“مصدر دبلوماسي”
يتزامن اليوم الاول من آب عيد تاسيس الجيش الصيني ومئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني مع عيد الجيش اللبناني أحيت السفارة الصينية هذه الذكرى بحفل افتراضي
حضره سفير جمهورية الصين الشعبيّة في لبنان “تشيان مينجيان”،
ممثّل قائد الجيش اللبناني العميد الركن زياد الهاشم، نائب رئيس الأركان للتخطيط، نائب قائد اليونيفيل، والملحق الدفاعي الصيني العميد
Zhengyuchong
وعدد من الشخصيات العسكرية الصينية واللبنانية الذي القى كلمة بالناسبة جاء فيها:
حضرات الملحقين العسكريّين، حضرات الضبّاط، الأصدقاء المحترمين
أتوجّهُ إليكم بصفتي المُلْحَق العسكري في السفارة الصينيّة في لبنان، وبمناسبة الذكرى الرابعة والتسعين على تأسيس الجيش الصيني ومئوية تأسيس الحزب الشيوعي، لتأكيدِ التعاونِ العسكريّ بين الجيشينِ والدعمِ من الجانِبِ الصينيّ للجيشِ اللبنانيّ.
لا بدّ أوَلا من تقديمِ رؤيةِ وطموحِ ومجالاتِ عَمَلِ الجيشِ الصينيّ وأهدافِه: حيث إن جيش التحرير الشعبي الصيني تقدم الدعم الاستراتيجي لتعزيز قيادة الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي، والقرار الاستراتيجي باتباع مسار التنمية السلمية، والسياسة الخارجية المستندة على السلام، وأفضل التقاليد الثقافية – باعتبار السلام والانسجام أساسيَّينِ – يؤكِّدُ على اتباعِ الصينِ سياسَةَ دفاعٍ وطنيةً ذات طبيعة دفاعية غير هجوميّة. حيث تسعى إلى حماية سيادتِها وأمنِها ومصالِحِها الإنمائية بحزمٍ: لردعِ العدوانِ ومُقاوَمَتِهِ، وتعزيز الأمنِ السياسيّ الوطنيّ وأمنِ الشعب واستقراره الاجتماعي، حماية المصالح الأمنية للصين ، حماية الحقوق والمصالح البحرية للصين، دعم التنمية المستدامة في البلد، الالتزام بمبادئ إعادة التوحيد السلمي مع تايوان على أساس دولة واحدة ونظامين لكن لا تتعهد بالتخلى عن استخدام القوة ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة… وما يهمّنا في التأكيد عليه إن حماية المصالح الخارجية تشكل جزءا حاسما من المصالح الوطنية لنا. ومن مهامِ القوّاتِ المسلّحةِ الصينيّةِ حماية الامن والحقوق والمصالح المشروعة للشعب الصيني والمنظمات والمؤسسات فى الخارج بشكلٍ فعّالٍ.
ونُعيدُ التأكيدَ على أنّ الأمّةَ الصينيّةَ مُحِبّةٌ للسلام. بالتالي لا تسعى أبدًا إلى الهيمَنَةِ أو التوسُّع. فَمُنذُ بدايةِ العصرِ الحديثِ، عانى الشعبُ الصينيُّ من الاعتداءاتِ والحروبِ، وتعلّمَ قيمَةَ السلامِ والحاجَةِ المُلِحَّةِ إلى التنمية. ولِذلِكَ، فإنَّ الصينَ لن تُلحِقَ أبدًا مِثلَ هذه المعاناة بأي بلدٍ آخر. منذ تأسيسها قبل حوالي إثْنَيْنَ وسَبْعينَ عاما، لم تبدأ جمهوريةُ الصينِ الشعبيّةِ أيّ حربٍ أو صراعاتٍ. ومُنذُ بَدْءِ الإصلاحِ والانفتاحِ التزمَت الصين بتعزيزِ السلامِ العالميّ وقلّصَتْ جيشَ التحريرِ الشعبيِّ الصينيّ طواعية بما يزيد على أربعة ملايين جندي. لقد نَمَت الصينُ من بلدٍ فقيرٍ وضعيفٍ لِتُصْبِحَ ثاني أكبر اقتصادٍ في العالم، لا من خلال تلقي الصَّدَقات من الآخرين ولا من خلال الانخراطِ في التوسُّعِ العسكريّ أو النهبِ الاستعماريّ. وبدلا من ذلك، فقد تطوّرت من خلال العَمَلِ الشاقِ الذي يَبْذُلُهُ شَعْبُها وجُهودِهِ لِلحِفاظِ على السلام. وقد بذلت الصين كُلَّ جُهْدٍ مُمْكِنٍ لِتَهْيِئَةِ الظروف المواتية لتنميتها من خلال الحفاظ على السلام العالمي، كما سعت إلى تَعزيزِ السلامِ العالميِّ من خلال تنميَتِها. وتأملُ الصينُ بإخلاصٍ فى أن تختار جميع الدولِ طريقَ التنميةِ السلميّةِ وأن تَمنع الصراعاتِ والحُروبَ بشكلٍ مشترك .
ويعزّزُ جيشُ التحريرِ الشعبيِّ الصينيّ بنشاطٍ التعاونَ الدوليَّ،، تؤكّدُ الصينُ التزامها بميثاقِ الأممِ المُتّحِدَةِ واحترامِ أحكامِ القانونِ الدوليّ والعَمَلِ ضمنَ مَبادِئِهِ وعَدَمَ استعمالِ القوّةِ أو التهديد باستعمالها في العلاقات الدولية إضافة الى عدم التدخّل في الشؤون الداخليّة للدول واحترام سيادتها، والسعي لحلّ أي خلاف أو نزاع من خلال الطرق السلمية . كما أنّ الصين تشجِّعُ الشراكات العسكريّة بدلًا من التحالفات وبالتالي لن تدخل في أيّة كتلةٍ عسكريّةٍ (بحسب ما ورد في استراتيجيّة الدفاع الوطني الصيني لعام 2019). كما إنَّ التاريخ يثبت وسوف يستمر في إثباتِ أن الصين لن تَتْبَعَ أبَدًا المسارَ المهزومَ للقوى الكبرى في سَعْيِها إلى الهَيْمَنَةِ. ومهما تطوَّرَت الصينُ، فإنَّها لن تهدِّد أيّ بلدٍ آخَرَ أو تسعى إلى أيّة مِنطقة نُفوذ.
وتدعمُ الصينُ بنشاطٍ منظمة الأمم المتحدة. وهي مساهمٌ رئيسيّ في ميزانيتها لحفظِ السلامِ وأكبرُ دولة مساهمة بقواتٍ بين الأعضاء الدائمينَ في مجلس الأمن. وحتى سبتمبر 2020 شاركت الصين في 24 بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وساهمت بأكثر من 40 ألف من قوات حفظ السلام. 16 من العسكريين الصينيين ضحوا بحياتهم في منظمات الأمم المتحدة .
. كما وتنشط الصين في التعاون الدولي والإقليمي لمكاوفيما يخصُّ صداقتَنا مع الجيشِ اللبنانيِّ، فإنها ترتكز على المبادئِ التي ذَكَرْناها لتطوير التعاون بين الجيشين: حيثُ يُسَجَّلُ للصين أنها أَرْسَلَتْ قوة حفظ السلام منذ عام ٢٠٠٦، على الحدودِ الجنوبيّةِ لِلُبنان، وفي هذا الإطار لابدّ من تذكّر المراقِب العسكريّ الصينيّ الرائد “دو تشاو يوي”، الذي بَقيَ مُرابِطًا بِمخفَرِهِ لأداءِ واجِبِهِ تَحْتَ نيران المدافع وقدّم حياته تضحية من أجل قضيّة السّلام في الخامس والعشرين من يوليو عام 2006 أثناء الصّراع اللبناني-الإسرائيليّ. والذي قَد مُنِحَ بعد وفاتِهِ وسام الدرجة الأولى من قبل الجيش الصينيّ وميداليّة داغ همرشولد من قبل الأمم المتّحدة. إضافة إلى مُشارَكَتنا ودعمنا بعض المشاريع التنمويّة في بعض المناطق اللبنانيّة ، كذلك قدم الجيش الصيني هبة اللقاحات الصينية الى الجيش اللبناني خلال أزمة كورونا، إذ زوّدت لبنان بِمُساعَداتٍ طُبِيَّةٍ، إضافةً إلى مُساعَداتٍ وهِباتٍ عَسكَريًّة كالآليّاتِ وغيرِها.
أخيرًا، نتوجَّهُ الى الجيش اللبنانيّ بالمعايدةِ بِمُناسَبَةِ حلولِ عيدِ الجيشِ في الأوَّلِ من آبَ متمنّينَ تطويرَ التعاونِ فيما بيننا. خلال 76 عاما قد شاهدنا إن الجيش اللبناني الشجاع والمخلص كان يغلب على العديد من الصعوبات والتحديات للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وتبذل أكثر الجهود لحماية أمن الدولة واستقرار المجتمع ومصالح الشعب كما نَتَمَنّى الازدهارَ للبنانَ وانتصارَه على الأزمةِ التي يعيشُها لتحقيقِ السلامِ والأمنِ الداخليَّينِ وبالتالي الحياة الكريمة للشعب اللبناني الصديق مع مستقبلٍ زاهِرٍ مشترك للبشر.
والقى السفير الصيني الكلمة الآتية:
حضرة قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بالعميد الركن زياد الهاشم، نائب رئيس الأركان للتخطيط،
Dear Deputy Force Commander of UNIFIL, Brigadier General Irvine Nii-Aytey Aryteetey,
Dear Dean of the Military Attaches Association in Lebanon, Lieutenant Colonel Heino Matzken,
أصحاب السعادة المُلحَقين العسكريين وكبار الضبّاط،
السيدات والسادة والأصدقاء،
نجتمع اليوم بهذا الشكل الاستثنائي احتفالا بالذكرى الـ94 لتأسيسِ جيش التحرير الشعبي الصيني. أولا، اسمحوا لي أن أعبر نيابةً عن سفارة الصين لدى لبنان عن الترحيب الحار بحضور الضيوف الكرام.
يواجه العالَمُ اليومَ التغيرات الكبرى غير المسبوقة منذ مائة سنة، وتشهد التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية في المجتمع والتنوع الثقافي تطورا عميقا. ما زالت السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك التيار السائد والتيار لا يقاوم للعصر. ولكن في الوقت نفسه، تواجه البشرية تحديات مشتركة مع بروز عناصر عدم الاستقرار وعدم اليقين التي تهدد الأمن الدولي. لا توجد أية دولة قادرة وحدها على صدّ كافة التحديات التي تواجه البشرية، ولا دولة تستطيع التراجع إلى جزيرة معزولة للانغلاق الذاتي.
ظلت الصين ممن يَبني السلام العالمي ويُسْهِم في التنمية العالمية ويَحمي النظام الدولي ويَدعو إلى التضامن الدولي لمواجهة التحديات المشتركة. قبل أيام، احتفلنا بالذكرى المِئَويةِ لتأسيسِ الحِزْبِ الشيوعيِّ الصيني. لقد حققنا الهدف المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وأطلقنا مسيرة جديدة لتحقيق الهدف المئوي الثاني المتمثل في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وتحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية. إن هذا الحلم يرتبطُ ارتباطًا وثيقًا بأحلامِ شعوبِ العالَمِ في السلام والتنمية.
ستواصل الصين في مسيرتها الجديدة انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة، والمواظبة على سلوك طريق التنمية السلمية، ودفع بناء علاقات دولية جديدة الطِراز، ودفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ودفع التنمية العالية الجودة للتشارُك في بناء “الحزام والطريق”، وتوفير فرص جديدة للعالم من خلال التنمية الصينية الجديدة.
وستستمر الصين في العمل مع جميع الدول والشعوب المحبة للسلام على ترقية القيم المشتركة للبشرية جَمْعَاءَ والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. وستثابر على التعاون لا المجابهة، وعلى الانفتاح لا الانغلاق، وتتمسك بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك وتَرْفض لُعبة المُحَصِلَة الصُفْرِية، وتُعارض نزعة الهيمنة وسياسة القوة، في سبيل دفع عجلة التاريخ لتتقدَّم نحو الهدف المشرق.
هنا، يجب علينا أن نُسَلِّط الضوءَ على دور الجيش الشعبي الصيني المتميز. في السنوات الأخيرة، تَقدَّم الجيش الشعبي الصيني بخطوات ثابتة في طريق تقويته ذي الخصائص الصينية تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها القيادية الأمين العام شي جين بينغ، حيث قام بالدفاع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بقدرات أقوى ووسائل أكثر وُثوقا، وأنجز المهام الجِسَام مثل صيانة حقوقنا البحرية ومكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار ومعالجة الطوارئ والإغاثة من الكوارث وحفظ السلام الدولي وحِراسة السفن التجارية في خليج عدن والإغاثة الإنسانية، وأصبح دعامة صُلبة للدفاع عن السلطة الحمراء وحماية الكرامة الوطنية الصينية، وقوة قوية لحماية السلامِ والاستقرارِ في العالم ودفع بناءِ مجتمع المستقبل المُشتَرَك للبَشَريَّة.
السيدات والسادة،
يصادف هذا العام أيضا الذِكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بَيْنَ جمهوريَّةِ الصين الشعبيّةِ والجمهورية اللبنانية. على مدار الـ50 سنة المنصرمة، تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل سلس، وشهد التعاون بين البلدين في مختلف المجالات تطورا مستمرا. في وقت نفسه، ويحافظ الجيشان الصيني واللبناني على التواصل الودي والتعاون الوثيق. وأنجزت قوات حفظ السلام الصينية مهاما كثيرة بكل نجاح على مدى سنوات وتلقت تقديرا عاليا من قوات حفظ السلام للأمم المتحدة والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني.
وفي المعركة غير المسبوقة ضد جائحة كوفيد-19، ظل الجانبان الصيني واللبناني يتبادلان الدعم، ويعملان يدا بيد على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجائحة بحزم لا يتَزَعْزَع، ويساهمان في إقامة مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع. لقد قدّم الجانب الصيني دُفعات عديدة من المساعدة الطبية ودفعتَيْن من اللقاح الصيني مجموعهما 90 ألف جُرعة إلى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، الأمر الذي يعكِس الصداقة العميقة لحكومة الصين وشعبها والجيش الصيني تجاه حكومة لبنان وشعبه والجيش اللبناني.
أود أن أُؤَكد هنا أن الجانب الصيني سيواصل دعم جهود لبنان في صيانة سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ودعم الشعب اللبناني في استكشاف طريق تنموي بإرادته المستقلّة. وسيواصل الجانب الصيني المشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان وتقديم مساهمة أكبر للحفاظ على السلام في لبنان والمنطقة. ونحن على استعداد لتعزيز التبادل والتعاون بين البلدين في كافة المجالات ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين نحو المزيد من التطور.
أخيرا، أنتهز هذه الفرصة أيضا لأتَقدَّم بالشكر الجزيل للأصدقاء الذين يدعمون الصين والصداقة الصينية اللبنانية. وأعبر لكم وبواسطتكم عن المودة والتقدير من الجانب الصيني للدُوَلِ الصديقةِ وخاصة الدَولَةِ اللبنانيَّةِ.
شُكرًا لَكُم.