انه يجب العمل في لبنان على فرض إصلاحات جدية، مؤكداً استمرار بلاده في تقديم المساعدة للشعب اللبناني، كما حصل بعد الانفجار في الرابع من آب 2020.
واعلن عن تعاون بلاده مع برنامج الأمم المتحدة للانماء UNDP في تأهيل منطقة الكرنتينا التي عانت من الضرر بفعل الانفجار.
بلجيكا
وكانت كلمة لوزيرة التعاون والتنمية المكلفة بالمدن الكبرى في بلجيكا ميريام كيتير، التي أعلنت قلق بلادها من تفاقم الازمات والمحن في لبنان، والتي باتت توجب تشكيل حكومة جديدة قادرة على كسر المراوحة التي يعيشها لبنان للانطلاق نحو مرحلة جديدة ومستقبل زاهر، واجراء الإصلاحات اللازمة والمطلوبة.
الامارات
وتحدثت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الامارات ريم الهاشمي، مشددة على أهمية وقوف المجتمع الدولي الى جانب لبنان، وعلى وجوب ان يقوم اللبنانيون بدورهم للخروج من هذه الازمة الصعبة، وان يستعيد لبنان ثقة المجتمع الدولي، وان يبعد نفسه عن صراعات المنطقة وانقساماتها وسياسة الاستقطاب.
وأبدت التزام بلادها في تأمين المساعدات للشعب اللبناني.
وزيرة خارجية النروج
وزيرة خارجية النروج اينه ماري اريكسن سورييد، شددت على ان انفجار بيروت الذي نحيي الذكرى الاولى لوقوعه اليوم، حصل فيما لبنان يجتاز ازمة عميقة للغاية، “ومنذ حوالي السنة الى اليوم لا يزال لبنان من دون حكومة ومن دون التوصل الى معرفة ما هو سبب الانفجار”. واكدت ان النروج شريك اساسي في مساعدة الشعب اللبناني، وكشفت ان بلادها ارسلت اكثر من 50 مليون يورو في العام الماضي كمساعدة للبنان.
واذ اشارت ايضا الى ان مشكلة النازحين السوريين تفاقم من مشاكل لبنان، فإنها اوضحت ان النروج تدعم جهود لبنان في ايواء هؤلاء النازحين، كما انها ارسلت مساعدات عينية فورية، انسانية وغذائية وطبية، الى لبنان عقب الانفجار.
وقالت: “نحن معنيون بالازمة العميقة التي يعيشها لبنان، والتي لا نرى لها حتى الآن اتجاها ايجابيا. ومن الواجب اتخاذ قرارات سريعة بهدف حلها، والنروج معنية بتقديم العون الى الأكثر حاجة وضعفا في المجتمع اللبناني. ونحن ندعو الى تشكيل فوري لحكومة موثوق بها، تلبي حاجة الشعب اللبناني الى اصلاحات دقيقة وعاجلة، وكعضو منتخب في مجلس الأمن الدولي، فإننا سنواصل دعمنا لاستقرار لبنان وامنه، في محيطه والجوار.”
وزيرة خارجية هولندا
وزيرة خارجية هولندا سيغريد كاغ اشارت الى التغيير الحقيقي في الوضع الراهن في لبنان هو بيد القادة السياسيين اللبنانيين ، فلبنان يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى حكومة طال انتظارها منذ اشهر، تكون قادرة على اتخاذ كافة الاصلاحات الضرورية ومحاربة الفساد، وقادرة ايضا على وضع مصلحة لبنان العليا فوق المصلحة الشخصية لعدد من القادة، حكومة تتميز بالشفافية.
واشارت كذلك الى تأييد بلادها لمسار العقوبات بحق الذين يعيقون العمل الديمقراطي ويتصفون بالفساد، معتبرة في الوقت عينه ان القسم الاكبر من اللبنانيين كما النازحين يعيشون تحت خط الفقر، وكاشفة ان بلادها قدمت في السنة المنصرمة اكثر من 50 مليون يورو كمساعدة للشعب اللبناني وللنازحين واللاجئين.
وعبّرت عن استعداد بلادها لمواصلة دعم لبنان اضافة الى تقديم العون في اعادة بناء مرفأ بيروت، بالنظر الى الخبرة البحرية التي تتمتع بها هولندا، “لكن هذه المبادرات تتوقف على مدى استعداد القادة اللبنانيين للعمل من اجل اخراج بلادهم من هذه الازمة، وتحمل مسؤولياتهم في تشكيل حكومة شفافة، واجراء الاصلاحات اللازمة.”
وزير خارجية المانيا
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال في كلمته: “لا يمكن ان انسى مطلقا هول الدمار والدموع على وجوه اللبنانيين الذين التقيتهم العام الفائت يوم حضرت الى بيروت، عقب الانفجار”، مشيرا الى ان المانيا مستعدة دائما لمساعدة لبنان، بفعل الصداقة التي تربط الشعبين، وهي اليوم في موقع ثاني الدول التي قدمت مساعدات للبنان، مشيرا الى ان بلاده ستضيف 40 مليون يورو على قيمة المساعدات التي قدمتها في آب الماضي. وكشف ان مبلغ 30 مليون يورو ذهبت كمساعدات انسانية، بالاضافة الى ما قدمته المانيا عبر اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية لمواجهة لبنان لوباء كورونا وكمساعدات طبية.
وشدد على ضرورة اجراء الاصلاحات المطلوبة، “والتي من دونها لا يمكن تحقيق نمو مستدام”. وقال: “دعوني اكون صريحا، ان هذه الازمة هي من صنع بشري، حيث ان القياديين السياسيين اللبنانيين لم يرتفعوا الى مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ولا الى مستوى التطلعات المشروعة للشعب اللبناني.”
وشدد على ان أي مساعدة مستقبلية واي دعم سيبقيان مرتبطين بتشكيل حكومة فاعلة ومشروعة تقوم بالاصلاحات الجذرية التي اشار اليها دوما البنك الدولي، “وعلى كافة القوى السياسية ان تتحد وراء تحقيق هذه الاهداف الآن. ولا وقت لاضاعته، فالمساعدات الدولية متوقفة على هذا الامر، كما ان مستقبل لبنان واستقراره مرتبطان به.”
وزير خارجية اليونان
وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس اوضح ان بلاده وقفت جنبا الى جنب مع الشعب اللبناني، فور وقوع المأساة العام الماضي، من خلال تقديم مساعدات عينية ومساهمات في اعادة الاعمار. وشدد بدوره على وجوب الاسراع بتشكيل حكومة فاعلة في لبنان من اجل الحفاظ على استقراره، تعمل على اعادة النمو المستدام اليه، “حكومة موثوق بها، وقادرة على المحاسبة، تقوم بالاصلاح المطلوب.”
واشار الى بلاده “بالنظر الى خبرتها في مواجهة الازمات المالية، قادرة ومستعدة لتقديم اي مساعدة للبنان في هذا الخصوص.”
وإذ استعرض المساعدات التي قدمتها بلاده الى لبنان، اكد انه من الملح مواصلة دعم الشعب اللبناني ومساعدته، والعمل على اعادة اعمار ما تهدّم.
وزير خارجية ايطاليا
وزير خارجية ايطاليا لويجي دي مايو اكد ان بلاده ستواصل دعمها المتواصل من اجل استعادة لبنان لحيويته، مشددا على دور ايطاليا الفاعل ايضا في مجال تنسيق المساعدات الدولية للبنان، انسانيا، حيث قدمت نحو 8 مليون يورو لهذه المساعدات وحدها. واشار الى ان بلاده اكدت تضامنها الفوري والفاعل مع لبنان منذ وقوع الانفجار، سواء ماليا اومن خلال الخبرات التقنية، اضافة الى وضعها للأسس الكفيلة بترميم الأرث الثقافي لبيروت والحفاظ عليه.
واستعرض المشاريع التي تمولها بلاده والمساعدات التي تقدمها تباعا ومنذ سنوات، معتبرا ان استقرار لبنان هو مفتاح لاستقرار المنطقة. وقال: “نحن معنيون كذلك بتدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية للقوى العسكرية والامنية اللبنانية، وسنواصل دعمها اضافة الى دعمنا استقرار لبنان من خلال مشاركتنا بقوات “اليونيفيل”.
وشدد على ان هذه المساعدات الدولية لوحدها لا تكفي، “ولا بد من تشكيل حكومة لاجراء الاصلاحات فورا. واني اغتنم الفرصة لدعوة جميع الافرقاء اللبنانيين لتشكيل حكومة.”
وزير خارجية قبرص
وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليديس اكد ان بلاده سارعت فور حصول الانفجار الى تلبية حاجات لبنان بقدر استطاعتها، كاشفا الى ان المجتمع المدني في قبرص تحرك ايضا لمساعدة الشعب اللبناني، “ولا سيما للمساعدة على اعادة اعمار المدارس التي تضررت، بالاضافة الى تنسيق المساعدات مع منظمات الامم المتحدة.”
ودعا المجتمع الدولي “الى مواصلة تقديم المساعدات، ولكن هذا لا يكفي علينا ان نؤكد للشعب اللبناني اننا نقف الى جانبه في حقه المشروع بالعدالة والمحاسبة.”
واشار الى ان بلاده متمسكة بسيادة لبنان واستقراره، مشددا على وجوب اجراء الاصلاحات المطلوبة والضرورية، ووجوب تشكيل حكومة “جامعة وموثوق بها، من دون تأخير، كمفتاح للحصول على المساعدات الدولية، لمصلحة قيام لبنان من كبوته.”
وزير الخارجية السعودية
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان شدد على “ان المملكة عبّرت دوما عن كامل تضامنها مع الشعب اللبناني، لا سيما منذ اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الاهلية وعودة السلم الى لبنان. والمملكة قدمت مساعدات بأكثر من مليار دولار للبنان خلال السنوات الماضية.”
واذ استعرض بدوره المساعدات السعودية الى لبنان، اشار الى “ان لبنان يواجه ازمة في تشكيل حكومة فاعلة، واصرار فريق على فرض هيمنته.”
وشدد على وجوب مكافحة الفساد واجراء الاصلاحات الضرورية، وقال ان مستقبل لبنان يتوقف على استعادته لسيادته، متأسفا لكون التحقيقات حول انفجار المرفأ لم تصل الى اي نتائج، مثمنا الجهود التي تبذلها فرنسا من اجل دعم المجتمع الدولي للبنان وشعبه. وقال: “نكرر وجوب ان يترافق هذا الدعم مع اصلاحات حقيقية، والا فإنه يخشى ان تغدو اي مساعدة من دون معنى.”
نائب وزير الخارجية البرازيلي
نائب وزير الخارجية البرازيلي كينيث نوبريغا أشار إلى استمرار التزام البرازيل بمساعدة المجتمع اللبناني لتخطي الأزمات والصعوبات التي يواجهها واستعرض العلاقات المتينة التي تربط لبنان بالبرازيل وبدور البرازيليين المتحدرين من اصل لبناني في نهضة البلد، معلناً أنه في تشرين الأول المقبل سوف تصل إلى مرفأ بيروت الدفعة الأولى من مساعدة عبارة عن 4 آلاف طن من الأرز مقدمة من البرازيل. كما أعلن عن عزم بلاده زيادة المساعدات المادية لمحاربة جائحة كورونا في لبنان، وعن التعاون في مجالات عدة لمواجهة تداعيات الانفجار.
وزيرة الدولة السويسرية
وزيرة الدولة السويسرية في القسم الفيدرالي للشؤون الخارجية ليفيا لو، استعرضت المساعدات التي قدمتها سويسرا للبنان مؤكدة على أن دعم سويسرا للشعب اللبناني مستمر. وأعلنت عن نية بلادها منح 20 مليون فرنك سويسري في العام الحالي للاشخاص الاكثر حاجة عبر منظمات الامم المتحدة، والمجتمع المدني والمساعدات المباشرة، لافتة إلى أنه بالرغم من المساعدات المقدمة خلال العام الماضي يجب علينا أن ندرك أن المساعدات الدولية لن تكون لوحدها الحل لمشاكل لبنان “وهذه كانت الرسالة التي نقلها رئيس حكومتنا إينياسيو كاسيس خلال الزيارة التي قام بها لبيروت في نيسان الماضي”.
أضافت: لبنان بحاجة بشكل طارئ إلى حكومة فعالة، ذات مصداقية ويمكن الاعتماد عليها، تلتزم الصدق وإجراء الاصلاحات الضرورية واللازمة لإخراج البلد من أزماته الملحة مؤكدة على تضامن سويسرا مع الشعب اللبناني وتطلعها للإصلاحات الواجب إجرائها لمصلحة الشعب اللبناني.
وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية
وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية سلطان بن سعد المريخي استعرض ما قدمته دولة قطر للبنان في الفترة الماضية وأكد على استمرار بلاده في دعم لبنان والشعب اللبناني.
البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والإنماء
وتحدث نائب رئيس البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والانماء بيار هيلبرون مشيراً إلى المساعدة التي يقدمها البنك للبنان في مجالات عدة، واكد الحاجة الى تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات، بدعم من البنك الدولي، ما يسمح بالنهوض الاقتصادي وإعادة اعمار البلاد.
اليابان
والقى وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني ايشيرو واشيو كلمة، ابدى فيها اسف بلاده لعدم حصول تقدم في الحياة السياسية اللبنانية، وعدم كشف ملابسات الانفجار بعد عام على حصوله.
ودعا المسؤولين اللبنانيين الى وضع خلافاتهم جانباً، والبدء بمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وتشكيل حكومة بشكل سريع.
بنك الاستثمار الأوروبي
وقال رئيس بنك الاستثمار الأوروبي فيرنر هويير، ان البنك يقف الى جانب لبنان في سعيه الى تنمية اقتصادية واجتماعية وفق سياسة جديدة بالتعاون مع كل الشركاء. ولفت الى الإمكانات المتوافرة للبنك من مساعدات تقنية وقروض طوية الأمد، والتي يمكن استثمارها من اجل إعادة اعمار بيروت.
واوضح ان البنك سبق وتعاون مع القطاع الخاص في لبنان بمبلغ 744 مليون يورو، وهو مستعد للاستمرار في التعاون مع القطاع الخاص، الا انه لا يمكن تقديم المزيد من المساعدات من دون خطوات لبنانية إصلاحية.
الفاتيكان
وكانت كلمة لمساعد امين سر العلاقات بين الدول في الفاتيكان المونسنيور ميروسلاف واشوفسكي، الذي شكر المجتمع الدولي وفرنسا وكل الدول التي ساعدت لبنان المعروف بتجربته الفريدة في العيش المشترك. وشدد على انه لهذا السبب لا يمكن تركه تحت رحمة من يهتمون بمصالحهم، فهو اكثر من بلد، انه رسالة اخوة وسلام في الشرق الأوسط، ويجب تعاون الجميع داخل البلد وخارجه لبقائه واستمراره برسالته.
ودعا الى مساعدة لبنان لايجاد طريقه للخروج من هذه الازمات، وشعبه لعدم فقدانه الامل ولعيش مستقبل زاهر في ارضه من دون اي تدخلات.
الصليب الأحمر
اما نائب رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي جيل كاربونييه، فاستعاد شريط المساعدات التي قدمها الصليب الأحمر الدولي للبنان بعد الانفجار، ومحاولة تأمين حاجات العديد من اللبنانيين الذين تأثروا بهذا الحدث المأساوي وبالازمات الأخرى التي تضرب البلد.
ولفت الى ان ما يحتاجه لبنان لا يقتصر على المساعدات الإنسانية، بل يجب تعاون الجميع من سلطات ومنظمات حكومية وغير حكومية والمجتمع الدولي.
المجتمع المدني
وتحدث عدد من الناشطين في منظمات المجتمع المدني. فعرض نقولا أبو خاطر للواقع اللبناني وما يعانيه الشعب من أزمات ومشاكل، متهماً الطبقة السياسية بالتسبب بمعاناة اللبنانيين على كل الصعد. كما شدد على المشاكل التي تعترض القطاع الخاص. واكد على العزيمة على البقاء والاستمرار للخروج من الازمة.
من جهتها، اكدت رضا دسوقي استمرار المجتمع المدني في تقديم المساعدات، وذكرت ما تقوم به جميعة “سنابل النور” في هذا المجال على الصعد الإنسانية والطبية والتربوية في طرابلس.
وأشارت هبة أنطون الى العمل الذي تقوم به جمعية “التنمية للإنسان والبيئة” والمتطوعين فيها لمساعدة من يحتاج في هذا الوقت العصيب، داعية الى المزيد من المساعدات الدولية وشاكرة لكل ما قدمته الدول والجمعيات الدولية في هذا المجال.
اما جورج شقير فعرض للتحركات التي يقوم بها المجتمع المدني لمواجهة تداعيات الانفجار ومنها صناعة العديد من الأفلام التي تتطرق الى هذا الموضوع ونتائجه المأساوية. واكد العزيمة على الاستمرار رغم كل الظروف الصعبة، كل في ميدانه وضمن قدراته، مشدداً على ان الثقافة جزء لا يتجزأ من المواجهة لتخطي الازمات.
كما تحدثت ماريتا افرام، شاكرة كل الذين دعموا ويدعمون منظمات المجتمع المدني للوقوف في وجه التحديات والأزمات التي يعاني منها لبنان، عارضة للصعوبات المادية والثقافية والتربوية، ووجوب الحد منها، داعية الى تضامن دولي لحماية الاستمرارية التربوية في لبنان.
الجامعة العربية
والقى الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي كلمة الجامعة، عارضاً للأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان على اكثر من صعيد. ودعا الى إقامة حكومة اختصاصيين وتكنوقراط، مع صلاحيات واضحة ودعم شعبي لتنفيذ الإصلاحات، لافتاً الى ان الجامعة ترغب في ان تبصر الحكومة الجديدة النور في اسرع وقت ممكن، بعد وقت طويل من المماطلة.
واتهم زكي الطبقة السياسية وبعض القادة بالاهتمام بمصالحهم الخاصة اكثر من اهتمامهم برفاهية بلادهم ومصير شعبهم، وحثهم على تحمل مسؤولياتهم والتواصل مع بعضهم بنية طيبة لكسر الحلقة الخبيثة، كونها الفرصة الأخيرة ربما قبل الوصول الى مرحلة عدم الاستقرار وفوضى المؤسسات.
واعلن ان الجامعة تحث الأمم المتحدة والمشاركين على محاولة مساعدة اللبنانيين على منع انهيار قطاعين أساسيين هما التربية والصحة.
الصين
واعرب السفير الصيني في لبنان كيان مينجيان عن ترحيب بلاده بتكليف رئيس الجمهورية النائب نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، وعن املها في عمل كل الأطراف اللبنانية بروحية طيبة وتعزيز الحوار لتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن.
وإذ عرض للمساعدات التي قدمتها الصين الى لبنان، ابدى استعداد بلاده الى تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، ومنها المجالات الصحية وإعادة الاعمار والاستقرار الأمني والحفاظ على الهدوء على الحدود، ودعا الى دعم قوات “اليونيفيل” للحفاظ على الاستقرار على الحدود، والأطراف المعنية الى مراقبة تطبيق قرارات الأمم المتحدة والتوقف عن خرق السيادة اللبنانية والاعمال التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
روسيا
ثم تحدث القائم بالاعمال في السفارة الروسية في فرنسا الكسندر زيزيولين الذي رحب بكل المساعدات الدولية للبنان، ولكنه جدد أهمية قيام حكومة قادرة على اتخاذ قرارات مناسبة لتخطي الازمات، وتحظى بدعم كل الفئات اللبنانية.
واعرب عن دعم روسيا لمساعدة لبنان على الصعد كافة مع احترام سيادته وسلامة أراضيه
البيان الختامي:
بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية
حول المؤتمر الدولي لمساعدة الشعب اللبناني
—–
صدر عن الرئاسة الفرنسية بيان حول المؤتمر الدولي الذي عقد لمساعدة الشعب اللبناني باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وفي ما يلي ترجمة غير رسمية له:
” انعقد المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني في 4 آب 2021 عبر تقنية الفيديو، بمبادرة مشتركة من الرئيس الفرنسي والأمين العام للأمم المتحدة، بمشاركة 33 دولة، و13 منظمة دولية، و5 ممثلين عن المجتمع المدني اللبناني.
منذ سنة، حصل انفجار رهيب أدى الى تدمير مرفأ بيروت والمناطق المجاورة. وعبّر المجتمع الدولي عن تضامنه، ونظم مؤتمراً في 9 آب 2020 للاستجابة الإنسانية العاجلة، ومؤتمراً آخر في 2 كانون الأول 2020، لتقديم دعم إضافي والانخراط في جهود التعافي على المدى المتوسط.
وبعد عام على الانفجار، احيا المشاركون في المؤتمر والشعب اللبناني، هذه الذكرى الماساوية، والتي شهدت تراجعاً حاداً في الظروف الحياتية لجميع اللبنانيين، ودعوة الى محاسبة الطبقة السياسية اللبنانية لضمان القاء الضوء بشكل كامل على الانفجار.
اليوم، تطال الازمة كل لبنان وجميع القاطنين فيه. ان هذه الازمة هي اقتصادية ومالية، وهي واحدة من اسوا ثلاث أزمات شهدها العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر وفق ما ذكره البنك الدولي. وهي ايضاً ازمة اجتماعية، بفعل عدم إيصال المواد الأساسية ومتطلبات الخدمات الضرورية لقسم كبير من الشعب. كما انها ازمة غذائية وتتحول الى ازمة إنسانية. انها ازمة سياسية تقع مسؤوليتها على عاتق القادة السياسيين الذين يماطلون في تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الأكثر حاجة. واخيراً، انها ازمة ثقة، بين الشعب اللبناني وقادته، وبين هؤلاء القادة والمجتمع الدولي.
وفي هذا الاطار المحدد والصعب، رحب المؤتمر بواقع ان كل المساعدات الموعودة منذ سنة، تم صرفها. ولبى المشاركون دعوة إنسانية إضافية من الأمم المتحدة بقيمة 357 مليون دولار للاشهر الـ12 المقبلة، والتعهد بدعم مالي اجماله 370 مليون دولار، تضاف اليه مساعدات عينية. والهدف هو بشكل خاص، تلبية الحاجات الأكثر الحاحاً من غذاء، امن، مياه، مواد صحية، الصحة والتربية.
وشدد المشاركون على ان هذا الدعم يهدف الى انقاذ أرواح، وليس بأي شكل من الاشكال، حلاً دائماً للصعوبات التي يواجهها لبنان والتي توجب اولاً تشكيل حكومة تطبّق الإصلاحات الموعودة منذ مؤتمر “سيدر” في العام 2018، والتي اجتمعت في الأول من أيلول 2020 وفق خريطة طريق وافقت عليها القوى السياسية اللبنانية. كما شدد المشاركون على ان تنفيذ هذه القرارات، يبقى اساسياً لاي دعم مالي بنيوي من جهتهم.
ورحب المشاركون في تكليف السيد نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، ودعوا لقيام حكومة مهمتها انقاذ البلد. وفور تشكيلها، ستحتاج الى تكريس وقتها للاطلاق السريع والتصرف وانهاء المفاوضات بنية طيبة مع صندوق النقد الدولي. وسيكون عليها ايضاً التحضير للانتخابات عام 2022، والتي يجب ان تكون شفافة ونزيهة وتقام وفق البرنامج المحدد.
وناقش المؤتمر التدابير المطلوبة بعد ان ازدادت الازمة سوءاً.
ان رفع الدعم عن المواد الأساسية يجب ان يحصل، بالتزامن مع انشاء شبكات امان اجتماعية، من ضمنها التطبيق الفوري لقرض الشبكة الطارئة للبنك الدولي للامان الاجتماعي. ان توزيع البطاقات المدفوعة سلفاً والتحضير للوائح المستفيدين التي تتطلبها، يجب توفيرها بشفافية مطلقة.
ولاحظ المشاركون ان اطار الإصلاح والتعافي وإعادة الاعمار (3R) تم تطبيقه، ويسمح بتنسيق افضل للمانحين وبدور أساسي للمجتمع المدني. والصندوق اللبناني المالي الذي انشأه البنك الدولي من مانحين متعددين، يجب البدء بصرف مخصصاته من دون عوائق بيروقراطية في الأيام التي تلي المؤتمر، ودفع الهبات الأولى الى المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ان المساهمين الحاليين يشجعون مانحين آخرين على الانضمام اليهم.
وفي وقت يعاني الاقتصاد اللبناني من ركود عميق، فإنه على القطاع المالي والمصرفي ان يلعب دوره الطبيعي بتمويل الاقتصاد الحقيقي. يجب معالجة الازمات المالية بشكل فوري، وفق خطة وقانون قرار مصرفي يستند الى قواعد عادلة وشفافة، تضمن مساهمة المشاركين في هذه الازمة المالية.
ولاحظ المشاركون ان لبنان سيحصل قريباً على حصته (نحو 900 مليون دولار) من المساعدات الدولية وغير المشروطة وفق حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، بهدف أساسي لمعالجة الركود ونتائج الازمات للصحة العامة. وهم اوصوا ان يكون استعمال هذه الموارد وفق طريقة شفافة بشكل تام، وبالتواصل مع المجتمع المدني، وان تخضع للمراقبة الآنية ولتقييم ما بعد استعمالها، واخيراً، المساهمة في التحضير لسياسات شعبية ملائمة. ووافقوا على المتابعة الدقيقة والعودة الى هذا الموضوع.
واخذ المشاركون في الاعتبار انه، وفقاً لتوقعات الشعب اللبناني، فإن النظام التنموي للبلد يحتاج الى اصلاح لضمان عودة لبنان الى عملية تنمية دائمة محورها الشعب. ولا يمكن للمساعدات الإنسانية ان تشكل حلاً طويل الأمد، ويجب ربط تطوير برنامج مع صندوق النقد الدولي، باحتمال إدارة متجددة ونظام تنموي جديد تم لحظه في برنامج 2030 للتنمية المستدامة.
واعرب المشاركون عن قلقهم من التأخير في التحقيق في انفجار الرابع من آب. ولفتوا بقلق، الوضع التشغيلي لمرفأ بيروت، ودعوا السلطات اللبنانية الى اتخاذ التدابير الفورية اللازمة للقيام بالإصلاحات الكافية ولاعادة اعمار أجزاء المرفأ التي تم تدميرها.
ان افضل مورد للبنان هو شعبه، وان الازمة وتداعيات المماطلة السياسية تؤدي الى ارتفاع عدد اللبنانيين الذين يغادرون بلدهم. هذا خطر أساسي لمستقبل لبنان، وهو يقوّض حالياً القطاعات النخبوية في لبنان، وخصوصاً في مجالي التربية والصحة.
وأشار المشاركون الى ان قيام حكومة لتنفيذ الإصلاحات التي لاغنى عنها ،وبشكل فوري، هي الخطوة الأولى لمجهود دائم لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان. ويقف المشاركون الى جانب الشعب اللبناني في طريقه وينوون الاستمرار في الحوار مع المؤسسات الوطنية اللبنانية والمجتمع المدني. واكدوا عزمهم على استعمال كل الوسائل المتاحة لتأمين الدعم المباشر للشعب. الا ان الاقتصاد البنيوي والمساعدة المالية، ستتطلب تغييرات عميقة منتظرة من القادة اللبنانيين.